مراسل فخري

2021.10.26

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian

بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية آلاء عاطف عبادة

فيديو وصورة = المعهد الوطني لتطوير الصناعة الطبية


في بداية سنوات دراستي الأكاديمية للطب البشري كنت قد عزمت أن أقضي فترة من تدريبي الإلزامي حالما تنقضي الدراسة في برنامج التبادل الطلابي أو برنامج التدريب الاختياري 'إليكتيڤ' في إحدى جامعات كوريا الطبية، وذلك بعيدًا عن حبي لكوريا أو الموجة الكورية بشكل عام، حين قرأت تجربة طبيب وباحث مصري على مجموعة ’إرشادات ونصائح للأطباء الراغبين في السفر‘ وهو تجمع طبي عربي كبير لمناقشة وتبادل النصائح حول السفر للتدرب وما إلى ذلك. كان الطبيب عبد الله عبد الرحمن قد سافر في ذات الفترة للتدريب في إحدى الجامعات الكورية الطبية، وعلى حد قوله في رسالته أن من مميزات التدريب في كوريا الجنوبية هي الاحتكاك بنظام تعليمي قوي وثيق العلاقة بالطب الإكلينيكي، ومدح نظام دراسة الطب هنالك وهو نظام يختلف عن نظام دراستنا للطب من حيث توزيع سنوات الدراسة المبدئية والأكاديمية والإكلينيكية بشكل منهجي، بالإضافة إلى احتضان النظام الأمريكي في بعض الجامعات.

كانت كلها أسباب حثت في رغبة الحصول على التدريب في إحدى الجامعات الكورية حين أصل إلى فترة التدريب الإلزامي، لكن لأسباب عدة منها ما تعلق بالجائحة ومشكلات السفر، لم تتسن لي الفرصة التي رغبت فيها لسنوات، وبينما أقضي فترة التدريب الإلزامي هذه السنة، وفي أواخر أبريل الماضي صادفني على صفحة وزارة الخارجية الكورية إعلان وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية الكورية يستهدف ممارسي الطب وطلاب الطب والمسؤولين في مجالات الرعاية الصحية. وتدعوهم للتسجيل في برنامج التدريب التعليمي الطبي بشكل مجاني والذي يستمر مدة الشهر ونصف على منصة أكاديمية التعليم الطبي الكورية وتحت رعاية الوزارة والمعهد الوطني لتطوير الصناعة الطبية.

البرنامج هو برنامج تدريب سريري (إكلينيكي) عبر الإنترنت تم إطلاقه استجابة لعالم ما بعد فيروس كورونا 19 المستجد (كوفيد-19)، يتكون برنامج التدريب من 7 برامج في سلاسل لتعليم المهارات الجراحية ومهارات الطب الباطني والتعليم غير السريري بشكل مكثف في 6 أسابيع.

 

نظرة عامة على البرنامج حسب إعلان وزارة الصحة والرعاية:

فترة التدريب: 6 أسابيع (من 1 يونيو إلى 16 يوليو)

*وكل مقرر يتكون من 20 محاضرة، مدة كل محاضرة ساعة تقريبًا.

المؤهلات: ممارسو الطب وطلاب الطب والمسؤولون الحكوميون العاملون في مجال متعلق بالرعاية الصحية.

 

تظهر الصورة الكتيب الرسمي لأكاديمية التعليم الطبي الكورية للتعريف بالبرنامج التدريبي. (الصورة من المعهد الوطني لتطوير الصناعة الطبية)

تظهر الصورة الكتيب الرسمي لأكاديمية التعليم الطبي الكورية للتعريف بالبرنامج التدريبي. (الصورة من المعهد الوطني لتطوير الصناعة الطبية)


قدمت استمارة التسجيل في الـ7 دورات، وتم قبولي وبدأت الدراسة في الأول من يونيو واستمرت حتى منتصف يوليو، قدمها نخبة من الأطباء والأساتذة من مختلف الجامعات والمستشفيات الكورية الحكومية والخاصة جامعات مثل سيئول الوطنية، ’بوسان‘ الوطنية، ’يونسيه‘، ’إيهوا‘، مشفى ’يانغسان‘، مركز ’آسان‘ الطبي، وغيرها العديد في مجالات الجراحة والمناظير ومكافحة العدوى وإدارة المستشفيات.

في الحقيقة تعمل الأكاديمية بشكل يسير وسهل التعامل، لكن لا يمكنني القول أن المادة العلمية المقدمة كانت بسيطة، بالعكس كانت دسمة والبعض يحتاج إلى تخصص دقيق، لكن الشرح كان مفصلاً للغاية حتى أنني تعلمت عن أشياء لأول مرة وقتها، خاصة في مجال تخطيط صدى القلب (الإيكوكارديوكرافي) وفهم وجهات نظر تخطيط صدى القلب القياسية وتقييم الدورة الدموية من خلال دراسة دوبلر.

كل دورة تدريبية من السبعة تحوي 20 فصلا يستمر مدة الساعة والربع، ولإنهاء الدورات والحصول على الشهادة يجب حضور الدروس كاملة والحصول على درجة أعلى من 70% في كل اختبار والذي لم يكن سهلاً بالمناسبة.

أنهيت الدروس وحصلت على الشهادات كاملة، وفي الحقيقة كانت التجربة رائعة وغنية للغاية واستفدت الكثير في مدة شهر ونصف سواء على المستوى الإكلينيكي أو الإداري، وبالتواصل مع الأكاديمية، علمت أنها السنة الثانية على التوالي بعد الجائحة التي ينطلق فيها البرنامج التدريبي عبر الإنترنت، وأنه من المخطط انطلاقه في العام القادم أيضًا إن شاء الله بالإضافة إلى البرامج التدريبية الحية التي تدعمها الأكاديمية منذ انطلاقها.

إلى جانب هذا، لم ينته الأمر عند البرنامج التدريبي، إلى الآن أستلم دعوات البريد الإلكتروني من الأكاديمية لحضور الندوات المقامة في مجالات الجراحة والطب الباطني، عبر الإنترنت وتحت رعاية وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية والمعهد الوطني لتطوير الصناعة الطبية.

ربما هي نبذة عن مبدأ كوريا الجنوبية في تحويل التحديات إلى فرص، وترويج النظام الطبي وصناعة التكنولوجيا الحيوية الكورية بشكل يضمن استفادة الجهات المشاركة.

أتوجه بالشكر للقائمين على البرنامج التدريبي والقوى الطبية في العالم التي تواجه تحديات الوباء، وبشكل خاص أود تشجيع كل طالب للطب أو ممارس للمهنة في مجال الصحة ألا تفوته فرصة الحصول على مثل هذا التدريب المميز في العام القادم إن شاء الله.


shaadiya1223@korea.kr


هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.