مراسل فخري

2025.05.14

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
صورة مجمة لخلود في بعض الفعاليات الخاصة بالثقافة الكورية و كلمة سعيد و تشجع باللغة الكورية. (الصورة من خلود خالد ابواليزيد)

صورة مجمة لخلود في بعض الفعاليات الخاصة بالثقافة الكورية و كلمة سعيد و تشجع باللغة الكورية. (الصورة من خلود خالد ابواليزيد)



بقلم مراسلتي كوريا نت الفخريتين المصريتين اسلام عاطف وخلود خالد ابو اليزيد

كانت المرة الأولى التي سمعت فيها عن خلود خالد أبو اليزيد من خلال مقاطع قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لفتني أسلوبها البسيط في تقديم الثقافة الكورية بشكل قريب من القلب. لم أكن أعلم في البداية أنها مراسلة في "كوريا نت" وصانعة محتوى، لكن شيئًا فشيئًا بدأ فضولي يكبر تجاه رحلتها. من تكون؟ كيف بدأت علاقتها باللغة الكورية؟ وما الذي يدفعها لتكريس وقتها لنقل هذه الثقافة إلى جمهورها؟ قررت أن أجري معها هذه المقابلة عبر تطبيق واتساب، يوم الجمعة ٢ مايو ٢٠٢٥، لأتعرف منها على تفاصيل رحلتها، وتلك الشغف الذي حولته إلى رسالة.

١. هل يمكنك أن تعرّفي قرّاء "كوريا نت" بنفسك، ومتى بدأ اهتمامك باللغة الكورية؟

أولًا، أود أن أرحب بقُرّاء "كوريا نت". أنا خلود خالد أبو اليزيد، صانعة محتوى عن الثقافة الكورية ومراسلة لموقع كوريا نت منذ عام ٢٠٢٢. درستُ التاريخ في الجامعة، وكان لدي شغف بالتاريخ الكوري نظرًا لاختلافه وتميّزه. بدأ اهتمامي بالثقافة الكورية بعد تخرّجي من الجامعة، عندما بدأت أتعمق في القراءة عن التاريخ الكوري، وجذب انتباهي شكل اللغة الكورية وطريقة كتابتها وتاريخ الهانغول. ومن هنا بدأت رحلتي مع الثقافة الكورية.

٢. ما الذي شجّعك على البدء في تقديم محتوى تعليمي عن اللغة الكورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

وجدت الكثير من المهتمين بالثقافة الكورية يرغبون في تعلم اللغة الكورية، لكنهم لا يعلمون من أين يبدأون أو كيف يفعلون ذلك. وبما أنني مررت بنفس التجربة في البداية وترددت كثيرًا بين المواقع التعليمية والكتب الأكاديمية، قررت أن أشارك تجربتي، وأن أساعد الآخرين في بداية رحلتهم التعليمية مع اللغة الكورية.

٣. هل واجهتِ صعوبات في البداية، مثل تقبّل الآخرين لما تقدمينه أو تنظيم وقتك؟

بالطبع، واجهت العديد من الصعوبات، خصوصًا أن الثقافة الكورية لم تكن منتشرة في ذلك الوقت مثل الآن. كما أن الكثيرين لم يتقبّلوا حديثي أو تعلمي للغة مختلفة عن اللغات المتعارف عليها.

٤. هل تعلّمتِ اللغة الكورية بمفردك أم التحقتِ بدورات تعليمية؟ وما هي طريقتك في تثبيت المعلومات؟

في البداية، تعلمت اللغة الكورية بمفردي، ثم التحقت بالمركز الثقافي الكوري في مصر. بعد ذلك، قررت استكمال دراستي عبر موقع معهد "سيجونغ"؛ وذلك لبُعد المسافة بين محافظة الإسكندرية – حيث أُقيم – والمركز الثقافي الكوري بالقاهرة، الذي يبعد عني أربع ساعات.

أكثر الطرق فعالية في تعلم اللغة الكورية هي ممارسة اللغة. ولا يشترط التحدث مع متحدثين أصليين، رغم أن ذلك يطوّر المهارات بشكل كبير، لكن في حال عدم وجودهم، فإن التحدث مع النفس عبر الرسائل الصوتية يُساعد كثيرًا في اكتساب الطلاقة والراحة في الحديث.

