المرح هو صفة محفورة في الحمض النووي للكوريين. فعند الشعور بالسعادة، فهم يبتهجون أكثر بالرقص والغناء، وحتى عندما تصبح الأمور صعبة، فإنهم يتغلبون على ذلك بحس السخرية والفكاهة. ونظرًا لطبيعة هذا الشعب، فقد تمكنوا من صنع الموسيقى واللوحات الفنية والحرف والاستمتاع بها لإثراء حياتهم اليومية.
وعلى وجه الخصوص، فإن أصالة الموسيقى التقليدية الكورية والأحاسيس الموجودة في فن الغوغاك وأغنية "أريرانغ" تثير إعجاب الناس في جميع أنحاء العالم.جدير بالذكر أن الأجانب الذين تعرفوا على الثقافة الكورية عبر الكيبوب، يزداد حبهم لكوريا ويصبح أكثر عمقًا بعد أن يتعرفوا على الهانغل، والفنون التقليدية، وفن الغوغاك وغيرها من محتويات الثقافة الكورية.
تحظى الثقافة الكورية في الآونة الأخيرة باهتمام من جميع أنحاء العالم. فنجد أن الشباب المتخصصين في الموسيقى الكلاسيكية يكتسحون في المسابقات الدولية، كما تتم ترجمة الكثير من الأعمال الأدبية للغات الأجنبية والتي تحظى بإعجاب القراء من خارج البلاد. وقد برزت مؤخرًا اللوحات أحادية اللون لفنانين كوريين مثل لي أوهوان وبارك سيو بو من ضمن أبرز الأعمال الفنية التي تحظى باهتمام على مستوى العالم.
أما الولع بالكيبوب، فهو ذو صيت هائل أكثر من أي مجال أخر. حيث إن النتائج التي وصلت لها فرقة BTS مُذهلة للغاية. ففي أغسطس 2020، أذهلت الأغنية المنفردة الإنجليزية "Dynamite" لفرقة BTS العالم باحتلالها المرتبة الأولى في مخطط بيلبورد الأمريكي للأغاني المنفردة "Hot 100". وقد كانت تلك المرة هي الأولى منذ عام 1963 التي يحتل فيها فنان آسيوي صدارة مُخطط "Hot 100"، والفنان الأول على الإطلاق من كوريا. ولا يُعد ذلك مجرد انتصار لفرقة بذاتها، بل هو نتيجة تعكس شعبية موسيقى الكيبوب، التي انتشرت في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك اليابان والصين وجنوب شرق آسيا، ومنها إلى الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا.
ويحظى المحتوى الكوري بشعبية هائلة في جميع أنحاء العالم، بدايةً من فيلم "ميناري"، ومسلسل "لعبة الحبار" على منصة نتفلكس، وفيلم "السمسار" الذي حصل بطله "سونغ كانغ هو" على جائزة أفضل ممثل في دور البطولة في الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي. وقد أصبح احتلال المحتوى الكوري لمرتبة عالية من الشعبية فور إصداره على منصة نتفلكس أمرًا مألوفًا.
إن التميز الفني الخاص بالثقافة الكورية التي تحظى بالتقدير العالمي، هو أمر لم يحدث بمحض الصدفة بين عشية وضحاها. حيث يمكننا الشعور بالحس الفني الفريد للشعب الكوري عبر جداريات المقابر والآثار الخاصة بفترة الممالك الثلاث، وقد أصبح ذلك الحس الفني أكثر ثراءً وعمقًا مع مرور عصور ممالك شيلا الموحدة، وكوريو، وجوسون. ويمكننا القول إن ذلك الحمض النووي للحس الفني الخاص بالأسلاف، قد تم توارثه جيلًا بعد جيل حتى وصل إلى الشعب الكوري في يومنا هذا.
ومن بين عناصر التراث الثقافي والفني الذي تم توارثه منذ العصور القديمة، هناك العديد من العناصر التي تم إدراجها تحت حماية منظمة اليونسكو. وحتى عام 2022، تم إدراج 15 موقعًا ضمن مواقع التراث العالمي، و16 وثيقة ضمن سجلات التراث الوثائقي العالمي، و22 عنصرًا ضمن التراث الثقافي غير المادي للبشرية، ليصل المجموع إلى 53 عنصرًا مدرجًا.
قصر تشانغ دوك غونغ
يقع قصر تشانغ دوك غونغ في واريونغ-دونغ، جونغنو-غو، سيئول. وهو يعد من أهم الآثار الثقافية التي تحتفظ بالصورة القديمة لقصور عصر مملكة جوسون (1392-1910). وبالرغم من اكتمال بناؤه في عام 1405 كاستراحة ملكية، إلا أن الملوك كانوا يستخدمونه كمقر ملكي رسمي بعد احتراق المقر الملكي السابق قصر "غيونغ بوك غونغ" في عام 1592 عندما غزت القوات اليابانية مملكة جوسون، حتى تم ترميمه في عام 1867. وقد تم إدراج قصر "تشانغ دوك غونغ" في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي عام 1997.
وعلى الرغم من بناء قصر "تشانغ دوك غونغ" خلال عصر مملكة جوسون، إلا أنه ورث التقاليد المعمارية لمملكة كوريو. وتم بناؤه على سفح جبل ليتناسب مع المناظر الطبيعية. وبرغم أن القصور عادةً ما يتم بناؤها بشكل مصطنع لإبراز عظمة وسلطان حاكمها، إلا أن قصر "تشانغ دوك غونغ" تم إنشاؤه في موقع مناسب لتحقيق أقصى استفادة من السمات الجغرافية المميزة، بحيث تم تنسيق مبانيه حسب وظائفها لتتناغم مع شكل المنطقة الجبلية السفلية لقمة "أونغ بونغ"، التي تعد جزءا من سلسلة جبال "بوك أك سان".
