لي كيونغ-مي
يوجد في قلب سيئول خمسة قصور كبرى تعود لعصر جوسون وهي قصر غيونغبوك، قصر تشانغ ديوك، قصر ديوك سو، قصر تشانغ كيونغ وقصر كيونغ هي. ولا يختلف اثنين على أن القصور الملكية بأجوائها الساحرة تجلب الهدوء السكينة إلى الأذهان وسط ضوضاء المدينة المزدحمة.
وقعت الألمانية آن صوفي شريدر والفرنسية سارة شالابي في غرام القصور الكورية أكثر من غيرهم. ولعبتا دورا هاما كجزء من فريق متطوعي مهرجان ثقافة القصور الملكية في الربيع لعام 2024 الذين يطلق عليهم لقب ’غونغي دونغي (محبي القصور)‘. وأقيم المهرجان من يوم 27 أبريل حتى يوم 5 مايو تحت تنظيم وإشراف الوكالة الوطنية لترويج التراث الوطني.
ويطلق لقب غونغي دونغي على كل متطوع يعمل على قدم وساق من أجل نجاح المهرجان وراحة الزوار في كل جميع أرجاء المهرجان. وكان موقع صوفي وسارة في قصر تشانغ كيونغ حيث تولت صوفي تجربة صنع زينة الملابس التقليدية بالأنماط الكورية التقليدية بينما تولت سارة ركن تجربة الألعاب التقليدية الكورية.
وزارت صوفي وسارة مكتب كوريا نت يوم 10 مايو وتحدثنا معهما حول تجربتهما في مهرجان ثقافة القصور الملكية وسمعنا منهما الكثير من المواقف اللطيفة سنشارك بعضها في مقال اليوم.
أخبرتنا صوفي أن كوريا كانت حتى وقت قريب أكثر دولة لا تعرف عنها شيئا بين دول شرق آسيا. وزارت كوريا لأول مرة منذ عامين حيث كانت ترغب في زيارة مكان جديد لا تعرفه ولكنها وقعت في غرام البلد فور قدومها.
وقالت صوفي حول قصر غيونغبوك بالأخص إنها شعرت بشعور خاص فيه حيث وجدت السلام والسكينة وسط زحمة المدينة المليئة بالناس والسيارات. وأصبحت صوفي مهتمة بالقصور الملكية الكورية منذ ذلك الحين وعرفت عن المهرجان.
ومنذ عامين، كان كل ما تستطيع صوفي قوله باللغة الكورية هو "أنا قابلت صديقي في عطلة الأسبوع الماضي" ولكن بفضل غونغي دونغي اللطفاء الذين ساعدوها عند زيارة المهرجان في الماضي وشرحوا لها حول المهرجان باللغة الإنجليزية استطاعت أن تستمتع بالمهرجان وعقدت العزم على أن تصبح غونغي دونغي بعدما تجيد اللغة الكورية.
أما الفرنسية سارة فهي مهتمة بالتاريخ وتحبه وبمحض الصدفة شاهدت الدراما التاريخية الكورية ’شجرة عميقة الجذور‘. وقالت لنا عن الدراما "شعرت كأنني وقعت في الحب". وعلى الرغم من امتلاك سارة وظيفة مضمونة وجيدة في فرنسا إلا أنها اختارت ترك كل هذا والقدوم إلى كوريا. وفسرت سبب اختيارها هذا قائلة إنها تؤمن بأن قيام الإنسان بما يحب أهم بكثير من اختيار الحياة المريحة.
وقبل أن تنهي مراسلة كوريا نت قولها إن ترك مثل هذه الوظيفة أكيد لم يكن سهلا، أسرعت سارة في الرد وقالت "كان سهلا جدا". وتابعت موضحة "أحببت كوريا جدا جدا وأردت أن أتعلم اللغة الكورية بسرعة حتى أتعرف بعمق أكثر على ثقافة وتاريخ كوريا".
وبفضل المشاركة في هذا المهرجان، أصبحت القصور الملكية الكورية ليست فقط معالم سياحية بل ذكريات ثمينة وغالية بالنسبة لسارة وصوفي.
وقد كان هذا المهرجان فرصة أظهرت سارة من خلالها مدى حبها للقصور الملكية إلى أختها التي جاءت في زيارة سياحية إلى كوريا من فرنسا. وبذلك لم تقتصر أنشطة غونغي دونغي على مساعدة الزوار الأجانب بل أيضا صنع ذكريات سعيدة مع العائلة.
أما صوفي فأصبحت تعرف كل الأماكن الجميلة والجذابة في قصر تشانغ كيونغ بفضل استكشافها كل زاوية وركن في القصر أثناء العمل كغونغي دونغي. وأخبرتنا مبتسمة حول ذلك "كل اللحظات التي قضيتها مع زملائي غونغي دونغي الآخرين وكل لحظاتي مع من زاروا القصر وقدمت لهم المساعدة، هي أوقات ثمينة غالية ستبقى في ذهني دائما".
وفي نهاية اللقاء قالت الفتاتان إن للأسف قصر تشانغ كيونغ أقل شهرة وأصغر حجما نسبيا مقارنة بقصر غيونغبوك وبالتالي كان عدد الزوار أقل. وأعربتا عن رغبتهما في المشاركة كغونغي دونغي مرة أخرى في مهرجان الخريف هذا العام من أجل تقديم وتعريف القصور والثقافة إلى الكورية إلى ناس أكثر فأكثر.
km137426@korea.kr