تظهر الصورة چنى وأيضا صورة لها وهي ترتدي "الهانبوك" الزي الكوري التقليدي الذي قامت بتصميمه بنفسها (الصور من چنى وليد چاهين وتم أخذ الأذن منها لاستخدامهم في المقال)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية شيماء جمال
مرحبا بكم قراء "كوريا نت"، شهدت العلاقات بين مصر وكوريا نموا ملحوظا في مختلف المجالات على مدار العقود الماضية. واحتفالا بمرور ثلاثين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، يسعدني أن أسلط الضوء على إحدى القصص الملهمة لشابة مصرية اختارت أن تكون جسرا للتواصل الثقافي بين مصر وكوريا. نقدم لكم اليوم قصة "چنى وليد چاهين"، نموذجا ناجحا للإبداع والشغف، من خلال مقابلة أجريتها معها عبر تطبيق إنستجرام يوم ٢١ إبريل ٢٠٢٥.
"چنى"، فتاة مصرية من مدينة الأسكندرية، تبلغ من العمر ٢٣ سنة. تخرجت من كلية الأعلام بجامعة "كونجوك" الكورية وتعمل معيدة هناك وكذلك تدرس حاليا في مرحلة الماجستير في نفس الجامعة. سافرت لأول مرة إلى كوريا عام ٢٠١٦ عندما كانت تبلغ من العمر ١٥ سنة، بسبب المعارض الفنية التي كان والدها يقوم بعملها.
قمت بسؤال "چنى" كيف سافرت إلى كوريا وأنت بهذا السن الصغير؟
فأجابت: "والدي دكتور يقوم بالتدريس في كلية الفنون الجميلة بمصر، وكان يتعاون مع فنانين كوريين لإقامة معارض فنية مشتركة مابين مصر وكوريا. حيث قام بعمل معرض فني في جامعة "كونجوك" الكورية، وتعرف على الأستاذة الجامعيين هناك في الجامعة، وقد أحب والدي جامعة "كونجوك" كثيرا لدرجة أنه أراد أن التحق بها للدراسة أو حتى لألتقاط الصور بها. فوالدي يحب كوريا كثيرا، وقد أقترح علي بأن أقوم بالسفر إلى كوريا لدراسة اللغة الكورية لمدة ٣ أو ٦ شهور خلال العطلة المدرسية، وسافرت كوريا عام ٢٠١٦ لدراسة اللغة الكورية في جامعة "كونجوك" بمفردي، وقد ساعدني أصدقاء والدي في الجامعة هناك. وكنت أصغر طالبة بالجامعة. في البداية، واجهت صعوبات، وطلبت المساعدة ممن حولي. ووجدت أن الشعب الكوري ودودا للغاية ويحب مساعدة الآخرين. عندها أدركت لماذا والدي يحب كوريا لهذه الدرجة. أصبحت الأمور أفضل بفضل الدعم الذي تلقيته، وأحببت كوريا وشعبها، مما دفعني لمد فترة إقامتي هناك لمدة عام وليست ٦ شهور كما خططت في البداية. ثم بعدها، قمت بالعودة إلى مصر في عام ٢٠١٧ لإنهاء دراستي في المرحلة الثانوية. بعد تعلمي اللغة الكورية، رافقت والدي في معارضه الفنية كمترجمة بين العربية والكورية."
وبسؤال چنى، لماذا اخترتِ دراسة الإعلام في كوريا تحديدا؟
أجابت، "خلال إحدى معارض والدي في مصر، رافقته وأصدقاءه الكوريين إلى زيارة الجامعة البريطانية بالقاهرة، حيث كان والدي يعرف عميد الجامعة. خلال الجولة، زرنا كلية الإعلام ودخلنا الاستوديو. قمت وصديق والدي الكوري بتمثيل نشرة أخبار للترفيه، ولاحظ العميد حضوري القوي أمام الكاميرا، ونصحني بدراسة الإعلام. عندما شاهدت الفيديو لاحقا، اقتنعت أيضا بقدرتي على التقديم وأحببت الكاميرا. كذلك، أثنى صديق والدي الكوري على أدائي. بعد إنهاء دراستي الثانوية عام ٢٠٢٠، قررت دراسة الإعلام بجامعة كونجوك، حيث أحببت الجامعة وأساتذتها. وعندما حان وقت اختيار التخصص، احترت بين العمل أمام الكاميرا أو خلفها، واخترت التخصص خلف الكاميرا في الإخراج والسيناريو والتصميم وصناعة الأفلام. وأصبحت سفيرة لطلاب جامعتي لمدة ثلاث سنوات، حيث كنت أصنع أفلامًا قصيرة عن مصر وكوريا لتعزيز التبادل الثقافي، مما لاقى استحسانًا كبيرًا من الجميع وحتى القنوات الكورية كانت تستضيفني، وكذلك قنوات اليوتيوب. ومن حينها، شعرت بأن حلمي وحلم والدي قد بدأ التحقق فهو من مجرد دراسة اللغة الكورية إلى الدراسة في واحدة من أعرق جامعات كوريا وهي جامعة "كونجوك" التي أحبها والدي كثير".
