أصدر الرئيس في اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ "بيان الأولمبياد في شبه الجزيرة الكورية" لتحديد حجم الفريق الوطني الكوري الشمالي. ومن يسار الرئيس في اللجنة المنظمة لأولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية لي هي بوم، وزير الرياضة الكوري الشمالي كيم إل-كوك، والرئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، ووزير الثقافة والرياضة والسياحة الكوري الجنوبي دو جونغ هوان، والرئيس في اللجنة الرياضية والأولمبية الكوري الجنوبي لي غي هونغ.(الصورة من وكالة يونهاب للأنباء)
لي ها نا، كيم يونغ دوك hlee10@korea.kr
قد أكد الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن أن مشاركة بيونغ يانغ في دورة الألعاب الأولمبية بيونغ تشانغ الشتوية 2018 ستلعب دورا إيجابيا في عقد "أولمبياد السلام"، وبالإضافة إلى ذلك، ستتيح فرصة لتحسين العلاقات بين الكوريتين.
ولقد قال الرئيس مون قبل ترشحه للانتخابات الرئاسية في يوم 25 يناير 2017 إنه "سيشكل فريق التشجيع المشترك بين الكوريتين لعقد أولمبياد السلام"، مؤكدا أنه يعتبر أمرا ضروريا لتحسين العلاقات المتوترة بينهما. وعلى وجه الخصوص، أضاف أنه من الممكن أن "نخفف التوترات من خلال عقد المهرجان بمناسبة عقد أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية في جبل كوم كانغ سان الذي يقع قريبا من محافظة كانغ وون التي ستقام فيها الأولمبياد الشتوية 2018. وذلك سيشكل بداية مراحل لتغير المحافظة إلى المقاطعة الخاصة بالسلام".
وفاز الرئيس مون الذي أكد على أهمية أولمبياد السلام بالانتخابات الرئاسية الكورية الجنوبية الـ19 في يوم 10 مايو 2017.
وباتت سياساته تجاه بيونغ يانغ على المحك بعد 4 أيام من تولي مون منصب الرئاسية في 14 مايو 2017. وقد أطلقت كوريا الشمالية الصاروخ بشكل مفاجئ، وبسبب ذلك، واجهت اتجاهات السياسات تجاه بيونغ يانغ لإعادة قنوات الحوار مع بيونغ يانغ جنبا إلى جنب مع فرض العقوبات عليها الصعوبات.
أعلن الرئيس مون في 6 يوليو عن المواضيع، من بينها إنشاء السلام في شبه الجزيرة الكورية واستعاد العلاقات بين الكوريتين والتوحيد خلال إلقاء الخطاب في قاعة البياهول بالعاصمة الألمانية برلين.(الصورة من البيت الأزرق)
وقد تسببت استفزازات الصوارخ وتجارب الأسلحة النووية المتتالية لبيونغ يانغ في أن يفرض المجتمع الدولي العقوبات الجديدة على بيونغ يانغ.
ولكن الرئيس مون لم يستسلم السياسات السلمية ولم يغلق باب الحوار مع بيونغ يانغ. ومن جهته، أعلن عن الخطة السلمية في شبه الجزيرة الكورية للحكومة الجديدة خلال إلقاء الخطاب في مؤسس كيربور بالعاصمة الألمانية برلين قبل مشاركته في اجتماع قمة مجموعة الـ20 الذي عقد في السنة الماضية في برلين.
وقال الرئيس مون إنه "يعرف الطريق إلى شبه الجزيرة الكورية السلمي"، مقترحا سبلا، هي نزع الأسلحة النووية لبيونغ يانغ، وإقامة النظام السلمي، والحوار الشامل معها، لإحلال السلام بشكل دائم ونهاية الحرب الباردة في شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف مون أن كوريا الجنوبية ستعقد أولمبياد السلام من خلال مشاركة بيونغ يانغ في أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية وستحقق وقف الأعمال العدائية على خط الحدود العسكرية وستستأنف المحادثات معها من أجل التعاون معها.
ولكن كوريا الشمالية لم تتوقف عن إطلاق الصواريخ وتجارب الأسلحة النووية، وألقى المجتمع الدولي البيان لإدانة تصرفاتها باللحظات الأقوى.
ألقى الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن الخطاب الافتتاحي في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، حيث أعلن سياسات خارجية وفلسفة إدارة الشؤون الوطنية واتجاهات السياسات ضد بيونغ يانغ بهدف السلام.(الصورة من البيت الأزرق)
وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة الكورية الجنوبية لم تتخل عن الاتجاهات الأصلية للحوار معها جنبا إلى جنب مع فرض العقوبات عليها.
ولقد حث الرئيس مون بيونغ يانغ على عودة طاولة المحادثات خلال إلقاء الخطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 21 سبتمبر 2017، مؤكدا على المبدأ لحل مشكلة الأسلحة النووية لبيونغ يانغ عن طريق سلمي ودبلوماسي وسياسي. وأكد مجددا على عقد "أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية" لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما وترسيخ السلام في منطقة شمال شرق آسيا.
