الصورة لنيرڤانا عبدالجليل في منطقة أنجوك في كوريا الجنوبية (الصورة من نيرڤانا عبدالجليل)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية منةالله منصور عبد الخالق
القينا نظرة من قبل علي تأثير الدراما الكورية و أغاني الكيبوب في حياتنا ورأينا كم أثرت فينا وكم غيرتنا للأفضل وأخرجت منا مواهب كنا لا نعلم عنها شيئاً بدون أن نشعر أصبحنا مختلفون و مميزون وأيضاً مثقفون، ولكن اليوم سنبدأ رحلة جديدة وهي تأثير كوريا وثقافتها في حياتنا والتي ستحمل عنوان 'من عالم الأحلام إلي تحقيق الأمنيات واكتشاف الذات في كوريا الجنوبية'، كان موضوعي مستهدف الأشخاص الأجانب المقيمين في جمهورية كوريا أردت أن أعرف كيف أثرت كوريا علي حياتهم وكان بداية حواري مع 'نيرڨانا عبدالجليل' أحد المصريين المقيمين في جمهورية كوريا، في العشرين من شهر إبريل تواصلت مع 'نيرڤانا' عبر حسابها على الإنستغرام بعد متابعتها لفترة لتخبرنا عن تأثير كوريا وثقافتها علي حياتها.
عرفت 'نيرڤانا' عن نفسها قائلة: "اسمي نيرفانا عبدالجليل، مصرية، درست ادارة اعمال في جامعة عين شمس قسم انجليزي.
أوضحت 'نيرڤانا' أسباب شغفها بكوريا قائلة: "منذ أن كنت صغيرة كنت انا و أخواتي نشاهد أفلام ومسلسلات من مُختلف بقاع العالم ويوماً ما كنت أشاهد التلفاز ووجدت قناة 'كوريا تي ڤي' لا أعلم ما السبب لكنها خطفت قلبي وانتباهي معاً ومن يومها وانا لا أتابع الإ هذه القناة كانت تقوم بعرض كل ما يخص كوريا من موسيقي، دراما، برامج ترفيهية وحتى اللغة الكورية كان هناك فقرة مخصصة للتعريف عن اللغة و الثقافة الكورية مما جعلني أنغمس في أعماق كوريا وأعشقها نظراً لتميزها واختلافها عن بقية الثقافات التي أعرفها وشعرت أنها قريبة من ثقافتنا المصرية وأعتقد أن هذا ما جعلها مألوفة لي.
وظلت الثقافة الكورية تزداد وتَكبُر معي مع تقدمي في العمر بنفس المشاعر والاهتمام بل كان يزداد لدرجة أنني كنت أتمنى أن أعيش داخل أعماق هذه الثقافة ومن هنا قررت الذهاب إلى كوريا لدراسة اللغة الكورية، وبالفعل في العام الماضي ٢٠٢٢ جئت إلى كوريا لدراسة اللغة الكورية حاملة معي كل مشاعر الحب والسعادة وشغف كبير ليس له نهاية وبالفعل أنا الأن طالبة لغة كورية في جامعة 'تشونغشين'".
الصورة لنيرڤانا عبدالجليل ومعلمة اللغة الكورية وزملائها من داخل جامعة شونغتشين التي تدرس بها (الصورة من نيرڤانا عبدالجليل)
كان ينتابني الفضول لسؤالها عن طبيعة الشعب الكوري وتجربتها معهم، وكان إجابتها: "الشعب الكوري لا يمكن وصفه بالكلمات، منذ أول يوم لي علي الأراضي الكورية والشعب الكوري غمرني بطبيعته الطيبة، سأخبرك بموقفين حدثوا معي في ثانِ يوم لي في كوريا، كان أول موقف في الصباح الباكر وكنت ذاهبة لحضور حدث مهم وكنت ضائعة ولا أعرف الطريق من أين ولا حتي المترو من أين ولم أكن وقتها أملك رقم هاتف كوري أو حتي شبكة إنترنت ومن حُسن حظي قابلت شاباً كورياً كان يقوم ببعض الرياضة فذهبت إليه لأقوم بسأله عن الطريق إلي المترو في البداية قام بوصف الطريق لي وفي منتصف شرحه أدرك أني لا أستطيع استيعاب كل ما قاله وبدون تفكير قال لي تعالي معي سأقوم بإيصالك وبالفعل قام بإيصالي وألطف شيء وقتها أن الشاب كان ينظر إلي الوراء كثيراً حتي يتأكد أنني أتبعه ولم أضع بين الطرقات وعندما كان يري علي وجهي علامات التعب كان يقوم بتهدئة سرعته في السير حتي لا أتعب أكثر وفي النهاية وصلنا بالفعل إلي محطة المترو، لا أستطيع أن أشرح لكي كم أثر فيّ هذا الموقف وشعرت أنها بداية مبشرة ومفسرة لجمال و روعة كوريا وشعبها اللطيف.
