بيرلا لابارتي ألفاريز مديرة متحف فريدا كاهلو المكسيكي، قامت بزيارة كوريا في الفترة من 4 إلى 10 يونيو. وتُظهر الصورة المديرة لابارتي ألفاريز وهي تلتقط صورة تذكارية مع كيم جيه-هيون مدير قسم السياسات الثقافية للترويج الدولي التابع لوزارة الثقافة والرياضة والسياحة، في يوم 7 من الشهر الجاري. (الصورة من وزارة الثقافة والرياضة والسياحة)
كيم هيه-رين
قامت بيرلا لابارتي ألفاريز مديرة متحف فريدا كاهلو المكسيكي، بزيارة كوريا في الرابع من يونيو في رحلة لمدة 6 ليال و7 أيام تتمحور حول الفن الكوري المعاصر والنساء والمتاحف.
وتواصلت المديرة لابارتي ألفاريز مع مختلف المسؤولين في عالم الفن الكوري، من خلال الاجتماع مع رئيس جمعية المعارض الكورية، وإلقاء محاضرة خاصة لأمناء المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، وزيارة استوديو الفنان يون سيوك-نام. وزارت أيضا العديد من المؤسسات الثقافية والفنية والمواقع التاريخية مثل مسرح جيونغ دونغ والمتحف الوطني الكوري وقصر دوكسو ومغارة سوكغورام، لاستكشاف إمكانات التبادل الفني بين كوريا والمكسيك.
وصرحت المديرة لابارتي ألفاريز التي كانت لديها توقعات كبيرة لهذه الزيارة إلى كوريا لأنها كانت زيارتها الأولى لدولة آسيوية، قائلة "تم تنظيم هذا البرنامج بشكل منهجي للغاية، وكان جميع الأشخاص الذين التقيت بهم من خلال البرنامج ودودين، لذلك كان الجدول الزمني بأكمله على ما يرام".
وتم تعيين المديرة لابارتي ألفاريز، الخبيرة في التصميم وعلم المتاحف، منسقة عامة لمتحف فريدا كاهلو في عام 2017، ثم تولت منصب مديرة المتحف منذ العام الماضي. والتقى مراسلو كوريا نت بها في مركز كوسيس بحي جونغ غو، سيئول في يوم 7 يونيو، حيث تحدثوا معها عن عالم أعمال فريدا كاهلو والفن الكوري. وفيما يلي مقتطفات من المقابلة مع المديرة لابارتي ألفاريز.
هل يعرف الكثير من الأشخاص في المكسيك عن كوريا؟
يتزايد عدد الأشخاص المهتمين بالثقافة الكورية. وتقع معظم المطاعم الكورية في منطقة زونا روزا في وسط مدينة مكسيكو. وفي الآونة الأخيرة، افتتحت مطاعم كورية في مناطق مختلفة مثل لا كونديسا، وكولونيا روما، وكولونيا خواريز، وتزايدت أعداد زوارها. وأعتقد أن الفعاليات النشطة للمركز الثقافي الكوري لدى المكسيك لعبت دورا هاما في زيادة الطلب على الثقافة الكورية في المكسيك. وبالإضافة إلى ذلك، ارتفع أيضا عدد الكوريين الذين استقروا في المكسيك. وأرى أن الاهتمام المتبادل بين البلدين آخذ في الازدياد.
يرجى تقديم المتحف بإيجاز.
كان متحف فريدا كاهلو المعروف باسم لا كاسا أزول (البيت الأزرق)، مقر إقامة فريدا كاهلو (1907-1954)، حيث عاشت فيه لمدة 36 عاما من عمرها البالغ 47 عاما. ويمكن القول أنه مكان يظهر جوهر فريدا. وفي البداية، عاشت كاهلو فيه مع والديها وأخواتها، وبعد ذلك عاشت مع شريك حياتها دييغو ريفيرا. ولم يكن هذا المكان المنزل الذي شعرت فيه كاهلو بالأمان والراحة فحسب، بل كان أيضا مساحتها الإبداعية ومكان عملها.
