الصورة تظهر ’طريق حركة استقلال 1 مارس‘ الواقع في حي جونغو بمدينة ديغو، وهو الطريق الذي مر به الطلاب هروبا من مراقبة الشرطة أثناء طريقهم إلى نقطة تجمع حركة استقلال 1 مارس عام 1919. (الصورة من مكتب حي جونغو، مدينة ديغو)

لي دا-سوم

تعتبر مدينة ديغو مدينة رئيسية لعرض الثقافة والتاريخ الكوري الحديث. واستطاعت ديغو أن تحافظ على حالتها الأصلية دون التعرض لأي ضرر خلال الحرب الكورية حين انتصرت القوات الكورية وقوات الأمم المتحدة في معركة خط الدفاع عند نهر ناكدونغ الذي كان خط الدفاع الأخير لكوريا الجنوبية حينها ويقع على بعد حوالي 40 كم من مدينة ديغو.

وتعد أزقة ديغو الثقافية الحديثة الواقعة في حي جونغو بمدينة ديغو، نقطة تلاقي العديد من المباني التي تعرض تاريخ الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين. ويدخل هذا المكان ضمن أفضل 5 جولات لأزقة حي جونغو بمدينة ديغو، ويستطيع زواره التجول أثناء الاستماع لشرح المرشد الثقافي المرافق.

زار مراسلي كوريا نت يوم 14 نوفمبر أزقة ديغو الثقافية الحديثة مع المرشدة الثقافية لي يونغ-سوك. ووضحت المرشدة لي أن وقت الجولة الإجمالي حوالي ساعتين وقالت "تحظى هذه الجولة بشعبية لدى السياح الأجانب حيث يوجد الكثير من الأشياء التي يمكن رؤيتها مقارنة بوقت الجولة القصير".

الصورة تظهر منزل المبشر شامنيس الواقع أعلى تل تشيونغنا في حي جونغو بمدينة ديغو. (الصورة من لي دا-سوم)

وتبدأ الجولة من باب حجري في مدخل الزقاق بعد عبوره نجد تل تشيونغنا. وأقام المبشرون الأمريكان في ذلك المكان خلال القرن العشرين عندما جاءوا إلى كوريا الجنوبية واتخذوا مدينة ديغو كمقر مركزي للتبشير نظرا لسهولة المواصلات والكثافة السكانية العالية بها. وأخبرتنا المرشدة لي "كانت المنازل في ذلك الوقت مبنية على الطراز الأمريكي بالطوب الأحمر والزجاج والخرسانة وغيرها وزرع السكان في أعلى البيوت نبات اللبلاب لحجب حرارة الصيف"، و"وجاءت تسمية المكان باسم تل تشيونغنا من كلمة ’تشيونغ‘ التي تعني اللون الأخضر، وكلمة ’نا‘ التي تعني لبلاب حيث كان يرى الناظر من بعيد سقف البيوت الأزرق مغطى باللبلاب الأخضر".

وما زالت منازل المبشرين بلير، تشامبنيس، سويتز باقية في تل تشيونغنا كما هي. وحول ذلك أوضحت المرشدة لي "منزل المبشر تشامبنيس لا يزال في أفضل حالاته ويحظى بشعبية كبيرة لدى السياح حيث ظهر في العديد من الأعمال الدرامية والأفلام المتعلقة بحركة الاستقلال مثل دراما ’قناع العروس‘ (عام 2012)".

الصورة على اليسار تظهر كاتدرائية غيسان الواقعة في حي جونغو بمدينة ديغو. والصورة على اليمين تظهر هيئة البابا أندريا كيم ديه-غون على الزجاج الملون داخل الكاتدرائية. (الصور من لي دا-سوم)

وبعد المرور بتل تشيونغنا ونزول درج طريق حركة استقلال 1 مارس، تظهر كاتدرائية غيسان، أول كاتدرائية مصممة على طراز العمارة القوطية، تقع في منطقة يونغنام. واعتاد الكثير من الناس على زيارتها في الماضي حين اكتمل بناءها في عام 1902 حيث كان بجوارها الكثير من حقول الأرز والآبار.

يوجد داخل الكاتدرائية عظام الرسغ الأيسر للبابا أندريا كيم ديه-غون ومقتنياته الشخصية معروضة تكريسا لذكراه حيث أنه أول قس كاثوليكي في كوريا الجنوبية. كما يوجد صورة له على الزجاج الملون الموجود بمبنى الكاتدرائية. وأخبرتنا المرشدة لي أن الزجاج الملون تم استيراده من فرنسا في وقت بناء الكاتدرائية وقالت "في الصباح يضاء تمثال السيدة العذراء مريم الموجود في واجهة الكاتدرائية، وبعد الظهر تضاء أعمدة الكاتدرائية بالخمس ألوان الملونة للزجاج مما يخلق مشهدا طبيعيا جميلا".

الصورة تظهر منزل سيو سانغ-دون ناشط حركة الاستقلال الواقع في حي جونغو بمدينة ديغو. (الصورة من لي دا-سوم)

وبعد الخروج من الكاتدرائية، والسير على طول جدارية حركة استقلال 1 مارس، تجد منزل سيو سانغ-دون. وسيو سانغ-دون هو ناشط من نشطاء الاستقلال قاد حركة سدود الديون الوطنية خلال الفترة بين عامي 1907 و1908 لسداد ديون الوطن من خلال جمع تبرعات المواطنين.

وقالت المرشدة لي "كان الناشط سيو أغنى أغنياء مدينة ديغو، واستخدم ثروته لتطوير الديانة الكاثوليكية والاقتصاد والتعليم في ديغو"، و"ولأنه وزع أراضيه على الناس لزراعتها، حصل أحفاده فيما بعد على الأرز من الناس كل عام واستطاعوا العيش بدون جوع".

وتشمل مناطق الجذب الرئيسية في أزقة ديغو الثقافية الحديثة على طريق حركة استقلال 1 مارس، منزل الشاعر والناشط لي سانغ-هوا، كنيسة جيل ديغو أول كنيسة تم إنشاءها في مدينة ديغو. وأشارت المرشدة لي قائلة "أتمنى يستطيع الزوار من خلال الجولة، رؤية مدينة ديغو التي لا تزال الهندسة المعمارية الحديثة وروح نشطاء الاستقلال بها قائمة".

dlektha0319@korea.kr