مؤلف الأغاني ’كيم سو-يون‘ (يسار) والملصق الرسمي لدراما ’الراكضة اللطيفة‘ (يمين). (الصور من ’كيم سو-يون‘ مع الإذن بإستخدامها، تي في إن، تصميم غادة محمد)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية غادة محمد
إن عالم الدراما الكورية عبارة عن نسيج من قصص معقدة ومرئيات آسرة وشخصيات لا تُنسى. ولكن هناك عنصر آخر غالبًا ما يمر دون أن يلاحظه أحد ولكنه يبقى في قلوب المشاهدين لفترة طويلة بعد انتهاء الدراما، ألا وهو الموسيقى التصويرية. تشبه اليد الخفية التي توجه العاطفة والمشاعر، تلعب الموسيقى التصويرية دورًا حاسمًا في تضخيم تأثير الدراما. ’الراكضة اللطيفة‘، دراما كورية حديثة تم بثها على قناة تي في إن في الفترة من 8 أبريل 2024 إلى 28 مايو 2024، وتجاوزت قصتها الأنماط الإعتيادية، ودخلت في عالم خيالي للسفر عبر الزمن. إيم سول، معجبة مخلصة تدور حياتها حول الأيدول المفضل لها، ريو صن-جاي، تجد نفسها تنتقل بالزمن إلى الوراء، عازمة على تغيير مستقبله المأساوي. في هذا العالم المحاط بالقدر المعلق، تصبح الموسيقى أكثر من مجرد خلفية؛ إنها تنسج سحرها، وتعكس رحلات الشخصيات وتترك بصمة لا يمكن إنكارها في نفوس المشاهدين.
خلف الكواليس، قام فريق من الأفراد الموهوبين بكتابة الموسيقى التصويرية، مما يضمن أن كل نغمة لها صدى مع المشاعر التي تتكشف على الشاشة. ومن بينهم ’كيم سو-يون‘، كاتب الأغاني الذي تركت مساهماته انطباعًا دائمًا. أصبحتا أغنيتيه ’دش مفاجئ‘ (سوناجي بالكورية) و’أركض أركض‘ اللاتي تؤديها فرقة الفتيان الخيالية ’إكليبس‘ التي تم إنشاؤها خصيصًا للدراما، مفضلات للكثير من المشاهدين. لقد استحوذا على جوهر تفاني أيم سول الذي لا يتزعزع، ونضالات ريو صن-جاي الخفية، والفرق الدقيق بين القدر والإرادة الحرة. لقد أجريت مقابلة مع كاتب الأغاني ’كيم سو-يون‘، لاستكشاف الإلهام وراء هاتين الأغنيتين المفضلتين بالنسبة لي، ’دش مفاجئ‘ و’أركض أركض‘، واكتشاف العملية التي جلبت الحياة إلى هذه الأغاني التي تصدرت المخططات، وفهم كيف لقي أسلوب ’كيم سو-يون‘ الفريد في كتابة الأغاني صدى لدى الملايين من المشاهدين في جميع أنحاء العالم. فيما يلي مقتطفات من مقابلة عبر البريد الإلكتروني مع ’كيم سو-يون‘ في الفترة من 3 إلى 4 يونيو.
هل يمكنك مشاركة خلفيتك التعليمية والعوامل التي نمت شغفك بكتابة الأغاني؟
خلال سنوات دراستي الثانوية، كنت أعزف على الطبول في خط طبول الفرقة الموسيقية بالمدرسة، مما أثار اهتمامي الأول بالموسيقى. بعد ذلك، تابعت تعليم الموسيقى في معهد الموسيقيين في هوليوود، وسجلت في برنامج ’بي آي تي‘ الخاص بهم. ثم حصلت على الشهادة الجامعية في الموسيقى في كوريا. ومع ذلك، خلال فترة وجودي مع فرقتي السابقة ’رويال بايرتس‘ ازدهر شغفي الحقيقي بكتابة الأغاني، حيث ساهمت في كتابة معظم أغانينا. بعد تفكك الفرقة، تطورت إلى كاتب أغاني محترف.
كيف تصف أسلوبك في كتابة الأغاني؟
إن معرفة كيفية وضع عنوان للأغنية يساعدني بشكل كبير عند كتابة كلمات الأغاني. أركز على السطر الأكثر جاذبية في الأغنية وأحاول تأليف كلمات تتوافق معه. على سبيل المثال، في أغنية ’أركض أركض‘ (ران ران)، كانت المسودة التجريبية تحتوي على كلمات ’مرة أخرى‘ (وان مور) و’مرتان أخرتان‘ (تو مور)، لكنني اخترت ’أركض أركض‘ لبساطتها وقابليتها للتذكر. ينصب تركيزي على كتابة أغانٍ جذابة تلقى صدى لدى المستمعين.
