صور لعلياء عرفة أثناء مشاركتها مع مؤسسة جلوبال سيئول ميت لعام 2025. (الصورة من علياء عرفة وتم الحصول على إذن منها لاستخدامها، تصميم ندى فوزي)

بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية ندى فوزي

يتميز أبناء الحضارات بأنهم لا ينفكون أبدا عن التواصل فيما بينهم لمعرفة أسرار وثقافة الحضارات الأخرى ويصبح بعضهم سفيرًا لنشر ثقافة دول أخرى.. وهذا ما يحدث بين أبناء الحضارة المصرية والحضارة الكورية فلم يكن احتفال مصر وكوريا منذ أيام قليلة بذكرى مرور ثلاثة عقود على العلاقة الدبلوماسية هي مجرد علاقة تتوقف على الحكومات فحسب، بل إن الشعبين ظلا كجسر دائم لنشر الثقافة والفن والحضارة فيما بينهم.. وتعتبر صانعة المحتوى ‘علياء عرفة’ هي أحد أشكال تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة فهي تهتم بنشر الثقافة الكورية والتحدث عن العادات والتقاليد والأعياد ونمط الحياة في كوريا على جميع حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي التي يبلغ عدد متابعيها أكثر من 800 ألف متابع على الإنستجرام والتيك توك واليوتيوب، ومشاركة في العديد من المؤسسات التي تهتم بالترويج والنشر عن الثقافة الكورية واختيرت للمشاركة في العديد من الأنشطة والفاعليات.

اسكرين شوت لجميع حسابات علياء عرفة على مواقع التواصل الاجتماعي. (الصورة من علياء عرفة وتم الحصول على إذن منها لاستخدامها)

تمت المقابلة بيني وبين ‘علياء’ يوم 7 مايو 2025 على الرسائل الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي الإنستجرام، وتحدثت معها عن تفاصيل رحلة نجاحها في كوريا، وكيف أصبحت إحدى صناع المحتوى المشهورين بنشر الثقافة الكورية، وشاركتني تجربتها الخاصة في الاحتفال بيوم الوالدين -والذي احتفل به الشعب الكوري يوم 8 مايو2025- فكشفت لنا الغطاء عن الكثير من التفاصيل عن هذا اليوم، وعن الثقافة الكورية والأنشطة والفاعليات التي شاركت فيها وإلى تفاصيل الحوار...

في البداية أريد منك أن تعرفينا على نفسك؟

أنا اسمي علياء عرفة، عمري 29 سنة، تخرجت من كلية تجارة إنجليزي جامعة عين شمس بمصر، وأقطن محافظة القاهرة، أنا من محبي مشاهدة الدراما الكورية منذ فترة طويلة وبعد تخرجي بعدة أعوام قررت أن أغير مساري المهني وأتعلم اللغة الكورية تحديدًا في عام 2018، وأصبح من أحد أحلامي هو السفر إلى كوريا، وبعد فترة تعرفت على زوجي وهو كوري الجنسية ثم سافرت معه إلى كوريا في عام 2022 ومن هنا بدأت رحلتي الحقيقية كسفيرة للترويج للثقافة الكورية على مواقع التواصل الاجتماعي.

صورة لعلياء عرفة مع زوجها وأسرته يوم زفافها. (الصورة من علياء عرفة وتم الحصول على إذن منها لاستخدامها)

صورة لعلياء عرفة مع والدها ووالدتها وأخيها وزوجها في يوم زفافها. (الصورة من علياء عرفة وتم الحصول على إذن منها لاستخدامها)

هل تقصد أن سبب تعلمك للغة الكورية هو تغير مسارك المهني فحسب أم هناك أسباب أخرى؟

بالطبع لا، لم يكن تغييري لمساري المهني هو السبب الوحيد لتعلم اللغة الكورية ولكن من كثرة مشاهدة الدراما الكورية وحبي الشديد للكيبوب، أصبح لدي اهتمام كبير وشغفًا ناحية الثقافة الكورية، علاوة على ذلك حبي الكبير للشعب الكوري والأكلات الكورية اللذيذة جعلني اتخذ القرار بضرورة تعلم اللغة الكورية حتى أستطيع معرفة المزيد عن هذه الحضارة العريقة والشعب الكوري الجميل.

أنت قلت أنك أحببت الشعب الكوري.. فما هي أكثر عادة أعجبت بها في الشعب الكوري؟

أكثر عادة أعجبت بها في الشعب الكوري هو الاهتمام الكبير باحترام الأشخاص الأكبر منهم سنًا، فهو من وجهة نظري الشخصية من أكثر شعوب العالم احترامًا لكبار السن حتى إنهم يخصصون صيغة خاصة في اللغة الكورية عند التحدث معهم.. وبما أنهم يحترمون الأكبر منهم سنًا فلا أستطيع وصف كيف أنهم يحترمون آباءهم وأمهاتهم حتى إنهم جعلوا يومًا خاصًا للاحتفال بالوالدين وهو يوم 8 من مايو من كل عام، بالإضافة إلى حبهم الكبير إلى الأسرة والعائلة بدرجة هائلة لا تستطيع الكلمات وصفها، حتى أنهم جعلو شهر مايو هو شهر العائلة والأسرة لمكانتها الكبيرة عندهم، ولهذا السبب دائمًا ما أتحدث عن هذه الصفة الجميلة في المحتوى الذي أقدمه على مواقع التواصل الاجتماعي ليتعرف الناس على أهم مميزات الثقافة الكورية وصفات الشعب الكوري.