إنه حقًا تراث تاريخي عظيم حيث لا يزال عدد من مباني القصر الأصلية مثل البوابة الرئيسية "دون هوا مون"، وقاعة "إن جونغ جيون"، وقاعة "سون جونغ جون" وغيرها، باقية كما كانت عليه في الأصل، كما يحتوي على حديقة خلفية ذات طراز كوري تقليدي. بالإضافة إلى ذلك، يحتفظ الطراز المعماري لمبنى "ناك سون جيه" الموجود في القصر بجمال الهانوك (البيوت الكورية التقليدية).
جونغميو
يقع ضريح جونغميو في هون جونغ-دونغ، جونغنو-غو، بسيئول. وهو ضريح الأجداد الملكي لحقبة جوسون. ويضم الضريح 83 لوحًا من الألواح الروحية (المواد الرمزية التي يمكن لأرواح الموتى الاعتماد عليها) للملوك وعقيلات الملوك والأسلاف بعد وفاتهم في مملكة جوسون. وكانت جوسون التي تأسّست اعتمادًا على المبادئ الكونفوشية، تضع أولوية للأماكن التي سترقد فيها أرواح الأجداد. ولذا، فإن هذا الضريح هو خير دليل على أن التعاليم الكونفوشية كانت تُمارس فعليًا على مستوى البلاد.
وبشكل عام، يُظهر المبنيان الرئيسيان في الضريح الملكي، وهما قاعتيْ "جونغ جون" و"يونغ نيونغ جون"، تماثلًا رائعًا. وهناك اختلافات في ارتفاع المنصة، وارتفاع الطنف وأعلى السقف، وسُمك الأعمدة حسب رتب الملوك والملكات. يتميز الضريح بقيمة هائلة؛ حيث تم الحفاظ على الشكل الأصلي له منذ القرن السادس عشر كمساحة لطقوس الأسلاف، بأسلوب معماري فريد من نوعه عالميًا. ولا تزال الطقوس التذكارية، لإحياء ذكرى حياة وإنجازات ملوك وملكات جوسون، تُقام في هذا الضريح بشكل منتظم.
قلعة هواسونغ
تقع قلعة "هوا سونغ" في جانغ أن-غو، مدينة سوون، غيونغي-دو. وقد بُنيت في عام 1769 خلال فترة حكم الملك "جونغ جو" في عصر مملكة جوسون، ويبلغ إجمالي طول جدرانها 5.7 كيلو مترًا. وقد أمر الملك "جونغ جو" ببناء القلعة أثناء نقل مقبرة أبيه ولي العهد "سادو" من منطقة "يانغ جو" في مقاطعة غيونغي-دو إلى موقعها الحالي بالقرب من القلعة.
وتتميز وظائف مرافق القلعة بالهياكل المبنية على أسس منطقية وعملية، وبالتالي فهي تحظى بتقدير عالٍ كأثر ثقافي، نظرًا لأنها صُممت لأداء وظيفَتيْها الدفاعية العسكرية والتجارية معًا بخلاف القلاع العادية. وتشتهر القلعة باكتمال بنائها باستخدام عدد من الأجهزة العلمية قائمة على مبدأ البكرات، بما في ذلك "غو جونغ كي" (بكرة متحركة تُستخدم من أجل مراكمة الأحجار في الأماكن المنخفضة)، و"نونغ نو" (بكرة ثابتة تُستخدم في نقل الأحجار إلى الأماكن المرتفعة مثل المرفاع)، واللذين اخترعهما العالم "جونغ ياك يونغ".
وفي كل عام، يُقام مهرجان قلعة هواسونغ الثقافي، الذي يلقي الضوء على العالم الذي كان يحلم به الملك جيونغ جو، في منطقة هواسونغ ويقدم محتويات ليتمكن الزوار من الاطلاع عليها. وقد أُقيمت فعالية موكب قبر الملك جيونغ جو في أكتوبر 2022، بعد أربع سنوات من أخر مرة أُقيم فيها في عام 2018.
كهف سوكورام، معبد بولغوكسا
يقع كهف سوكورام في جبل تو هام في مدينة غيونغجو، غيونغ سانغ بوك-دو. وقد بنُي في عام 774 ليكون من أبرز كهوف المعابد في عصر مملكة شيلا الموحدة. وتم بناؤه بتطبيق تقنيات النحت الفائقة في التصميم بحيث يخترق ضوء أشعة الشمس التي تشرق من بحر الشرق عمق الكهف لتضيء جبهة تمثال بوذا الموجود فيه. ويتميز معبد بولغوكسا البوذي الذي تم تشييده بالتزامن مع تشييد كهف سوكورام بروعة تصميم وتنسيق مبانيه. ومن أبرز مبانيه: "باغودا دا بو تاب" و"باغودا سوك كا تاب" اللتان تقفان جنبًا إلى جنب في الفناء الأمامي لقاعة الصلاة الرئيسية "ديه أونغ جون". وتعُد هاتان الباغودتان من أبرز نماذج الباغودات الخاصة بعصر مملكة شيلا؛
حيث تتميز "باغودا سوك كا تاب" بالبساطة، في حين تتميز "باغودا دا بو تاب" بالدقة والفخامة.
وتمتاز "باغودا دا بو تاب" بهيكل فريد للغاية؛ حيث بُنيت من خلال تراكم حجر الجرانيت المصقول بدقة. وتظهر صورتها على سطح العملة المعدنية الكورية بقيمة 10 وون كوري. من ناحية أخرى، تمثل "باغودا سوك كا تاب" غير المزخرفة التي تُعبر عن الجمال الكامل من خلال التناسب والتناسق الدقيقَيْن لهيكلها، أصل الباغودات الحجرية البوذية الكورية؛ حيث تم بناء عدد من الباغودات المشابهة لها في وقت لاحق.
