الشعب

2024.06.12

تدير وزارة الثقافة والرياضة والسياحة برنامجا ثقافيا بعنوان ’كي-زمالة‘ يهدف إلى تنشيط التبادل الدولي في مجال الثقافة والفنون. وبدأ البرنامج في عام 2009 ويوافق هذا العام الذكرى السادسة عشرة لتأسيسه. وقامت الوزارة خلال تلك الفترة بدعوة أكثر من 200 قائد من قادة المنظمات الثقافية والفنية من جميع أنحاء العالم إلى كوريا من أجل اكتشاف وتعزيز مشاريع التبادل والتعاون مع المؤسسات والمنظمات والخبراء الأجانب. وسيزور كوريا هذا العام 15 خبيرا في الفنون والثقافة من 15 دولة أجنبية عن طريق توصيات المراكز الثقافية الكورية بالخارج. وبدأت زيارات هذا العام بدولة تركيا. وتم دعوة الدكتورة لمياء زايد رئيسة دار الأوبرا المصرية التي تتمتع بخبرات ثرية وواسعة في مجال الفنون والمسرح على مستوى شمال أفريقيا، ضمن البرنامج وهي تعتبر الضيف الثاني على جدول زيارات هذا العام بعد ضيف تركيا الذي سبقها بأيام قليلة.


إسراء محمد
الصور = وزارة الثقافة والرياضة والسياحة


رئيسة دار الأوبرا المصرية لمياء زايد قامت بزيارة إلى كوريا ابتداء من يوم 27 مايو لمدة 7 أيام و6 ليال بدعوة من برنامج ’كي-زمالة‘ الذي تديره وزارة الثقافة والرياضة والسياحة. والصورة تظهر صورة تذكارية للدكتورة لمياء في أحد البيوت التقليدية الكورية هانوك.

رئيسة دار الأوبرا المصرية لمياء زايد قامت بزيارة إلى كوريا ابتداء من يوم 27 مايو لمدة 7 أيام و6 ليال بدعوة من برنامج ’كي-زمالة‘ الذي تديره وزارة الثقافة والرياضة والسياحة. والصورة تظهر صورة تذكارية للدكتورة لمياء في أحد البيوت التقليدية الكورية هانوك.


"أرغب في منح زملائي الصغار تجربتي الفريدة عبر إعادة تنشيط تبادلات فرق العروض الفنية بين البلدين"

قامت رئيسة دار الأوبرا المصرية الدكتورة لمياء زايد بزيارة إلى كوريا ابتداء من يوم 27 مايو لمدة 7 أيام و6 ليال. وتعتبر هذه الزيارة الثانية منذ 24 عاما حيث قدمت حينها أداء على المسرح الكوري كراقصة باليه منفردة. وأخبرتنا أن زيارتها هذه المرة كرئيسة لدار الأوبرا المصرية هي شرف كبير ولها معنى مميز للغاية.

وكان جدول زيارة الدكتورة لمياء إلى كوريا مزدحما للغاية حيث زارت العديد من المؤسسات الثقافية والفنية الرئيسية في كوريا مثل المتحف الوطني الكوري، مركز غوغاك الوطني (مركز الموسيقى التقليدية الوطني)، مركز سيئول للفنون، والأوبرا الوطنية، وفرقة الباليه الوطنية، وفرقة يونيفرسال للباليه. وبالطبع لم تخلو زيارتها من تجربة سحر الثقافة الكورية حيث تعرفت على تاريخ رؤساء كوريا من خلال زيارة البيت الأزرق، والهندسة المعمارية الكورية في زيارة قرية بوكتشون للهانوك التقليدي بالإضافة على التراث الثقافي الكوري في زيارة إلى مقابر سيونجيونغ نينغ الملكية التي تعد أحد مواقع التراث الثقافي العالمي.

وعندما سألناها حول هدفها من زيارة هذا العام لم تتردد لحظة في الإجابة وقالت "تنشيط التبادلات الثقافية والفنية الكورية المصرية". وأكملت حديثها حول أهمية العام المقبل الذي يوافق الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وعن أملها في أن يصبح عاما يزداد فيه فهم البلدين لثقافة وفن بعضهما البعض بشكل أعمق.

ورأينا خلال المقابلة حماسة وشغف الدكتورة لمياء تجاه هذه الزيارة وهي لم تخف هذه المشاعر ولو للحظة واحدة بل أخذت في إخبارنا حول مقابلاتها قائلة "أشعر بالسعادة لأنني تمكنت من تحقيق الهدف المبدئي من هذه الزيارة من خلال المقابلات الرسمية التي أجريتها مع كبار مسؤولي المنظمات الثقافية والفنية الكورية ذات الصلة بمجالات الأوبرا والباليه والموسيقى".

وتناقشت الدكتورة لمياء مع مسؤولي فرقة الباليه الوطني حول تفاصيل تبادل فرق العروض وفرق الباليه لعقد عروض جالا أو عروض باليه في البلدين خلال العام المقبل. وزارت أيضا قاعات تدريب فرقة الباليه الوطنية الكورية وتعرفت على مراحل وعملية التدريب الفعلي في الموقع. وجدير بالذكر أنها أحضرت في جعبتها الكثير من الأفكار حول مشاريع التبادل البشري بين البلدين في مجالات الفنون والثقافة ونرى أن السبب في ذلك يرجع إلى أنها ليست فقط ذات خبرة طويلة في هذا المجال بل أيضا إلى كونها راقصة باليه ماهرة قدمت عروضا على مسارح أكثر من 28 دولة على مستوى العالم وسبق أن تولت منصب عميدة المعهد العالي للباليه في مصر وغيرها من المناصب المرموقة.


