مراسل فخري

2025.06.27

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
الغرفة التقليدية بالمركز الثقافي الكوري. (الصورة من سلوى الزيني)

الغرفة التقليدية بالمركز الثقافي الكوري. (الصورة من سلوى الزيني)



بقلم مراسلتي كوريا نت الفخريتين المصريتين سلوى الزيني وإسراء الزيني

يعرف شهر مايو في كوريا باسم 'شهر العائلة' وهو شهر يحتفل فيه الكوريون بسلسلة من المناسبات التي تُجسّد القيم العائلية والاحترام والتقدير مثل يوم الطفل 5 مايو ويوم الوالدين 8 مايو ويوم المعلم 15 مايو.

لكن ما يميّز هذا الشهر أيضًا هو الاحتفاء بالتنوّع والاندماج الثقافي من خلال مناسبة خاصة تُقام في 20 مايو من كل عام وتُعرف باسم 'يوم معًا'.

تم الإعلان عن 'يوم معًا' عام 2007 لتعزيز التفاهم والتعايش بين الكوريين والمقيمين الأجانب في البلاد وتأكيدًا على أن كوريا مجتمع منفتح يُرحّب بالتعددية الثقافية والاندماج الإنساني.

وبدعوة من المركز الثقافي الكوري لمراسلي كوريا نت الفخريين أقام المركز فعالية 'أهلا كوريا' للاحتفال بيوم معاً.

ما حدث هذا العام في القاهرة وتحديدًا في المركز الثقافي الكوري بمصر جعلنا نعيش هذا اليوم بشكل حيّ وملموس وكأننا انتقلنا مؤقتًا إلى قلب كوريا.

منذ لحظة دخولنا إلى المركز شعرنا بأننا أمام تجربة مختلفة. كان الاستقبال دافئًا والوجوه مألوفة فالحاضرين كانوا من زملائنا مراسلي كوريا نت الفخريين لعام 2025. تلك اللحظة التي يجتمع فيها أشخاص يحملون الشغف نفسه تجاه الثقافة الكورية كانت كفيلة بأن تملأ المكان بالطاقة الإيجابية. سرعان ما ذابت الحواجز بين الحضور وبدأنا نتبادل الأحاديث والتجارب سوياً.

كان هذا اليوم بمثابة نوافذنا الأولى لاكتشاف روعة مقاطعة 'تشنغتشونغ' إحدى الجواهر الهادئة في كوريا والتي تحتضن مزيجًا رائعًا من التاريخ والطبيعة والثقافة. بدأت رحلتنا في مدينة 'غونغجو' التي كانت يومًا ما عاصمة مملكة 'بايكتشي' حيث تناغم عبق التاريخ مع جمال المعابد والقصور القديمة. ثم توجهنا إلى 'بوريونغ' الشهيرة بشواطئها الرملية ومهرجان الطين العالمي حيث استمتعنا بجمال البحر وهدوء الطبيعة. وكان الختام في 'تايآن' المعروفة بحدائقها الوطنية الخلابة وساحلها الساحر مما جعلنا نغوص في سكون الطبيعة وعذوبتها.

داخل مكتبة المركز استعدادا لورشة صنع المرواح التقليدية. (الصورة من إسراء الزيني)

داخل مكتبة المركز استعدادا لورشة صنع المرواح التقليدية. (الصورة من إسراء الزيني)


تلا تلك الفقرة الرائعة والمليئة بالمعلومات الرائعة فقرة ارتداء 'هانبوك' وهي تجربة أخرى لا تقل جمالًا عن الفقرة السابقة والتي سعد بها الجميع وقاموا بالتقاط الصور التذكارية داخل الغرفة التقليدية بالمركز. كانت لحظة ارتداء الهانبوك مميزة بحق ليس فقط لأنه زي أنيق وملوّن يعكس التراث الكوري بل لأنه حملنا إلى زمن آخر وجعلنا نشعر بأننا نشارك في مشهد من دراما تاريخية شهيرة.

كانت واحدة من أجمل فقرات اليوم كانت ورشة فنية مميزة لتعليمنا صناعة المروحة التقليدية الكورية 'بوتشيه' تلك التي تحمل رسومات ورموزًا تعبّر عن الجمال الطبيعي والثقافي لكوريا.

