إي جي-هيه، سارة العقيلي shaadiya1223@korea.kr
الفيديو= قناة يوتيوب الرسمية لبالية أوبرا باريس
جاءت الأخبار التي هزت عالم الفن العالمي من باريس فرنسا في يونيو الماضي. من الأنباء أن فرقة باليه أوبرا باريس أقدم شركة باليه في العالم لها تاريخ يمتد إلى 352 عامًا، قد رشحت راقصة الباليه الكورية ’بارك سي-إن‘ لتكون آتوال (الراقصة الرئيسية). هذه هي المرة الأولى منذ تأسيس فرقة الباليه عام 1669، التي أصبح فيها آسيوي نجم الباليه في أوبرا باريس. من بين 150 عضوًا في باليه أوبرا باريس هناك 16 راقصًا وراقصًا فقط آيتوال.
آيتوال تعني "نجمة" بالفرنسية. يعني الارتقاء إلى منصب ’آيتوال‘ في باليه أوبرا باريس، هو أن تصبح "نجمة النجوم". يقيّم عالم الفن هذا على أنه إنجاز مشابه للميدالية الذهبية الأولمبية للاعب التزلج على الجليد ’كيم يونا‘ وصعود فرقة بي تي إس للمرتبة الأولى على مخطط بيلبورد. أشاد المخرج الفني ’أوريلي دوبون‘ الذي اختارها كنجمة النجوم ’آيتوال‘ في إحدى المقابلات قائلاً:"بارك سي- إن دائمًا مخلصة ومتواضعة، وهي مثال لشخصية لديها أسلوب وحس فني ممتاز".
صورة لـ’بارك سيه-إن‘ أول آسيوية يتم تسميتها آيتوال (الراقصة الرئيسية) من قبل أوبرا باريس باليه، أفضل فرقة باليه في العالم، بعد مقابلة مع كوريا.نت في منطقة سونجبا-جو في سيئول في 22 من الشهر الماضي. (الصحفي كيم سون-جوphotosun@korea.kr)
أجرى موقع كوريا.نت مقابلة مع راقصة الباليه ’بارك سي- إن‘ في مقهى يقع في منطقة سونجبا-جو في سيئول في 22 من الشهر الماضي. قالت: "لم أشعر بحقيقة الأمر في البداية، لكن بعد تلقي الكثير من التهاني في كوريا، أدركت أنني قمت بعمل رائع."
حتى عندما قامت بتجربة الأداء في عام 2011 كعضوة مساعدة، اعتقدت أن الوصول لمنصب آيتوال يعد أمرا آخر. بعد عشر سنوات، عندما أصبحت وجهًا لباليه أوبرا باريس، صرخ المخرجون والراقصون جميعًا "ميريتز!" باللغة الفرنسية، والذي تعني "أنت تستحقها!" قالت بارك ’سي- إن‘ راقصة الباليه أنها قد سمعت كلمات مثل ’أنت تستحقيها" و "كان يجب أن يأتي هذا اليوم أسرع من ذلك".".
تقدم راقصة الباليه ’بارك سي-إن‘ خلال العرض الافتتاحي لباليه أوبرا باريس "روميو وجولييت" الذي أقيم في مسرح الباستيل في باريس يوم 10 يونيو (بالتوقيت المحلي). (الصورة من باليه أوبرا باريس)
ينقسم أعضاء باليه أوبرا باريس إلى خمس درجات: كادريل (أعضاء الرقص الجماعي)، وكوريف (قائد المجموعة)، وسوزيت (راقص منفرد)، وبريميير داغوست (راقص أساسي)، وآيتوال (راقصة رئيسة). تعتبر فرقة باليه أوبرا باريس هي شركة الباليه الوحيدة في العالم التي تطبق نظامًا ترويجيًا. ومن المعروف أن المنافسة بين الراقصين شرسة حيث تم تحديد الأدوار والرقصات التي يمكن أداؤها في كل مرحلة. أجرت راقصة الباليه ’بارك سيه-إن‘ اختبار الترقية على الرغم من إصابتها أثنائه ومرت بركود شديد عندما تم إقصاءيها. وقالت إنها استطاعت تجاوز الصعوبات بفضل زوجها الذي يعيش معها في فرنسا.
