عقدت فعاليات نقل شعلة دورة الألعاب الأولمبية بيونغ تشانغ الشتوية 2018 في مدينة سيئول في 13 يناير. وحمل رئيس جمعية الفولكلور الملكية، لي هونغ بيه، أول أمس الشعلة الأولمبية أمام باب قصر كوانغ هوا مون والذي يرتدي زي الملك الكوري في الماضي. (الصور من المصور لكوريا.نت جون هان hanjeon@korea.kr)
مين آي جي، كيم يونغ دوك jesimin@korea.kr
بدأ كل شيء في مدينة ديربان بجمهورية جنوب إفريقيا في يوم 6 يوليو عام 2011.
ولقد صرخ الشعب الكوري الجنوبي حينما نطق رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روج الكلمة "بيونغ تشانغ" لاختيار مدينة مستضيفة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018.
وشارك المواطنون الكوريون في السراء بفضل الخبر السار. وشاهدت كوريا الجنوبية اللحظة التي اشتهرت فيها المدينة الصغيرة الكورية، بيونغ تشانغ، في كل أنحاء العالم.
إن نجاح مدينة بيونغ تشانغ في استضافة الأولمبياد لم يكن سهلا.
وقد أظهرت المدينة التي نجحت في إقامة الألعاب الآسيوية الشتوية 1999 الإرادة في استضافة الأولمبياد في عام 2010. وعلى الرغم من أن مدينة بيونغ تشانغ لم تكن شهيرة في الساحة العالمية، فإنها حصلت على الأصوات الأكثر في الجولة الأولى. وفي الجولة الثانية، تنافست بيونغ تشانغ مع مدينة فانكوفر الكندية وفشلت كوريا في استضافتها بفارق 3 أصوات. وذلك عبارة تجربة مريرة بالنسبة إلى مدينة بيونغ تشانغ في ذلك الوقت.
ومن جهة أخرى، لم تتخلى كوريا الجنوبية عن الحلم لاستضافة الأولمبياد الشتوية حينما لا تنسى الذكرى السعيدة حول عقد أولمبياد سيئول الصيفية في 30 سنة الماضية. ومرة أخرى، حاولت استضافتها 2014. وفي الجولة الأولى، احتلت المركز الأول. لكن خسرت من مدينة سوتشي الروسية بفارق 4 أصوات في الجولة الثانية. وأحسست كوريا بالندم والحزن بسبب عدم التوصل إلى ما كان متوقعا. وأرجعت الأسباب في الخسارة إلى القوة الناعمة المحدودة في قطاع الرياضة الدولية ونقص المعلومات المعنية وأساس الرياضات الشتوية الضعيفة وغيرها.
وشارك المواطنون الكوريون في السراء بفضل الخبر السار حول أن اختارت اللجنة الأولمبية الدولية مدينة بيونغ تشانغ كمكان لعقد الأولمبياد في عام 2018 في الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الدولية المنعقدة في مدينة ديربان بجمهورية جنوب إفريقيا في يوم 6 يوليو عام 2011.(الصورة من وكالة يونهاب للأنباء)
وبدأت كوريا إصلاح المشاكل التي أشارت إليها اللجنة الأولمبية الدولية بعد الخسارتين. وقامت بيونغ تشانغ ببناء المجموعة من الملاعب الرياضية التي تقع قريبة من بعضها البعض. وبفضل ذلك، من الممكن أن يصل معظم اللاعبين المشاركين في الأولمبياد من أماكن الإقامة إلى الملاعب في غضون 10 دقائق. ومن جهته، أسهمت كوريا الجنوبية في تطوير الرياضات الشتوية في العالم من خلال دعوة الشباب الذين لا يختبرون الشتاء إلى كوريا اعتبارا من عام 2004 إلى عام 2010. كما اكتمل بناء 7 ملاعب ضمن 13 ملعبا طالب به اللجنة الأولمبية الدولية. وبالإضافة إلى ذلك، يكفي أن تقنع كوريا الجنوبية اللجنة تحت تأييد أكثر من 90% من الشعب الكوري.
