مراسل فخري

2025.01.17

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
تظهر صورة رأس خنزير على لوحة شطرنج. (الصورة من نورهان عادل)

تظهر صورة رأس خنزير على لوحة شطرنج. (الصورة من نورهان عادل)



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية نورهان عادل

اكتسبت كوريا وتعلم اللغة الكورية على وجه الخصوص شهرة واسعة على مستوى العالم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التأثير العالمي للثقافة الكورية، بما في ذلك موسيقى البوب الكورية، والدراما الكورية، والممارسات التقليدية. بالنسبة للعديد من المتعلمين، يتجاوز قرار دراسة اللغة الكورية الاهتمام اللغوي البحت؛ فهو بمثابة بوابة للتعمق في المشهد الثقافي النابض لكوريا. هذا الانغماس الثقافي غالبًا ما يمتد إلى التخصصات الأكاديمية أو الحياة اليومية للمتعلمين. يجد الطلاب الذين يدرسون مجالات مثل العلاقات الدولية أو الأعمال أو الإعلام أن مهارات اللغة الكورية لا غنى عنها لاستكشاف الحضور العالمي المتنامي لكوريا. وفي الحياة اليومية، تعزز الثقافة الكورية شعورًا بالترابط من خلال الموسيقى والطعام والأزياء والقيم المشتركة. إن التفاعل بين تعلم اللغة واحتضان الثقافة يثري التجارب الشخصية والمهنية، مما يجعل الرحلة فريدة ومجزية.

بالسابق، درستُ اللغة الكورية في معهد الملك سيجونغ الواقع في المركز الثقافي الكوري في مصر. خلال دراستي هناك، حظيت بفرصة لقاء العديد من الأشخاص الرائعين الذين يدرسون في مجالات متنوعة، ولكننا كنا متحدين بحبنا للثقافة الكورية ورغبتنا الكبيرة في تعلم اللغة الكورية. كانت إحدى زميلاتي متخصصة في الفن. التقينا خلال المستوى الثالث والرابع من البرنامج، ولكن للأسف لم نتمكن من متابعة الدروس معًا. ومع ذلك، حافظنا على التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

في أحد الأيام، صادفت منشورًا على قصة زميلتي على إنستغرام حول معرضها الفني بعنوان مزج الفن الكوري بالمصري. كنتُ محظوظة برؤية المنشور قبل انتهاء المعرض الذي استمر من يوم الأحد 22 ديسمبر إلى الخميس 26 ديسمبر. وبمعرفتي بمدى موهبتها، علمتُ أنني لن أفوّت هذه الفرصة. كنتُ متحمسة لرؤية كيف ألهمها حبها للثقافة الكورية لدمج فن البلدين وجعل ذلك جزءًا من مشروع بحثها للدراسات العليا. تم افتتاح المعرض فى القاعة الكبرى بكلية الفنون الجميلة بالزمالك فى القاهرة.

سأكتب تعريف بسيط عن الفنانة مروة إسماعيل
درست مروة في كلية الفنون الجميلة جامعة حلون من عام ٢٠١٢ حتى تخرجت منها فى عام ٢٠١٧
فى العام الأول من دراستها فى الجامعة بدأت دراسة اللغة الكورية ثم استكملت دراستها بمعهد سيجونغ التابع للمركز الثقافي الكوري بالقاهرة.

"عند سؤال الفنانة عن ما ألهمها فى عمل بحث " تجمعنا هوية واحدة رغم اختلاف كيان كلا منا

بعد التخرج زاد شغفها للتعرف أكثر عن تاريخ فن شبه الجزيرة الكورية قبل وبعد انقسام الكوريتين خاصة أنه لم يسبق أن تحدث أحد عن ذلك من قبل. فقد أرادت أن تبحث عن الأثر على اتجاهات الفن على الكوريتين. فكرة بحثها تتمحور حول الهوية الواحدة رغم الاختلاف.

تاريخ الفن واحد فى شبه الجزيرة الكورية ولكن الفارق أن هناك بلد انعزلت عن العالم وقامت بالانغلاق على نفسها والأخرى قامت بالانفتاح على العالم الخارجي والفن المفاهيمي والتجريدي

اختارت مروة فى لوحاتها الألوان الكورية التقليدية الخمسة "أوه بانج سايك" وهم الأحمر والأزرق والأصفر والأسود والأبيض، واستخدمت الأحمر والأزرق كعلاقة تكاملية مثل الين واليانج.

وعندما سألتها عن بعض الصعوبات التى واجهتها وضحت أن الصعوبات تلخصت فى صعوبات عدم قدرتها على إيجاد كتب قبل وبعد الانقسام تتحدث عن الاتجاهات الفنية وخاصة غموض كوريا الشمالية, التي مازالت منعزلة تماما عن العالم الخارجي ومن أي تأثيرات فنية مختلفة كالفن المفاهيمي أو الفن التجريدي.

لقد بحثت فى العديد من المواقع حتى تجد معلومات صحيحة موثقة وعندما كانت تجد مصطلحات فنية صعبة ومعقدة بعض الشيء كانت تستخدم القاموس أو تسأل الكوريين مباشرة أو أصدقائها الدارسين للغة الكورية حتى لا تكون الترجمة حرفية.

