مراسل فخري

2025.05.23

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
صورة جدارية فنية لبيت كوري تقليدي مع زهور الكرز الربيعية في ردهة 'لاونج سيول للثقافة'. (الصورة من إيمان بوحنيكة)

صورة جدارية فنية لبيت كوري تقليدي مع زهور الكرز الربيعية في ردهة 'لاونج سيول للثقافة'. (الصورة من إيمان بوحنيكة)



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية الجزائرية إيمان بوحنيكة

في الخامس عشر من أبريل الفارط، في زوال ظهيرة ربيعية بجو مشمس وجميل في العاصمة الكورية سيول، توجهت إلى صالة 'لاونج سيول للثقافة' مساحة ثقافية متعددة الورشات، تتيح للكوريين والأجانب على حد سواء فرصة ممتعة ومسلية لتجربة الثقافة الكورية. بعد أن قمت بالحجز المجاني حوالي أسبوع من موعد ورشة الخط الكوري 'الكاليغرافي'، دخلت المبنى الشاهق ‘ساميل’ الواقع في قلب المدينة قرب نهر ‘تشيونج يوتشون’ بحي جونغنو. بعد أن نزلت من المصعد بالطابق الحادي عشر، استقبلني أحد موظفي 'لاونج سيول للثقافة' وقام بتأكيد اسمي في قائمة الحضور. فوجئت حقا بالجو الحيوي التي تتميز بها هذه المساحة الثقافية، كما تبرز بشكل ملفت هوية مدينة سيول وشعارها الغني عن التعريف 'سيول ماي سو'.

تتميز هذه المساحة الثقافية بأجواء دافئة ومبهجة، حيث يتم في الفترة الصباحية استقبال الزوار لتناول شاي الأزهار المنعش، المشاركة في ألعاب الورق الجماعية، صنع أساور من حروف الهانغول، والعديد من الأنشطة الجماعية الأخرى. أما الورشات في الفترة المسائية فهي متميزة بطابعها الثقافي الكوري وموجوموجة الهاليو، حيث يضم الجدول الأسبوعي مجموعة من الأنشطة مثل دروس رقص الكيبوب، وتعلم رقصة المروحة التقليدية 'بوتشيه تشوم'، والحرف اليدوية بتقنية ‘ناجيون تشيلغي’ واستخدام عرق اللؤلؤ أو الصدف، بالإضافة إلى ورشات الطبخ للحلويات الكورية التقليدية مثل حلوة ‘الياكغوا’، ‘أوراندا’، وكعك الأرز بالعسل. كما توجد أيضًا أنشطة تتعلق بأحدث ترندات الجمال الكوري مثل اكتشاف اللون الشخصي أو مكياج الربيع الكوري.

لاونج سيئول للثقافة يقع في الطابق الأول من مبنى ساميل بالقرب من جدول تشيونغ غيتشون في حي جونغنو. (الصورة من إيمان بوحنيكة)

لاونج سيئول للثقافة يقع في الطابق الأول من مبنى ساميل بالقرب من جدول تشيونغ غيتشون في حي جونغنو. (الصورة من إيمان بوحنيكة)


نظام الحجز سهل وبسيط، فكل ما عليك هو ملء النموذج المتوفر عبر موقعهم الرسمي ببياناتك الشخصية. كنت محظوظة للغاية لنجاحي في حجز مقعد لحضور ورشة الخط الكوري التقليدي للاستمتاع بهذا الفن في آخر يوم لي في سيول.

قبل أن نبدأ، ألقى المدرّبون كلمات ترحيبية ومقدمة تمهيدي عن حروف الهانغول. كل مقعد خصص له أوراق الهانجي، أقلام الحبر، أقلام الرصاص، وأوراق التدريب، بالإضافة إلى صندوق صغير. بدأنا بتعلم الأساسيات: التعود على قلم الحبر وطريقة إمساكه بشكل صحيح، تعديل سمك الخطوط، والتدرب على الخطوط الأساسية.

حضور من مختلف أنحاء العالم يتدربون على أساسيات الخط الكوري. (الصورة من إيمان بوحنيكة)

حضور من مختلف أنحاء العالم يتدربون على أساسيات الخط الكوري. (الصورة من إيمان بوحنيكة)


في البداية، لم أتمكن من استخدام قلم الحبر باتقان، فظهرت خطوطي مهتزة وغير متساوية، لكن بفضل توجيهات المدربين، بدأت أتعلم الطريقة الصحيحة لرسم خطوط واضحة وسريعة. ساعدتنا الخطوط المحددة الجاهزة كثيرًا في التدريب على أنواع الخطوط المستقيمة والمنحنية، وبدأنا تدريجيًا في الاستمتاع بالعملية حيث وفرت لنا “لاونج سيول للثقافة” أوراقً الهانجي الكوري لنتمرن على كتابة الحروف أو الجمل الكورية.