عندما تزور المكان الذي أبدع فيه الفنان وعاش فيه، يمكنك رؤية هذا الفنان من منظور أكثر قربا. ويمكن اعتبار النظر إلى الأشياء المحيطة بالفنان والبيئة التي ألهمته وفهم حياته اليومية، بمثابة نافذة فريدة على عالم كاهلو الداخلي وأنشطتها الإبداعية. وأنا وطاقم المتحف بأكمله نعمل بجد للحفاظ على تراث فريدا كاهلو. ويشرفنا أيضا أن نكون قادرين على مشاركة هذا التراث مع الجمهور.
الصورة تظهر مدخل متحف فريدا كاهلو الواقع في منطقة كويواكان بمدينة مكسيكو سيتي. (لقطة شاشة موقع متحف فريدا كاهلو)
من بين أعمال فريدا كاهلو، ما هو العمل الذي تعتقدين أنه مهم بشكل خاص أو الأكثر أهمية على المستوى الشخصي ولماذا؟
من الصعب الاختيار لأن هناك الكثير من الأعمال، ولكن أكثر الأعمال التي تأثرت بها هو رسم البطيخ ’تحيا الحياة (فيفا لا فيدا)‘، وهو آخر عمل موقع لفريدا. وهذه اللوحة ليست مذهلة بصريا فحسب، بل تنقل رسائل المرونة والرضا في الحياة التي غالبا ما تعكسها فريدا في كتاباتها وفنها.
وفي مجموعتها من الأعمال، ليس الرسم فقط هو المهم، بل إن العناصر التي تشكل الأعمال مثل الكتب والفُرَش والدهانات وحتى الضوء القادم من نافذة الاستوديو مهمة أيضا، لأن المنزل نفسه هو سجل حي لحياة كاهلو وأعمالها. وفي السياق، أعتقد أن سريرها مهم أيضا، لأنها بدأت الرسم مستلقية على السرير بعد تعرضها لحادث ترام في سن 18 عاما، وتحكي أعمالها في ذلك الوقت قصة عميقة عن حياتها خلال فترة تعافيها.
كيف تأملين أن يفهم زوار المتحف أعمال فريدا كاهلو ويجربوها؟
أولا، آمل أن يتمكن الجميع من فهم أعمالها وتفسيرها بطريقتهم الخاصة. ومع ذلك إجابتي على هذا السؤال هي الاستمتاع أولا بلوحاتها وفهمها كفنانة ثم التركيز على الأجزاء التي تثير الاهتمام الشخصي لكل شخص. وسيكون من المثير للاهتمام النظر إلى النصوص والرسائل التي توضح أفكار كاهلو وعمليتها الإبداعية.
أعتقد أن فهم كاهلو لا ينفصل عن استكشاف مبنى لا كاسا أزول (البيت الأزرق)، لأن البيئة المحيطة بها بأكملها، بما في ذلك نباتات الحديقة والحيوانات الأليفة، أصبحت جزءا جوهريا من عالم كاهلو الفني. وعلاوة على ذلك، هذا هو المكان الذي يمكنك أن تشعر فيه بالعناصر التقليدية للمكسيك بطرق مختلفة. وآمل ألا يستمتع الجمهور بفن كاهلو فحسب، بل يستمتع أيضا بسحر المكسيك ككل في لا كاسا أزول.
ما هي انطباعاتك عن الفن والثقافة الكورية؟
لقد دهشت من الفن والثقافة الكورية لأنني كنت مفتونا تماما بالطريقة التي تتعايش بها التقاليد والحداثة بانسجام. ويبدو هذان الجانبان متناقضين إلا أنهما يتناغمان بشكل طبيعي في المدن والمتاحف والمعارض الفنية الكورية، مثلما لا يحافظ لا كاسا أزول فقط على التاريخ الشخصي لفريدا كاهلو ودييجو ريفيرا، بل أيضا يحتفظ بحياة المكسيكيين في النصف الأول من القرن العشرين. وقد واصل فنانون مثل كاهلو وريفيرا استكشاف هوياتهم كمكسيكيين ووضع القيمة الثقافية لأعمالهم بعد الثورة المكسيكية (1910). وأعتقد أن الطريقة التي تعمل بها كوريا على الانسجام بين التقاليد والحداثة في ثقافتها وفنها، تشبه هذه الطريقة.