وحاولت مدينة بيونغ تشانغ استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018 للمرة الثالثة من أجل تعزيز مكانة المدينة كمركز رئيسي في قطاع الرياضات الشتوية وفتح أفق جديد في آسيا، منطقة جرداء في قطاع الرياضات الشتوية. ونجحت كوريا في استضافتها في محاولتها الثالثة. وحلم مدينة بيونغ تشانغ تحقق.
عقد كأس العالم لرياضة التزلج النوردي المزدوج 2017 في مركز القفز التزلجي بمدينة بيونغ تشانغ في فبراير 2017 الماضي. (الصور من المصور لكوريا.نت جون هان hanjeon@korea.kr)
استعدت المدينة لإقامة أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية وفقا للخطة بفضل بذل الجهود لاستضافتها طوال الوقت الطويل.
وتلقت المرافق الرياضية، وهي مركز القفز التزلجي ومركز تزلج الأولمبياد في مدينة بيونغ تشانغ وملعب الجليد في مدينة كانغ رونغ، تقديرا جيدا في الكفاءة الإدارية للمباريات في عام 2017. وكما انتهى بناء أماكن الإقامة للاعبين في مدينتي بيونغ تشانغ وكانغ رونغ وملعب حفلي الافتتاح والاختتام في مدينة بيونغ تشانغ الكورية. وتم إتمام بناء البنية التحتية للربط بين 3 مدن ستقام فيها الفعاليات ومدينة سيئول. و تتمكن من الوصول إلى مدينة كانغ رونغ التي ستقام فيها أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية 2018 خلال ساعتين بالقطار السريع الكوري "كي تي إكس". وانتهى بناء صالة الركاب الثاني في مطار إنتشون الدولي في 12 يناير.
وتستمر رحلة شعلة دورة الألعاب الأولمبية بيونغ تشانغ الشتوية اعتبارا من 1 نوفمبر 2017 بعد مرور 30 سنة من وصولها إلى كوريا بمناسبة عقد دورة الألعاب الأولمبية سيئول الصيفية 1988. وستشعل الشعلة الأولمبية في مدينة بيونغ تشانغ في يوم 9 فبراير القادم.
سيشارك الفريق الموحد بين الكوريتين للهوكي في أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية.(الصورة من اللجنة الرياضية والأولمبية الكورية)
ومن جهة أخرى، واجهت كوريا الصعوبات المتنوعة خلال المرحلة التحضيرية.
ولقد تصاعدت التوترات من الاستفزازات العسكرية والتجارب النووية لبيونغ يانغ، فيما يتعلق بالأمن في أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية. وبسبب ذلك، تردد البعض في المشاركة في الأولمبياد.
لكن أطلقت الحكومة الكورية الجديدة في مايو 2017 وعادت المرحلة التمهيدية إلى الطريق الصحيح من خلال تقديم الدعم الحكومي بشكل نظامي.
ومن جهته، تحسنت الحالة في شبه الجزيرة الكورية في رأس السنة 2018. وعقدت المحادثات الرفيعة المستوى بين الكوريتين منذ السنتين في يوم 9 يناير الماضي، حيث وافق الجانبين على إرسال الفريق الوطني الكوري الشمالي إلى أولمبياد بيونغ تشانغ. وسمحت اللجنة الأولمبية الدولية لها بالمشاركة في الأولمبياد. وتزداد التوقعات لعقد أولمبياد السلام التي يرغب فيه الجميع في العالم.
والجدير بالذكر أن أولمبياد سيئول الصيفية التي عقدت قبل 30 سنة كانت أولمبياد السلام التي شكلت نقطة بداية لإعلان نهاية الحرب الباردة كأولمبياد السلام. وفي هذا الصدد، سيتحقق الحلم حول عقد "أولمبياد السلام" في مدينة بيونغ تشانغ من خلال مشاركة كوريا الجنوبية والشمالية فيها معا.