صورة توضح إحدى المتطوعات أثناء توزيع السلطة في مطبخ مركز نونهَيُن لرعاية كبار السن. (الصورة من الصفحة الرسمية لمركز نونهَيُن على الفيسبوك)

بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية الإيرانية فرانك صولت

في كوريا الجنوبية، يُحتفل بيوم الوالدين في الثامن من مايو من كل عام. وهو مناسبة مميزة للتعبير عن الامتنان والاحترام للآباء والأمهات وكبار السن، الذين لعبوا دورًا أساسيًا في بناء المجتمع. ومن بين طرق الاحتفاء بهذا اليوم، المشاركة في الأنشطة التطوعية التي تُعزز التواصل بين الأجيال.

في ٢٨ أبريل، حوالي الساعة العاشرة صباحًا، قررتُ الانضمام إلى فعالية تطوعية في مركز رعاية كبار السن التابع لحي نونهَيُن في منطقة غانغنام بمدينة سيؤول، حيث ساعدتُ في توزيع وجبات الغداء المجانية على المسنين. وبما أنني كنتُ قد سجّلت مسبقًا في بوابة التطوع الكورية الرسمية، فقد تمكّنت من المشاركة بسهولة في هذا النشاط. كانت هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في نشاط تطوعي من هذا النوع، وقد كانت تجربة مليئة بالمشاعر والدروس العميقة.

صورة مركبة توثّق مراحل تجهيز وتقديم الغداء لكبار السن في مركز نونهَيُن: تنظيف الطاولات (أعلى اليمين)، تنظيف الأواني (أعلى اليسار)، توزيع الوجبات (أسفل اليسار)، والمتطوعون أثناء ترتيب الطاولات (أسفل اليمين). (الصورة من الصفحة الرسمية لمركز نونهَيُن على الفيسبوك)

بدأتُ اليوم بارتداء زي التطوع الكامل: القبعة، والمريول، والقفازات، والكمامة، والأحذية الخاصة. بعد ذلك، اجتمعتُ مع باقي المتطوعين لتنظيف الطاولات وتجهيز مكان تناول الطعام، وحتى تنظيف الأواني لضمان خلوها من أي آثار للماء. ثم تم تقديم القهوة لنا كاستراحة بسيطة قبل بدء توزيع الطعام.

عندما حان وقت تقديم الغداء، تم تكليف كل متطوع بمهمة محددة. كانت مهمتي وضع قطع كبيرة من البيض مع الجمبري في كل صينية، بالإضافة إلى تحية كبار السن بكلمات ترحيبية مثل "مرحبًا" و"أتمنى لك وجبة شهية". على الرغم من أنني كنتُ الأجنبي الوحيد في ذلك اليوم، إلا أن الجميع كانوا ودودين للغاية، بل وتحدث أحد كبار السن إليّ باللغة الإنجليزية!

صورة تظهر اثنين من المتطوعين أثناء توزيع وجبة الغداء على كبار السن في مركز نونهَيُن، مع الالتزام الكامل بالإجراءات الصحية والوقائية. (الصورة من الصفحة الرسمية لمركز نونهَيُن على الفيسبوك)

ما أثار إعجابي حقًا هو كيفية اهتمام الحكومة الكورية بكبار السن، وتوفير خدمات مجانية ومنظمة لهم بشكل يومي، تعكس تقديرًا عميقًا للجيل الأكبر سنًا. لم أرَ نموذجًا مشابهًا بهذا الحجم والتنظيم في بلدي إيران، أو ربما لم أكن على دراية به.

آمل أن تنتشر هذه المبادرات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وأن نستمر جميعًا في تقديم الدعم والاحترام لكبار السن، ليس فقط في يوم الوالدين، بل في كل يوم.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.