بيرلا لابارتي ألفاريز مديرة متحف فريدا كاهلو المكسيكي، تلقي محاضرة خاصة لأمناء المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر في حي جونغنو، سيئول في يوم 5 يونيو. (الصورة من وزارة الثقافة والرياضة والسياحة)
ما هو أكثر ما كنت تتطلعين إليه خلال زيارتك لكوريا، وما هو أكثر جزء أثار إعجابك؟
كنت أتطلع بشدة لزيارة المؤسسات الثقافية الكورية والالتقاء بالمسؤولين ذوي الصلة، والذي كان النشاط الأكثر إثارة للإعجاب بالنسبة لي في نهاية المطاف. وكان هذا الأمر مهما جدا في بناء الشبكات البشرية والبحث عن فرص للتعاون بين مسؤولي المعارض الفنية والمتاحف من كلا البلدين. وفي اليوم الثاني، كانت أوقات المحاضرة والمناقشة مع أمناء المتاحف التي أجريت في المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، مفيدة للغاية، حيث قدمت كيفية تحسين البرنامج التعليمي لدينا بالتفصيل حتى يتمكن زوار لا كاسا أزول من تجربة التعلم والتفكير والمتعة، ثم تحدثت مع الأمناء عن تجاربهم الخاصة.
هل تعتقدين أن المكسيك وكوريا تستطيعان مواصلة التبادلات من خلال المتاحف والمعارض الفنية؟
أدركت مرة أخرى في هذه الرحلة أن هناك العديد من الفرص للتعاون بين المكسيك وكوريا في مجال الفن. ولا يمثل لا كاسا أزول المكان الذي يُظهر حياة فريدا كاهلو فحسب، ولكنه أيضا مكان تندمج فيه التقاليد والحداثة مثل كوريا. وأعتقد أن توسيع التبادلات والتعاون بين المركز الثقافي الكوري لدى المكسيك والمنظمات ذات الصلة مثل لا كاسا أزول، سيؤدي إلى تعميق التفاهم بين البلدين، مما سيساعد على فهم أوجه التشابه والاختلاف بين الفن في البلدين
بيرلا لابارتي ألفاريز مديرة متحف فريدا كاهلو المكسيكي، تزور استوديو الفنان يون سيوك-نام في مدينة هواسونغ، مقاطعة كيونغ كي يوم 6 يونيو، حيث شاهدت أعماله وتحدثت معه عن أنشطته الفنية. (الصورة من وزارة الثقافة والرياضة والسياحة)
هل هناك أي فنانين أو أعمال كورية تثير اهتمامك بشكل خاص؟
لا يزال لدي الكثير لأتعلمه عن هذا. عندما شاهدت معرض التطريز في قاعة دوكسوغونغ للمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، وجدت أن الأعمال المعروضة ومستوى علم المتاحف وعمليات احتفاظ بالأعمال كانت ممتازة. كما أتيحت لي الفرصة لزيارة استوديو النحات يون سيوك-نام، حيث تمكنت من التعرف على أنشطته الإبداعية، وخاصة أفكاره عن موضوعات عالمية يتم التعبير عنها من خلال الفن.
وما هي رسالتك للفنانين الكوريين الشباب وقرائنا من جميع أنحاء العالم؟
الفن يربطنا بأحبائنا وبالأشخاص الآخرين من حولنا. وأريد أن أحث الفنانين على ألا ينسوا أن الإحساس والإبداع الفني يمكن إيجادهما في جميع جوانب الحياة اليومية. وأود أن أقول لقراء كوريا نت إنكم مرحب بكم دائما في متحف فريدا كاهلو.
kimhyelin211@korea.kr