مراسل فخري

2025.05.15

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
صورة لجميع الفرق المشاركة في التدريب بعد استلام الشهادات مع المعلمين ومدير مركو جيندو الوطني لجوجاك. (الصورة من مركز جيندو لجوجاك مع الإذن بالاستخدام)

صورة لجميع الفرق المشاركة في التدريب بعد استلام الشهادات مع المعلمين ومدير مركو جيندو الوطني لجوجاك. (الصورة من مركز جيندو لجوجاك مع الإذن بالاستخدام)



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية شيماء محمد رشدي

نظم مركز جيندو الوطني لجوجاك برنامج تدريب لعام 2025، يتيح الفرصة لفرق الجوجاك حول العالم لتعلم هذا الفن في المركز الواقع في مقاطعة جوللانام دو، يهدف البرنامج إلى الحفاظ على الفنون الكورية التقليدية ونقلها عالميا، والترويج لجوجاك من خلال تقديم الدعم التعليمي والتدريبي لفرق الجوجاك والرقص حول العالم.

وبعد أن وجدت قائدة الفريق، غادة محمد، إعلان هذا التدريب عبر الإنترنت، قامت بجمع فريق من المهتمين بفن الجوجاك والحاصلين على تدريب أكاديمية الجوجاك فى مصر التابعة للمركز الثقافي الكوري، وكنت أنا واحدة من هؤلاء المهتمين، والتقديم باسم مصر تحت اسم فرقة (نايل كاراك) والتي تعني (موسيقي النيل) لتعلم المزيد عن فن السامونوري.

وأما بالنسبه لي فكان حبي الشديد للجانغ كو -وهو نوع من الطبل الكوري يستخدم فى الموسيقي الكورية التقليدية على شكل ساعة رملية وله رأسين مصنوعين من أنواع مختلفة من الجلد- هو الدافع الأكبر لي، تعد الجانغ كو واحدة من آلالات الأربع الأساسية فى السامونوريإلى جانب البوك، الجينغ، والكوانغ كواري.

ولحسن الحظ تم قبولنا فى أجواء من الفرحة والسعادة، فهي المرة الأولي التي يسافر فيها فريق من مصر إلى المركز الوطني لجوجاك بجيندو، وسافرنا إلى جيندو حيث تسكن الموسيقي جدران المدينة، وكان كل شئ كالحلم وفي اليوم الأول كان الحفل الترحيبي بالفرق والذي كان يضم أربع فرق من مختلف العالم: روسيا ،استراليا ،كازخيستان ومصر تم الترحيب بنا وتعرفنا علي المعلمين الذين سيتولون تدريبنا، وكان مدرب فريقنا هو الأستاذ هان سانغ أوك، أستاذ متخصص في عزف السامونوري فى مركز جيندو الوطني وعضو أوركسترا مركز جيندو الوطني للجوجاك.

صورتي مع معلمي الأستاذ هان سانغ أوك. (الصورة من شيماء رشدي)

صورتي مع معلمي الأستاذ هان سانغ أوك. (الصورة من شيماء رشدي)


كنا نتدرب يوميا من العاشرة صباحا وحتي العاشرة مساء ورغم صعوبة التدريب وطول المدة، إلا أن الحماس والرغبة في التعلم كانا أكبر، لم يكن التدريب سهلا، فالجانغ كو يتطلب تركيز عالي وتناسقا بين الحركات والسمع، تعلمت مقطوعات جديدة كما أنني تعلمت العزف بشكل إحترافي بداية من طريقة الجلسة والإمساك بعصيان الجانغ كو مرورا بالأداء التمثيلي للعازف، ووصولا إلى الطريقة الصحيحة لقراءة النوتة الموسيقية الكورية، والتي تختلف عن النوت الموسيقية الغربية فالنوته الخاصة بالجوجاك مقسمة ( لكونج وتاك ودونغ) وهي مخصصة لفنون الجوجاك الكورية، كنت أردد اللحن بصوتي أثناء العزف كي لا أنسي، وتعلمت طريقة الضرب الصحيحة بستخدام عصيان الجانغ كو (اليول تشي، كونج تشي)، قرر أستاذنا تعليمنا عدة إيقاعات وهي كوتكوري، جاجينموري، دونغ سال بوري، هواموري، وتم ربطهم ببعض فى مقطوعة واحدة من عشر دقائق وهو ما كان صعب جدا لنا لتذكر اللحن والإنتقال من واحد لأخر والحقيقة يرجع الفضل بعد الله لمعلمنا هان سانغ أوك فقد كان صبورا معنا حتي تمكنا من العزف جيدا، كنا نكرر العزف بشكل مستمر طول اليوم وبرغم التعب إلا أننا كنا متحمسين لأننا سنقدم عرضا لما تعلمناه أمام الجميع فى نهاية التدريب.

كنت أشعر أن آلة الجانغ كو تهمس لي "هنا فى جيندو، لا نعزف لنسمع بل لنشعر" وهذا ما حدث فعلا في كل مرة أكتشف شيئا عن نفسي، عن صبري وقدرتي على التوازن وعن شغفي الخفي بالعزف، الحقيقة أن ما تعلمته لا يمكن حصرة في مقال واحد.

صورة لفريق نايل كاراك أثناء التدريب مع المعلم هان سانغ أوك. (الصورة تصوير شيماء رشدي)

صورة لفريق نايل كاراك أثناء التدريب مع المعلم هان سانغ أوك. (الصورة تصوير شيماء رشدي)


كما أن البرنامج أتاح لنا حضور عرض فني رائع لفرق مركز جيندو والذي تنوع بين عرض البان سوري، العزف على الجايجيم، ورقص بالطبل، والسامنوري كانت فرصة رائعة لمشاهدة الفرقة عن قرب والتعرف على الفنون الكورية فى موطنها الأصلي.