فرقة الفتيان الخيالية ’إكليبس‘ التي تم إنشاؤها خصيصًا للدراما. (الصورة من تي في إن)
كيف شاركت في الدراما الكورية ’الراكضة اللطيفة‘؟
من خلال عملي كمنتج في وكالة اف ان سي للترفيه، أتيحت لي الفرصة للمساهمة في كتابة ’دش مفاجئ‘ و’أركض أركض‘ للدراما. على الرغم من أن تركيزي المعتاد يدور حول إنتاج الموسيقى لنجوم الكيبوب، إلا أن هذا المشروع بالتحديد تعمق في عالم فرق الروك، مما مكنني من الاستفادة بشكل فعال من خلفيتي وخبرتي.
أثناء كتابة ’دش مفاجئ‘ و’أركض أركض‘، كيف استوحيت الإلهام من قصة الدراما وشخصياتها، وترجمت هذا الجوهر إلى العملية الإبداعية لكل أغنية؟
بالنسبة لأغنية ’دش مفاجئ‘، أثار العنوان نفسه الإلهام. تدور القصة حول وصول أيم سول غير المتوقع إلى حياة ريو صن-جاي، ولقد استخدمت الكلمات لتعكس هذا المفهوم. تتناسب الأجواء الحزينة للمطر المفاجئ أيضًا بشكل جيد مع العديد من المشاهد في الدراما. أما أغنية ’أركض أركض‘، أثر عنوان الدراما بشكل كبير على الأغنية. تهدف الكلمات إلى تجسيد شخصيتي صن-جاي وسول، مما يعكس دعمهما الثابت لبعضهما البعض ورحلتهما المشتركة والجري معًا.
فيما يتعلق بالتأثيرات الموسيقية، هل كان هناك فنانين أو أنواع موسيقية أو أغاني معينة ألهمت عملك في دراما ’الراكضة اللطيفة‘، وكيف شكلت هذه التأثيرات أسلوبك في تأليف الموسيقى للدراما؟
بدلاً من التركيز على فنانين محددين، وبما أن الدراما تتضمن السفر عبر الزمن، فقد اختار فريق الإنتاج أسلوب الحنين بدلاً من الأسلوب العصري. ومن خلال استخلاص التأثير من أنماط أغاني الروك الشعبية وفرق الروك اليابانية التي هيمنت على المشهد الموسيقي الكوري في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قمت بدمج هذه العناصر في الموسيقى التصويرية. يتناسب هذا المنهج جيدًا مع محيط الدراما، حيث تدور أحداث بعض المشاهد في كوريا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
كيف تعتقد أن الموسيقى التصويرية لـ ’الراكضة اللطيفة‘ تساهم في التأثير الشامل والانغماس في الدراما، وهل يمكنك تحديد مشاهد معينة حيث تشعر أن الموسيقى لعبت دورًا محوريًا في إثارة المشاعر وتعزيز تفاعل الجمهور؟
أعتقد أن الأغاني في ’الراكضة اللطيفة‘ صبغت الدراما بعمق عاطفي متزايد، متشابكة مع تعقيدات الحبكة. كانت الأعمال الفنية والمشاهد المرئية بمثابة خلفية بصرية آسرة تكمل الموسيقى بشكل جميل. والجدير بالذكر أن أغنية ’دش مفاجئ‘ تلعب دورًا مركزيًا في ربط شخصيتي صن-جاي وسول، خاصة في المشهد عندما سول تفاجئ صن-جاي بغناء الأغنية قبل أن يقوم يغناؤها. كما أن أداء فرقة ’إكليبس‘ لأغنية ’أركض أركض‘ في الملعب على المسرح أثار إحساسًا بالحنين إلى الماضي، مما ذكرني بأيام فرقتي السابقة.
ريو صن-جاي، المغني الرئيسي للفرقة، أثناء أداء أغنية ’أركض أركض‘ على المسرح في الحلقة 1 من دراما ’الراكضة اللطيفة‘. (الصورة من تي في إن)
ما هي تطلعاتك لتأثير الأغاني التي ألفتها لدراما ’الراكضة اللطيفة‘ على الجمهور، وما هو التأثير الذي تريد أن تتركه أغانيك على المشاهدين وتجربتهم الشاملة للدراما؟
أملي الصادق هو أن تثير الأغاني نفس المشاعر والحنين الذي عاشه المشاهدون أثناء مشاهدة بالدراما. أطمح أن يستمتع الجمهور بالأغاني وأن يسترجع المشاعر الإيجابية التي عاشوها طوال العرض، وبالتالي تعميق ارتباطهم بالقصة.
