مراسل فخري

2019.12.19

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian


يرى خبراء أن الكوريين يعملون لما يقرب من 2000 ساعة على مدار السنة. (الصور من وكالة يونهاب للأنباء)



بقلم مراسل كوريا.نت الفخري المصري خالد الشامى (الصحفي في المصري اليوم) من مصر



لاشك أن كافة الإحصائيات الرسمية الكورية والدولية تشير إلي أن المواطن الكوري يعمل أكثر من نظيره في مختلف دول العالم، وهو ما انعكس علي نهضة البلاد اقتصاديا وتكنولوجيا، لكنه كان سببا في إحداث شروخ في العلاقات الأسرية، وتراجعا في عدد الزيجات، وانخفاضا في فرص العمل، كل هذا انتبهت إليه الحكومة الكورية مؤخرا، بالسعي إلي خفض ساعات العمل، وهو ما يعني أنها تريد الحفاظ علي حياة المواطنين.

فمشروع القانون، الذي أقره البرلمان الكوري في شهر مايو من العام الماضي، الذي يقضي بتقليل عدد ساعات العمل، كان الهدف منه زيادة فرص العمل وتشجيع الكوريين علي بناء أسر جديدة، فالكوريين الذين كانوا يعملون ما يقرب من 68 ساعة انخفض إلي 41.5 مرورا بالعمل علي مدار 52 ساعة أسبوعيا، يعني أن هذا الشعب كان مدمنا للعمل ولا يأبى غيره، من أجل النجاح، الذي شاهدته بعيني خلال زيارتين عمل لكوريا الجنوبية، فالجميع مشغولين ويعملون بأقصي مجهود لتوفير لقمة العيش، فالانضباط التي تراه في أماكن ومؤسسات العمل الحكومية والخاصة، تراه أيضا في المطاعم، المكدسة في أوقات تناول وجبات الغذاء والعشاء في أماكن إما في مقار العمل أو بالقرب منه، حتى لا يتعطل العمل أو يتأثر بأقل نسبة.

فالكوريين، الذين يعملون لما يقرب من 2000 ساعة على مدار السنة، خلال العام الماضي، مقارنة بما كان عليه الأمر في فترات سابقة، وصل عدد ساعات العمل فيها إلي نحو 2700، يعني أن هذا الشعب، لا يحيا فقط من أجل العمل، بل كان يموت من أجل العمل، كل هذا تراه بالعين أثناء مشاهدة الكوريين، في وسائل المواصلات العامة، الأغلبية تراها تسرق وقت التنقل في الخلود في النوم، وبلغة الأرقام فإن الكوريين إما تراهم يعملون أو يعملون، فالوقت قليل للترفيه ، مقارنة ببعض الشعوب الأخرى، فالأصدقاء الكوريين، التمست لهم العذر، عندما كنت أتواصل معهم في أيام العطلات وكانوا لايردون إلا بعد استئناف العمل، فالعذر المقبول، كان بسبب الضغوط الممارسة عليهم في ساعات العمل المتواصلة والكثيفة.

إذن الشعب الكوري يستحق الجائزة في مواجهة ضغوط العمل وأعباؤه، لكن الجيل الحالي والقادم، ربما يكون محظوظا، عن جيل الأباء والأجداد ، الذين تحملوا ما لم يتحمله بشر ، لكن الأجداد قدموا النهضة والتقدم والانضباط للأجيال الحالية والقادمة، من أجل مواصلة التقدم، الذي جلعت كوريا لنفسها مكانة متقدمة بين الأمم.

لكن الغريب والأجمل، أن تري الابتسامة لم تفارق الكوريين "المطحونيين" في العمل، ، فضلا عن رؤية الحب، كأنه إنسان يمشي علي الأرض، فالجميع يحب ومحبوبين أيضا، كما أن الشباب والفتيات في مقتبل العمر، تراهم يرسمون خريطة الحب و"فيتامين" الحياة الزوجية، من أجل الحفاظ عليها لعقود طويلة.

مرر البرلمان الكوري الجنوبي مشرون القانون لتعديل قانون معايير العمل في عام 2018. وحسب مشروع القانون، سيتغير وقت العمل من 68 ساعة إلى 52 ساعة في أسبوع.



kyd1991@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.