الدكتور هشام إبراهيم نائب رئيس أكاديمية الفنون المصرية يجيب على بعض الأسئلة الموجهة إليه خلال مقابلة خاصة مع فريق كوريا نت يوم 21 يونيو في مركز اجتماعات دالغيبي بحي جونغ غو، سيئول. (الصورة من إسراء محمد)
يو يون-كيونغ، إسراء محمد
مر قرابة النصف ساعة على موعد المقابلة، ولكن ضيفنا لم يظهر. تساءلنا جميعا حول السبب، وظهر بطل مقالة اليوم الدكتور هشام إبراهيم نائب رئيس أكاديمية الفنون المصرية ليخبرنا بالكثير ابتداءا من سبب تأخره حتى إنجازات زيارته الرسمية إلى كوريا الجنوبية.
توقف الدكتور هشام قبل دخوله مكان المقابلة الواقع بقلب العاصمة سيئول بعدما وصل في موعده المحدد، والسبب في ذلك هو التقاطه بعض الصور للمظاهرات الجارية بالقرب من مكان المقابلة. وعبر عن اندهاشه قائلا "تفاجأت كثيرا من ثقافة التظاهر في كوريا الجنوبية حيث جلس المتظاهرون مصطفين بالترتيب في المكان والوقت اللذين تم الاتفاق عليهم من قبل عبر موافقات رسمية ممسكين بأيديهم لافتات تحمل مطالبهم وفي الخلفية بعض الموسيقى والفنون الكورية"، وأكمل "ولفت انتباهي تواجد الشرطة لحماية المواطنين وجلوس المواطنين بهدوء في أماكنهم، وتعاون الطرفين معا بشكل منظم في مظاهرة واحدة".
زار الدكتور هشام إبراهيم كوريا الجنوبية خلال الفترة من 16 يونيو حتى 22 من نفس الشهر حيث تم دعوته رسميا كضيف العام لبرنامج استضافة كبار الشخصيات الأجنبية الذي تديره الوكالة الوطنية لترويج الثقافة الكورية (كوسيس). وقضى الدكتور هشام أكثر من 30 عاما من حياته في مجال صناعة السينما والإعلام المصري. وتخرج من المعهد العالي للسينما ثم حصل على درجة الماجيستير في الفنون والدكتوراه في فلسفة الفنون بمرتبة الشرف الأولى. ويشغل حاليا منصب نائب رئيس الأكاديمية بجانب التدريس في المعهد العالي للسينما. وقام خلال جولته الرسمية في البلاد بعدة زيارات للمؤسسات والهيئات الكورية الرئيسية في مجال الثقافة والفنون مثل متحف السينما الكورية، جامعة كوريا الوطنية للفنون بالإضافة إلى تجربة بعض نواح الثقافة الكورية التقليدية في قرية إيونبيونغ هانوك (قرية المنازل الكورية التقليدية)، وقصر غيونغبوك الملكي.
وحظى مراسلو كوريا نت معه بمأدبة غداء تلاها مقابلة خاصة بعد ظهر يوم 21 يونيو في مركز اجتماعات دالغيبي الواقع بحي جونغ غو، سيئول.
وأشار الدكتور إبراهيم إلى طبق ’ميولتشي بوكيم (سمك الأنشوجة المطهو مع الخضروات)‘ أحد الأطباق الجانبية الكورية على مائدة الغداء قائلا "هذا الطبق غني بأوميغا 3 وأشعر أن صحتي تتحسن كلما تناولته". وأخبرنا أنه حرص على تناول العديد من الأطعمة الكورية خلال جدول زيارته بناءا على نصيحة ابنته التي تدرس بإحدى جامعات المملكة المتحدة، والتي رشحت له تجربة الكيمباب وغيره كأحد الأطعمة الكورية الرئيسية التي يجب عليه تجربتها.
الدكتور هشام إبراهيم نائب رئيس أكاديمية الفنون المصرية يلتقط صورة تذكارية يوم 17 يونيو أثناء زيارته لموقع فعالية مهرجان الألعاب النارية بحي يو إيدو في العاصمة سيئول احتفالا بالذكرى العاشرة لترسيم فرقة بي تي إس. (الصورة من كوسيس)
وصرح الدكتور هشام خلال المقابلة قائلا "تحظى المحتويات الكورية مؤخرا باهتمام الكثير من الشباب المصري"، و"تفوقت شعبية المحتويات الكورية على المحتويات الأمريكية التي نالت اهتمام الكثيرين في مصر على مدار سنوات أو العربية أيضا". وأضاف "تعد السينما لغة عالمية تربط العديد من الأشخاص ذوي الخلفيات والثقافات المختلفة ببعضهم البعض، ومن هذا المنطلق تأثير الثقافة والمحتويات الكورية قوي جدا على مستوى العالم".