كما أن جسر تشونغ أون غيو (جسر السحاب الأزرق) وجسر "بيغ اون غيو" (جسر السحاب الأبيض)، اللذان يؤديان إلى قاعة "ديه اونغ جون"، وهي قاعة الصلاة الرئيسية لمعبد "بولغوكسا"، يتميزان بالإضافة إلى جمال هيكلهما، بالرمزية الدينية الدالة على ضرورة عبور الماء والمرور بالسحاب من أجل دخول الأرض النقية.
المقابر الملكية في عصر مملكة جوسون
مقابر "دونغ غورنغ"، و"سو أو رونغ"، و"سوسام رونغ"، و"هونغ يو رونغ"، هي مقابر ملكية تابعة لعصر مملكة جوسون. تقع جميعها في مقاطعة "غيونغي-دو" بالقرب من سيئول في مدينة "غوري"، ومدينة "غويانغ "، ومدينة "ناميانغ جو" وغيرهم. وقد بلغ عدد مقابر ملوك وملكات حقبة جوسون 44 مقبرة، تم تسجيل 40 منها ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي.
وتكتسب المقابر الملكية أهمية وقيمة كونها من التراث الثقافي المادي، نظرًا لأنها تُعد ميدانًا لثقافة الجنائز التي تعكس القيم السائدة في ذلك العصر، بما في ذلك المبادئ الكونفوشية، ومبادئ "فينغ شوي". والجدير بالذكر أن لهذه المقابر قيمة كبرى؛ حيث تم الحفاظ عليها بحالتها الأصلية دون المساس بها.
مستودعات "جانغ كيونغ بان جون" في معبد "هيه إين سا" البوذي
يتم الاحتفاظ بألواح الطباعة الخشبية تريبيتاكا كوريانا لمملكة كوريو في مستودعات "جانغ كيونغ بان جون"، التي تُعد أقدم مبنى من بين مباني معبد "هيه إين سا" البوذي. تم الاعتماد على أسلوب علمي متميز وفريد يهدف إلى منع تآكل الألواح الخشبية في تلك المستودعات التي اكتمل بناؤها عام 1488، وذلك عن طريق التهوية الداخلية الفعالة والمقاومة للرطوبة.
وقد تم بناء المستودعات التي تضم ألواح تريبيتاكا كوريانا على ارتفاع 700 متر فوق سطح البحر، وهو أعلى موقع في معبد "هيه إين سا". وتم تصميم المستودعات حتى تتقابل مع بعضها البعض في الأربعة اتجاهات من أجل التهوية الفعالة. ونظراً لطبيعة تضاريس جبل "غاياسان"، فإن التهوية الطبيعية مُمكنة عن طريق الرياح التي تهب من الوادي. وذلك من خلال تصميم النوافذ المفتوحة بمختلف الأحجام والمزودة بشبكة، في الأجزاء العليا والسفلى للجدران والجوانب الأمامية والخلفية للمستودعات، من أجل ضمان التهوية المثلى. إن هذه النوافذ المزودة بشبكة والتي تحافظ على تيار الهواء للحمل الحراري ودرجات الحرارة المناسبة، تبرز المعيار الكوري القائم على أسس علمية فائقة. أما أرضيات المستودعات فقد تم حفرها بعمق ثم وضع الفحم والطين والرمل والملح ومسحوق الجير وغيرها فيها، مما ساعد على التحكم التلقائي في الرطوبة في الداخل من خلال امتصاصها عند هطول الأمطار الغزيرة، وتصعيدها عند الجفاف.
قلعة نام هان سان سونغ
خضعت قلعة "نام هان سان سونغ" لعملية إعادة هيكلة واسعة النطاق في عصر الملك "إن جو" ملك جوسون في عام 1626 باستغلال آثار قلعة "جو جانغ سونغ" التي بنُيت في عصر الملك "مون مو" في عصر مملكة شيلا المتحدة عام 672. تبعد القلعة 25 كيلو مترًا عن جنوب شرق وسط سيئول. وقد تم الوصول إلى الحد الأقصى من التعزيز الدفاعي باستخدام التضاريس الجبلية الوعرة والشاهقة التي يبلغ متوسط ارتفاعها أكثر من 480 متراً فوق سطح البحر، كما يبلغ محيطها حوالي 12.3 كيلو مترًا. وقد ضمت القلعة مدينة فوق الجبل؛ حيث كان حوالي 4 آلاف شخصًا يقيمون فيها وفقًا لسجلات عصر مملكة جوسون. كما كانت بمثابة عاصمة مؤقتة تلجأ إليها الأسرة الملكية والقيادة العسكرية في حالة الطوارئ. وبالتالي، تم عمل ضريح "جونغميو" ومذبح آلهة الدولة "سا جيك دان" إلى جانب قصور مؤقتة في القلعة، حتى تأخذ طبيعة العاصمة في عصر حكم الملك "سوك جونغ" عام 1711. كما تُعد قلعة "نام هان سان سونغ" بمثابة دليل هام على التبادلات في مجال عمارة القلاع الجبلية التي جرت بين كوريا (جوسون) واليابان (عصر أزوتشي-موموياما) والصين (دولتي مينغ وتشينغ) في شرق آسيا من خلال الحروب الدولية التي كانت مستمرة منذ القرن الـ 16 وحتى القرن الـ 18. وفي هذه الفترة، تغير نظام الأسلحة من خلال إدخال المدفعية الغربية، مما أثر تأثيرًا كبيرًا على جدار القلعة. ولهذا، توضح هذه القلعة حتى الآن بشكل جيد التغيرات التي حدثت في فن بناء القلاع حسب العصور من القرن الـ 7 وحتى القرن الـ 19.
