تُظهر الصورة على اليمين ماجدة مصطفى، الفائزة بالمركز الأول في مسابقة الكتابة، وعلى اليسار أميرة كمال، الحائزة على المركز الثاني في مسابقة التحدث، خلال لحظة استلامهما الشهادات وباقات الورد من مدير المركز الثقافي الكوري بمصر السيد 'أون سونج هو' ، ويتوسطهما إعلان المسابقة لعام 2025. (الصور من الصفحة الرسمية للمركز الثقافي الكوري بمصر على إنستغرام – تصميم: فاطمة سيد يونس)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية فاطمه سيد يونس
في أجواء مليئة بالحماس والتنافس البناء، استضاف المركز الثقافي الكوري في مصر مسابقة التحدث والكتابة باللغة الكورية لعام ٢٠٢٥، التي ينظمها معهد الملك سيجونغ حول العالم، وذلك يوم الخميس الموافق ١٥ مايو ٢٠٢٥ وقد أقيمت المسابقة داخل مقر المركز بالقاهرة بحضور مدير المركز الثقافي الكوري بمصر السيد 'أوه سونج هو' وبعض أساتذة المركز، وبمشاركة عدد من طلاب معهد الملك سيجونغ المُسجلين في الفصول الدراسية العادية والدورات الخاصة خلال عامي ٢٠٢٤ و ٢٠٢٥.
والمسابقة تقام على جولتين، الجولة الأولى: وهي موضوع التقييم عبر الإنترنت. وفي هذه المرحلة كان على المتقدمين للمسابقة في فرع الكتابة أو التحدث باختيار موضوع واحد من بين موضوعين مطروحين. وكانت المواضيع كالتالي:
الموضوعان المطروحان لمسابقة الكتابة هما:
١. 'ميلاد (--)' (مثالا: ميلاد الحلم، ميلاد الملك سيجونغ)
٢. معهد سيجونغ وأحلامي.
الموضوعان المطروحان لمسابقة التحدث هما:
١. أكثر تعبيرا كوريا مفضلا لديك ولماذا؟
٢. أكثر درسا مؤثرا حضرته في معهد سيجونغ.
وللتعرف أكثر على أجواء المسابقة من الداخل، وتجربة المشاركين وشعورهم، قمت بعمل مقابلة مع اثنتين من صديقاتي عن طريق خاصية الرسائل النصية و رسائل التسجيل الصوتي الموجودة في تطبيق الواتساب، وذلك في يوم ١٨ مايو ٢٠٢٥. اللتان فازتا في مسابقة التحدث والكتابة لمعهد سيجونج ٢٠٢٥ وهما الطالبة ماجدة مصطفى، الحائزة على المركز الأول بمسابقة الكتابة، والطالبة أميرة كمال الحائزة على المركز الثاني في مسابقة التحدث، واللتان شاركتا في المسابقة بشكل مميز وملهم أثار إعجاب الحاضرين.
المقابلة الأولى مع صديقتي ماجدة مصطفى (الحائزة على المركز الأول في مسابقة الكتابة):
١.هل يمكنك أن تعرفي قراء 'كوريا نت' بنفسك، ومتى بدأ اهتمامك باللغة الكورية؟
مرحبا قراء 'كوريا نت'، أنا ماجدة مصطفى، تخرجت من معهد الملك سيجونغ عام ٢٠٢٤، وحاصلة على المستوى الرابع فى اختبار إجادة اللغة الكورية ‘توبيك’.
بدأ اهتمامي باللغة الكورية قبل نحو أربع سنوات، لكن شغفي بالثقافة الكورية بدأ منذ أن كنت في المرحلة الثانوية عام ٢٠٠٥.
٢. ما الذي دفعك للمشاركة في المسابقة؟ وكيف استعددت لها؟ قصي علينا تجربتك
في عام ٢٠٢٣، شاركت في مسابقة الكتابة، لكنني لم أحقق أي مركز. لم أفهم حينها السبب، لكن راودني الفضول لمعرفة الخطأ الذي ارتكبته. بعد مناقشة معلمتي الكورية، أدركت أن على أن أكتب شيئا يعبر عن شخصي الحقيقي، عن 'ماجدة' كما هي.
لذلك، قررت هذه المرة أن أكتب عن تجربتي الخاصة، التي عشتها فعلا.
كانت المسابقة بالنسبة لي تجربة أتعلم منها شيئا جديدا أكثر من كونها منافسة.
٣. ما موضوع المسابقة الذي اخترته، ولماذا وقع عليه اختيارك؟
اخترت موضوع 'ولادة شغفي تجاه كوريا'، لأنني شعرت أنه الأقرب إلىّ، ويمكنني من خلاله التعبير عن مشاعري وتجربتي بصدق وبشكل يناسب أهداف المسابقة.
كان الموضوع سهلا ممتنعا؛ لأن وصف كيف ولد شغفي بالثقافة الكورية، واستمراره حتى الآن، كان تحديا كبيرا لي.