وحدثنا الدكتور هشام عن رد فعل طلابه عندما عرفوا عن زيارته الرسمية لكوريا الجنوبية قائلا إنه تلقى العديد من الأسئلة مثل "هل حقا ستذهب لكوريا الجنوبية؟"، وطلب منه تلاميذه أن يصطحبهم معه. واستدل بذلك على شعبية كوريا الجنوبية الكبيرة بين جيل الشباب المصري.
ولا يمكننا أن ننسى ابنة اخته المحبة لفرقة بي تي إس والتي أصرت على حضوره حفل الذكرى العاشرة لترسيم الفرقة. ولحسن الحظ استطاع الدكتور هشام بالفعل زيارة موقع فعالية الألعاب النارية التذكارية التي أقيمت احتفالا بالذكرى العاشرة لترسيم فرقة بي تي إس في حي يو إيدو بالعاصمة سيئول يوم 17 يونيو. وأخبرنا أنه شعر بقوة تأثير الثقافة الكورية وشعبيتها العالمية مرة أخرى من خلال تلك الزيارة حيث اكتظ الموقع بالشباب من مختلف الأعمار والجنسيات.
الدكتور هشام إبراهيم نائب رئيس أكاديمية الفنون المصرية يتناقش حول تقنيات التصوير السينمائي ومعدات التصوير مع المسؤولين أثناء زيارته لستوديوهات بوسان السينمائية الواقعة بحي هيونديه في مدينة بوسان وذلك بعد ظهر يوم 19 يونيو. (الصورة من كوسيس)
وعندما سألناه حول أكثر الأماكن التي أثارت إعجابه خلال جدوله الرسمي في البلاد، اختار جدوله الرسمي في بوسان حيث زار مواقع إنتاج الأفلام، ستوديوهات بوسان السينمائية، معهد بوسان السينمائي، أكاديمية بوسان السينمائية وغيرها من مؤسسات صناعة السينما. وقال "تمكنت من رؤية العديد من المراحل المتعلقة بصناعة السينما في كوريا مثل الإضاءة، الصوت، والمونتاج"، وأكمل "خلال زياراتي للمواقع المختلفة قمت بتدوين بعض الملاحظات التي لفتت نظري، وسأحاول توظيفها أثناء تدريسي لطلابي عندما أعود إلى مصر".
وتابع حديثه مع كوريا نت قائلا "أسلوب كوريا الجنوبية في الترويج لثقافتها مثال يحتذى به أتمنى تطبيقه في مصر"، و"تعتز كوريا الجنوبية بتقاليدها وتروج لها بالطرق الحديثة فهي لا تستهدف الشعبية غير الهادفة بل تقدم للعالم قيما هامة من خلال دمج التقاليد والحداثة معا".
كما قال "يوجد في مصر العديد من الجامعات الأجنبية مثل الأمريكية والألمانية والبريطانية واليابانية، أتمنى تأسيس جامعة كورية أيضا"، معللا ذلك بقوله "أنا أثق أن الجامعة الكورية ستلقى نجاحا في مصر منذ لحظة تأسيسها نظرا للشعبية الهائلة للمحتويات والثقافة الكورية حاليا داخل مصر".
وأخبرنا الدكتور إبراهيم عن فكرة يتمنى أن تتحقق قائلا "أتمنى أن تشترك مصر وكوريا في صناعة فيلما أو دراما معا"، وأكمل "سيلقى هذا المحتوى نجاحا كبيرا بفضل ظهور الممثلين المصريين والكوريين الذين يحبهم الشعب المصري معا جنبا إلى جنب في عمل واحد".
وأضاف أن هذه الزيارة ستكون فرصة لتعزيز التبادل والتعاون الثقافي بين البلدين بالإضافة إلى توقيع العديد من اتفاقيات العمل المشتركة.
وفي النهاية قال لنا الدكتور هشام إن كل مكان وطأته قدمه في كوريا الجنوبية جعله يشعر أنه داخل مشهد سينمائي وشدد على أنه سيواصل السعي لتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة قائلا "سأبذل قصارى جهدي كحلقة وصل بين مسؤولي وزارة الثقافة في البلدين لتنفيذ خطط التعاون المشتركة على أرض الواقع عمليا".
تنظم الوكالة الوطنية لترويج الثقافة الكورية (كوسيس) برنامج استضافة للشخصيات الأجنبية الهامة من مجال الفنون والثقافة بهدف توسيع نطاق شبكة الثقافة الكورية في العالم وتعزيز سبل التعاون مع الدول الأخرى عبر الترويج لسحر الثقافة الكورية الحقيقي. ومن المقرر أن يزور كوريا الجنوبية هذا العام عبر هذا البرنامج 15 شخصية هامة من 13 دولة في مجالات الثقافة والفنون تتنوع بين الفن، السينما، العروض والألعاب وغيرها. وجدير بالذكر أن دكتور هشام إبراهيم نائب رئيس أكاديمية الفنون المصرية هو الضيف الثاني على قائمة هذا العام. |
dusrud21@korea.kr, ess8@korea.kr