المناطق التاريخية في مملكة بايكجي
تعد مملكة بايكجي واحدة من الدول القديمة في شبه الجزيرة الكورية التي كانت قائمة منذ حوالي 700 عام (18 ق.م - 660 م.) تتألف مناطق بايكجي التاريخية من مواقع التراث الثقافي الثمانية الموجودة في 3 مدن (شي) ومحافظات (غون)، وهم: مدينة "غونغ جو-شي"، ومدينة "إكسان-شي"، ومحافظة "بيو-غون" والمواقع الأثرية المسجلة بالتفصيل هي: منطقتان في مدينة "غونغ جو" بمقاطعة "تشونغ تشيونغ نام-دو"، وهما: "قلعة غونغ سان سونغ"، و"المقابر القديمة الملكية" في سونغ سان-ري، و4 مناطق في "بيو-غون" بمقاطعة "تشونغ تشيونغ نام-دو" وهم: "موقع أثري في غوانبوك-ري" وقلعة "بوسوسان-سيونغ"، و"المقابر القديمة الملكية في نيونغسان-ري"، و"موقع معبد جونغنيمسا"، و"قلعة بويو ناسيونغ" ومنطقتان في مدينة "إكسان" بمقاطعة "جولا بوك-دو" وهما: "موقع أثري في وانغونغ-ري"، وموقع معبد "ميروكسا".
المواقع التاريخية والأثرية لمملكة بايكجي هي بقايا أثرية تُظهر حركة التبادل بين ممالك شرق آسيا القديمة في كوريا والصين واليابان في الفترة بين القرن الخامس والسابع الميلادي، وما نتج عن ذلك من تطور في الفن المعماري وانتشار البوذية. كما يدل موقع العاصمة والمعابد والمقابر البوذية والعمارة والباغودا على جمال الفن والثقافة والدين في مملكة بايكجي القديمة. فضلًا عن أنها تبرْهن على تاريخ وثقافة مملكة بايكجي من خلال حركة التبادل بين الممالك القديمة الثلاث لشرق آسيا: كوريا والصين واليابان.
مدارس سيو وان القديمة للتعليم الأساسي في القرى الكورية
مدارس سيو وان هي مؤسسة تعليمية تُدرس الكونفوشيوسية الجديدة، وهو نظام تم استقدامه من الصين إلى كوريا وازدهر خلال عهد أسرة جوسون. تم تأسيس أغلبية تلك المدارس في الفترة بين منتصف القرن السادس عشر والسابع عشر؛ حيث توجد في كوريا 9 مدارس سيو وان قديمة منها "سوسو سيو وان"، و"نامجي سيو وان"، و"أوكسان سيو وان"، و"دوسان سيو وان"، وبيلام سيو وان"، و"دودونغ سيو وان"، و"بيونغسان سيو وان"، وموسونغ سيو وان"، و"دونام سيو وان". وقد بُنيت في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك وسط وجنوب كوريا، واليوم تعتبر تراثًا ثقافيًا يوضح تميز الكونفوشيوسية الجديدة والثقافة التعليمية في كوريا.
وكانت تُدار مدارس سيو وان على يد الأشخاص المثقفين من المنطقة التي تقع فيها المدرسة. وبفضل هؤلاء، تطورت وازدهرت الثقافة عبر مدارس سيو وان خلال عهد مملكة جوسون. وفي مدارس سيو وان، أنشأ المثقفون نظامًا وبنية تعليمية ملموسة مكّنت الأجيال الشابة من تكريس أنفسهم للتعلم. إن خصائص التعلم والتبادل، التي تمثل الوظائف الأساسية لمدارس سيو وان، تظهرْ بوضوح أيضًا في مخطط مباني تلك المدارس.
سجل ذاكرة العالم
"هون مين جيونغ أوم" (مخطوطة تصف نظام الكتابة بالأبجدية الكورية)
اخترع الملك سيجونغ في عام 1433 (العام 25 من حكم الملك سيجونغ) أبجدية جديدة، ومن أجل تفسيرها وشرح خلفية ومبادئ إنشائها، أصدر الكتاب التفسيري "هون مين جيونغ أوم" الذي أصبح اسم الأبجدية أيضًا. وقد طُبع هذا الكتاب على قوالب خشبية تتكون من 33 فصلًا. كما يوجد كتاب "هاي ري" الذي يحتوي على شرح للمبادئ وأمثلة للاستخدام، ويُطلق عليه اسم "هون مين جيونغ أوم هاي ري بون". ويُعد هذا الكتاب هو الكتاب الوحيد من نوعه في العالم؛ حيث يحتوي على خلفية اختراع الأبجدية الجديدة ومخترعها، ووقت وخلفية ومبادئ اختراعها، وما إلى ذلك. وتقديرًا لقيمته، تم تصنيفه ككنز وطني كوري في عام 1962، وفي عام 1997، تم تسجيله في ذاكرة التراث العالمي لليونسكو.
وقد تم الانتهاء من ذلك الكتاب وإصدار "هون مين جيونغ أوم" في أول أيام الشهر التاسع في التقويم القمري عام 1446. وقد تم تحديد يوم الهانغل ليكون يوم 9 أكتوبر في التقويم الميلادي من أجل إحياء ذكرى حب الملك سيجونغ للشعب الذي اخترع أبجدية جديدة لهم، والتفكر في مغزى اختراع "هون مين جيونغ أوم". وحاليًا، توجد "هون مين جيونغ أوم" في متحف غانسونغ الفني بسيئول.
جوسون وانغ جو شيلوك (سجلات تاريخ مملكة جوسون)
هي سجلات تاريخية تضم الحقائق المتعلقة بأعمال وسياسات الملوك وأتباعهم في عصر مملكة جوسون لمدة 472 عامًا منذ عام 1392 وحتى عام 1863 وفقًا للترتيب الزمني.
