مراسل فخري

2025.07.01

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
تظهر الصورة القاعة الصفية داخل معهد الملك سيجونج مع صور للانشطة الثقافية خلال الدورة. (الصورة من اسيل السيلاوي)

تظهر الصورة القاعة الصفية داخل معهد الملك سيجونج مع صور للانشطة الثقافية خلال الدورة. (الصورة من أسيل السيلاوي)



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية الأردنية أسيل السيلاوي

منذ أن بدأت تعلم اللغة الكورية، كنت أشعر دائمًا أن الثقافة هي روح اللغة، ومهما تعددت تجاربي بالتعرف على الثقافة من خلال الصداقة أو ممارسة التحدث باللغة، ولكن عندما سمعت عن دورة الثقافة الكورية التي نظمها معهد الملك سيجونغ في العاصمة الأردنية عمّان خلال الفترة من 13 فبراير إلى 13 مارس 2025، شعرت بشغف كبير مختلف عن الدورات التقليدية لتعلم اللغة في معهد سيجونج سواء في عمّان أو عبر الانترنت، فالثقافة، كما نعلم جميعًا، بوابة عميقة للّغة، تربطنا بها من الداخل وتمنحنا خطوات أكثر شغفًا لفهمها.

شاركت في الدورة، وكان كل لقاء فيها بمثابة رحلة قصيرة إلى كوريا، مزيج بين المعرفة والتجربة، وبين الثقافة الكورية وثقافتنا الأردنية والعربية، نربط الثاقفتين معاً وبفترة قصيرة منحتنا تلك التجربة رحلة ثقافية لا تنسى!

الصور تظهر الطبق الكوري التقليدي ’ياك باب‘. (الصورة من اسيل السيلاوي)

الصور تظهر الطبق الكوري التقليدي ’ياك باب‘. (الصورة من أسيل السيلاوي)


في أول حصة بتاريخ ١٣ فبرايل، تعرّفنا على الأعياد الكورية مثل رأس السنة القمرية، الأغاني التقليدية، وبعض الأطباق المرتبطة بهذه المناسبات. قامت معلمتنا بإعداد طبق كوري تقليدي يُدعى 'ياك باب' – مزيج من الأرز اللزج، السكر البني، الكستناء، التمر الكوري، والقرفة.

كان الجو مليئًا بالحماس، ورغم أن بعض الطلاب كانوا مترددين في تذوق الطبق، إلا أن النتيجة كانت مفاجأة للجميع. معظمنا أحب النكهة الدافئة والمغذية، بل إن إحدى الطالبات عادت إلى منزلها وجربت صنعه بنفسها.
لم يكن الطبق الدافئ فقط، و لكن المعرفة أكثر عن رأس السنة القمرية وتمني الأمنيات و ربط كل ذلك بالحظ الجيد والوفرة والحصاد.

الصور تظهر الألعاب التقليدية الكورية في الأسبوع الثاني للدورة الثقافية. (الصورة من اسيل السيلاوي)

الصور تظهر الألعاب التقليدية الكورية في الأسبوع الثاني للدورة الثقافية. (الصورة من أسيل السيلاوي)


خصص الأسبوع الثاني للألعاب الكورية، من التقليدية إلى الحديثة. تم تقسيمنا إلى مجموعتين، وبدأنا نلعب بحماس لعبة 'تاكجي'، 'كونغ جي نوري' و'بيسوك تشيكي' كانت الضحكات تملأ المكان، ولكن تعلمنا أيضاً كيف كانت الالعاب قديماً مختلفة حسب الطبقات الإجتماعية سواء للنبلاء أو عامة الشعب ومن يعملون بجد طيلة اليوم سواء في الزراعة أو غيرها.

وفي نهاية الحصة، جربنا بعض الألعاب الكورية المعاصرة التي تُمارس في لقاءات الشباب، وكانت التجربة ممتعة للغاية، لم تكن مرتي الأولى فقد لعبت سابقاً مع أصدقائي الكوريين تلك الألعاب وأجدها ممتعة ولكن مع معهد سيجونج لعبنا لعبتين، الأولى بسم ‘نا نو تشوا’؛ وهي لعبة إيقاعية ممتعة يطلب فيها أحد اللاعبين من الآخر أن يُعبّر عن مدى حبه بطريقة مبالغ فيها أو بطريقة مضحكة ولكن بالرد بسرعة.

