وزير خارجية كوستاريكا ’أرنولدو أندريه تينوكو‘ أجرى مقابلة مع كوريا نت في فندق ويستن جوسون بحي جونغ غو سيئول يوم 7 من الشهر الماضي.
كيم هيه-رين
الصور = جون هان
الفيديو = كيم سون-جو، لي جون-يونغ
قال أرنولدو أندريه تينوكو وزير خارجية كوستاريكا عن كوريا إنها دولة لديها إرادة قوية لخلق حلقة تواصل وطيد مع العالم.
وقال الوزير أندريه في مقابلة مع موقع كوريا نت عقدت في فندق ويستن جوسون بحي جونغ غو سيئول يوم 7 من الشهر الماضي إن كوريا وكوستاريكا بينهم بعد جغرافي ولكن دائما يشعر بقرب البلدين من حيث القيم المتبادلة والطموحات وعقلية التعاون.
وزار الوزير أندريه كوريا لمدة 5 أيام و4 ليال لحضور ’مؤتمر التعاون المستقبلي بين كوريا ودول أمريكا اللاتينية عام 2022‘ الذي أقيم في ميناء هيونديه والميناء الشمالي ببوسان خلال يومي 4 و5 الشهر الماضي.
وقال الوزير أندريه "أصبحت كوريا سوق جذاب ومرئي للشركات المنتجة في كوستاريكا بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا وأمريكا اللاتينية عام 2019".
وأضاف "كوريا تسعى لتعزيز أسس دعم دول أمريكا اللاتينية، والدليل على ذلك هو امتلاك كوريا سابع أكبر حصة في بنك التكامل الاقتصادي بأمريكا اللاتينية كما يبلغ حجم قيمة الاستثمار 630 مليون دولار".
وشغل أندريه الذي عمل كمحام سابقا، منصب وزير الخارجية لدولة كوستاريكا منذ مايو هذا العام. وعمل كرئيس غرفة التجارة في كوستاريكا في الفترة من 2010 حتى 2013 بينما كان يشغل منصب القنصل الفخري العام لدي النرويج ثم عمل كمدير غرفة التجارة الكوستاريكية الألمانية لدى مدينة سان خوسيه. وكان أيضا مستشار قانوني لسفارات ألمانيا، وسويسرا، والنمسا، والنرويج لدي كوستاريكا.
هذه هي زيارتك الأولى إلى كوريا، هل يمكنك أن تحدثنا قليلا عن انطباعك خلال الزيارة؟
لقد تلقيت انطباع إيجابي جدا منذ وصولي. وأنا أرى أن كوريا تتمتع بأسس جذابة في مجال العمارة، والجهود التنمية المستمرة تجعل كوريا تجذب انتباه العالم أجمع في مجال السياحة والثقافة. ونستطيع أن نتطلع على رؤية الدولة التي تعطي أولوية للتنمية المستمرة والثقافة والمنافسة، من خلال الشعب، والهندسة المعمارية والانسجام العام. وشعرت بذلك بالأخص في ميناء بوسان الذي يعد حلقة تواصل بين كوريا والعالم ويظهر قدرة التنافس والكفاءة الكورية. وأنا اعتقد أن ميناء بوسان يقوم بدور البوابة الرئيسية لشبه الجزيرة الكورية ومنطقة شمال شرق آسيا بأكملها.
هل هناك أماكن اخرى قمت بزيارتها في كوريا أو تود أن تزورها بخلاف المؤتمر؟
تجولت بالقرب من ميدان كوانغهوامون وانبهرت بالبناء المعماري للممر المائي تشون جيه تشون. وكانت خلفية الميدان التي يزينها تمثال الأدميرال لي سون-شين والملك سيجونغ العظيم لطيفة للغاية. ليس لدي متسع من الوقت للسياحة والتمتع بكوريا لكن اذا اتيحت لي الفرصة مرة اخرى أود أن أزور الأماكن التي تبذل فيها كوريا الكثير من الجهد لتحافظ على التراث الثقافي المحلي مثل مدينة جونجو وقرية بوكتشون للهانوك التقليدي. كما أود زيارة حي إنسادونغ الذي ينسجم فيه كلا من حديقة جبل سوراك التي تعد أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو مع الفن والثقافة والحرف اليدوية والطعام التقليدي.
يوجد تعاون مستمر حتى الأن بين كوريا وكوستاريكا في مجالات متعددة مثل الثقافة والاقتصاد والبيئة، ماهي الإنجازات الرئيسية بين البلدين التي تود أن تخبرنا عنها بمناسبة ذكرى مرور 60 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟
تستجيب كوريا دائما لاهتمام كوستاريكا بتحسين وتطوير مجال التعليم. ويتعاون البلدان بشكل وثيق منذ عام 2016 على تحسين جودة التعليم وتطوير استراتيجية تعليمية تستطيع الاستجابة لسوق العمل من خلال برنامج ’كي ستار كوستاريكا‘. وهو برنامج استراتيجي يهدف لجعل كل المواطنين في كوستاريكا قادرين على اتباع معايير الجودة العالمية وتطوير المجال التعليمي من خلال استخدام نماذج عالمية ناجحة تمكنت من وضع مناهج حديثة ومهارات تعليمية متطورة.
الوزير أندريه تينوكو قال عن العلاقات بين البلدين "يوجد بعد جغرافي بين البلدين ولكن هناك تقارب وتشابه بين البلدين من حيث القيم والطموحات وروح التعاون".