تتكون السجلات من 1893 مجلدًا و888 كتابًا، ويتم الاحتفاظ بها في مكتبة "كيو جانغ كاك" التابعة لجامعة سيئول الوطنية، والأرشيف الوطني الكوري بمركز السجلات والمعلومات في بوسان. وكان يتم في العادة كتابة السجلات بعد وفاة الملك وفي بداية حكم الملك التالي، ومن ثم تم تأليف السجلات اعتمادًا على سجلات سابقة ألفها المؤرخون في كثير من الأحيان أثناء فترة حكم الملك الراحل.
وتعد هذه السجلات من الوثائق القيّمة للغاية، لأنها تضم حقائق تاريخية متنوعة في جميع المجالات في ذلك الوقت، بما فيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب توجهات الأسرة الملكية. وبمجرد اكتمال السجلات ووضعها في المستودعات التاريخية "ساغو"، لم يكن يُسمح لأي شخص بالاطلاع عليها، إلا عند إقامة مناسبة مهمة مثل الطقوس الملكية أو استقبال البعثات الأجنبية وغيرها فقط للتأكد من بعض محتوياتها ومراجعة الأمثلة السابقة.
وكانت المستودعات التاريخية "ساغو" موجودة في 4 أمكان وهي: مكتبة "تشون تشو كوان" داخل القصر الملكي، ومدن "تشيونغجو"، و"جونجو"، و"سيونغجو"، وما إلى ذلك، إلا أن معظمها احترقت أثناء الغزو الياباني لشبه الجزيرة الكورية في عام 1592. ثم تم إنشاء مستودعات تاريخية جديدة للاحتفاظ بالسجلات في جبال "ميو هيانغ"، و"تيه بيك سان"، و"أوداي سان"، و"ماني سان" في مقاطعة غانغ هوا-دو.
سِنغ جيونغ وان إيل غي (يوميات الأمانة الملكية)
هي سجلات في هيئة يوميات حول الوثائق والأحداث التي يتم التعامل معها يوميًا في الأمانة الملكية "سِنغ جيونغ وان" منذ مارس عام 1623 حتى أغسطس عام 1910. وتضم تفاصيل التقارير والعرائض لمختلف المكاتب الحكومية إلى جانب أوامر الملوك. ويبلغ عددها الإجمالي 3,243 مجلدًا، ويتم الاحتفاظ بها في مكتبة "كيو جانغ كاك" بجامعة سيئول الوطنية.
إيل سيونغ نوك: سجلات التأملات اليومية
سجلات خاصة متعلقة بالأنشطة اليومية الشخصية وشؤون الدولة التي احتفظ بها حكام أواخر عهد مملكة جوسون. وبالرغم من أنها يوميات تمت كتابتها من وجهة نظر الملوك، إلا أنه يمكن القول بأنها في الواقع كانت سجلات حكومية رسمية.
وتتكون من 2,329 مجلدًا من السجلات على مدار 151 عامًا منذ عام 1760 (أي العام 36 من فترة حكم الملك "يونغ جو") حتى عام 1910 (العام 4 من حكم الملك "يونغ هي") وتتضمن الأنشطة السياسية داخل مملكة جوسون، وصورًا مفصلة حول التبادلات السياسية والثقافية في الشرق والغرب، وحتى التيارات العامة للتاريخ العالمي في الفترة ما بين القرن الـ 18 والقرن الـ 20.
أويغوي (البروتوكولات الملكية لمملكة جوسون)
هي سجلات حول محتويات مختلف أنواع الطقوس التي كانت تقوم بها الأسر الملكية في عصر مملكة جوسون. ومحتوياتها تفصيلية وواقعية أكثر من "جوسون وانغ جو شيلوك"؛ حيث تُصور الحياة في ذلك الوقت مثل مشاهد مواكب الملوك، وغيرها من خلال الرسوم.
ومن المحتويات الرئيسية التي ضمتها: زفاف وتنصيب الملكات أو أولياء العهد، ومراسم الجنائز الملكية، وإنشاء ونقل المقابر الملكية وغيرها. كما تم إصدار بروتوكولات أيضًا تعرض قيام الملوك بالأعمال الزراعية بأنفسهم أو عمليات بناء أو ترميم مباني القصور الملكية من أجل إظهار المُثل العليا. ومن أمثلتها البروتوكول المفصل الخاص بعملية بناء أسوار قلعة "هوا سونغ"، والموكب الملكي إلى منطقة "سو-وون" في عصر حكم الملك "جيونغ جو".
تم الاحتفاظ بالبروتوكولات في مستودعات تاريخية "ساغو" مثل سجلات "وانغ جو شيلوك"، إلا أن البروتوكولات الخاصة ببداية عصر مملكة جوسون احترق معظمها أثناء الغزو الياباني لكوريا عام 1592. ولكن لحسن الحظ، هناك 3,895 مجلدًا منها تم تأليفها بعد ذلك لا تزال باقية.
وبعد أن كانت المكتبة الوطنية في باريس تحتفظ بهذه البروتوكولات "أويغوي"، التي استولى عليها الجيش الفرنسي في عام 1866، تم استعادتها كلها إلى كوريا بأسلوب الاستئجار الأبدي في عام 2011 بفضل المطالبة المستمرة بالاستعادة من قبل الحكومة الكورية والدوائر العلمية الكورية.
الألواح الخشبية لتريبيتاكا كوريانا والكتب البوذية المقدسة
هي عبارة عن ألواح خشبية منحوت عليها كتابات بوذية مقدسة، تم صنعها على مدار 15 عاماً منذ عام 1236 في عصر مملكة كوريو (918-1392) ويبلغ إجمالي عدد الألواح الخشبية 81 ألفًا و258 لوحًا، لذلك يطلق عليها اسم "بال مان ديه جانغ كيونغ" أي التريبيتاكا المكونة من 80 ألف لوح خشبي؛ حيث تعني "بال مان" بالكورية 80 ألفًا. وقد تم نحت الكتب على جانبي كل لوح. ويتم الاحتفاظ بها حاليًا في معبد "هيه إين سا" البوذي في منطقة هابتشون-غون، غيونغ سانغ نام-دو. وقد بنُي ذلك المعبد البوذي في عام 802 م.