يتم اختيار المستوى الرائد "برايمر" من خلال اختبار الترقية، ويتم تحديد مستوى آيتوال بعد مناقشة بين المدير الفني ومجلس الإدارة. ردت راقصة الباليه ’بارك سي-إن على سؤال المراسل حول شروط أن تصبح آيتوال قائلة:"أريد أن أسأل المخرج دوبونت أيضًا" حيث لا توجد شروط محددة. وقالت متواضعة "كل زملائي ممتازون، لكنني أعتقد أنني أتوافق جيدًا مع الميول التي يتبعها المخرج وأسلوب الرقص المطلوب للعمل".
تشمل المزايا الممنوحة عند الترقية إلى آيتوال غرفة انتظار شخصية كبيرة مزودة بسرير ودش ومساعد شخصي واشياء أخرى. قالت إن الشيء الأكثر إثارة هو أن تكون قادرًا على المضي قدمًا في العمل الذي تريده، "على مدار السنوات العشر الماضية، تم إبلاغي بالتمثيل من خلال إشعارات، ولكن عندما أصبحت آيتوال، سألني المخرج عن نوع العمل الذي أود القيام به ومع من".
راقصة الباليه ’بارك سي- إن خلال العرض الافتتاحي لباليه أوبرا باريس "روميو وجولييت" الذي أقيم في مسرح الباستيل في باريس يوم 10 من يونيو الماضي (بالتوقيت المحلي). (الصورة من باليه أوبرا باريس)
بارك سي-إن التي تخصصت في الباليه في مدرسة سيئول للفنون الثانوية والجامعة الوطنية الكورية للفنون، أُطلق عليها لقب "ملكة المسابقات" منذ أن كانت في سن المراهقة، وفازت بجوائز في ثلاث ضمن مسابقات الباليه الأربع الكبرى في العالم: مسابقة جاكسون في الولايات المتحدة، ومسابقة لوزان في سويسرا، ومسابقة فارنا في بلغاريا. في عام 2018، فازت أيضًا بجائزة أفضل راقصة عن فيلم ’بونوا لو دانسيه‘ والتي تسمى جائزة الأوسكار لصناعة الرقص.
يبدو أنها عبقرية بالفطرة، لكنها نجحت بالعمل الجاد. راقصة الباليه ’بارك سي-إن‘ لها سمعة طيبة بين زمائلها ويطلقون عليها لقب "باكسي" (تعني بالكورية العمل باجتهاد، والكلمة قريبة في النطق من أول مقطعين من اسمها ’بارك‘ و’سي‘) وذلك لكثرة مواظبتها على التدريب. حتى بعد أن أصبحت آيتوال، يُقال إن وقت التدريب الخالص فقط باستثناء الراحة هو 9 ساعات في اليوم. وقالت: "لم أكن جيدة في الباليه في البداية وقال المخرجون إنني راقصة استطاعت أن تظهر تطورا هائلاً بحيث كان هناك فرق في مستوى مهارتي بين البروفة الأولى لي والأداء الأول، وبين عرضي الأول وعرضي الأخير".
قالت راقصة الباليه بارك سي-إن أن كونها كورية كانت القوة الدافعة لتطورها. قالت "لدى الفرنسيين صورة جيدة حقًا عن كوريا، لذا رقصت بفخر ككوري، تلقيت الكثير من العروض للتجنس في فرنسا، لكنني لم أفكر في ذلك مطلقًا، أنا فخورة وممتنة لكوني كورية".
وعندما أخبرناها أن المراسلين الفخريين لكوريا.نت الفرنسيين يشجعونها كراقصة باليه أجابت " أشعر بالحماس كون هناك أشخاص يقدرون جهودي ويحبون رقصي ".
وعبرت عن طموحها قائلة:"أريد أن أكون راقصة يحبها الجمهور الفرنسي أكثر". وقالت للجمهور الكوري "ما زلت أمارس عملي من بعيد، لكنني ممتنة حقًا لأنكم دعمتموني دائمًا ولم تنسوني، وأريد أن أراكم في الحفل الكوري الذي سيقام الصيف المقبل".