نرى في الصورة الفنانة الكورية ’تشاي ريونغ يون‘ أو كما تُعرف بأسمها الفني ’سالين‘، خلال مشاركتها في معرض مسار الفن الكوري في دبي، ونرى كذلك بعض من منتجاتها الفنية، ولوحتها الفنية المفضلة ’آثار النجوم‘. (الصورة من الفنانة سالين وتم أخذ الإذن لاستخدامها)

بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية سارة علي فاضل

في الشهر الماضي كنت أتابع الفعاليات التي تقام في دولة الإمارات العربية المتحدة على منصة الانستجرام، ومن ضمن هذه الفعاليات كان هناك فعالية ’مسار الفن الكوري‘ وهو عبارة عن معرض فني يعرض العديد من أعمال الفنانين الكوريين المميزين الذين يقدمون أشكالًا مختلفة من الفن، ويعبرون من خلال فنهم عن رؤيتهم للحياة من حولهم. وخلال مشاهدتي للأعمال الفنية في هذا المعرض الرائع، جذبني بشدة فن مميز، رسومات توضيحية تنبض بالحياة، كل قطعة فنية تحكي قصة، القطع الفنية الموجودة في هذه الرسومات جعلتني أشعر وكأنني دخلت إلى عالم من القصص الخيالية. هذه القطع الفنية المبهرة هي من صنع الفنانة الكورية تشاي ريونغ يون واسمها الفني "سالين"، وفي الحقيقة كان لدي فضول كبير للتعرف أكثر على فنها المبهر وعن مشاركتها في معرض ’مسار الفن الكوري‘ في دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. لذلك قمت بالتواصل معها عن طريق البريد الإلكتروني وأجرينا هذه المقابلة في الفترة من ٢٢ أبريل إلى ١ مايو. دعونا الآن نذهب في رحلة ممتعة للتعرف على عالم من الخيال والإبداع الفني.

مرحبًا، هل يمكنكِ تعريف نفسكِ لقراء كوريا نت؟ ومتى أدركتِ شغفكِ بهذا الفن الفريد؟

أسمي تشاي ريونغ يون، وأسمي الفني هو "سالين". أرسم الجمال المعقد للمفاهيم القديمة البالية في رسوماتٍ توضيحية دقيقة.
أتأمل في مختلف الجواهر الفلسفية في الحياة اليومية والقيم الجمالية في الحدائق، وأترجمها إلى رسومات توضيحية.
عندما كنتُ في المدرسة الإعدادية، أدركتُ شغفي بالفن، إذ وجدتُ الصور أقوى في إيصال أفكاري للناس من الكلمات.
لكن لم يُسمح لي بالرسم، واضطررتُ للرسم سرًا بقلمي الذي درستُ به، وازدهرت رحلتي الفنية بعد أن كبرت ودخلتُ الجامعة.

فنك فريدٌ وساحرٌ حقًا. رسوماتك تحوي عالمًا من الزهور وأعمالًا فنيةً آسرةً تروي قصصًا كلاسيكيةً مبهرة. هل يمكنكِ من فضلكِ شرح رؤيتكِ الفنية وراء فنكِ وإبداع هذه الأعمال الفنية الرائعة؟ ولماذا اخترتِ هذا النوع الفني تحديدًا؟

لقد تخصصتُ في الفلسفة وعلم الأحياء. لقد شكّلت الفلسفة عالمي وصقلته، وغرست فيّ روح الإنصات إلى مختلف حِكم حياة الآخرين. انطلق علم الأحياء، وخاصةً تصنيف النباتات الذي ركزتُ عليه، من السؤال الكامن وراء الأخلاق في الفلسفة. لو كانت الأخلاق تُركّز على الحيوانات عمومًا كمواضيع رئيسية نظرًا لقدرتها على الشعور بالفرح والألم، لتساءلتُ إن لم تكن هناك أخلاقيات في النباتات. عرّفني السؤال الأخلاقي والفضول الكامنان وراء بنية النباتات، وكيف تداخلت نباتات البستنة مع التاريخ البشري لعلم الجمال، على علم الأحياء، فاخترتُ تخصصي.

عندما أنهيتُ فصلًا دراسيًا في جامعتي، كنتُ أحب أن ألخص الفصل الدراسي بسلسلة من الأعمال الفنية. كيف همس الفلاسفة اليونانيون بحكمتهم، وكيف ألقى كانط محاضرات عن العقل البشري، وكيف نشأت النباتات وتاريخها، وكيف استقرت الطبيعة مع البشر. قادتني هذه الممارسة إلى أن أصبح فنانًا. أصبح التعبير عما أتعلمه وأشعر به في الحياة فنًا شائعًا، بدأ بتلخيص الحكمة، ثم أصبح إجاباتي الخاصة على أسئلتي حول جوانب الحياة المختلفة. أتمنى، من خلال أعمالي الفنية، أن أقدم للناس تجربة جمالية، حيث يمكنهم الشعور بالصفات الجمالية والاستراحة من حياتهم اليومية.