بما أنك ذكرت يوم الوالدين نريد أن نعرف منك ما هي طقوس الشعب الكوري في هذا اليوم المميز؟

يوم الوالدين في كوريا هو يوم له أهمية كبيرة في حياة الشعب الكوري بسبب محبتهم الكبيرة لآبائهم وأمهاتهم ولهم طقوسهم الخاصة في هذا اليوم حيث إن جميع أفراد العائلة تجتمع في ذلك اليوم ويهنئون والديهم والأجداد والجدات أيضًا بهذه المناسبة ويعطونهم الكثير من الهدايا المختلفة مثل: الورود، والنقود، وغيرها من الهدايا القيمة كنوع من أنواع الاعتراف لهم بالتقدير والعرفان على ما عانوه من أجل تربية أبنائهم، كما أنهم يقومون بإعداد الوجبات الكورية الشهية ليتناولها جميع أفراد الأسرة في جو عائلي مليء بالدفء والمحبة، وهذا من واقع تجربتي الشخصية عندما شاركت زوجي وعائلته في الاحتفال بهذا اليوم المميز.

كيف تدعم كوريا صناع المحتوى الذين يهتمون بنشر الثقافة الكورية على مواقع التواصل الاجتماعي؟

تعتبر كوريا الجنوبية من أكثر الدول التي تهتم بتنظيم الكثير من الفاعليات المجانية حول العالم للتعريف بثقافتها وحضارتها وفنها للأجانب والشعوب الأخرى؛ وذلك لتقديم سبل التعاون لكل صناع المحتوى ليحصلوا على المعلومات الكافية عن الثقافة في كوريا، علاوة على ذلك أن كل مدينة في كوريا تنظم يومًا خاصًا مثل المهرجان وتكون فيه العديد من الفاعليات لنشر الثقافة الكورية، وبلا شك فإن هذه المهرجانات تكون فرصة جيدة لصناع المحتوى حول العالم الذين يهتمون بالنشر عن الثقافة الكورية لمعرفة المزيد عن أسرار تلك الحضارة العريقة، وأنا قد شاركت بنفسي في العديد من هذه الفاعليات وكانت تجربة رائعة للغاية.

صور لعلياء عرفة بالزي التقليدي الكوري ‘الهانبوك’. (الصورة من علياء عرفة وتم الحصول على إذن منها لاستخدامها)

ما هي الأنشطة والفاعليات التي شاركت فيها للترويج عن الثقافة الكورية؟

أنا أشارك حاليا في مؤسسة ‘جلوبال سيئول ميت’ أو ‘أصدقاء سيئول’ لعام 2025 والتي تهدف إلى الترويج إلى مدينة سيئول وهي من أكبر المؤسسات الكورية التي تدعم صناع المحتوى وتسهيل مهمتهم للتعريف بالثقافة الكورية، وقد دُعيت من قبل هذه المؤسسة إلى حضور حفل كبير للكيبوب وقد شارك فيه العديد من فرق الكيبوب المشهورة التي يحبها الكثير من الناس، وكنت من ضمن الشخصيات المهمة في هذا الحفل، ولن أنسى هذا اليوم أبدًا من ذاكرتي بسبب سعادتي البالغة بحضور هذا الحفل، وأيضًا أشارك حاليا في أكاديمية ‘كي أنفلونسر’ للمؤثرين وصناع المحتوى، وأيضًا أشارك في مؤسسة ‘أصدقاء في سويو’ وهي مدينة في سيئول العاصمة للترويج عنها من ناحية المطاعم الموجودة في تلك المدينة والأماكن السياحية بها إلى غير ذلك، وقد انضممت حديثًا إلى مؤسسة ‘ماي كي فيستا’، ومن خلال مشاركتي في هذه المؤسسات تلقيت كافة أنواع الدعم والمساعدة حتى أقوم بمهمتي على أكمل وجه للنشر والترويج عن الثقافة والسياحة في كوريا وشاركت من خلالهم بالعديد من الفعاليات والمهرجانات والأنشطة التي قد لا يسع الوقت لذكرها جميعًا ولكن حقًا استفدت كثيرًا من هذه الفعاليات وتعرفت من خلالها على الكثير والكثير عن الثقافة الكورية.