اتفق البلدان في العام الماضي على تعزيز التعاون في المجال الرقمي والمجالات صديقة البيئة بمناسبة ارتقاء علاقة التحالف بينهما من ’علاقة تحالف شاملة‘ إلى ’علاقة شراكة شاملة تنفيذية‘. ماهي أوجه التعاون التي تمت منذ ذلك الحين؟
اتخاذ البلدين تطوير المجال الرقمي والمجالات صديقة البيئة كعامل اساسي لتعافي الاقتصاد بعد أزمة كورونا دليل على التحالف الواضح بينهما. ويمكن تفسير ذلك بفرصة جيدة ليتبادل البلدين الخبرات والتقنيات في المجالات المختلفة خاصة مجال البيئة على هامش علاقة الشراكة الشاملة التنفيذية. وتتحرك البلدان من خلال التعاون في ثلاثة مجالات اساسية وهي الرقمنة، وإزالة الكربون وعدم التمركز وذلك عن طريق مشاريع مثل رقمنة الخدمات الحكومية، وتوسيع نطاق الحكومة الرقمية، وتوسيع نطاق البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاق البنية التحتية صديقة البيئة.
وتبرعت كوريا بمبلغ 10 ملايين دولار لكوستاريكا في نوفمبر 2021 من أجل تعزيز التعاون في 9 مجالات مختلفة. ومن المقرر أن تستخدم كوستاريكا الدعم المادي الذي حصلت عليه عن طريق حملة ’خطة استراتيجية للدولة عام 2050‘ في 9 مجالات متنوعة منها التجارة، والبيئة، والبنية التحتية، والتدريب المهني والتعليم، ومستوى الحياة والصحة، وسلامة المواطنين، العلوم، الحكومة.
تزامن تغير سلطات البلدين في مايو هذا العام. هل هناك مجالات تخطط حكومة شافيز روبلز توسيع التعاون فيها مع كوريا في المستقبل؟
تدرك كوستاريكا أن الانتعاش الاقتصادي بعد وباء كورونا يتطلب الكثير من الجهد لتقليص الفجوة في المجال الرقمي، وتحسين جودة التعليم، وتطوير سبل الوصول لسوق العمل، وأفكار مبتكرة في مجال النمو الأخضر تشمل البنية التحتية وعدم التمركز وإدارة الحكم. وستواصل الحكومة الكوستاريكية التعاون مع كوريا في مجالات الرقمنة، وإزالة الكربون وعدم التمركز.
قابلت العديد من الشخصيات الهامة والمتنوعة أثناء زيارتك إلى كوريا على رأسهم الرئيس يون سوك-يول وعمدة مدينة بوسان ورؤساء الشركات الكورية الكبرى مثل هيونداي وسامسونغ. في رأيك ما الذي سيخطر ببالك عندما تفكر في زيارتك إلى كوريا بعد العودة إلى البلاد؟
أكثر شئ مؤثر بالنسبة لي هو المستوى العالي للتواصل بين الحكومتين. وعلى الرغم من البعد الجغرافي بين البلدين لكن نشعر بأننا قريبون ولدينا العديد من القيم والطموحات ومبادئ التعاون المشتركة. وأنا أؤمن أن هذه القواسم المشتركة تساعد في تقوية العلاقات والتواصل بين الشعوب.
تحظى المحتويات الثقافية الكورية مثل الدراما والروايات بالإهتمام والاعجاب على مستوى العالم. كيف يتعامل المواطنين في كوستاريكا مع الثقافة الكورية؟
يحظى الإبداع الكوري بقوة جذب عالمية. وتحظى المحتويات الكورية المبدعة المتعددة باهتمام واعجاب الشعب في كوستاريكا من جميع الأعمار. ويتعلم المزيد من الأطفال والمراهقين والبالغين حول إنشاء محتويات مرئية كورية مثل الكيبوب مؤخرا. ولا نستطيع أن لا نتطرق إلى الشعبية الكبيرة التي تحظى بها فرقة بي تي إس في كوستاريكا. وتتلقى الفرقة الكثير من ردود الفعل الإيجابية نظرا لتقديمها موسيقى هادفة تحمل معاني هامة للبشرية. وهذه ليست العلامة الوحيدة على علاقة الصداقة الجيدة التي يتمتع بها البلدين بل هي واحدة من العديد.
أتيحن لي الفرصة خلال هذه الزيارة لأشعر بسحر الثقافة الكورية. واستمتعت بعروض فرقة كادي أثناء مأدبة الترحيب التي أقيمت في فندق ويستن جوسون بحي هيونديه. وعلى الرغم من أن المغني بدا صغيرا في السن إلا أن صوته كان عذبا ديناميكيا. وكان عرضا رائعا تناغمت فيه الألات الموسيقية الحديثة مثل الجيتار والدرامز مع الألات التقليدية.
إذا استطعت أن تقدم دعوة لزيارة كوستاريكا إلى صديق كوري، ما الذي تود أن تقدمه له؟
كوستاريكا بلد مساحته صغيرة تبلغ 52 ألف كيلومتر مربع. يحدها من الشرق المحيط الأطلسي وبحر الكاريبي، ويربط المحيط الهادئ بين كوريا وكوستاريكا من الغرب، ومن الشمال نيكاراغوا وبنما من الجنوب. إذا زار صديقي الكوري كوستاريكا أود أن اصطحبه إلى البحر الذي يستغرق ساعتين بالسيارة من العاصمة سان خوسيه حتى شاطئ المحيط الأطلسي وساعة نصف حتى شاطئ المحيط الهادي فنتمكن من رؤية ساحلين لمحيطين مختلفين في نفس اليوم. كما توجد سلسلة جبال في الطريق تحتضن العديد من الكائنات الحية. وأود أن أقدم له وجبة الإفطار التقليدية لكوستاريكا التي تسمى ’كايو بين تو‘ وهي تتكون من الأرز والفاصوليات السوداء والتوابل المتنوعة. جدير بالذكر أن الطعام الرئيسي في كوستاريكا هو الأرز مثل كوريا.
kimhyelin211@korea.kr