صُنعت تريبيتاكا كوريانا بهدف الاستعانة بقوة البوذية للتغلب على الصعوبات التي واجهتها مملكة كوريو أثناء تعرضها للغزو المنغولي. ولذلك، فهي تتميز بوفرة المحتويات البوذية بالمقارنة مع الألواح الأخرى من التريبيتاكا التي تم صنعها في عصور ممالك سونغ ويوان ومينغ الصينية، كما تعد من التراث الثقافي العالمي القيّم الذي تم الحفاظ عليه حتى يومنا هذا. وقد ساهم إنتاج تريبيتاكا كوريانا بشكل كبير في تطوير تقنيات الطباعة والنشر في كوريا.
أرشيف انتفاضة 18 مايو الديمقراطية
تُشير انتفاضة 18 مايو الديمقراطية إلى حركة المطالبة بتحقيق الديمقراطية، التي تمركزت في مدينة غوانغجو في الفترة من 18 إلى 27 مايو في عام 1980. وتُظهر التقييمات أن انتفاضة 18 مايو الديمقراطية كان لها تأثيرًا كبيرًا على انتشار حركة التحول الديمقراطي في شرق آسيا منذ الثمانينيات. وتوضح السجلات الخاصة بالحركة العديد من الوثائق والصور الفوتوغرافية والفيديوهات وغيرها من المعطيات التي تم تسجيلها وإنتاجها فيما يتعلق بأنشطة المواطنين في ذلك الوقت، وتعويض ضحايا الانتفاضة. وهي مكونة من سجلات يُحتفظ بها حاليًا في المؤسسة التذكارية لحركة 18 مايو، والأرشيف الوطني الكوري، ومقر القوات المسلحة، ومكتبة البرلمان، والولايات المتحدة الأمريكية.
التراث الثقافي غير المادي
"جونغميو جيه راي" و"جونغ ميو جيه راي أك"
هي طقوس تذكارية دقيقة خاصة بالأسرة الملكية لمملكة جوسون، تُقام سنويًا في ضريح "جونغميو" في يوم الأحد الأول من شهر مايو. وكانت طقوس "جونغميو جيه راي" هي أكثر المراسم الرسمية ذات القيمة العظيمة الخاصة بالأسرة الملكية في عصر مملكة جوسون التي اتخذت الكونفوشية كأيديولوجية وطنية لها. حيث كانت تلعب دورًا في ممارسة الواجبات الإنسانية وتكوين النظام والروابط الاجتماعية من خلال إقامة الطقوس التكريمية للأسلاف حينها.
وتتميز الطقوس بالعظمة والروعة في نفس الوقت من خلال الموسيقى التي تستخدم آلات الإيقاع والآلات الوترية وغيرها من الآلات الموسيقية، إلى جانب الرقصة المدنية "مون مو" والعسكرية "مومو". ويمكن القول بأن "جونغميو جيه راي" و"جونغ ميو جيه راي أك" هما فن شامل يمزج بين الطقوس والموسيقى معًا، وقد تم الحفاظ عليهما كما هما لأكثر من 500 عام.
بانسوري
هو نوع من الأغاني القصصية الطويلة التي يؤديها مطرب واحد عبر الجمع بين كل من: الغناء (سوري) والسرد (أنيري) والحركات الجسدية (بال ليم)، وذلك بصحبة ومساعدة عازف على الطبل. وقد لاقى شعبيةً كبيرةً منذ بدايته في القرن الـ 18 حتى الآن، وتطور حتى أصبح موسيقى فنية.
مهرجان غانغ ننغ دان أو جيه
يعد أقدم المهرجانات في كوريا، كما يحتفظ بأصل المهرجانات الفلكلورية التقليدية الكورية كما هي. ويستمر المهرجان على مدار 30 يومًا تقريبًا في مدينة غانغ ننغ، بمقاطعة غانغوون-دو، وذلك كل عام قبل "يوم دان أو" (الخامس من الشهر الخامس حسب التقويم القمري الكوري).
وفي هذا المهرجان يمكن أن نرى روح التعاون والوحدة والوفاق بين السكان المحليين من خلال الصلاة من أجل سلام القرية، وازدهار الزراعة ووفرة المحاصيل، وسلام الأسرة بتقديم القرابين لإله جبل "ديه غوان ريونغ" الذي يحمي القرية.
يبدأ المهرجان بصُنع الخمر لتقديمه للإله في الخامس من الشهر الرابع حسب التقويم القمري. وتسمى تلك العملية عملية صنع المشروب الإلهي "شين جو غون يانغ" اعتقادًا منهم بأن الخمر كمشروب يربط أرواح الأرض والسماء، كما يرمز إلى الإله بحد ذاته.
علاوةً على ذلك، تقُام مختلف أنواع الفعاليات بما فيها مسرحية "غوان نو"، وهي الأداء غير اللفظي الوحيد في مجال الأعمال المسرحية الكورية للأقنعة. وكذلك ركوب الأرجوحة، والمصارعة التقليدية الكورية "شيروم" ومسابقة المزارعين "نونغاك"، وغسل الشعر بماء نبات عود الوج "تشانغبو"، وأكل كعكة "سوري تشوي". وخاصةً، يُعد غسل الشعر بماء نبات الوج من العادات التقليدية، بحيث تغسل النساء شعورهن بماء سلق نبات الوج في يوم الـ "دان أو" (5 مايو) لإضفاء اللمعان عليه متمنيين الصحة وطول العمر، وصد الأرواح الشريرة.
