مراسل فخري

2025.07.15

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
صورة مجمعة لبعض اللحظات خلال رحلتي الشخصية لاكتشاف الثقافة الكورية، من الموسيقى وتعلم اللغة الكورية إلى الدراما والطعام الكوري. (الصور من زينب نيازي حسن)

صورة مجمعة لبعض اللحظات خلال رحلتي الشخصية لاكتشاف الثقافة الكورية، من الموسيقى وتعلم اللغة الكورية إلى الدراما والطعام الكوري. (الصور من زينب نيازي حسن)



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية زينب نيازي حسن

أنا بطبعي شخص يحب الموسيقى والكلمات، لذا لم يكن من الغريب أن تكون بدايتي مع كوريا من خلال الأغاني. لكن الغريب حقًا هو الشغف الذي بدأ يكبر داخلي. بدأت أبحث عن معاني الكلمات وعن الثقافة التي تقف خلف هذا الفن. شيئًا فشيئًا، وجدت نفسي أتعلّم اللغة الكورية، لا بدافع الدراسة، بل بدافع الحب.

لقطة شاشة لقوائم تشغيل لبعض الفنانين والفرق الكورية التي استمع إليها واتابعها منذ بداية تعرفي على كوريا وحتى الآن. (الصورة من زينب نيازي حسن)

لقطة شاشة لقوائم تشغيل لبعض الفنانين والفرق الكورية التي استمع إليها واتابعها منذ بداية تعرفي على كوريا وحتى الآن. (الصورة من زينب نيازي حسن)


صورة تذكارية التقطتها أثناء دراستي اللغة الكورية واستعدادي للامتحان في اللغة. (الصورة من زينب نيازي حسن)

صورة تذكارية التقطتها أثناء دراستي اللغة الكورية واستعدادي للامتحان في اللغة. (الصورة من زينب نيازي حسن)


ومع اللغة، جاءت الثقافة. تعرّفت على العادات والتقاليد، وقرأت عن التاريخ والمجتمع، وشاهدت المسلسلات الكورية ليس للترفيه فقط، بل كوسيلة لفهم أعمق. وكم كانت دهشتي عظيمة حين شعرت بأنني أرى شيئًا من نفسي في تلك الثقافة؛ في احترام الكبيرِ، وفي أهمية الأسرة، وفي التفاصيل الصغيرة التي تعني الكثير.

صورة مجمعة لبعض المسلسلات الكورية التي شاهدتها منذ بداية رحلتي الشخصية للتعرف على كوريا. (الصورة من زينب نيازي حسن)

صورة مجمعة لبعض المسلسلات الكورية التي شاهدتها منذ بداية رحلتي الشخصية للتعرف على كوريا. (الصورة من زينب نيازي حسن)


ثم جاء الطعام، وأضفتُ إلى رحلتي طابعًا جديدًا. بدأت أتعلّم وصفات الطعام الكوري خطوةً بخطوة. كنت أطبخ بحب، وأحاول أن أقترب أكثر من تلك الحياة التي أحببتها عن بعد. فالطعام، كما تعلّمت، جزءٌ لا يتجزأ من فهم أي ثقافة.

صورة لبعض الأطباق الكورية الشهيرة مثل التوكبوكي والكيمباب والرابوكي التي صنعتها بنفسي في المنزل. (الصورة من زينب نيازي حسن)

صورة لبعض الأطباق الكورية الشهيرة مثل التوكبوكي والكيمباب والرابوكي التي صنعتها بنفسي في المنزل. (الصورة من زينب نيازي حسن)


اليوم، بعد كل هذه الخطوات، أستطيع القول إن لحظتي الكورية الأولى لم تكن مجرّد صدفة، بل كانت بوابة لرحلة غيّرتني. رحلة جعلتني أفتح قلبي للعالم، وأؤمن بأن شغفًا صغيرًا قد يكون بدايةً لشيء عظيم.

وقد لا يدرك المرء دائمًا كيف تبدأ التحوّلات الكبرى في حياته، لكنها تبدأ غالبًا من أبسط الأشياء: أغنية، مشهد، أو حتى كلمة. في حالتي، كانت الأغنية الأولى التي استمعتُ إليها هي البذرة التي أنبتت هذا الشغف. وما زلت أؤمن أن كل لحظة نمنحها الاهتمام قد تقودنا إلى طريق جديد، وربما إلى نسخة أكثر اكتمالًا من أنفسنا.

وأؤمن الآن أنّ كلّ لحظة نعيشها بشغف، يمكن أن تبني جسورًا بين الثقافات. فحين نقترب من الآخر بفضول واحترام، نكتشف أننا لسنا غرباء كما نظن. في رحلتي مع كوريا، لم أكتشف ثقافة جديدة فقط، بل اكتشفت في نفسي طاقات كامنة لم أكن أعلم بوجودها. وهذا ما يجعل 'لحظتي الكورية الأولى' لحظة خالدة.

كما أصبحت الثقافة الكورية جزءًا من هويتي الجديدة. أكتب عنها الآن بكل فخر، وأسعد بأن أكون مراسلة فخرية لـكوريا نت، حيث أشارك هذا الشغف الجميل مع الآخرين وأسعى لأن أنقل إليهم روح هذه الثقافة الرائعة. وإيمانًا منى بأهمية التعرف على الثقافات الأخرى ومشاركة شغفي بالثقافة الكورية مع العالم العربي، أنشأت مدونتي الخاصة التي أكتب فيها مقالات عن الثقافة الكورية أيضًا، لأعرّف الآخرين بهذه الثقافة الغنية وأقرّبهم منها من خلال ما أكتبه من القلب.

صورة لمقالاتي على موقع كوريا نت الرسمي. (الصورة من زينب نيازي حسن)

صورة لمقالاتي على موقع كوريا نت الرسمي. (الصورة من زينب نيازي حسن)


صورة تذكارية اثناء كتابة المقالات. (الصورة من زينب نيازي حسن)

صورة تذكارية اثناء كتابة المقالات. (الصورة من زينب نيازي حسن)


رحلتي مع كوريا ما زالت في بدايتها، لكنني أعتزّ بكل خطوة فيها. فكل لحظة تعلم، وكل طبق أُعدّه، وكل كلمة أنطقها، تقرّبني أكثر من عالم أحببته، وأصبح الآن جزءًا مني. وما زلت أُدرك مع كل تجربة جديدة أن هذا الشغف لا حدود له، وأنه ليس مجرد اهتمام عابر، بل نمط حياة اخترته بكامل إرادتي وبكل حب.

أتطلع إلى الاستمرار في هذا الطريق، إلى أن أصل يومًا ما إلى فهم أعمق، لأستطيع أن أكون صوتًا موثوقًا يعكس جوهر الثقافتين الكورية والعربية، وينقل بينهما المعرفة والفهم بروح من المحبة والاحترام.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.