٤. ما أصعب لحظة مررت بها خلال المسابقة؟ ومن الشخص الذي قدم لك الدعم الأكبر؟
أصعب لحظة كانت عند دخولي قاعة اختبار مسابقة الكتابة، حيث شعرت بتوتر شديد، وحدث أن بدلت ترتيب الفقرات. لكن سرعان ما تداركت الأمر، وتمكنت من تنظيم أفكاري ومتابعة الكتابة بهدوء.
أما من دعمني، فهم أسرتي الحبيبة وأصدقائي المقربون، رغم بعد بعضهم، إلا أن دعمهم المعنوي كان كبيرا. حتى أقاربي الصغار مثل 'ياسين'، طمأنوني بكلماتهم الدافئة. كما لا أنسى أن أخص بالشكر كل من ساعدني من معلمي اللغة الكورية، وخاصة معلمتي 'جينا' التي بذلت جهدا كبيرا في دعمي وتشجيعي.
٥. بماذا شَعرت عند إعلان النتيجة؟ وهل كنت تتوقعين الفوز؟
عندما أعلن عن النتيجة وسمعت اسمي، شعرت وكأن الزمن توقف! لم أستوعب ما حدث في البداية، كنت مذهولة وسعيدة جدا.
كنت أتوقع احتمال حصولي على أحد المراكز الثلاثة، لأنني كنت واثقة من موضوعي وكتابتي، لكن لم أتوقع على الإطلاق أن أفوز بالمركز الأول.
٦. ما خطتك القادمة بعد الفوز من ناحية تعلم اللغة الكورية؟
بسبب بعض الانشغال في الفترة الماضية، كنت قد قصرت قليلا في دراسة اللغة. لكن بعد فوزي بالمركز الأول، شعرت بدفعة كبيرة للعودة بجدية إلى الدراسة والتدريب، وتحسين مهاراتي في اللغة الكورية.
٧. كلمة أخيرة توجهينها للمركز الثقافي الكوري ولمعلميك؟
خلال رحلتي الدراسية في معهد سيجونغ بالمركز الثقافي الكوري في القاهرة، تعلمت الكثير، ليس فقط على المستوى اللغوي، بل الإنساني أيضا.
المعلمون لم يكونوا مجرد مدرسين، بل كانوا أصدقاء وداعمين لنا جميعا.
أنا حقاً ممتنة لهم على كل ما قدموه من جهود وتفان في سبيل تعليمنا اللغة الكورية بطريقة صحيحة.
تُظهر الصورة ماجدة مصطفى، الفائزة بالمركز الأول في مسابقة الكتابة، خلال تكريمها من مدير المركز الثقافي الكوري بمصر السيد 'أون سونج هو'، إلى جانب الشهادة التي نالتها. (الصورة من ماجدة مصطفى بإذن لاستخدامها في المقال، وصورة التكريم من الصفحة الرسمية للمركز على إنستغرام)
المقابلة الثانية مع صديقتي أميرة كمال (الحائزة على المركز الثاني في مسابقة التحدث):
١. هل يمكنكِ أن تعرّفي قرّاء 'كوريا نت' بنفسكِ، ومتى بدأ اهتمامكِ باللغة الكورية؟
مرحبًا قرّاء 'كوريا نت'، أنا أميرة كمال، تخرجتُ العام الماضي من الجامعة، وأدرس حاليًا في المستوى السادس في معهد الملك سيجونغ. بدأ اهتمامي باللغة الكورية عام ٢٠١٩، عندما بدأتُ بمشاهدة الدراما الكورية بدافع المتعة، ومع مرور الوقت وجدت نفسي أحب اللغة نفسها، فبدأتُ تعلّمها بمفردي.
٢. ما الذي دفعكِ للمشاركة في المسابقة؟ وكيف استعددتِ لها؟ قُصي علينا تجربتكِ.
في العام الماضي، عندما شاهدتُ نتائج المسابقة والطلاب الفائزين، شعرتُ بحماسة كبيرة، وقلتُ لنفسي: 'لماذا لا أشارك أنا أيضًا؟'. كنت حينها في المستوى الرابع بمعهد الملك سيجونغ، ورغم شعوري بالرهبة والتوتر، كان لدي إصرار وعزيمة على المشاركة في العام التالي. عاهدتُ نفسي على بذل كل جهد ممكن لأشارك بطريقة تُشعرني بالرضا.
عندما فتحت أبواب المسابقة، اخترت موضوعا 'أكثر تعبيرا كوريا مفضلا لديك ولماذا؟'، وبدأت بتدوين أفكاري توقعت أن يكون التدريب على الإلقاء هو الجزء الأصعب، لكن إعداد النص كان أكثر تحديا. كتبت وعدلت كثيرا، وساعدتني معلمتي 'كي سو مي' بصبر كبير. وعند تسجيل المقطع الصوتي، استغرق الأمر حوالي أربع ساعات ونصف لمقطع مدته ثلاث دقائق، بسبب التكرار والتلعثم، لكن في النهاية كانت تجربة ثرية وممتعة.