البرنامج لم يكن فقط للتعلم، بل أيضا لتعارف والتبادل الثقافي، فقد تعرفنا على جنسيات أخري وفرق مختلفة تشاركنا نفس الشغف الذي نملكة فالفرقة الأكازخستانية كانت متخصصة بالرقص على الطبول والروسية كانت متميزة فى العزف على الجاياجيم، كانت الأوقات جميلة تسودها روح التعاون والمحبة.

كما تضمن البرنامج جولة ثقافية للتعرف على مدينة جيندو كان من أبرزها زيارة تلفريك هاينام الشهير، التلفريك زجاجي ويتيح لك مشاهدة بانورامية للبحروالمدينة من الأعلي خلال رحلة تستغرق حوالي 3 دقائق، يمر التلفريك فوق موقع معركة ميونج يانج التاريخية حيث قاد الجنرال إي سون شين صاحب فكرت السفينة السلحفاة 13 سفينة كورية لهزيمة 133 سفينة يابانية، ينتقل التلفريك بين جيندو وهاينام ليظهر لنا البحر ويذكرنا بالنصر التاريخي للجنرال اي سون شين، كما يوجد فى الطرف الأخر أكثر من متحف له يظهر شكل السفن ويحكي لنا عن المعركة ويقدم أيضا عرض تمثيلي مرئي للمعركة علي شاشات كبيرة.

التلفريك الزجاجي ومنظر البحر من الأعلي جيندو. (الصورة من شيماء رشدي)

التلفريك الزجاجي ومنظر البحر من الأعلي جيندو. (الصورة من شيماء رشدي)


من أعلي البرج وتمثال الجنرال اي سون شين في جيندو. (الصورة من شيماء رشدي)

من أعلي البرج وتمثال الجنرال اي سون شين في جيندو. (الصورة من شيماء رشدي)


زرنا أيضا متحف نامدو للفنون التقليدية، حيث تعلمنا فن الرسم على المروحة التقليدية الكورية بالحبر الأسود، وتجربة الطباعة التقليدية الكورية على القماش. ربطنا مناديل القماش بطريقة فنية، ثم نقعها في الصبغة وغسلها وتجفيفها حتي تحولت إلى قطعة فنية مميزة، وطبعا أستمتعت بالطبيعة الخلابة في جيندو.

من أمام متحف نامدو للفنون التقليدية. (الصورة من شيماء رشدي)

من أمام متحف نامدو للفنون التقليدية. (الصورة من شيماء رشدي)


صورة المروحة التي قمت برسم عليها بالحبر قي متحف نامدو للفنون التقليدية. (الصورة من شيماء رشدي)

صورة المروحة التي قمت برسم عليها بالحبر قي متحف نامدو للفنون التقليدية. (الصورة من شيماء رشدي)


وفى اليوم الأخير كان العرض الختامي لكل الفرق المشاركة، كان اليوم كله حماس وقلق وتوتر، حيث سنعرض ما تعلمناه أمام الاساتذه والمسؤولين فى المركز، وهو ما جعلنا نشعر بالمسؤولية الكبيرة وتدربنا منذ الصباح الباكر ثم جاء وقت البروفة، وبعدها العرض النهائي، امتلأ الجو بالمشاعرالمختلطة حماس وسعادة وعيون لامعة بالسعادة والفخر والإمتنان، ومع انتهاء العرض سمعنا تصفيق الجميع وإشادة أستاذنا، وشعرت بالفخر لأنني تعلمت هذا الفن الراقي، وفى الختام، تم تسليمنا شهادات إتمام التدريب من قبل مدير مركز جيندو الوطني للجوجاك.

المراسلة شيماء وهي تعزف على الجانغ كو فى الحفل الختامي لمركز جيندو. (الصورة من مركز جيندو الوطني مع الإذن بالاستخدام)

المراسلة شيماء وهي تعزف على الجانغ كو فى الحفل الختامي لمركز جيندو. (الصورة من مركز جيندو الوطني مع الإذن بالاستخدام)


المراسلة شيماء وهي تستلم شهادة التدريب من مدير مركز جيندو الوطني. (الصورة من شيماء رشدي)

المراسلة شيماء وهي تستلم شهادة التدريب من مدير مركز جيندو الوطني. (الصورة من شيماء رشدي)


كلما استرجعت الذكريات، أشعر أن سطور مقالتي لا تكفي لنقل شعوري وتجربتي، لكن يكفي أن أقول أنني سأستمر فى تعلم السامولنوي بإذن الله حتي أتقنه جيدا كالمحترفين و سأنشر حبي للعالم كلة، اليوم وأنا أستعيد الذكريات، أدرك أن الجانغ كو منحتني فرصة نادرة للتواصل مع ثقافة مختلفة من خلال الموسيقي، لقد تعلمت أكثر من مجرد العزف تعلمت الصبر والإنصات وقيمة التقاليد الكورية.

فريق نايل كاراك أثناء العرض الختامي. (الصورة من مركز جيندو الوطني مع الإذن بالاستخدام)

فريق نايل كاراك أثناء العرض الختامي. (الصورة من مركز جيندو الوطني مع الإذن بالاستخدام)


شهادة أتمام التدريب مع الكتاب الذي قمنا بدراستة وبطاقة اسمي. (الصورة من شيماء رشدي)

شهادة أتمام التدريب مع الكتاب الذي قمنا بدراستة وبطاقة اسمي. (الصورة من شيماء رشدي)


تجربتي مع الجانغ كو ستظل واحد من أجمل ذكرياتي، أتمني أن أعود يوما لأتعمق أكثر فى هذا العالم الإيقاعي الساحر.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.