الصورة توضح الطقوس الدينية في عيد ميلاد بوذا من داخل معبد جاجيم. (الصورة من يون جي-هوان)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية خلود خالد ابو اليزيد
في أجواء يغمرها الهدوء والروحانية، تحدثت إلى السيد يون جي هوان، الذي حضر مؤخرًا احتفال عيد ميلاد بوذا في معبد جاجيم البوذي الواقع على جبل سويو في العاصمة الكورية سيول. لقد كانت تجربته فريدة من نوعها، وقد حملت معها ذكريات وانطباعات لا تُنسى. في هذا اليوم المميز الخامس من مايو لعام ٢٠٢٥، قمنا بإجراء مقابلة شخصية مع يون جي هوان من خلال تطبيق كاكاوتوك لنتعرف معًا أكثر عن عيد ميلاد بوذا.
قال يون جي هوان معرفًا عن عيد ميلاد بوذا وطقوس الاحتفال به:
يُعرف عيد ميلاد بوذا في كوريا باسم "تشونغسان"، وهو مناسبة دينية يحتفل بها البوذيون في مختلف أنحاء آسيا لإحياء ذكرى ميلاد سيدارتا غاوتاما، الذي أصبح لاحقًا بوذا (المستنير). يُقام الاحتفال في اليوم الثامن من الشهر الرابع حسب التقويم القمري، والذي يصادف عادةً شهر أبريل أو مايو في التقويم الميلادي، والذي صادف يوم ٥ مايو من هذا العام. في عيد ميلاد بوذا، تقام مجموعة من الطقوس الدينية التي تعبّر عن الاحترام والتقدير لشخص بوذا وتعاليمه. من أبرز هذه الطقوس تقديم الزهور والبخور والشموع أمام تمثال بوذا، وهو ما يرمز إلى الزهد في الحياة المادية والسعي نحو النقاء الروحي. كما تُقام مراسم حمام الطفل بوذا، حيث يُسكب الماء أو الشاي العشبي على تمثال صغير لبوذا الطفل، في إشارة إلى تطهير النفس. وتُتلى الترانيم البوذية في المعابد، ويشارك الزوار في التأمل والصلاة، بينما تُضاء الفوانيس الورقية كرمز للنور والحكمة.
الصورة توضح أداء الطقوس الدينية من داخل قاعة الصلاة. (الصورة من يون جي-هوان)
وعندما سألت يون جي هوان عن حضوره للاحتفال هذا العام، رد قائلاً:
كنت دائمًا أسمع عن عيد ميلاد بوذا، لكن حضوره شخصيًا كان مختلفًا تمامًا. عندما دخلت المعبد، رأيت مئات الفوانيس الورقية الملوّنة تتدلى من السقف، والناس يهمسون بصلواتهم في خشوع. الجو كله كان مهيبًا. حتى المشاهدة فقط كان لها سحر خاص. ما لفت نظري هو الاحترام العميق الذي يكنّه المشاركون للتقاليد. والذين تفاعلوا بشكل جيد مع الطقوس الدينية. رأيت عائلات بأكملها تقدم الأزهار والشموع، وتشارك في تنظيف المعبد كنوع من الطقوس الروحية.
الصورة توضح اشعال الشموع من داخل المعبد و اداء الطقوس الدينية. (الصورة من يون جي-هوان)
لم تكن التجربة مجرد حضور طقوس دينية بالنسبة له، بل مناسبة للتأمل والانفتاح على ثقافة مختلفة وخصوصًا أنه يرغب في تكرار هذه التجربة مرة أخرى. الهدوء الداخلي الذي شعر به أثناء جلوسه في صالة التأمل، مع صوت الترانيم البوذية في الخلفية، منحني سلامًا لم أشعر به منذ وقت طويل. حيث إن المعبد البوذي يقع في الجبال، مما يوفر ظروفًا ممتازة للرهبان للصلاة والتأمل.
الصورة توضح جمال الطبيعة من فوق جبل سويو. (الصورة من يون جي-هوان)
عندما سألته إن كان يخطط للذهاب مرة أخرى، رد قائلاً:
بالتأكيد. حتى لو لم تكن بوذيًا، فالتجربة تبني الجسور بين الثقافات، وتذكّرنا بأن القيم الإنسانية مثل السلام، والتسامح، والاحترام، مشتركة بيننا جميعًا. كما أنني أنصح بحضور مثل هذا الاحتفال حتى وإن لم تكن بوذيًا، عليك فقط أن تشاهد الطقوس الدينية إن كنت مهتمًا بالتعرف على ثقافات جديدة، وخصوصًا أنه لن يكون أمرًا سيئًا الاقتراب من الثقافات المختلفة.
تجربة يون جي هوان في عيد ميلاد بوذا لم تكن مجرد حضور لاحتفال ديني، بل كانت نافذة على ثقافة عريقة وتجربة تأملية تدعو للتفكير والتفاهم بين الأديان. وبين ألوان الفوانيس وصمت الجبال، نجد دعوة صامتة للسلام، والتأمل، واحترام اختلافاتنا. وربما، كما قال جي هوان، لا يكون الهدف المشاركة بقدر ما يكون الفهم والمراقبة بداية لجسر يُبنى بين القلوب والثقافات.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.