حدثتني أيضا عن فيديوهات اليوتيوب التي ساعدتها كثيرا للتغلب على هذه الصعوبات خاصة وأن بعض من الفيديوهات بها ترجمة انجليزية.

الدمج بين رمزيين تقليديين في كوريا ومصر الخنزير والجعران. (الصورة من نورهان عادل)

الدمج بين رمزيين تقليديين في كوريا ومصر الخنزير والجعران. (الصورة من نورهان عادل)


زرت المعرض يوم الخميس، وكان من دواعي سروري أن أحظى بجولة مع الفنانة نفسها، مروة إسماعيل. في هذا المقال، أود أن أشارك بعض اللوحات التي أثارت إعجابي. إحدى اللوحات تضمنت خنزيرًا، وهو رمز للحظ الجيد والازدهار في الثقافة الكورية، وقد استخدمته مروة لتمثيل السلطة الأبوية في لوحاتها. كما ظهر الخنزير في الملصق الترويجي للمعرض.

ببراعة، جمعت مروة بين رمزيين—الخنزير من الثقافة الكورية والجعران من الثقافة المصرية—في لوحة واحدة. يرمز الجعران في مصر القديمة إلى الحماية والتجدد، وكان يُستخدم كتميمة.

مرايا الهوية للفنانة مروة إسماعيل. (الصورة من نورهان عادل)

مرايا الهوية للفنانة مروة إسماعيل. (الصورة من نورهان عادل)


كما عرضت مروة موضوع الهوية في معرضها. إحدى اللوحات أظهرت امرأتين، على الرغم من كونهما غريبتان عن بعضهما، إلا أن المعاناة والمشاكل المشتركة التي واجهتاها جعلتهما تبدوان متشابهتين، وكأنهما توأم.

صورة بجانب الفنانة مروة إسماعيل وتتوسطنا لوحتها ’ظلال الأنا‘. ( الصورة من نورهان عادل)

صورة بجانب الفنانة مروة إسماعيل وتتوسطنا لوحتها ’ظلال الأنا‘. ( الصورة من نورهان عادل)


أعجبتني بشكل خاص لوحة الظلال، حيث استخدمت مروة عصابة العين، لتغطي أعين الشخصيات. العصابة هنا تخفي هوية الشخص، مما يرمز إلى الصراع مع الهوية الشخصية أو الضغوط الاجتماعية للتكيف مع المعايير. وتعمل كحاجز يفصل بين الفرد وشخصيته العامة وخاصة توقعات الآخرين، أما الخلفية فقد تضمنت دان تشونج، وهو الرسم التزييني على المباني الخشبية التقليدية الكورية، مما أضاف بعدًا جماليًا للعمل.

لوحات قصة خلف القناع وفوضى الانقسام. (الصورة من نورهان عادل)

لوحات قصة خلف القناع وفوضى الانقسام. (الصورة من نورهان عادل)


لوحة أخرى تناولت الجوهر الكامن وراء الأقنعة التقليدية الكورية، مما يدعو المشاهد لاستكشاف الهوية وقصصها. في لوحة أخرى، ظهرت الأشجار كرمز للفوضى الناتجة عن الأيديولوجيات ووجهات النظر المختلفة. وألصقت مروة كلمات مختلفة على أغصان الأشجار، على غرار تقليد الكوريين بربط الأربطة أو الأقمشة حول الأشجار كجزء من المعتقدات الشامانية.

لوحتان القيود. (الصورة من نورهان عادل)

لوحتان القيود. (الصورة من نورهان عادل)


أما اللوحة الأخيرة التي أود تسليط الضوء عليها فهي بعنوان "القيود". كانت هذه المرة الأولى التي أشاهد فيها تقنية إبراز الفم لتمثيل عجز الشخصية عن الكلام أو التعبير عن نفسها. تصور اللوحة العزلة التي تعيشها الشخصية وهي تنتظر مستقبلًا غامضًا، ويرمز له أيضًا وجود الغراب. أما الأسلاك الشائكة المحيطة بها فتمثل القمع والمعاناة. تعكس هذه اللوحة التيمة العامة للمعرض، الذي جمع بين مدرستي الواقعية والوحشية، لهذا السبب اخترت هذه اللوحة كصورة رئيسة لمقالي.

عندما أعربت عن إعجابي بتقنية إبراز الفم والتركيز عليه بحلقة من الضوء، أخبرتني مروة أن أحد أفراد عائلتها نصحها بالتفكير في عدم تضمين هذه اللوحة بالمعرض فكان ذلك محبطًا لها، لكنها لحسن الحظ لم تستمع لهذه النصيحة. وحصلت اللوحة على ردود فعل إيجابية من أساتذتها. رغم وجود لوحات أخرى نالت إعجابي، إلا أنني أتحفظ عن مراجعتها بالتفصيل لأنني لستُ فنانة.

كان حضور هذا المعرض تجربة رائعة، وأتمنى لمروة كل التوفيق في مشاريعها المستقبلية. وأشجع الجميع على دعم أعمالها.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.