غانغ غانغ سول ليه
هي نوع من الألعاب الفلكلورية التي يمتزج فيها الغناء مع الرقص واللعب، والتي كانت تُمارسها النساء عادةً في المناطق الساحلية في مقاطعة "جولانام-دو" خلال الأعياد التقليدية، مثل "تشوسوك" (عيد الحصاد الكبير)، و"ديه بو روم" (البدر الأول من العام الجديد حسب التقويم القمري) وقد تطورت فنيًا إلى عروض فلكلورية أو شعبية تُقام حاليًا في مختلف أنحاء البلاد. وهي رقصة جماعية تجتمع فيها الفتيات في ساحة واسعة في الهواء الطلق وتشكل دائرة كبيرة حيث تمسك كل واحدة منهن يد الأخرى. ويتم فيها إدراج مختلف الألعاب بما في ذلك "نام سينغي نوري"، و"دوك سوك موري"، و"غوساري كوكغي". أما أغنية "غانغ غانغ سول ليه" فتبدأها مطربة رئيسية ثم يتبعها البقية بشكل جماعي، بحيث تبدأ بإيقاعات بطيئة "جين يانغ جو"، ثم تتسارع تدريجيًا إلى إيقاعات "جونغ جونغ موري" و"جا جين موري"، وتتغير حركات الرقص تماشيًا مع تلك الألحان.
نام سا دانغ نوري
هي نوع من العروض الفنية التي كانت الفِرَق المتجولة من الفنانين الذكور تقدمها في الساحات المفتوحة في الأسواق أو القرى حيث تضم "بونغ مول نوري" (الموسيقى والرقص) و"جول تاغي" (الرقص على الحبال)، و"ديه جوب دوللي غي" (لعبة تدوير الأطباق على العصى)، ومسرحية الأقنعة، ومسرحية العرائس، وغيرها. وكانت تُمارس عادةً بين المزارعين ضمن الألعاب الفلكلورية الكورية الأصيلة. ويتم فيها الرقص والغناء والعزف على مختلف الآلات الموسيقة الكورية التقليدية مثل: "بوك" (الطبلة)، و"جانغ غو" (طبلة على شكل الساعة الرملية)، و"كوينغ غاري" (جرس معدني صغير)، و"جينغ" (جرس معدني كبير)، واثنين من آلات النفخ، هما: "نابال" و"تيه بيونغ سو". وقد نشأت من أجل زيادة الكفاءة وتخفيف الإرهاق وتعزيز التعاون عند القيام بالأعمال الزراعية الصعبة والشاقة مثل زراعة الأرز وإزالة الأعشاب الضارة في حقول الأرز.
طقوس يونغ سان جيه البوذية التذكارية
هي نوع من الطقوس البوذية تقُام في اليوم الـ 49 من الوفاة وتهدف إلى الترحم على الموتى وإرشاد أرواحهم إلى أرض النعيم النقية (الجنة في البوذية). وكانت تُقام منذ عصر مملكة كوريو، بهدف تشارك الأحياء والأموات معًا من أجل إدراك المبادئ الحقيقية للبوذية التي تؤدي إلى خلاصهم وتحرير أنفسهم من الآلام والكروب. وتعد من الثقافة التقليدية ذات القيمة والأهمية كطقس بوذي مقدس يتشارك فيه العامة وليس مجرد عرض، ولا تقتصر على إقامة طقوس الأجداد فحسب، بل أيضًا طقوس الصلاة من أجل سلام البلاد ورفاهية شعبها.
جيجو تشيل موري دانغ يونغ دونغ غوت
هي نوع من الطقوس التي كانت تقُام في القرى بجزيرة "جيجو" من أجل الدعوة إلى وفرة الصيد والحياة الغنية والرغدة. يُسمى الشهر القمري الثاني في جزيرة "جيجو" بشهر "يونغ دونغ"، وقد نبعت هذه الطقوس من الاعتقادات الفلكلورية الشعبية السائدة هناك بأن الجدة العجوز "يونغ دونغ"، إلهة الرياح، تدخل إلى مختلف القرى والمنازل في هذه الفترة وتغادرها في اليوم الخامس عشر.
تيك كيون
هي نوع من الفنون العسكرية الكورية التقليدية التي أُطلق عليها في السجلات القديمة "تيك كيون"، وكان يطُلق عليها أيضًا "كاك هي" (رياضة الأرجل)، أو "بي كاك سول" (فن الأرجل الطائرة)، وغيرها. وهي تختلف عن رياضة التايكوندو من الناحيتين التاريخية والفنية. تتميز "تيك كيون" بالمرونة من خلال تطابق حركات الأيادي والأقدام والأجسام مع حركات العضلات، بحيث يمكن تبادل الركلات مع الطرف الآخر على نحو طبيعي. كما تضم الإيقاعات الموسيقية والراقصة، مما يجعلها من الفنون القتالية ذات القيمة الفنية. وهي ترتكز على الدفاع بدلًا من الهجوم وتحريك الأقدام كثيرا مقارنةً بالفنون القتالية الأخرى.
وطريقة لعب مباراتها بسيطة للغاية. حيث يكون الفوز عن طريق إسقاط الخصم على الأرض، أو توجيه ركلة ضد وجهه باستخدام اليدين والقدمين؛ حيث يضع أحد اللاعبين قدمه في الأمام تجاه الطرف الآخر.
جول تاغي (الرقص على الحبال)
لعبة يقوم المهرجون فيها بالغناء والرقص ورواية القصص أثناء مشيهم على الحبل. وبينما يؤدي المهرجون على الحبل مختلف المهارات المثيرة، يخلق المهرجون الصغار الموجودون في الأسفل جوًا ممتعًا من المرح. في وقت ما من الماضي كانت تقام في المناسبات الاحتفالية الخاصة للدعوة إلى السلام في رأس السنة الجديدة أو حفلات الترحيب بالمبعوثين الأجانب في القصور الملكية، لكنها تحولت تدريجيًا إلى ألعاب شعبية خاصة بالقرى والأسواق. كما تُمارس أيضًا في حفلات عيد الميلاد الستين أو حفلات أعياد الميلاد العادية وغيرها الخاصة بالأغنياء.