أما اللعبة الثانية 'جيموك'؛ حيث يتم الإشارة لشخص وقول اسم شخص أخر، ضحكنا كثيراً خلالها، ولأنها لم تكن ألعاب مألوفة فقد كانت صعبة في البداية ومع مرور الوقت كانت أكثر متعة.

الصورة تظهر كتيب سحري يحتوي معالم و رموز تتعلق بالثقافة الكورية. (الصورة من اسيل السيلاوي)

الصورة تظهر كتيب سحري يحتوي معالم و رموز تتعلق بالثقافة الكورية. (الصورة من أسيل السيلاوي)


أما الأسبوع الثالث ذهبنا برحلة عميقة عبر التاريخ كان مليئًا بالمعلومات القيمة عن رموز كوريا الوطنية وتاريخها. تعرفنا على عيد تأسيس الدولة 'تشونغ يول سانغ إيل' علم كوريا، النشيد الوطني، وزهرة الموجنغوا، الختم الوطني و شعار الدولة والعبارات الرسمية.

ما لفت انتباهي وأثر فيّ كثيرًا كان حديثنا عن الحركات الديمقراطية في السبعينات والثمانينات، شعرت بقوة الشعب الكوري ونضاله، وبدأنا نقارن بين النظام الديمقراطي في كوريا والنظام الملكي الوراثي في الأردن، مما أضفى على النقاش عمقًا تاريخيًا وإنسانيًا جميلًا.
وعبر كتاب سحري قمنا بدمج كل ذلك عبر العديد من الملصقات و الالوان وأبرز المناطق بكوريا.

الصور تظهر طلاب المعهد والمعلمة أثناء رحلتهم لكوريا عبر نظارات الواقع الافتراضي. (الصورة من اسيل السيلاوي)

الصور تظهر طلاب المعهد والمعلمة أثناء رحلتهم لكوريا عبر نظارات الواقع الافتراضي. (الصورة من أسيل السيلاوي)


وأما في أسبوعنا الرابع، خضنا تجربة مميزة باستخدام نظارات الواقع الافتراضي. زرنا مواقع تصوير أشهر الدرامات الكورية، وكأنها تجربة حقيقة بالسفر لكوريا، مثل 'شاطئ جومونجين'، 'جزيرة جيجو'، 'جزيرة نامي'، و أخيرا 'بوهانغ' لمسلسل 'مسقط رأس تشا تشا تشا'، كانت الرحلة ممتعة ليست فقط للسفر لتلك الأماكن فقط ولكن لرؤية مدى الجمال الطبيعي و المتنوع في كوريا.

عندما ارتديت النظارة ومشيت بأنحاء جزيرة جيجو منحتني تلك اللحظة، لهفة ساحرة للسفر إلى كوريا.

الصور تظهر صنع الفانوس التقليدي الكوري على شكل فراشة. (الصورة من اسيل السيلاوي)

الصور تظهر صنع الفانوس التقليدي الكوري على شكل فراشة. (الصورة من أسيل السيلاوي)


تزامن الأسبوع الأخير مع شهر رمضان، لذلك قررنا إقامة إفطار جماعي في الجامعة الأردنية، بحضور طلاب كوريين يدرسون اللغة العربية. تبادلنا الأطعمة الكورية والعربية في جو عائلي الجميل.

وقمنا بصنع الفانوس التقليدي الكوري أضاء مائدتنا، لكنني شعرت أنه أضاء قلوبنا بتقريب ثقافتنا المختلفة والقريبة في ذات الوقت، كانت لحظة فيها الكثير من الدفء، من التفاهم، ومن التقارب الإنساني.

ولم تكن هذه الدورة مجرد دروس، بل كانت رحلة حقيقية إلى كوريا، جمعت ما بين التجربة العملية و النظرية، بين المعلومة والروح. فخلال خمسة أسابيع، تعلمت الكثير، ليس فقط عن الثقافة الكورية، بل أيضاً عن الثقافة العربية والأردنية ومقارنة الثقافتين معاً.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.