رئيسة دار الأوبرا المصرية لمياء زايد (على اليسار) تتفقد تدريبات الباليه في مقر فرقة الباليه الوطني الكورية الواقع في حي سيوتشو بسيئول في يوم 30 مايو.

رئيسة دار الأوبرا المصرية لمياء زايد (على اليسار) تتفقد تدريبات الباليه في مقر فرقة الباليه الوطني الكورية الواقع في حي سيوتشو بسيئول في يوم 30 مايو.


وتحدثت أيضا مع رئيسة الأوبرا الوطنية الكورية حول تنظيم عرض مشترك في مصر عن طريق دعوة مايسترو أو بعض العازفين أو سوبرانو من الأوبرا الكورية. واتفقا على متابعة المناقشات حول تنفيذ ذلك مع الجهات المسؤولة من الجانبين.

أما في اللقاء مع رئيسة فرقة باليه يونيفرسال، ركزت على اقتراح استضافة عرض الباليه الكوري الأصلي ’تشونهيانغ‘ على المسرح المصري وفي المقابل استضافة أحد عروض الأوبرا المصرية على المسرح الكوري. وتشاركت الاثنتان في الكثير من الآراء حيث كان بينهما العديد من القواسم المشتركة لكونهما راقصتا باليه سابقتان مثل البصيرة والمرونة في إدارة وتخطيط العروض. وخلال المقابلة، ناقشت الرئيستان عقبات العروض الخارجية الناتجة عن كثرة عدد أعضاء عرض تشونهيانغ وتوصلتا إلى اقتراح تقليل العدد إلى 60-70% من الإجمالي واتفقتا سويا على متابعة سبل تنفيذ هذا الاقتراح في المستقبل مع المسؤولين من الجانبين.

ولأن دار الأوبرا المصرية هي صرح ثقافي كبير تابع لوزارة الثقافة المصرية، فهي لا تهتم بالموسيقى الحديثة والكلاسيكية فقط بل بالموسيقى التقليدية أيضا. ولهذا السبب تتابع دار الأوبرا المصرية بشكل جاد مشروع استضافة فرقة العروض التقليدية الكورية على مسارحها في النصف الثاني من العام الجاري بالتعاون مع المركز الثقافي الكوري في مصر. وأظهرت الدكتورة لمياء تطلعات كبيرة للتبادل بين البلدين في مجال الموسيقى التقليدية حين زارت مركز غوغاك الوطني المسؤول عن بعثة الفرقة التقليدية في النصف النهائي من هذا العام. وتحدثت مع المسؤولين هناك بشكل أعمق حول سبل التعاون المستقبلي حتى تصبح الموسيقى التقليدية جسرا يربط بين البلدين.

وعندما سألناها حول أكثر شيء رأته أعجبها خلال الزيارة وترغب في تنفيذه داخل دار الأوبرا المصرية، أجابتنا بأعين تقفز منها الحماسة قائلة "عندما زرت المتحف الوطني الكوري، انبهرت كثيرا بالتناغم الرائع بين التراث والآثار وتاريخ الماضي في مكان واحد جنبا إلى جنب مع تكنولوجيا العرض الحديثة والمتطورة"، وتابعت "أرغب في تقديم تاريخ دار الأوبرا بشكل أسهل للزوار عن طريق دمج تقنيات التخطيط وتكنولوجيا العرض الكورية في متحف دار الأوبرا المصرية".

وفي نهاية اللقاء، سألناها عن الفرق بين كوريا هذه المرة وكوريا في عام 2000، وكما توقعنا الزيارة الأولى تبقى في الذاكرة إلى الأبد. كانت الدكتورة لمياء تتذكر أصغر التفاصيل حول كوريا خلال زيارتها الأولى وقالت عنها "حينها كان الشباب الكوري واقع تحت تأثير الأفلام والدراما الغربية كثيرا فكنت أشعر بالطابع الغربي في ملابسهم وثقافتهم" بينما أعربت عن سعادتها بالتغيير والتطور الملحوظ من خلال زيارة هذا العام قائلة "هذه المرة شعرت بالهوية الكورية واضحة وصريحة في الشوارع الكورية".

وأثناء الاستعداد للإنطلاق لكي تكمل جدول رحلتها المزدحم أخبرتنا إن ذكريات هذه الزيارة ستبقى في ذاكرتها لفترة طويلة سواء كان الهواء أو الطبيعة في الشوارع الكورية التي تجولت بها في الصباح الباكر حول الفندق أو كرم الضيافة الذي حصلت عليه خلال فترة زيارتها.

وأكدت على رغبتها في زيارة كوريا مرة أخرى لاحقا.


 رئيسة دار الأوبرا المصرية لمياء زايد (الثانية من اليسار) تتفقد الأنماط الكورية التقليدية في المتحف الوطني الكوري الواقع بحي يونغسان، سيئول في يوم 28 مايو.

رئيسة دار الأوبرا المصرية لمياء زايد (الثانية من اليسار) تتفقد الأنماط الكورية التقليدية في المتحف الوطني الكوري الواقع بحي يونغسان، سيئول في يوم 28 مايو.


ess8@korea.kr

محتوى متعلق