في الحقيقة أنا لم أختر نوعي الفني، بل كان متعدد الطبقات كعمل فني مجمع، عامًا بعد عام. ابتكرت أسلوبي من خلال ممارسة فني كل عام. لكن يبقى شيء أساسي واحد - الخطوط لا تزال قائمة على القلم.

نرى في الصور بعض المنتجات الخاصة بالفنانة سالين، ونرى كيف تمتزج هذه المنتجات مع الرسومات الفنية وتتناغم معًا بطريقة رائعة. (الصورة من الفنانة سالين وتم أخذ الإذن لاستخدامها)

لديكِ العديد من المنتجات الساحرة التي تُبرز فنكِ وتتناغم معه ببراعة، من الحقائب إلى الدفاتر الصغيرة والطوابع والأوشحة وغيرها الكثير، وكل قطعة تروي قصة مختلفة. هل يُمكنكِ إخبارنا المزيد عن هذه المنتجات الفنية الرائعة؟

أُطلق عليها في الواقع ثلاثة أنواع من أعمالي الفنية: الأساسية، والاحترافية، والمتميزة.

الأنواع الأساسية: هي مثل القرطاسية، والبطاقات البريدية، والملصقات، والمطبوعات الفنية، ودفاتر الملاحظات. هذه الأنواع مُخصصة للتوزيع على أكبر عدد ممكن من الناس. إنها تجذب الكثيرين وتُسعدهم، لأنها في متناول الجميع.

الأنواع الاحترافية: هي مثل الأوشحة الحريرية، والحقائب الفنية، والأعمال التوضيحية المُخصصة، والأعمال المُصممة خصيصًا، وأعمال الشركات. هذه الأنواع مُخصصة للداعمين والشركات التي ترغب في التعاون معي.

الأنواع المتميزة: هي أعمال فنية مُؤطرة ومعروضة في المعارض كأعمال فنية راقية. هنا أبذل أقصى جهدي ووقتي ومالي لإنتاج أرقى الأعمال الفنية.

يجد البعض أن لديّ ثلاثة أنواع مُثيرة للاهتمام. أُوازن بين ثلاث مهام في نفس الوقت يوميًا. لكن للفنان احتياجاته الأساسية: الدعم المالي لكسب عيشه، والمعجبين الذين يُحبّونهم، والفن الذي يُريد أن يُبدعه لنفسه. يميل العديد من الفنانين إلى الاعتقاد بأن عليهم القيام بمهمة واحدة فقط. لكن لمَ لا أكثر؟ إذا كان بإمكانك كسب المال وتولي كل شيء، فلماذا لا تقوم بثلاث مهام في الوقت نفسه؟

عادةً ما أصنع منتجات صغيرة أولًا في كوريا كعينات، ثم أتأكد من نجاحها على خط الإنتاج الأساسي، ثم أنقلها إلى خط الإنتاج الاحترافي والمتميز إذا كانت ناجحة. وأحاول الشحن إلى جميع أنحاء العالم.
كذلك أحب العمل على مواد متنوعة، لذا؛ لا أكتفي بالعمل على الورق فحسب، بل أستخدم أيضًا الأدوات المكتبية مثل أشرطة القصدير والحرير والأقمشة. شاركتُ في معارض الرسم التوضيحي في سيول، لعشر سنوات، وأعمل رسامةً على نطاق واسع. الآن، لا أريد فقط التنوع في المواد، بل أريد أيضًا التنقل بين مجالات مثل الرسم التوضيحي والفنون الجميلة. آمل أن أبدأ رحلة جديدة كفنانة في الثلاثينيات من عمري.

نرى في الصور لوحتين فنيتين غاية في الجمال والسحر. وتعرض لنا الفنانة سالين اللوحتين في خلال عملية الرسم وبعد الانتهاء منها، لمشاهدة كم الجهد والإبداع الذي يُبذل لتظهر لنا النتيجة النهائية بهذا الشكل المبهر، وكذلك نرى عناصر الطبيعة التي تُلهم الفنانة سالين من الزهور والطيور والأشجار. (الصورة من الفنانة سالين وتم أخذ الإذن لاستخدامها)

ما الذي يلهمك لتقديم أعمالك الفنية؟ وما هي أقرب الأعمال إلى قلبك؟

تُلهمني فلسفات الحياة، وأزهار الحقول القريبة من مسكن الإنسان. إذا كانت هناك أزهار لها تاريخ أو سبب لوجودها، فأنا أتأمل في كيفية تداخل البشر مع الطبيعة، وما هي الفلسفات التي تُفسر سلوكهم البشري. لذا، فإن معظم أعمالي الفنية مستوحاة من كيفية تفاعل النباتات مع البشر. لماذا يضعون هذا الإناء في منازلهم؟ لماذا يزرعون هذه الزهرة؟ لماذا يُعلقونها في هذا الفندق؟ ما هي الفلسفات التي تُفسرها؟ هذه هي معظم اهتماماتي، ولكن بشكل عام، لديّ اهتمام كبير.

