هذه الصورة توضح مدي أهمية احتفال عيد الطفل في كوريا بيوم أسري دافئ ولطيف. (الصورة من فري بيك)

بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية كريمه نبيل

في الوقت الذي يمر فيه الخامس من مايو بهدوء في أغلب دول العالم، يتحوّل هذا اليوم في كوريا إلى لوحة حية تنبض بألوان الطفولة والفرح. إنه يوم الطفل الكوري، المعروف باسم ‘ أورين نال‘ ، حيث يملأ الصغار الشوارع ضحكًا وحيوية، ويصبح الوطن كله ساحة للاحتفال بالبراءة والأمل.

صورة توضح مدي سعادة الطفل بالاحتفال. (الصورة من فري بيك)

منذ أن بدأت التعرف على الثقافة الكورية، جذبني هذا اليوم كثيرًا. ربما لأنه لا يقتصر فقط على الترفية، بل يحمل في طياتة رسالة إنسانية وتربوية عميقة: الأطفال ليسوا فقط صغارًا نرعاهم، بل هم أساس المستقبل، ونقطة الانطلاق لكل تطوّر حقيقي.

بدأ الاحتفال بعيد الأطفال في كوريا عام 1923، على يد المفكر ‘بانغ جونغ هوان‘ ، الذي آمن بأهمية أن يشعر الأطفال بقيمتهم وحقوقهم. وفي عام 1975، أصبح هذا اليوم عطلة رسمية وطنية، يحتفل به الكوريون سنويًا، بنفس الحماس والحب.

توضح هذه الصورة استمتاع الأطفال بالاحتفالات والألعاب المبهجة في يوم عيد الطفل. (الصورة من فري بيك)

ومن خلال متابعتي للاحتفالات هذا العام، شاهدت صورًا وفيديوهات رائعة لعائلات تصطحب أطفالها إلى المنتزهات ومدن الملاهي مثل ‘لوت وورلد‘ و ‘ إيفرلاند‘ . الأطفال يرتدون ملابسهم المفضلة، بين الزي التقليدي الكوري ‘الهانبوك‘ وأزياء الشخصيات الكرتونية مثل ‘بيكاتشو‘ و ‘بورورو‘ . وتُقام عروض فنية وموسيقية، وألعاب نارية، وحتى مهرجانات خاصة بالأطفال المهاجرين في مناطق مثل ‘ إيتوان‘ ، ما يعكس روح التنوّع والتقبّل في المجتمع الكوري.

صورة فتاة صغيرة ترتدي الزي الكوري ‘ الهانبوك‘. (الصورة من فري بيك)

الهدايا أيضًا جزء مهم من العيد، لكنها بسيطة ومعبرة؛ كتب تلوين، أدوات مدرسية، أو ألعاب صغيرة. وكأن كل أب وأم يريدان أن يرسلا رسالة غير منطوقة لأطفالهما: ’نحن نحبك، ونحن فخورون بك‘.

توضح هذه الصورة تلقي وتبادل الهدايا في عيد الطفل. (الصورة من فري بيك)

ما يميز هذا اليوم حقًا، في نظري، هو أنه يخلق مساحة حقيقية للتواصل بين الأطفال وذويهم. في وسط الحياة المزدحمة، يمنح هذا اليوم العائلات فرصة لتكوين ذكريات جميلة تدوم طويلًا، ويُعزز الترابط الأسري بأسلوب عفوي ومحب.

توضح هذه الصورة مشاركة الأمهات فرحة و اهتمامات أطفالهم. (الصورة من فري بيك)

ومن وجهة نظري ..

إن أجمل ما في عيد الأطفال الكوري أن المجتمع يشارك فيه : من المؤسسات الحكومية والمدارس، إلى الفنانين والشركات، الجميع يسهم في صناعة الفرح. وهذا ما يجعلني أحلم بأن أكون هناك يومًا ما، في قلب هذا العيد الإنساني، أراقب ضحكات الأطفال وهي تملأ الأفق، وأشاركهم لحظات لا تُنسى.


dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.