أما الموقف الثاني كان في المساء عندما كنت ذاهبة إلي المنزل وكنت أشعر بالتعب الشديد ومرة أخرى ضيعت الطريق وكان هناك شاب و فتاة كوريون ذهبت إليهم حتي أسألهم وأعطيتهم العنوان وبالفعل قاموا بالسير معي لإيصالي وأثناء السير شاهدوا تعبيرات التعب علي وجهي وعلي الفور توقفوا وقالوا سوف نطلب تاكسي لإيصالك وبالفعل أوقفوا التاكسي وأعطوه العنوان ولكن لم أكن أعرف كيف وكم سيكون الدفع فقمت بسؤالهم وكانت الصدمة الغامرة بالأمان والسعادة أنهم قالوا لي سنتولى الأمر ولم يسمحوا لي بالدفع بأي طريقة كانت مما جعلني عاطفية لدرجة البكاء، هذان الموقفان كانا فقط في تانِ يوم لي في كوريا أعتقد أن هذا كافِ لشرح بقية المواقف علي مدار السنة أشهر الماضية، ولكن ما أستطيع قوله لكي ان الشعب الكوري شعب لطيف بدرجة لا توصف و مُحب لمساعدة الأخرين وأيضاً شعب خجول للغاية ويمكن أن يفسر البعض هذا الخجل علي أنه تكبر ولكن فب الحقيقة هو شعب متواضع للغاية وإذا شعروا بأن أي شخص يحتاج إلى مساعدة يركضون لمساعدته دون تفكير".
الصورة لنيرڤانا عبدالجليل من البيت الأزرق (الصورة من نيرڤانا عبدالجليل)
ونأتي للسؤال الأهم وهو ما مدي تأثير كوريا عليكِ، حيث قالت: "قبل مجيئي إلي كوريا كنت أري أن معظم الأجانب أو العرب المقيمين في جمهورية كوريا التي أقوم بمتابعتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي تغيرت حياتهم بشكل كبير مما جعلني متحمسة للغاية ان أذهب إلى كوريا لأري إذا كانت بالفعل تقدم فرص للأجانب لتغيير حياتهم أم لا و هل بالفعل ستتغير حياتي للأفضل أم لا، وبالفعل قد حدث وتغيرت حياتي كالأخرين، قابلت أشخاصاً لم أتواقع أن أقابهم يوماً أو يكونوا سبباً في تغير حياتي كالسفير المصري في كوريا 'خالد عبدالرحمن' و زوجته اللذين أصبحوا بمثابة عائلة لي في كوريا وشاركت في أنشطة وفعاليات تابعة للسفارة ومن الأشياء التي لا أستطع نسيانها أني قابلت عضو من فرقة 'إكزايت' أثناء تواجدي في الحدث الذي حضرته في ثانِ يوم لي داخل كوريا مما جعلني أشعر أن كوريا تفتح لي أذرعها وتأخذني لتجارب رائعة و مميزة ومستقبل مشرق".
الصورة لنيرڤانا عبدالجليل وسعادة السفير المصري 'خالد عبد الرحمن' سفير مصر في كوريا وزوجته (الصورة من نيرڤانا عبدالجليل)
وبما أن كوريا الأن في فصل الربيع قمت بسؤالها عن أن تقوم بوصف الربيع في كوريا وأجواءه الخلابة، حيث قالت: "عندما وصلت إلى كوريا كان في شهر ديسمبر وكنت أنتظر قدوم الربيع بشدة لأري أزهار الكرز المميزة التي شاهدتها كثيراً في الدراما الكورية وبالفعل أتي الربيع ولكن الربيع في كوريا ليس مثلما توضحه لنا الدراما بل أجمل بكثير لدرجة لا يمكن وصفها ما أستطيع قوله لكي أن الشوارع جميلة لدرجة أنه يوجد أماكن تشبه اللوحات كأن فنان قام برسمها فالربيع في كوريا حقاً رائع ومميز ، وتستطيعي الاستمتاع به أكثر في الحدائق ولكن للأسف أزهار الكرز هذه السنة أستمرت لفترة قصيرة عن المعتاد حتى الكوريين شخصياً تعجبوا من هذا الأمر ازاي وبالرغم من ذلك إلا أن الشوارع مازالت تحتفظ بمظهرها الجميل و المبهج نظراً لاحتوائها علي الأزهار الملونة الجميلة في كل مكان والجو الرائع الممزوج بالطاقة والنشاط واحياناً تُهطل فيه الأمطار اللطيفة فتخيلي مظهر الأزهار مع الأمطار جمال لا يوصف ودائماً أتسأل إذا كان الربيع جميلاً هكذا فماذا عن الخريف، مع العلم أن أكثر فصل أشعر بالحماس تجاهه هو 'الخريف' ويرجع هذا للصور التي رأيتها لمظاهر الخريف في كوريا التي جعلتني أنتظر هذا الفصل منذ أن وضعت أقدامي في كوريا".
الصورة لنيرڤانا عبدالجليل مع صديقتها تستمع بأجواء الربيع الخلابة بجانب 'برج نامسان' (الصورة من نيرڤانا عبدالجليل)
حسناً، انتهت مقابلتي مع 'نيرڤانا' استمتعت كثيراً بوصف كوريا بأعينها وتأثرت بمواقف الشعب الكوري اللطيف الذي اعتدت منه على هذه اللطافة والروعة واستمتعت بوصف 'نيرڤانا' لأجواء الربيع وأتمني في أول زيارة لي إلى كوريا أن أذهب في الربيع لأري بنفسي هذا الجمال.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.