بعد الشطر التمهيدي من الحصة، طُلب منا كتابة عبارات كورية شائعة مثل ’لنمشي على الطريق المزهر‘، و’ابتهج!‘، و’كوينتشانّا‘ التي تعتي لابأس، وهي من الكلمات الكورية التي أُضيفت إلى قاموس أكسفورد الإنجليزي واشتهرت بفضل مسلسلات الدراما الكورية والترندات المنتشرة. كانت أوراق التدريب مجهّزة مسبقًا بالحروف المحددة، وكانت مهمتنا فقط اتباع الخطوط بدقة.

التدرب على الخط الكوري الكاليغرافي لعبارات كورية معروفة. (الصورة من إيمان بوحنيكة)

التدرب على الخط الكوري الكاليغرافي لعبارات كورية معروفة. (الصورة من إيمان بوحنيكة)


بعد ذلك، جان وقت فتح العلبة التي تضمنت مجموعة أدوات لصناعة مصباح ‘أكريليك’، داخل العلبة وجدنا قلم نقش معدني، لوحة ‘أكريليك’ شفافة، قاعدة خشبية مضيئة مزودة بكابل، وكتيب يحتوي على نماذج من الخطوط والتصاميم الفنية. تحت إشراف المدربين والمساعدين، بدأنا باختيار الحروف والعبارات الكورية التي نرغب في نقشها، وكانت المهمة صعبة نظرًا لكثرة الخيارات المتاحة، فقرر البعض كتابة أسمائهم بالكورية، بينما دمج البعض الآخر بين الفن والخط.

كنت محاطة بمشاركين من مختلف دول العالم مثل إسبانيا، الصين، روسيا، وتايوان. بدأنا نتحدث معًا ونتبادل المساعدة في اختيار التصميم، مما خلق جوًا دافئًا ووديًا، بينما كنا مندمجين مع الحروف الكورية. كان المدرّبون يتجولون بين الطاولات لتقديم التصحيحات والتشجيع، وكان واحد منهم يتحدث أحيانًا بلغات مختلفة، ويطلب من الحضور تعليمه كيف يقول "عملٌ جيد، أحسنت" بلغات بلدهم.

مصباحي الأكريليكي المنحوت بالخط الكوري. (الصورة من إيمان بوحنيكة)

مصباحي الأكريليكي المنحوت بالخط الكوري. (الصورة من إيمان بوحنيكة)


في نهاية الجلسة، عرضنا بفخر مصابيحنا المزاجية المحفورة وسط تصفيق مدربي صالة سيول الثقافية. عرض كل مشارك أسلوبه الفريد في الخط الكوري، مما عكس هويته الشخصية من خلال جمال الهانغول الكوري. صفقنا لجهود بعضنا البعض، وأخذنا صورة جماعية لتخليد الذكرى.

لم تكن الورشة مجرد نشاط ثقافي بالنسبة لي، بل كانت فرصة للتواصل مع الأجانب والمحليين الذين يقدّرون الثقافة الكورية، وفرصة للاستمتاع بهذه الحرفة الكورية الهادئة بعد يوم حافل بالتجول في مدينة سيول للتسوق قبل العودة إلى بلدي.

مجموعة متنوعة من التذكارات. (الصورة من إيمان بوحنيكة)

مجموعة متنوعة من التذكارات. (الصورة من إيمان بوحنيكة)


متجر 'سيئول ماي' عند مدخل مبنى ساميل يضم مجموعة متنوعة من التذكارات. (الصورة من إيمان بوحنيكة)

متجر 'سيئول ماي' عند مدخل مبنى ساميل يضم مجموعة متنوعة من التذكارات. (الصورة من إيمان بوحنيكة)


عند خروجنا من غرفة الورشة، حضرنا بأنفسنا شاي الأزهارعند المنضدة الموجودة بالاستقبال مزودة بأكواب ورقية، وزهور مجففة متنوعة، وموزعان للمياه الساخنة والباردة. لقد استمتعت حقًا بهذه التجربة الفريدة في ’لاونج سيئول للثقافة‘، فبالإضافة إلى الورشة الفنية للخط الكوري، حصلنا على شهادة حضور إلكترونية وخصم في متجر ’سيئول ماي سول‘ الموجود عند مدخل مبنى ساميل، والذي يقدّم العديد من المنتجات والتذكارات المميزة.

منضدة عند الاستقبال في 'لاونج سيول للثقافة' تقدم شاي الأزهار المجاني. (الصورة من إيمان بوحنيكة)

منضدة عند الاستقبال في 'لاونج سيول للثقافة' تقدم شاي الأزهار المجاني. (الصورة من إيمان بوحنيكة)


أوصي بهذه التجربة بشدة لكل من يحب الخط الكوري. فالخط الكوري إرث عميق متجذر إلى العصور الذهبية، لا يقتصر على الحروف الجميلة فحسب، بل يعكس التزام الفنان بإيجاد التناغم بين العاطفة والمعنى، مما يجسّد التاريخ والثقافة الكورية الغنية.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.