نرى هنا لوحة ’آثار النجوم‘ التي تعتبرها الفنانة سالين أحب الأعمال الفنية إلي قلبها. (الصورة من الفنانة سالين وتم أخذ الإذن لاستخدامها)

أحب جميع أعمالي الفنية لأنها تُشبه بناتي، لكن ’آثار النجوم‘ جعلتني فنانة. كيف تأملتُ فلسفة إيمانويل كانط وأخلاقه مع الفلسفات الشرقية للسماء، وكيف غلفتها بعمارةٍ غلب عليها الورود والطبيعة، كان مُعبرًا عنها ببراعة. وقد قادني ذلك إلى عرض مجموعتي الشخصية الأولى لي في دبي أيضًا. ’آثار النجوم‘ تُشبه ابنتي الأولى.

نرى في الصور ورش الاطفال التي تم إقامتها في معرض مسار الفن الكوري في دبي ٢٠٢٥، وكذلك نرى الفنانة سالين وهي تتفاعل مع جمهور المعرض وتقوم بشرح رؤيتها الفنية الساحرة التي تعبر عنها كل لوحة من لوحاتها الفريدة من نوعها. (الصورة من الفنانة سالين وتم أخذ الإذن لاستخدامها)

لقد شاركتِ في العديد من المعارض الفنية حول العالم، ومؤخرًا شاركتِ في معرض ’مسار الفن الكوري‘ في دبي، الإمارات العربية المتحدة. هل يمكنكِ مشاركة تجربتكِ معنا؟ ما كان رد فعل الجمهور على فنكِ الفريد؟

لقد دُعيتُ من قِبل المعهد الملكي السعودي للفنون التقليدية عام ٢٠٢٣، وكانت تلك أول زيارة لي للشرق الأوسط. تعاونتُ مع الفنانة بيان ياسين، كممثلة للفن السعودي، وأنا كممثلة للفن الكوري في التبادل الثقافي بين بلدينا. لا تزال أعمالنا تُعرض في مطار الملك خالد بالرياض. بفضل هذا المشروع، أدركتُ أن الشرق الأوسط يمكن أن يكون مسرحي. ثم بدأتُ بتقديم عروض في دبي كامتداد، وأعمل حاليًا على مشاريع إماراتية وسعودية.

نرى في الصور تجربة مشاركة الفنانة سالين في المملكة العربية السعودية في معرض إلتقاء عام ٢٠٢٣، ونرى أيضًا الفنانة بيان ياسين كممثلة للفن السعودي. هذا المعرض الذي كان يعبر عن مدى أهمية وعمق التبادل الثقافي بين كوريا والسعودية. (الصورة من الفنانة سالين وتم أخذ الإذن لاستخدامها)

نرى في الصور مقتطفات من مشاركة الفنانة سالين في معرض مسار الفن الكوري في دبي ٢٠٢٥، حيث يظهر الفنانة سالين وهي تقوم بتقديم نفسها للجمهور وتشرح رؤيتها الفنية وعرض بعض من لوحاتها وأعمالها الفنية المميزة. (الصورة من الفنانة سالين وتم أخذ الإذن لاستخدامها)

أما عن تجربتي في معرض ’مسار الفن الكوري‘ في دبي، فلقد كانت تجربة رائعة، حيث أقمنا معرضنا الرئيسي في ’توميني كلاسيكس‘، وشاركنا في محاضرات فنية، وجولات فنية مُنسقة، وورش عمل للأطفال، وشاركنا في معرض ’فنون العالم دبي‘، والتقينا وتعرّفنا على العديد من الأشخاص. أحب دبي بسبب ردود الفعل التي أتلقاها. في كوريا، هناك الكثير من المعارض الفنية، والناس معتادون عليها، ولا يُبدون الكثير من ردود الأفعال. لكن في دبي، شاركنا الكثير من الناس ردود أفعالهم وأفكارهم ومشاعرهم، وتفاعلوا معنا كفنانين، وأصبحوا أصدقاء، ودعونا أحيانًا إلى منازلهم، وشعرتُ بالترحيب. تحدث الجميع عن روعة أعمالي، ولاحظوا الجهد الذي بذلته في أعمالي الفنية. استمعوا باهتمام إلى محاضراتي، وكان لديهم الكثير من الأسئلة، وهذا أمر جيد، لأنهم أرادوا معرفة المزيد عني. قدّمت بعض الشركات والمعارض في الإمارات عروضًا ودعوات للتعاون، وقد سررتُ بذلك للغاية.

نرى في الصور أعمال من معرض فنون العالم دبي ومسار الفن الكوري. حيث يمكن مشاهدة قطعتين من الأوشحة المميزة في معرض توميني كلاسيكس، وهي صالة عرض السيارات الفاخرة في دبي، والتي شاركت في مسار الفن الكوري كصالة العرض الرئيسية. (الصورة من الفنانة سالين وتم أخذ الإذن لاستخدامها)

هل لديك أي مشاريع أو خطط فنية مستقبلية؟

في الواقع، مشاريعي الكبيرة متوقفة حاليًا، لذا لا أستطيع الإفصاح عنها الآن للأسف. لكنني أعدك بأن أواصل العمل، وأن أواصل كفنان دائم.
وفي النهاية شكرًا جزيلًا على إجراء هذه المقابلة التي استمتعت بها كثيرًا.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.