وخلال الجمعية العامة التي عقدتها الأمم المتحدة، قال الرئيس مون إنه "أنا سعيد بشدة عندما أتخيل أن الرياضيين الكوريين الشماليين يدخلون إلى ملعب مراسم الافتتاح وفريق التشجيع المشترك بين الكوريتين يرحبان بهم حارا". وصرح بأن الحكومة الكورية الجنوبية ترجب بمشاركة بيونغ يانغ في الأولمبياد لجعل هذا الحلم حقيقة، قائلا إنه سيبذل الجهود لتحقيق الحلم بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية.
وفي رأس السنة الجديدة، رد الجانب الشمالي على المقترحات التي قدمها الجانب الجنوبي باستمرار لترسيخ السلام.
واقترح الزعيم في كوريا الشمالية كيم جونغ وون في رسالة التهنئة بالعام الجديد 2018 إجراء اللقاء على الجانب الجنوبي، مصرحا بأنه لديه الإرادة في إرسال الوفد الكوري الشمالي إلى سيئول بمناسبة عقد أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية 2018.
وقال الرئيس مون إن سيئول ترحب بالرد الإيجابي للجانب الشمالي على المقترحات لتحسين العلاقات الثنائية وإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية، مضيفا أن سيئول ستبذل أقصى الجهود لكي تصبح أولمبياد بيونغ تشانغ أولمبياد السلام. وستعمل على إقامة النظام للسلام بين الكوريتين ومعالجة مشكلة أسلحة نووية لبيونغ يانغ عن الطريق السلمي بالتعاون مع المجتمع الدولي.
ومن ناحية أخرى، قد اقترحت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية 2 يناير على بيونغ يانغ عقد المحادثات الرفيعة المستوى في "دار السلام" بقرية بانمونجوم. واستعاد الجانبان قنوات الاتصالات والحوار بين الكوريتين التي انقطعت قبل أكثر من سنتين.
وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يؤيد الرئيس مون تماما، معبرا عن رغبته في إنجاز النتائج الجيدة من خلال المحادثات الرفيعة المستوى بين الكوريتين.
ولاحقا في ذلك اليوم، قبلت بيونغ يانغ في يوم 5 يناير المقترحات بشأن المحادثات.
وفيما يتعلق بعقد المحادثات بين الكوريتين، قال البيت الأزرق في يوم 5 يناير إن مشاركة بيونغ يانغ في الأولمبياد تمثل المهمة على رأس الأولويات، مشيرا إلى أهمية حل قضية مشاركة بيونغ يانغ فيها لبدء الحوار لتحسين العلاقات بين الجانبين.
التقط الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن(الوسط) أول أمس الصورة التذكارية مع اللاعبين في الفريق الوطني الكوري للهوكي.(الصورة من استديو هيوزادونغ)
وعقدت المحادثات الرفيعة المستوى بين الكوريتين 9 يناير الماضي، وحظيت بالمزيد من اهتمام الوسائل الإعلامية العالمية. ووافق الجانبان على إرسال الفريق الوطني الكوري الشمالي والوفد الرفيع المستوى وفريق التشجيع إلى أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية.
وبالإضافة إلى ذلك، اتفق الجانبان على الدخول المشترك بين فريقيهما تحت علم مرسوم عليه شبه الجزيرة الكورية في مراسم افتتاح الأولمبياد. وجاء ذلك في الاجتماع على مستوى العمل الذي عقد في "دار السلام" في قرية بانموجوم في يوم 17 يناير الماضي.
وأصدرت كوريا الجنوبية والشمالية واللجنة الأولمبية الدولية في مقر اللجنة بمدينة لوزان السويسرية في يوم 20 يناير "بيان الأولمبياد في شبه الجزيرة الكورية" للسماح لبيونغ يانغ بمشاركتها في أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية.
وبموجب البيان، سيشارك 22 لاعبا كوريا شماليا في الرياضات الأولمبية، هي هوكي للسيدات والتزلج الفني على الجليد والتزلج على مسار قصير والتزلج الريفي والتزلج على المنحدرات الجليدية وغيرها.
ومن المؤكد أن الفريق الموحد بين الكوريتين للهوكي للسيدات يتكون من 35 لاعبا، ويستخدم الفريق الموحد العلم المرسوم عليه شبه الجزيرة الكورية والأغنية الفولكلورية الكورية "أريرانغ" كنشيد وطني.
ويمتد تعاون البلدين من داخل الملعب إلى خارجه.
ومن المتوقع أن ترسل كوريا الشمالية فرقتها الفنية المكونة من 140 فنانا وفنانة، "اوركسترا سامزييون"، إلى مدينتي سيئول وكانغ رونغ بمناسبة عقد أولمبياد بيونغ تشانغ. وستزور اوكسترا سامزييون المركز الفني في مدينة كانغ رونغ في 8 فبراير قبل يوم من افتتاحها والمسرح الوطني في مدينة سيئول في يوم فبراير القادم لتقديم العروض.
ويذكر أن الموافقة والتعاون بين الكوريتين يعتبران رحلة نحو إلى عقد أولمبياد السلام.
ويتوقع أن تصبح أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية "أولمبياد السلام" وستسهم في إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة شمال شرق آسيا والعالم كما أكد الرئيس في اللجنة، توماس باخ، أنه "من الممكن أن نحقق السلام في ظل تحقيق الروح الأولمبية في دورة الألعاب الأولمبية بيونغ تشانغ الشتوية 2018".