الصورة تظهر مشهدا بانوراميا لحديقة مونغيونغسجيه الوطنية بمدينة مونغيونغ في مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية. (الصورة من أيسلو أحمدجانوفا)

أيسلو أحمدجانوفا

طور أول ملوك مملكة جوسون، الملك تيجو لي سيونغ-غيه (1398-1392) شبكة الطرق التي تربط جميع أنحاء البلاد بالعاصمة هانيانغ (سيئول حاليا). ومن بين تلك الطرق، يسمى الطريق الأقصر باسم ’يونغنام ديرو‘ ويبلغ طوله 377 كم وكان يربط في الماضي بين مدينة دونغريه (بوسان حاليا) وهانيانغ عاصمة مملكة جوسون.

ويعد مونغيونغسجيه هو أعلى وأصعب وادي على طريق يونغنام ديرو. ويمتد مونغيونغسجيه بين جبل جوريونغ البالغ ارتفاعه 1026 مترا فوق سطح البحر على حدود مدينة مونغيونغ بمقاطعة كيونغ سانغ الشمالية وقرية غويسان بمقاطعة تشونغ تشيونغ الشمالية، وجبل جوهيل البالغ ارتفاعه 1039 مترا فوق سطح البحر في مدينة مونغيونغ. ويبلغ ارتفاع طريق الوادي حوالي 642 مترا. وهو معروف بأنه المسار الذي مر به العلماء في عصر مملكة جوسون للذهاب من يونغنام إلى العاصمة هانيانغ لأداء اختبار الخدمة المدنية.

ويرجع السبب في اختيار العلماء طريق مونغيونغسجيه إلى أنه أسرع طريق يصل إلى هانيانغ حيث استغرق حينها 14 يوما فقط، ولكن أيضا لكون اسمه باللغة الكورية القديمة يعني سماع الأخبار السعيدة. وأطلق عليه أيضا اسم طريق الامتحانات الميسرة.

الصورة تظهر البوابة الأولى لوادي مونغيونغسجيه الواقعة في مدينة مونغيونغ بمقاطعة كيونغ سانغ الشمالية. (الصورة من أيسلو أحمدجانوفا)

زارت كوريا نت حديقة مونغيونغسجيه الوطنية بمدينة مونغيونغ في مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية يوم 14 نوفمبر. وبدأنا رحلتنا بالبوابة الأولى للحديقة التي تمثل بداية مونغيونغسجيه. وعلى الرغم من كونها البوابة الأولى إلا أنها بنيت بعد البوابة الثانية (بوابة جوغوكوان). والسبب في بناء البوابة الثانية قبل الأولى في عام 1594 هو الحاجة إلى صد هجمات الجيش الياباني خلال موقعة إيمجين ويران (1598-1592) وكانت البوابة الثانية منطقة استراتيجية عسكرية حينها. وبعد ذلك تم بناء البوابتين الأولى والثالثة على التوالي في عام 1708.

ويوجد بجوار البوابة الأولى معبد سيونغهوانغ الشاماني. كان هذا المعبد يخدم الاله الشاماني سيونغهوانغ الذي يحمي الوادي منذ حوالي 1700 عام وهناك العديد من السجلات التي تشير إلى تجديد وترميم المعبد عدة مرات. وأخبرتنا جيونغ هي-يول المرشدة المرافقة لنا في رحلتنا "هذا المكان أقيم فيه مهرجان إله جبل جوهيل وإله سيونغهوان في شهر أكتوبر الماضي".

الصورة تظهر مشهدا لموقع التصوير المفتوح بوادي مونغيونغسجيه في حديقة مونغيونغسجيه الوطنية الواقعة بمدينة مونغيونغ في مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية. (الصورة من إدارة مدينة مونغيونغ)

وتشمل المعالم الرئيسية التي يمكن رؤيتها أثناء السير على طول وادي مونغيونغسجيه ابتداء من البوابة الأولى، موقع تصوير دراما ’الملك تيجو‘(عام 2000)، وموقع تصوير ’العصر المأهول‘(عام 2003)، وموقع تصوير ’القمر الذي يحتضن الشمس‘(2012)، وموقع تصوير ’المملكة‘(2019)، بالإضافة إلى مبنى ’جوماك‘ الذي كان في الماضي بارا ومطعما ونزلا في نفس الوقت. ونتيجة لكون مونغيونغسجيه كان مسارا رئيسيا على طريق يونغنام ديرو، فكان معروفا بأنه مكانا يأتي ويذهب عليه الكثير من الناس مما جعله قرية مليئة بالحانات المزدحمة. وحول ذلك قالت لنا المرشدة جيونغ "كان الناس يأتون هنا للاسترخاء وتخفيف تعب رحلة عبورهم طريق الواد الشاق في عهد مملكة جوسون".

وأثناء عبورنا من البوابة الثانية والسير على طول طريق الامتحانات الميسرة، لفت انتباهنا ’صخرة الكتب‘ وهي عبارة عن كومة من الأحجار المتراكمة على ارتفاع حوالي مترين. وهناك أسطورة حول هذه الصخرة تقول إنه كان هناك شخص قام بتحريك الحجارة المحيطة بمنزله وتكديسها لمدة 3 سنوات في ذلك المكان ثم قدم لها الصلوات والدعاء، فاستعاد ابنه صحته وأيضا نجح في اختبار الخدمة المدنية. وأخبرتنا المرشدة جيونغ قائلة "بسبب هذه الأسطورة، كان العلماء يأتون إلى هنا في طريقهم للاختبار ويضعون حجرا ثم يقومون بالدعاء رغبة في اجتياز الاختبار"، وأضافت "ما زال الكثير من الناس يأتون للصلاة والدعاء هنا حتى الآن من أجل النجاح أو تحقيق أمنياتهم".

الصورة تظهر صخرة الكتب الموجودة في مونغيونغسجيه، بمدينة مونغيونغ في مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية. (الصورة من إدارة مدينة مونغيونغ)

وعندما وصلنا إلى البوابة الثالثة التي تقع في أعلى مونغيونغسجيه، رأينا الطريق الذي سلكناه حتى تلك النقطة موجودا بالأسفل واستطعنا رؤية سفح سلسلة جبال بيكدوديغان. وشرحت المرشدة جيونغ لنا حول هذا المكان قائلة "بنيت البوابة الثالثة لصد هجمات وغزو الأعداء من الناحية الشمالية"، و"مونغيونغسجيه لعب دورا مهما كطريق للتنقل منذ أوائل عهد مملكة غوريو".

وتبلغ المسافة بين البوابة الأولى والبوابة الثالثة 6.5 كم وتستغرق ذهابا وإيابا حوالي ساعتين. ومن البوابة الأولى حتى الثانية الطريق ناعما وسلسا جدا لدرجة أنه يمكن رؤية الكثيرين يخلعون أحذيتهم ويسيرون بأقدام عارية. ولكن من البوابة الثانية حتى الثالثة الطريق منحدرا جدا وشاقا للغاية. وقدمت المرشدة جيونغ وادي مونغيونغسجيه قائلة "مكانا يمكنكم الاستمتاع فيه بمجموعة متنوعة من الأنشطة مثل التمشية والتريض"، و"يقدم المكان مجموعة متنوعة من المشاهد التي يمكن رؤيتها والاستمتاع بها على مدار فصول السنة الأربعة".

الصورة تظهر البوابة الثالثة لمونغيونغسجيه بوابة جوريونغوان. (الصورة من إدارة مدينة مونغيونغ)

aisylu@korea.kr