صور لعلياء عرفة أثناء مشاركتها في عدة فاعليات وأنشطة للترويج عن الثقافة الكورية. (الصورة من علياء عرفة وتم الحصول على إذن منها لاستخدامها)

صور لعلياء عرفة أثناء مشاركتها في مهرجان سيئول الربيعي وحفل الكيبوب (الصورة من علياء عرفة وتم الحصول على إذن منها لاستخدامها)

ما هي أكثر الأماكن السياحية التي أعجبتك في كوريا وتنصحين الناس بزيارتها؟

من أكثر المدن السياحية جمالا وأوصى الناس بزيارتها في كوريا هي سيئول العاصمة، وأيضًا مدينة بوسان فالبحر فيها له سحره الخاص الذي يسحر العقول قبل الأعين، وجزيرة جيجو وهي أشبه بقطعة من الجنة بسبب كثرة المناظر الطبيعية الخلابة بها، بالإضافة إلى حي ‘ميونغ دونغ’ وهو حي في منطقة ‘جونغ’ بالعاصمة سيئول وهذا المكان أنصح به لمن يحب التسوق كثيرًا، ومتحف الديناصورات الموجود في جزيرة ‘أن ميون’، و'كانغنام'، و'إيتوان' وهو مكان يوجد فيه الكثير من العرب والمطاعم العربية ولهذا أحب أن أذهب إليه كثيرًا عندما أريد أن أتناول الأكلات العربية، وبالتأكيد لا أستطيع نسيان أشجار الكرز التي ذهلت من روعة جمالها عندما رأيتها لأول مرة كما أنني التقط عندها الكثير من الصور في كل مرة أمر بجوارها.

صور لعلياء عرفة في عدة أماكن سياحية مختلفة قامت بزيارتها في كوريا. (الصورة من علياء عرفة وتم الحصول على إذن منها لاستخدامها)

صور لعلياء عرفة في عدة أماكن سياحية مختلفة قامت بزيارتها في كوريا. (الصورة من علياء عرفة وتم الحصول على إذن منها لاستخدامها)

احكي لنا عن أكثر موقف جميل حدث لك في كوريا ولا تستطيعي نسيانه؟

من الذكريات الجميلة التي حدثت لي في كوريا ولا أستطيع نسيانها هي أنني مرضت مرضًا شديدا في يوم من الأيام مما أدى إلى تعرض للإغماء في الشارع فالتف الناس حولي للاطمئنان على صحتي، واتصلوا بالإسعاف فورًا ونقلت إلى المستشفى وعندما أتى زوجي إلى المستشفى قبل أن أفاق من الإغماء لم يسمحوا له برؤيتي حتى صحوت من إغمائي وقلت بأنه زوجي فلم يتساهلوا معه لخوفهم أن أتعرض لأي أذى، فهذه الواقعة من أكثر الذكريات المحببة لقلبي لأنني شعرت بالأمان حتى وإن حدث لي شيء سيئ في يوم من الأيام فسأجد من يساعدني، ومن المواقف الجميلة أيضًا التي تعرضت لها في كوريا أنني كنت أمشي في الشارع وكانت السماء تمطر مطرًا شديدًا ووجدت رجلا كهلا ( كبيراً في السن) يمشي في الشارع بدون شمسية، وكنت قد اقتربت من محطة مترو الأنفاق ومنزلي قريب من إحدى محطات مترو الأنفاق ولن أحتاج إلى شمسيتي فأعطيتها إياه، وفي اللحظة نفسها فوجئت بفتاة شابة أعطتني شمسيتها هي الأخرى وذهبت راكضة إلى محطة مترو الأنفاق حتى لا تبتل ملابسها من المطر، فتيقنت وقتها أن الشعب الكوري هو شعب ودود للغاية.

هل سبق لك وأن شاركت في أحد الأعياد الكورية؟

نعم أنا شاركت في الأعياد الكورية مثل: ‘التشوسوك’ وهو عيد الحصاد، وعيد ‘سول نال’ وهو العيد الذي أفضله كثيرًا بسبب طقوسه الخاصة حيث إن الكوريين يتناول فيه هذا العيد أكلة تسمى ‘التوك جوك’ وعندهم مقولة شائعة تقال في هذا العيد عن تلك الأكلة أن من يأكلها يكبر في العمر عام كامل، ولهذا أعجبت كثيرًا بهذا العيد من أجل طقوسه الجميلة.

ما هي خططك في المستقبل؟ وما الذي ترتدين تحقيقه فيما بعد؟

أتمنى أن أحقق العديد من النجاحات في مجال السوشيال ميديا من الناحية المادية والعملية في هذا المجال، حيث إنني أبذل الكثير من الجهد من أجل صناعة محتوى ينال إعجاب المتابعين، لأنني أهتم كثيرًا بأن يتذكرني الناس بالمحتوى الجيد والأمور الجيدة، وأن أقدم محتوى يجعلني فخورة بنفسي، وأن أسهم في النشر والترويج عن الثقافة الكورية ويكون لي بصمة بارزة في هذا المجال بل أريد أن أصبح من المشاهير حول العالم في مجال النشر والتعريف عن الثقافة الكورية وسأعمل بجد في الفترة القادمة لتحقيق هذا الأمر، ولا يمكنني أن أنكر أن كل هذا لن أستطيع فعله إلا بمساعدة متابعيني والمؤسسات الكورية التي أشارك فيها حاليًا الذين قدموا لي الدعم والمساعدة على انتشار المحتوى الذي أقدمه، وأتوجه إليهم جميعا بالشكر.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.