٣. ماذا عن خطابك في المسابقة؟ أي التعبيرات الكورية اخترت؟
اخترت الحديث عن أكثر تعبير كوري أحبه، وهو: 'شكرا لك على عملك الجاد'. هذا التعبير لا يوجد له مقابل مباشر في اللغة العربية أو الإنجليزية، وهو يعبر عن تقدير الجهد والتعب الذي بذله الشخص الآخر. يمنحني هذا التعبير شعورا بالتقدير والمواساة والقوة عندما أسمعه من أحدهم.
٤. ما هي أصعب لحظة مررت بها خلال المسابقة؟ ومن الشخص الذي دعمك أكثر؟
أصعب لحظة كانت عند وصولي إلى المركز الثقافي الكوري يوم المسابقة، عندما أدركت أن وقت الإلقاء قد اقترب، وازداد توتري برؤية المشاركين الآخرين يستعدون. خلال البروفة، توترت كثيرا لدرجة أنني نسيت جزءا مهما من الخطاب رغم كثرة التدريب، لكنها مرت بسلام في النهاية دون أن أنسى شيئا.
أكثر من دعمني كانت المعلمة 'كي سو مي'، التي كانت تردد دائما: "يمكنك فعلها، ستؤدين بشكل ممتاز". كما وقفت عائلتي وأصدقائي بجانبي، ومنحوني ثقة وتشجيعا كبيرا ساعداني كثيرا في التغلب على التوتر.
٥. بماذا شعرت عند إعلان النتيجة؟ وهل كنت تتوقعين الفوز؟
في البداية، لم أتوقع الفوز لأنها كانت مشاركتي الأولى، ورأيت أن الآخرين أكثر خبرة. لكنني كنت آمل بالحصول على مركز، لأنني بذلت جهدا كبيرا. وعندما أعلن اسم زميلتي في المركز الثالث، فرحت لها وظننت أن فرصتي انتهت، لكن فجأة سمعت اسمي يعلن في المركز الثاني! كانت واحدة من أسعد لحظات حياتي، شعرت بفخر وسعادة عارمة.
٦. ما خطتكِ القادمة بعد الفوز في المسابقة من ناحية تعلّم اللغة الكورية؟
خطتي هي الاستمرار في تطوير لغتي أكثر فأكثر. وبما أنني تخرجتُ مؤخرًا من الجامعة، أفكر في الالتحاق بوظيفة لها علاقة باللغة الكورية. كما أنني أطمح إلى الاستمرار في الدراسة بالمركز حتى المستوى الثامن، لأشارك مجددًا في العام القادم وأحقق المركز الأول.
٧. كلمةٍ أخيرة توجّهينها للمركز الثقافي الكوري ولمعلميكِ؟
أحب أن أوجّه شكري الكبير إلى المركز الثقافي الكوري ومعهد الملك سيجونغ، فهما السبب في خوضي هذه التجربة الرائعة، وحصولي على هذه الفرصة العظيمة. وأخص بالشكر معلمَيَّ الكرام، الذين ساعدوني كثيرًا. لغتي الكورية تطوّرت بفضل .طريقتهم في الشرح وتصحيح أخطائي، فشكرًا لهم من القلب.
تُظهر الصورة أميرة كمال، الحاصلة على المركز الثاني في مسابقة التحدث باللغة الكورية، مع الشهادة وباقة الورد التي تسلّمتها. (الصورة من أميرة كمال بإذن لاستخدامها في المقال، وصورة التكريم مع مدير المركز السيد 'أون سونج هو' من الصفحة الرسمية للمركز على إنستغرام)
بكل فخر، أنهي هذه المقابلات وأنا أشعر بامتنان كبير لكوني زاملت شابات طموحات ومجتهدات كأميرة وماجدة، ممن أثبتن أن الشغف والإصرار قادران على تحويل الحلم إلى حقيقة. لقد لمستُ في حديثهما صدق التجربة، وعمق المشاعر، وروح التحدي .التي تُلهم كل من يسعى لتعلم اللغة الكورية، أو أي لغة أخرى
.أُشجّع كل زميلاتي وزملائي في معهد الملك سيجونغ، بل وكل من يسير على درب تعلّم لغة جديدة، أن يواصلوا السعي دون خوف أو تردد. فكل محاولة هي خطوة نحو التميز، وكل تحدٍّ هو بداية لاكتشاف إمكاناتنا الكامنة
.إن الفوز في مسابقة كهذه ليس مجرد مركز يُكتب في سطر، بل هو شهادة على رحلة تعب، ومثابرة، وإيمان بالذات. فهنيئًا لهن هذا الإنجاز، وهنيئًا لنا أن نكون جزءًا من هذه العائلة الطموحة في رحلتنا مع اللغة والثقافة الكورية
ختامًا، أتمنى أن تحمل السنوات القادمة مزيدًا من النجاحات لأصدقائي وزملائي، وأن يظل المركز الثقافي الكوري منارة لكل عاشق لهذه اللغة الجميلة.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.