الثقافة

2024.07.04

الكاتبة الكورية إون هوي-كيونغ (الأولى من اليسار) والكاتبة العمانية جوخة الحارثي (في المنتصف) تتحدثان في حوار أدبي مشترك حول ’التحرر‘ أقيم يوم 29 يونيو في مجمع كويكس بحي غانغنام في سيئول على هامش فعاليات معرض سيئول الدولي للكتاب.

الكاتبة الكورية إون هوي-كيونغ (الأولى من اليسار) والكاتبة العمانية جوخة الحارثي (في المنتصف) تتحدثان في حوار أدبي مشترك حول ’التحرر‘ أقيم يوم 29 يونيو في مجمع كويكس بحي غانغنام في سيئول على هامش فعاليات معرض سيئول الدولي للكتاب.



سيئول = بقلم وتصوير إسراء محمد

"سنضيف كراسي المنظمين أيضا إلى المكان حتى يستطيع المزيد من الجلوس قدر المستطاع."
"سنكبر صوت مكبرات الصوت قدر الإمكان حتى تستطيعون سماع الحوار من الخارج أيضا."

هذا ما سمعته مراسلة كوريا نت فور وصولها إلى مكان إقامة ندوات معرض سيئول الدولي للكتاب مساء يوم 29 يونيو. وعلى الرغم من أنني كنت على دراية ببيع جميع تذاكر الندوة على الموقع الرسمي للمعرض، إلا أنني فوجئت كثيرا بصف الانتظار الطويل الذي جعلني أتساءل... هل أنا في حفل لآيدولز مشاهير؟

وكانت فعالية ذلك اليوم هي حوار أدبي بين اثنين من عمالقة مجال الأدب في كوريا وعمان أو نستطيع أن نقول ’آيدولز‘ الأدب الكوري العماني. كان الحوار بين الكاتبة الكورية إون هوي-كيونغ والكاتبة العمانية جوخة الحارثي. وقضت الكاتبة إون أكثر من 30 عاما في استكشاف التفرد الإنساني من خلال الأدب، أما الكاتبة جوخة فهي الفائزة العربية الأولى بجائزة مان بوكر الدولية في عام 2019. وتقابلت الكاتبتان في ذلك اليوم لمناقشة ما يحدث في عصرنا الحالي من عنف وصراع ورؤية الأدب لفكرة التحرر وكرامة الإنسان.

وشارك في الفعالية عدد كبير من الأشخاص من مختلف الجنسيات والأعمار. وربما يرجع السبب وراء هذا الحشد الكبير من الحضور إلى الفضول حول كيف ستناقش كاتبتان تتحدثان لغتان مختلفتان ومن أديان وثقافات وخلفيات مختلفة، هذه الكلمة التي تحمل في طياتها معان كثيرة ثقيلة. وتولى إدارة الحوار في ذلك اليوم الناقد الثقافي الكوري هيو هوي.

إحدى زوار الجناح العماني في معرض سيئول الدولي للكتاب، تتصفح النسخة الكورية من رواية ’سيدات القمر‘ للكاتبة العمانية جوخة الحارثي وهي أول شخص عربي يفوز بجائزة مان بوكر الدولية في عام 2019.

إحدى زوار الجناح العماني في معرض سيئول الدولي للكتاب، تتصفح النسخة الكورية من رواية ’سيدات القمر‘ للكاتبة العمانية جوخة الحارثي وهي أول شخص عربي يفوز بجائزة مان بوكر الدولية في عام 2019.


واستهل الناقد هيو كلامه قائلا إنه شعر بالقلق عندما عرف أن موضوع الحوار هو ’التحرر‘ وخشى أن تكون الأجواء ثقيلة وجدية بالنسبة للجمهور. ثم سأل الكاتبتان حول هوية التحرر من وجهة نظر الأدب. واجمعت الكاتبتان على "الأدب في حد ذاته تحرر".