صناعة 'بوتشيه'، المروحة الكورية التقليدية. (الصورة من إسراء الزيني)

صناعة 'بوتشيه'، المروحة الكورية التقليدية. (الصورة من إسراء الزيني)


كل منّا بدأ بالرسم والتلوين بطريقته الخاصة ولم يكن الهدف الإتقان بل المشاركة. كنا نمرّر الألوان والأدوات لبعضنا البعض نتشارك الأفكار ونتبادل عبارات الإعجاب برسوماتنا المليئة بالحبّ والحنين لثقافة بعيدة جغرافيا وقريبة لقلوبنا.

ثم جاء وقت الطعام وهو دائمًا لحظة محورية في أي فعالية كورية. جلسنا جميعًا حول مائدة تضم أطباقًا تقليدية كورية، بعضها نعرفه من قبل وبعضها الآخر نكتشفه للمرة الأولى. فقمنا بتجربة الكيمتشي والبولغوغي والبيبيمباب والجابتشي والكيمباب والتوكبوكي.

الأكلات الكورية اللذيذة. (الصورة من إسراء الزيني)

الأكلات الكورية اللذيذة. (الصورة من إسراء الزيني)


تذوقنا وناقشنا وتبادلنا الآراء وسألنا عن المكونات وطريقة التحضير. وبين لقمة وأخرى كان الحديث يمتد من الثقافة إلى اللغة ومن الدراما إلى العادات والتقاليد الكورية. باختصار لم تكن وجبة فقط بل كانت جلسة تعارف وتشارك لذكريات جميلة.

كعادته في كل عام يحرص المركز الثقافي الكوري على تقديم هدايا رمزية تعبّر عن روح الثقافة الكورية وتُخلّد ذكريات الفعاليات. في ختام يوم 'معًا' لهذا العام حصلنا على هدية بسيطة ولكن ذات مغزى وهي 'ملعقة معدنية' و'عيدان طعام معدنية' داخل علبة أنيقة.

هدية المركز كانت 'ملعقة معدنية' و'عيدان طعام معدنية' داخل علبة أنيقة. (الصورة من إسراء الزيني)

هدية المركز كانت 'ملعقة معدنية' و'عيدان طعام معدنية' داخل علبة أنيقة. (الصورة من إسراء الزيني)


أما في العام الماضي فقد كانت الهدية أكثر تفصيلًا وتمثلت في 'صندوق الثقافة الكورية' وهو مشروع تعليمي وتفاعلي من إعداد 'المتحف الوطني الكوري للفنون الشعبية'. يُعد هذا الصندوق بمثابة متحف متنقل يُعرّف المشاركين على جوانب متعددة من الحياة الكورية التقليدية.

يتكوّن هذا الصندوق من أربع علب رئيسية وهي علبة 'أنيونغ' أي (مرحبًا) وتقدم تلك العلبة لمحة عامة عن كوريا بما في ذلك العلم الوطني الكوري والأبجدية الكورية 'الهانغول' وبعض المعلومات عن الجغرافيا والتاريخ الكوري.

هدية المركز العام الماضي 'صندوق الثقافة الكورية'. ( الصورة من سلوى الزيني)

هدية المركز العام الماضي 'صندوق الثقافة الكورية'. ( الصورة من سلوى الزيني)


وأيضا علبة 'سارانغبانغ' (غرفة الرجال) والتي تسلط الضوء على الغرفة التقليدية الخاصة بالرجال في المنازل الكورية القديمة وتعرض أدوات الكتابة التقليدية والمكتب الخشبي المخصص للدراسة مع إبراز مكانة العلماء التقليديين في المجتمع الكوري.

أما علبة 'آن بانغ' (غرفة النساء) والتي تركز على الغرفة الخاصة بالنساء وتعرض أدوات الخياطة التقليدية وبعض الحرف اليدوية التي كانت تتقنها النساء الكوريات قديمًا في انعكاس لدور ربة المنزل ومهاراتها.

واخيراً علبة 'الهانبوك' (الزي التقليدي الكوري) والتي تتيح للمشاركين فرصة استكشاف ملابس الهانبوك التقليدية بما في ذلك ملابس الرجال والنساء والأطفال وحتى الأزياء الخاصة بحفلات الزفاف.

كل علبة تحتوي على بطاقات توضيحية ومواد تعليمية مبسطة تساعد المشاركين على فهم الثقافة الكورية بطريقة ممتعة وتفاعلية وتناسب الفئات العمرية المختلفة.

مثل هذه الهدايا تؤكد مدى حرص المركز الثقافي الكوري على تقديم تجربة ثقافية متكاملة وبفضل المركز الثقافي الكوري بالقاهرة أصبح التعرف على كوريا لا يتطلب السفر إليها بل يكفي أن تذهب وتشارك في أحد فعالياته المليئة بالشغف والمعرفة.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.