وعلى عكس فن الرقص على الحبال في الدول الأجنبية، لا يقتصر فن الرقص على الحبال في كوريا على التحكم في توازن الجسم فحسب، بل أيضًا بتوفر المتعة من خلال التجانس بين الراقص على الحبل والمتفرجين عن طريق إدراج الغناء وسرد القصص الممتعة.
أريرانغ
أريرانغ هي أغنية فلكلورية تمثل الثقافة الكورية. وهي ليست أغنية واحدة، بل تختلف من حيث توزيعها وإصداراتها من منطقة لأخرى. حاليًا، يبلغ عدد الأغاني الفلكلورية التي يتم تناقلها تحت عنوان "أريرانغ" حوالي 60 نوعًا و3,600 أغنية. وهي في الأصل أغنية تم تأليفها بشكل مشترك من قبل المواطنين على مدار عدة أجيال. نظرًا لأن أي شخص يمكنه ابتكار كلمات وألحان جديدة، فقد تم تناقلها في إصدارات مختلفة لتناسب الخصائص الإقليمية لكل منطقة. وأشهر إصدار منها هو إصدار "جيونغ سيون أريرانغ" من منطقة غانغ وون-دو، و"جيندو أريرانغ" من منطقة جولانام-دو، و"ميليانغ أريرانغ" من منطقة غيونغ سانغ نام-دو. بالرغم من وجود أنواع متعددة منها بكلمات وإيقاعات متنوعة حسب كل منطقة، إلا أن جميعها يتضمن مقاطع مشابهة لـ "أريرانغ" و"أراري".
ومع تعدد إصداراتها، يتنوع محتوى الأغنية أيضًا. وتتميز الأغنية بتعدد مواقف وأغراض غنائها، مثل تخفيف العناء الناتج عن الأعمال الزراعية، وأغاني الحب التي تصف المشاعر بين المحبين، وأغاني التطلع إلى وفرة الحصاد، والأغاني الترفيهية التي تضفي مشاعر السرور على الناس في الأوقات السعيدة. والأمر المشترك بين كل تلك الإصدارات هو احتواء الأغنية على مختلف مشاعر الفرح والحزن التي يشعر بها الناس في حياتهم اليومية. إن ما يميز أغنية أريرانغ هو تأليفها وغنائها بالطريقة التي تناسب حالة الشخص، وقد كان ذلك بمثابة فرصة لزيادة ثراء وتنوع الثقافة الكورية.
وحاليًا تقوم أغنية أريرانغ بدور توحيد الكوريين في المناسبات ذات الأهمية الوطنية. وفي دورة الألعاب الأولمبية السابعة والعشرين في سيدني في عام 2000، التي شاركت فيها كوريا الجنوبية، غنى أعضاء الفريق الوطني الكوري أغنية أريرانغ عند دخول الملعب. وخلال بطولة كأس العالم الـ17 في كوريا واليابان عام 2002، غنت مجموعة المشجعين المسماة بـ "الشياطين الحمر" أغنية أريرانغ كأغنية لتشجيع المنتخب الوطني الكوري لكرة القدم حينها.
"ثقافة كيم جانغ" صنع ومشاركة الكيمتشي في كوريا
كيم جانغ هو عبارة عن عملية صنع كمية ضخمة من الكيمتشي (مخلل الملفوف الكوري التقليدي) استعدادًا لموسم الشتاء. ويعد الكيمتشي هو أحد الأطباق الكورية الرئيسية؛ حيث يتم تقديمه كطبق جانبي رئيسي على موائد الكوريين. ولهذا يمكن القول بأن كيم جانغ هو أحد أهم الأعمال التي يقوم بها الكوريون استعدادًا لقضاء موسم الشتاء.
وكيم جانغ هي عملية تستغرق سنة كاملة للقيام بتفاصيلها طوال السنة حسب الموسم. ففي الربيع، تقوم البيوت الكورية بإعداد بعض المأكولات البحرية المخمرة مثل الروبيان أو الأنشوجة وغيرها. وفي الصيف، يتم إعداد الملح البحري المجفف تحت أشعة الشمس، بينما يتم تجفيف الفلفل الأحمر وطحن مسحوقه في أواخر الصيف. وعند حلول موسم صنع الكيم جانغ الكبير في أواخر الخريف وأوائل الشتاء، يتجمع أفراد الأسر وأهل القرى من أجل صنع الكيمتشي باستخدام المواد التي تم إعدادها طوال أيام السنة.
ترتبط ثقافة كيم جانغ أيضًا ارتباطًا وثيقًا بثقافة المجتمع الكوري لأن الكثير من الناس يجتمعون معًا لصنع كميات كبيرة من الكيمتشي. وتحمل ثقافة كيم جانغ معنى تعزيز التضامن بين أفراد المجتمع والحفاظ على الهوية الكورية حتى في ظل المجتمع الحديث الذي أصبح يميل إلى الفردية. كما تدل على معنى عميق أخر؛ حيث يرمز إلى ثقافة المشاركة الكورية التي تم توارثها عبر الأجيال.
وتقديرًا لتلك النقاط، تم تسجيل ثقافة كيم جانغ ضمن التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في 5 ديسمبر عام 2013.
التراث الكوري المسجل لدى اليونسكو
الفنون التقليدية
الانسجام بين التقاليد والحداثة
السفر لتذوق الأطعمة
الطبيعة والاستشفاء
أنشطة السفر
المناطق التقليدية المشهورة، والأماكن ذات الصيت
المهرجانات المحلية
أساس التنشيط الرياضي
تعزيز المكانة كدولة مضيفة للمسابقات الدولية
الرياضات الاحترافية؛ تاريخ مكتوب بالجهود المُضنية
صعود كوريا الجنوبية في الرياضات الإلكترونية