لصورة توضح شهادات اتمام المستويات الثاني و الثالث و الرابع التي حصلت عليها خلود من المركز الثقافي الكوري بالقاهرة. (الصورة من خلود خالد ابواليزيد)

لصورة توضح شهادات اتمام المستويات الثاني و الثالث و الرابع التي حصلت عليها خلود من المركز الثقافي الكوري بالقاهرة. (الصورة من خلود خالد ابواليزيد)


٥. هل ترين أن دمج الترفيه بالتعليم – كاستخدام المسرحيات أو المقاطع الطريفة – أكثر تأثيرًا من المحتوى الجاد؟

المحتوى الذي كان سببًا في شهرتي على مواقع التواصل الاجتماعي هو عندما قمت بتغيير لغة المسرحيات المصرية القديمة إلى اللغة الكورية. ولأن المصريين والشعوب العربية متعلقون بهذه المسرحيات ويحفظونها عن ظهر قلب، فعندما يسمعون اللغة الكورية يستطيعون فهم المقصود دون ترجمة، فيتعلّمون الكلمات الكورية بسهولة وتترسّخ في أذهانهم. وقد لاقى هذا النوع من المحتوى تفاعلًا كبيرًا، بل وحقق عدد مشاهدات ضخمًا.

الصوره توضح الفيديوهات التعليميه بطريقه كوميديه وكم حجم المشاهدات التي اعجبت المهتمين بالثقافه الكورية. (الصورة من خلود خالد ابو اليزيد)

الصوره توضح الفيديوهات التعليميه بطريقه كوميديه وكم حجم المشاهدات التي اعجبت المهتمين بالثقافه الكورية. (الصورة من خلود خالد ابو اليزيد)


٦. كيف تنجحين في تحقيق التوازن بين تقديم محتوى مجاني والوقت والجهد الذي تبذلينه؟

أعتقد أنني وهبت وقتي بالكامل لتقديم محتوى هادف بطريقة بسيطة، خصوصًا شرح الكلمات العامية الكورية ولهجة بوسان، والتي تتطلب وقتًا طويلًا للبحث والترجمة والتبسيط. كما أنني أُكرّس وقتي لمساعدة مراسلي "كوريا نت" الجدد، وأجيب على أسئلتهم وأعلمهم الطريقة الصحيحة للكتابة، خاصة بعد خبرتي التي تمتد لثلاث سنوات في هذا الموقع، وشغفي الكبير بالكتابة، ما يجعلني أرغب برؤية مراسلين جدد يحققون أحلامهم من خلال الكتابة.

٧. ما طريقتك في شرح قواعد اللغة الكورية بحيث تكون بسيطة ومفهومة للجميع؟

عند شرح القواعد الكورية، أحرص على تقديمها بأسلوب مبسّط باللهجة المصرية، من خلال سلسلة منشورات على صفحتي على فيسبوك، حتى تصل للمتابعين بسهولة.

٨. ما الذي دفعك لاختيار لهجة بوسان تحديدًا؟ وهل ترين أن لها طابعًا مميزًا؟

لهجة بوسان لهجة مميّزة، لكنها ليست سهلة للمتعلمين الجدد. ما جذب انتباهي إليها وجعلني أصرّ على تعلّمها هو أن خطيبي وعائلته يتحدثون بها. ولأنني واجهت صعوبة في التواصل معهم في البداية، قررت أن أبدأ رحلة تعلّم اللهجة بمشاركة متابعيني، حتى أوفر لهم المصطلحات والشرح دون عناء طويل في البحث، خاصة مع قلة المصادر التي تشرح هذه اللهجة.

الصورة توضح ان من اليمين الى اليسار تعليم لهجة بوسان و شرح قواعد كورية و تعليم العامية الكورية. (الصورة من خلود خالد ابو اليزيد)

الصورة توضح ان من اليمين الى اليسار تعليم لهجة بوسان و شرح قواعد كورية و تعليم العامية الكورية. (الصورة من خلود خالد ابو اليزيد)


٩. ما أكثر تعليق أو رسالة أثّرت فيك من متابعيك؟

لم أكن أعلم أنني شخصية مؤثرة. قدمت المحتوى التعليمي دون التفكير في الشهرة أو التأثير. وعندما كان هاتفي لا يتوقف عن الرنين بسبب أسئلة المتابعين، لم أنزعج أبدًا. بل أكثر ما أثّر فيّ هو عندما وجدت نفسي قدوة للعديد من الفتيات اللاتي يرغبن في تعلم اللغة ويطمحن أن يصبحن مثلي.

