صورة توضح حلوى ڨواپيون. (مصدر الصورة المراسلة الفخرية أميرة فرحات)

بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية الجزائرية أميرة فرحات

تعتبر الحلويات جزء مهم من ثقافة كل شعب، فهي ليست مجرد طعام يؤكل بعد كل وجبة، بل هي تحمل قصصًا وتقاليد قديمة انتقلت من جيل إلى جيل، ومن بين الحلويات الكورية التقليدية، تعتبر حلوى ڨواپيون كواحدة من أجمل وأبسط الحلويات الكورية؛ تُصنع هذه الحلوى من فواكه طبيعية؛ وتحضر بطريقة بسيطة تعكس جمال وأناقة المطبخ الملكي الكوري في الماضي.

دائماً أثناء مشاهدتنا للدراما الكورية نجد العديد من الأطباق الكورية التي تضفي على المائدة لمسة فريدة بألوانها الزاهية وشكلها المميز. فالمطبخ الكوري يتميز بجمال وترتيب أطباقه، مما جعلني دائماً أتحمس لتجربة تلك الأكلات. واليوم سأشارككم تجربتي في إعداد واحدة من الحلويات التقليدية الكورية التي تُعرف باسم ڨوابيون.

تعد حلوى ڨوابيون واحدة من الحلويات الكورية التقليدية الشهيرة التي تمتاز بسهولة تحضيرها وسرعة إعدادها، تتميز هذه الحلوى بألوانها الجميلة وطعمها الفريد الذي يجمع بين النكهتين الحلوة والحامضة.

تعد حلوى ڨواپيون من بين الحلويات التقليدية التي كانت تُقدم في البلاط الملكي خلال الولائم الملكية في عهد جوسون؛ يتميز إعدادها باستخدام الفواكه الحامضة، لذا قررت تجربة تحضيرها باستخدام البرتقال كعنصر رئيسي.لتحضير هذه الحلوى، نحتاج إلى الماء، النشاء، السكر، وقليل من الملح.

صورة توضّح مكونات إعداد حلوى ڨواپيون من اليمين الى اليسار برتقال، ملح، ماء، سكر، نشاء. (مصدر الصورة المراسلة الفخرية أميرة فرحات)

للبدء في إعداد الحلوى، يُمزج النشاء مع الماء جيدًا حتى تتجانس المكونات معًا. بعد تقشير البرتقال، يتم وضعه في الخلاط وطحنه للحصول على عصير طازج؛ وعقب الانتهاء من الطحن، يُصفى العصير باستخدام منخل مرة واحدة لضمان الحصول على قوام ناعم وخالٍ من الشوائب.

الآن نصب العصير في وعاء ونضيف إليه القليل من الماء مع السكر ورشة ملح. نقوم بغليه على نار متوسطة مع تحريكه باستخدام ملعقة لضمان ذوبان السكر والملح بشكل كامل. عندما يبدأ الغليان ستظهر فقاعات؛ يجب إزالتها. بعد ذلك نضيف منقوع النشاء ونقوم بالتقليب بسرعة باستخدام الملعقة لتجنب التكتل. عندما يكون الصوت الناتج يشبه انفجار الفقاعات الخفيفة، فهذا يعني أن الخليط جاهز.

قبل صب ڨواپيون، نقوم برش الماء على القالب الذي سنستخدمه لوضع الخليط، وذلك لتسهيل عملية إخراجه بسهولة لاحقًا. بعد صب الخليط في القالب، يُترك تمامًا ليبرد في درجة حرارة الغرفة، حتى وإن استغرق وقتًا طويلاً. بعد التأكد من برودته الكاملة، ننقله إلى الثلاجة ليصبح أكثر تماسكًا وبرودة. بعد ذلك، نحضر طبقًا ونقلب القالب عليه بحرص.

صورة ڨواپيون بعد إخراجه من القالب. (مصدر الصورة المراسلة الفخرية أميرة فرحات)

بعد إخراجه، نقوم بتقطيعه على شكل مربعات، مع تزيينه ببعض الأزهار ذات الحجم الصغير.

صورة ڨواپيون بعد أن أصبح جاهزًا. (مصدر الصورة المراسلة الفخرية أميرة فرحات)

من خلال مشاهدة الدراما الكورية وبرامج الطبخ الكوري، أجد أن المطبخ الكوري يملك طابعاً فريداً. عندما جربت هذه الحلوى الكورية التقليدية، أحببتها فعلاً، فهي تمتاز بمذاق يجمع بين الحلاوة والحموضة، كذلك تمتاز بطعمها الرقيق وقوامها الهلامي الطبيعي، تُمثّل ڨواپيون مثالًا حيًا على كيف يمكن للتقاليد أن تُحوّل المكونات البسيطة إلى تجربة مميزة تُسعد الحواس وتُخلّد الذوق التراثي، مع اقتراب فصل الصيف، أنصح أي شخص بإعدادها والاستمتاع بها.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.