تظهر الصورة چنى جامعة "كونجوك" الكورية (الصورة من چنى وليد چاهين وتم أخذ الأذن منها لاستخدامها في المقال)
تظهر الصورة چنى وهي ترتدي زي التخرج من جامعة "كونجوك" الكورية (الصورة من چنى وليد چاهين وتم أخذ الأذن منها لاستخدامها في المقال)
هل يمكنك أن تحدثينا عن مشروع تخرجك المميز الذي جمع بين الثقافة المصرية والكورية؟
مشروع تخرجي من الجامعة كان "الهانبوك" الزي التقليدي الكوري ولكن بصناعة مصرية ١٠٠%، من القماش والخيوط حتى الصباغة. فقد قمت بتصميمه بنفسي وتفصيله بمساعدة مصممة ازياء مصرية من مدينة الأسكندرية. فالهدف من مشروع تخرجي هو دمج الثقافتين المصرية والكورية. وقد سافرت إلى مصر لاستكمال المشروع وتصويره. وساعدني الكثير من أصدقائي الكوريين والمصريين لاستكماله. وأيضا، ساعدني كثيرا سعادة سفير مصر في كوريا السيد "خالد عبد الرحمن" عندما تحدثت معه على فكرة مشروعي وذهابي لمصر لعمله وعن قناة اليوتيوب التي يجب إنشائها كمشروع تخرجي أيضا، وكنت أريد أن أقوم بعمل حلقة يوتيوب مع سيادة سفير جمهورية كوريا في مصر وقد ساعدني كثيرا في ذلك. وقد قمت بالتصوير مع سيادة السفير الكوري السيد كيم يونج-هيون وقد رأى الهانبوك الذي قمت بتصميمه وأعجبه وأشاد بمشروع تخرجي كثيرا. وقمت بعمل حلقة عن والدي أيضا، فوالدي هو السبب في الذي وصلت له وهو أكبر داعم لي خلال رحلتي. فكانت تلك هي بداية قناتي على اليوتيوب. وعندما عدت إلى كوريا بعد الإنتهاء من المشروع، قمت بعمل معرض لعرضها هناك في الجامعة، فقد أنبهر به الكوريين كثيرا بأنني أجنبية وأستطعت عمله هكذا. وقد لاقي استحسان الجميع هناك وأخذ شهرة واسعه وعليه، قام سعادة السفير المصري في كوريا السيد خالد بترشيحي لإلقاء محاضرة للطلاب الدوليين محتواها عن الهانبوك الذي صممته لأنه ليس مجرد هانبوك عادي، بل يحتوي على قصة، فهو يحتوي على رسومات من الثقافة والتاريخ المصري وكذلك الكوري وقد ساعدني والدي في تلك الرسومات. وقد قمت بالحصول على تقدير أية بلس في مشروع التخرج الهانبوك وقناة اليوتيوب. وبعد تخرجي، تم تعييني في الجامعة كمعيدة في كلية الأعلام بجامعة "كونجوك"، وأكمل حاليا دراسة الماجستير في جامعة "كونجوك" حول الأعلام المصري في كوريا.
تظهر الصورة چنى وهي ترتدي الزي الكوري التقليدي "الهانبوك" الكوري المصري كمشروع تخرجها من الجامعة الذي قامت بتصميمه وصناعته بنفسها (الصور من چنى وليد چاهين وتم أخذ الأذن منها لاستخدامهم في المقال)
يظهر الفيديو چنى مع سعادة سفير كوريا في مصر السيد كيم يونج-هيون في حلقة يوتيوب على قناتها (الفيديو من قناة چنى وليد چاهين على موقع اليوتيوب)
ما هي خططك تجاه تعزيز التبادل الثقافي بين مصر وكوريا؟
أقوم حاليا بتقديم محتوى عبر قناة اليوتيوب الخاصة باللغة الكورية حيث أقوم بتوجيهها للشعب الكوري لتعزيز التبادل الثقافي، وأيضا أقوم بعمل فيديوهات قصيرة لسفارة مصر في كوريا فيما يخص تلك الناحية. فأنا أحب الشعب الكوري جدا لأنني عشت معهم وتعاملت كثيرا معهم، فهم ودودين للغاية؛ وقد ساعدني ذلك في فهم الثقافة الكورية بشكل أفضل.
مؤخرا شاركت في برنامج قناة إم بي سي الكورية وهو برنامج "ويديهان جايد"، حيث يقوم البرنامج باستضافة المشاهير الكوريين والسفر بهم لبلاد العالم لتجربة الثقافات المختلفة، وفي وحلقة مصر، قد تم الاستعانة بي كمرشدة لهم أثناء زيارتهم لمدينة الأسكندرية، وقمت بأخذهم إلى الأماكن المشهورة. أيضا، شاركت بجناح تبرعات للأطفال الأفارقة ضمن احتفالات الجامعة السنوية، بمشاركة أختي جودي، التي تدرس تصميم الأزياء بكوريا، وزملائي وأساتذتي، وقد أعجبتهم فكرة الجناح كثيرا وقد قمت بإعطائها لدار إيتام في الأسكندرية. وأيضا، قمت بإلقاء محاضرة بصفتي مذيعة مصرية لمدة ٣٠ دقيقة عن موضوع "الشرق الأوسط لا يزال متعطشا للمحتوى الكوري" في مركزكوريا الدولي للمعارض والمؤتمرات "كينتكس" بكوريا وذلك ضمن فعالية "مركز محتوى المؤثرين الكوريين لعام ٢٠٢٤".
تظهر الصورة من الأعلى، صور لجناح تبرعات الأطفال التي أقامته چنى في المهرجان السنوى لجامعة "كونجوك" وكذلك الملصق الإعلاني الخاص به الذي قامت چنى بتصميمه، ثم في الأسفل، صور لچنى أثناء إلقائها محاضرة بعنوان "الشرق الأوسط لا يزال متعطشا للمحتوى الكوري" في كينتكس (الصور من چنى وليد چاهين وتم أخذ الأذن منها لاستخدامهم في المقال)
في الختام، شكرا لك جزيلا چنى على مشاركتك معنا، أتمنى لك التوفيق دائما فأنت حقا نموذج مشرف.
شكرا لكم قراء كوريا نت، وأتمنى أن ينال المقال إعجابكم.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.