لي يون (على اليسار) مقدمة برنامج ’راديو حواري لطيف لجميع أفراد العائلة‘ والكاتبة بيه يو-نا (الثانية من اليسار) ترويان القصص الواردة أثناء تسجيل حلقة إذاعة ’راديو حواري لطيف لجميع أفراد العائلة‘.
سيجونغ = بقلم وتصوير مارغريت تيريسيا
يوجد برنامج إذاعي يذاع في تمام العاشرة صباحا من كل جمعة أسبوعيا على تردد 98.8 ميغاهيرتز إف إم سيجونغ. يخطف قلوب كل من يستمعون إليه ويأثرهم بالقصص الدافئة والحكاوي القريبة من القلب عن العائلات متعددة الثقافات. هذا هو برنامج ’راديو حواري لطيف لجميع أفراد العائلة‘.
تبدأ الإذاعة بتحية مشرقة ومبهجة لكل من يسمعها قائلة "أنا تشوي كوم-سيل وأنا لي يون، مقدمتان برنامج ’راديو حواري لطيف لجميع أفراد العائلة‘ التابع لمركز رعاية الأسرة بمدينة سيجونغ". وتليها التحية نفسها باللغة الصينية. وتدير المقدمتان البرنامج بمزج اللغتين الكورية والصينية معا بشكل طبيعي حتى يستطيع أكبر عدد ممكن من المستمعين أن يستمتعوا بالمحتوى. ويقدم البرنامج تجارب وحياة العديد من الأسر متعددة الثقافات ذات الخلفيات والثقافات المختلفة كما يستمع إلى ما يقلقهم ويشغل بالهم فيكون فرصة للعائلات متعددة الثقافات لتفهم ثقافات بعضها البعض أكثر.
ويتناوب على تقديم البرنامج العديد من المقدمين ومن المؤكد أن هذا البرنامج كان تحديا وتجربة فريدة لجميعهم بمن فيهم مقدمتي يوم 2 أغسطس تشوي ولي. ولا شك في ذلك لأن البرنامج يتم تقديمه باللغة الكورية وهي ليست اللغة الأم للمقدمين. وعلى الرغم من ذلك، يشرحون بطريقة مرحة وطريفة المواقف التي واجهتهم في حياتهم اليومية فيما يتعلق باللغة الكورية وعدم إجادتها أو قلة المعرفة بالثقافة الكورية وهي فرصة للمستمعين حتى يتعلموا من أخطاء المقدمين بالإضافة إلى تخفيف عبء عدم إجادة اللغة عليهم عن طريق الرسائل والمواقف المطروحة في البرنامج. وقالت تشوي في ذلك اليوم "معرفة لغة الدولة بغض النظر عن اللغة الأم، هو مفتاح معرفة وفهم ثقافة تلك الدولة".
وحصل جميع مقدمي هذه الإذاعة وفريق الإعداد أيضا على دورات تعليمية حول الإذاعة والإعلام من مركز الأسرة في مدينة سيجونغ. ومما لا شك فيه أن قرار المشاركة في هذه الإذاعة لأول مرة كان قرارا صعبا على الجميع ولكن تشجع الجميع على إتخاذ هذه الخطوة بفضل التركيز على أهمية مساعدة الآخرين على توسيع الفهم حول المجتمع الكوري والتأقلم فيه. وربما كان السبب هذه المشاعر النبيلة، فقد ترك الكثير من المستمعين تعليقات ورسائل على لوحة إعلانات البرنامج، عبروا فيها عن شعورهم بأهمية المجتمعات التي تندمج فيها أشخاص من خلفيات وثقافات مختلفة.
وأخبرتنا هان يو-ري مديرة الفريق الأول للاستشارات التعليمية في مركز الأسرة بمدينة سيجونغ، قائلة "هذا البرنامج هو نتيجة جمع برنامج ’راديو للجميع‘ الذي كان يحكي قصص عائلات كثيرة في مدينة سيجونغ وبرنامج ’حوار لطيف‘ الذي كان ينقل أخبار العائلات متعددة الثقافات".
وتابعت قائلة "هذا البرنامج يؤدي دورا مهما في تعزيز مشاركة المهاجرات المتزوجات في المجتمع الكوري وزيادة قبول المجتمع للتعدد الثقافي". وحاليا تقدم البرنامج مهاجرات متزوجات من فيتنام والصين أعربن مسبقا عن رغبتهن في المشاركة ولكن نعمل على تنويع الجنسيات المشاركة في البرنامج في المستقبل".
تشوي كوم-سيل (على اليمين) وكيم إين-آه (الثانية من اليمين) مقدمتا برنامج ’راديو حواري لطيف لجميع أفراد العائلة‘ وكاتبة البرنامج سي كين (الثالثة من اليمين)، والمتابعة التعليمية يو كيوم-ريونغ، يتبادلن الآراء أثناء تسجيل حلقة من البرنامج في يوم 2 أغسطس.
تأسس مركز الأسرة في مدينة سيجونغ في عام 2007 ومنذ ذلك الحين وهو مستمر في تنفيذ مهمة ’المساهمة في صنع مجتمع عائلي يحتضن الثقافات المتعددة داخل مدينة سيجونغ‘. وبفضل الجهود وهذه المساهمات، نجح هذا البرنامج الإذاعي في ترسيخ مكانته في المجتمع كمنصة هامة تنقل أصوات وقصص العائلات متعددة الثقافات.
وساهمت الإدارة الناجحة لهذا البرنامج الإذاعي في أن تصبح سببا من أسباب اختيار مركز الأسرة في سيجونغ ضمن قائمة أفضل مراكز للأسرة التي أعلنتها وزارة الشؤون الداخلية والأمن في أبريل الماضي. وبالإضافة إلى ذلك، حصل على تقييم مرتفع جدا ضمن الأمثلة الناجحة في تحقيق المهمة الوطنية ’صنع مجتمع عائلي يضم الجميع بدون أن يشعر أحدا فيه بالوحدة".
ويؤدي هذا البرنامج الإذاعي الذي ينظمه مركز الأسرة في سيجونغ دورا هاما في تطوير المجتمع الكوري لمجتمع شامل يحترم التنوع ويتقبله، ويتم تقديمه أيضا إلى سكان العالم أجمع وليس فقط مدينة سيجونغ حيث يتم نشره أيضا عبر اليوتيوب.
وكلما استمعنا إلى حكايات أولئك متعددي الثقافات نشعر بتوسع أكبر في وجهات النظر وآفاق التفكير وفهم الثقافات الأخرى.
margareth@korea.kr