عندما أتلقى رسائل شكر على تقديم المحتوى أو الرد على استفسارات المراسلين الجدد، أو عندما يقولون لي إنهم يحبونني، يؤثر ذلك فيّ جدًا ويمنحني الشغف للاستمرار. خصوصًا عندما ينادونني بـ"معلمتي"، بينما أنا أرى نفسي الأخت الكبرى التي تُحب إخوتها الصغار وتريد أن تراهم في أفضل حال. فأنا لا أعتبر نفسي معلمة؛ لأن التعليم مسؤولية كبيرة.

١٠. هل هناك جانب من الثقافة الكورية – بخلاف اللغة – تحبينه وتسعين لنقله للناس؟

الخط الكوري هو عشقي، خصوصًا فن الخط الكوري، وقد تعلّمته لأول مرة من خلال دورة تدريبية حصلت عليها من متحف الهانغول الوطني، حيث حصلت على أدوات الخط من المتحف وبدأت تعلمه باستخدام القلم الخاص. ومن هنا بدأت رحلتي مع فن الخط، وشاركت يومياتي مع المتابعين، وحرصت على توفير طرق تعلم مجانية لهم.

الصورة توضح ادوات الكتابة التي حضلت عليها خلود من متحف الهانغل الوطني و كلمته سعيد و تشجع باللغة الكورية. (الصورة من خلود خالد ابواليزيد)

الصورة توضح ادوات الكتابة التي حضلت عليها خلود من متحف الهانغل الوطني و كلمته سعيد و تشجع باللغة الكورية. (الصورة من خلود خالد ابواليزيد)


١١. إذا سُنحت لكِ الفرصة لزيارة بوسان، فما أول مكان ترغبين في زيارته؟ ولماذا؟

أرغب بالتجول في أنحاء كوريا ورؤية مظاهر الجمال فيها، خصوصًا بوسان، حتى أزور عائلتي المستقبلية. كما أطمح للعمل هناك كمعلمة لغة إنجليزية للأطفال، أو ربما تحقيق حلمي الأكبر: أن أعمل في كوريا نت، وهو المكان الذي أحلم به، خاصة في الرد على استفسارات المراسلين الجدد. كما أود أن أوثّق مظاهر الجمال في كوريا وأنشرها لمتابعيني، حتى يروا جمالها، وأُعرّف الشعب المصري والعربي على الثقافة الكورية من مختلف الجوانب، من خلال الطعام، والملابس، والحرف اليدوية، وغيرها.

١٢. ما خططك المستقبلية؟ هل تفكرين في تقديم دورات جديدة أو بدء مشاريع مختلفة؟

أرغب في نشر الثقافة الكورية في الشارع المصري، خاصة بعد تنظيم فعالية للثقافة الكورية في نادي المحامين بالإسكندرية عام ٢٠٢٤، والتي لاقت ترحيبًا كبيرًا. وبعد أن تواصلت إدارة النادي معي لتنظيم فعالية أخرى، شعرت برغبة في تنظيم فعاليات متكررة لنشر الثقافة الكورية، من خلال عرض الحرف اليدوية الكورية، وتعريف الناس بفن الخط الكوري، والمأكولات الكورية، والزي التقليدي الكوري (الهانبوك)، وغيرها من جوانب الثقافة الكورية.

الصوره توضح خلود في احدي الفاعليات الخاصه بالثقافه الكوريه التي نظمتها بمدينة الإسكندرية. (الصورة من خلود خالد ابو اليزيد)

الصوره توضح خلود في احدي الفاعليات الخاصه بالثقافه الكوريه التي نظمتها بمدينة الإسكندرية. (الصورة من خلود خالد ابو اليزيد)


وهكذا، نكون قد اقتربنا من نهاية هذه الرحلة الممتعة مع خلود أبو اليزيد، التي لم تكن مجرد مقابلة، بل كانت نافذة على قلب عاشق للغة والثقافة، ومثال يُحتذى به في الإصرار والشغف. بين السطور، تعلّمنا أن المحتوى الحقيقي لا يُقاس بعدد المشاهدات، بل بالأثر الذي يتركه في نفوس الآخرين. نتمنى لخلود مزيدًا من التوفيق في رحلتها، وأن تستمر في بناء هذا الجسر الثقافي الجميل بين مصر وكوريا.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.