مراسل فخري

2025.03.27

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
صورة مجمعة للهوتوك والقطايف في مزيج متناسق مع أجواء رمضان. (حقوق ملكية الصور محفوظة للمراسلة الفخرية اية فهمي الحديدي)

صورة مجمعة للهوتوك والقطايف في مزيج متناسق مع أجواء رمضان. (حقوق ملكية الصور محفوظة للمراسلة الفخرية اية فهمي الحديدي)



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية اية فهمي الحديدي

مع بداية شهر رمضان، يصبح المطبخ أكثر حيوية، وتمتلئ الأجواء بروائح التوابل والمخبوزات التي تحمل ذكريات دافئة. هذا العام، قررت أن أضيف لمسة جديدة إلى احتفالاتي الرمضانية، لمسة كورية تدمج بين ثقافتي وحبي للثقافة الكورية. وبينما كنت أبحث عن وصفات كورية يمكن أن تتناسب مع روح الشهر الكريم، وجدت نفسي أمام وصفة الهوتوك، هى فطائر كورية تحتوى على حشوة من السكر البني والمكسرات.

الهوتوك هو نوع من الفطائر الحلوة التي تُقلى حتى يصبح سطحها مقرمشًا، بينما تذوب الحشوة السكرية في الداخل. تشتهر هذه الحلوى في شتاء كوريا، حيث تباع في الشوارع وتقدم ساخنة لتدفئ الأيدي قبل القلوب. بدت لي هذه الحلوى مناسبة تمامًا لرمضان، حيث نبحث دائمًا عن حلويات خفيفة تمنحنا طاقة بعد يوم طويل من الصيام.

صورة مجمعة لخطوات عمل الهوتوك في المنزل. (حقوق ملكية الصور محفوظة للمراسلة الفخرية اية فهمي الحديدي)

صورة مجمعة لخطوات عمل الهوتوك في المنزل. (حقوق ملكية الصور محفوظة للمراسلة الفخرية اية فهمي الحديدي)


قررت أن أخوض التجربة وأصنع الهوتوك في المنزل. بدأت بتحضير العجينة، مزيج بسيط من الدقيق للقمح والارز ويمكن استخدام دقيق القمح فقط، والخميرة والماء، والسكر والزيت ثم تركتها لتختمر حتى تصبح ناعمة وسهلة التشكيل. الحشوة التقليدية تتكون من السكر البني والقرفة والمكسرات، وهي مكونات تشبه إلى حد كبير تلك التي نستخدمها في حلوياتنا العربية. بمجرد أن أصبحت الفطائر جاهزة للقلي، بعد تخمر العجينة نقوم بوضع الزيت أو الماء على يدينا منعًا لالتصاقها باليد وسهولة التشكيل، ونفردها ونقوم يوضع بعض من الحشوة ونغلقها جيدا ونضعها في مقلاه بها زيت غزير، وننتظر حتى يصبح لونها ذهبي، ونقوم بقلبها ونضغط عليها لتتكون لدينا دائرة، وبعد التسوية تكون جاهزة ليتم تناولها ساخنة.

بعد قلي الهوتوك وتظهر الطبقة مقرمشة من الخارج ويذوب السكر من الداخل. (حقوق ملكية الصور محفوظة للمراسلة الفخرية اية فهمي الحديدي)

بعد قلي الهوتوك وتظهر الطبقة مقرمشة من الخارج ويذوب السكر من الداخل. (حقوق ملكية الصور محفوظة للمراسلة الفخرية اية فهمي الحديدي)


عندما قضمت أول لقمة، شعرت بأنني أتناول شيئًا مألوفًا، رغم أنه جديد عليّ. كان الهوتوك مقرمشًا من الخارج، لكن قلبه كان طريًا وحلوًا، تمامًا كما أتخيل أن تكون حلوى رمضانية مثالية. وبينما كنت أستمتع به، تذكرت إحدى الحلويات التقليدية التي نشأنا عليها في رمضان وهى القايف.

القايف، هى حلوى شرقية تقلى وتحشى عادةً بالمكسرات أو القشطة، كانت دائمًا جزءًا من طفولتي الرمضانية. مثل الهوتوك، يتم تحضير عجينة القايف بحرص وتُحشى بمزيج حلو من السكر والمكسرات المتنوعة قبل أن تُقلى حتى تصبح ذهبية اللون. الاختلاف الوحيد أن عجينة القايف تكون أكثر خفة، كما أنها تُغمر في العسل أو الشربات بعد القلي.

الطبق النهائي للهوتوك بجانب القايف يبين الانسجام بين الثقافات. (حقوق ملكية الصور محفوظة للمراسلة الفخرية اية فهمي الحديدي)

الطبق النهائي للهوتوك بجانب القايف يبين الانسجام بين الثقافات. (حقوق ملكية الصور محفوظة للمراسلة الفخرية اية فهمي الحديدي)


تجربتي في صنع الهوتوك جعلتني أدرك مدى تشابه الثقافات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمأكولات التي تحمل روح الدفء والتجمع العائلي. فرغم أن الهوتوك كوري والقايف عربي، إلا أن الفكرة واحدة: عجينة طرية، تُقلى لتصبح مقرمشة، وتُقدم ساخنة في لحظات تجمع الأحبة.

هذا المزج بين الثقافتين جعل احتفالي برمضان هذا العام أكثر تميزًا، حيث شعرت أنني أضفت لمسة شخصية لطقوسي الخاصة. ربما يكون رمضان شهر التقاليد، لكنه أيضًا فرصة لتجربة أشياء جديدة، لاستكشاف نكهات مختلفة، ولإيجاد روابط غير متوقعة بين الثقافات. ومن يدري؟ ربما يصبح الهوتوك تقليدًا جديدًا على مائدتي الرمضانية، جنبًا إلى جنب مع القايف، كرمز صغير لوصل الثقافة العربية والكورية.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.