وتحدثت الكاتبة جوخة قائلة "يستطيع الشخص أن يحصل على تجارب ومشاعر جديدة من خلال قصص الآخرين في الروايات. ولذلك يستطيع التحرر من الأشياء التي قيدت تفكيره لفترة طويلة". وقدمت مثالا على كلامها من خلال روايتها ’سيدات القمر‘ التي تم ترجمتها إلى الكورية ونشرها في معرض هذا العام وهي أول رواية عمانية مترجمة للكورية.

وتابعت "في الرواية هناك مشهد للأم وهي تلد ابنتها وتسميها ’لندن‘. في الحقيقة هو ليس اسما شائعا للبنات في عمان وليس المعتاد أن نسمى الأشخاص باسم المدن. وهذا يجعلنا نفكر ربما أرادت الأم أن تمنح ابنتها حياة مختلفة عن حياتها بهذا الاسم أو ربما لديها سبب آخر. وهكذا يحصل الشخص على التحرر من خلال الأدب. وعلى الكاتب أن يخرج عن المعتاد والمألوف حتى يستطيع منح القارئ تجربة جديدة بواسطة قوته الفنية".

وبدورها أكدت الكاتبة إون "عندما يقرأ الشخص الأعمال الأدبية، في البداية تظهر شخصيات غريبة عنه وكلما قرأ أكثر كلما عرف الخلفية والبيئة حول هذه الشخصيات ويبدأ تدريجيا في فهم هذه الشخصيات والشعور بأنها ليست غريبة بل مختلفة. وهكذا يصبح الشخص قادرا على احترام التنوع".

ويعتبر الأدب حلقة وصل تساعد على فهم واحترام التنوع والاختلاف بين بعضنا البعض. وتحدثت الكاتبة إون في ذلك اليوم عن إنها تعرفت على جوانب كثيرة لعمان أثناء قراءتها رواية ’سيدات القمر‘. ومن كثرة ظهور التمر الذي يعتبر رمزا للثقافة العربية، في الرواية قامت هي أيضا بعمل طلبية تمر لتجرب طعمه.

وردا على ذلك، قالت الكاتبة جوخة إنها أيضا أثناء قراءتها للروايات الكورية المترجمة للعربية مثل رواية ’النباتية‘ أرادت أن تجرب الكيمتشي بشدة.

وفي نهاية الحوار، أعربت الكاتبتان عن سعادتهما بترجمة أول رواية عمانية إلى الكورية وأن هذه الخطوة تعتبر بداية مسيرة تنشيط التبادل الأدبي الكوري العماني.

وسأل أحد الحضور الكاتبة جوخة عن رد فعل معارفها حول زيارتها إلى كوريا، فأجابت "قام أفراد عائلتي ومعارفي بإخباري بعض المصطلحات الأساسية من اللغة الكورية وترشيح جوانب الثقافة الكورية المختلفة التي يجب أن أجربها خلال زيارتي مثل الطعام الكوري". ونستطيع أن نرى من ذلك قوة وتأثير الثقافة مثل الأدب والموسيقى والدراما في مساعدة مواطني البلدين على فهم بعضهما البعض.

وأقيم في ذلك اليوم العديد من الفعاليات المختلفة قبل هذا الحوار الأدبي مثل حفلة توقيع منفردة لكلا الكاتبتين وندوة كورية عمانية احتفالا بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية الكورية العمانية.

الحضور يستمعون إلى الحوار الأدبي الكوري العماني ’التحرر‘ الذي قدمته الكاتبة الكورية إون هوي-كيونغ والكاتبة العمانية جوخة الحارثي ضمن فعاليات معرض سيئول الدولي للكتاب وذلك يوم 29 يونيو في مجمع كويكس بحي غانغنام، سيئول.

الحضور يستمعون إلى الحوار الأدبي الكوري العماني ’التحرر‘ الذي قدمته الكاتبة الكورية إون هوي-كيونغ والكاتبة العمانية جوخة الحارثي ضمن فعاليات معرض سيئول الدولي للكتاب وذلك يوم 29 يونيو في مجمع كويكس بحي غانغنام، سيئول.


ess8@korea.kr

محتوى متعلق