نظرًا لخبرتك في كتابة كلمات الأغاني للدراما الكورية وفرق الكيبوب، هل يمكنك توضيح الجوانب المميزة لعملية التأليف الغنائي في كل سيناريو؟
عندما يتعلق الأمر بكتابة كلمات فرق الكيبوب، فإن مهاراتي في اللغة الإنجليزية وخلفيتي في موسيقى البوب تساعدني في فهم تدفق الأغنية. في الكيبوب، غالبًا ما يحمل صوت وإيقاع الكلمات وزنًا كبيرًا، وأحيانًا يتجاوز المعنى الدقيق للكلمات، وبالتالي يشبه الصوتيات الإنجليزية. على العكس من ذلك، في حالة الدراما الكورية، تتطلب الكلمات توافقًا وثيقًا مع الحبكة المتكشفة، مما يجعل السرد والمعاني المقصودة ذات أهمية قصوى. ولتحقيق ذلك، أستخدم الاستعارات والتشبيهات بشكل متكرر، وأصوغ كلمات شعرية ودرامية تتوافق مع القصة.
هل يمكنك مشاركة كيف أثر التعاون مع مختلف فرق وفناني الكيبوب على أسلوبك ككاتب أغاني؟
أنا ممتن للعديد من الفرص والتعاون التي حظيت بشرف تجربتها مع فنانين مختلفين. تنبع اللحظات الأكثر إثارة من مشاهدة تحول الأغنية من تصورها الأولي على الورق إلى إبداع محقق بالكامل يلقى صدى لدى الجماهير ويحقق نجاحًا في التصنيفات الموسيقية المسجلة (شارتس). أيضاً، فإن سماع المعجبين وهم يغنون الأغاني بشغف يعزز الشعور بالرضا الناتج عن لحظات الإبداع والإنجاز هذه.
هل هناك أي أعمال درامية كورية أو أغاني كيبوب معينة لها مكانة خاصة في قلبك، وكيف ساهمت هذه المشاريع في تطورك ككاتب أغاني وموسيقي؟
’دش مفاجئ‘ و’أركض أركض‘ لـ ’إكليبس‘ يحتلان مكانًا خاصًا في قلبي بسبب الحب والتقدير الذي حظيا به إلى جانب الدراما. بالإضافة إلى ذلك، تحمل أغنية ’أحلام‘ (دريمز) لفرقة ’إس إف 9‘ أهمية كبيرة، حيث أنها شكلت رابطًا بيني وبين شركة إف أن سي للترفيه خلال لحظة محورية عندما كنت أقرر ما إذا كنت سأواصل رحلتي الموسيقية. أيضاً، تم كتابة ’وان‘ لـ ’آي إن آي‘ و’ليس وحدك‘ (نوت ألون) لـ ’بويز بلانيت‘ مع وضع معجبي فرقتي السابقة في الاعتبار، مما عزز شعورًا عميقًا بالارتباط والتقدير. الأغاني التي يتردد صداها بشكل أعمق هي تلك التي تم صياغتها من مشاعر حقيقية وتجارب شخصية.
ريو صن-جاي، المغني الرئيسي للفرقة، أثناء أداء أغنية ’دش مفاجئ‘ على المسرح في الحلقة 1 من دراما ’الراكضة اللطيفة‘. (الصورة من تي في إن)
كيف أثرت تجربتك كعازف طبول على عملية كتابة الأغاني واختياراتك الفنية، مع الأخذ في الاعتبار الدور المحوري الذي يلعبه الطبول في العديد من أنواع الموسيقى؟
لقد ساهم فن العزف على الطبول في تشكيل أسلوبي الإبداعي بشكل عميق، لا سيما في أنواع موسيقية مثل موسيقى الروك والهيب هوب وآر أند بي وموسيقى الرقص حيث تعتبر إيقاعات الطبول أمرًا بالغ الأهمية. تكمن خبرتي في هذه الأنواع، وتمكنني خلفيتي كعازف طبول من التنقل في تعقيدات صياغة الكلمات باستخدام الأنماط المقطعية المناسبة والتدفق الإيقاعي.
هل لديك نوع مفضل تجده أكثر متعة في العمل معه، سواء كان ذلك يتعلق بتأليف الأغاني للأعمال الدرامية، أو لفرق الكيبوب؟
طوال رحلتي الموسيقية، كنت دائمًا مفتونًا بموسيقى الروك اليابانية والبوب الياباني منذ المرحلة الثانوية، وأشعر بسعادة غامرة عندما أرى شعبيتهما المتزايدة في كوريا. في الوقت الحاضر، أعمل في إنتاج الموسيقى ضمن هذه الأنواع. أيضاً، فإن تقديري لموسيقى الفرق ككل لا يتزعزع.
أخيراً، هل هناك أي مشاريع أو توقعات قادمة ترغب في مشاركتها مع قاعدة جماهيرك؟
أتوقع أن يتم إصدار العديد من أغاني الكيبوب قريبًا، والتي تظهر مواهب فرق الآيدولز المختلفة. أيضاً، أطمح إلى تعاون مع فرقتي السابقة ’رويال بايرتس‘ لإصدار الموسيقى معًا. لقد تعاونا في أغنية العام الماضي لدراما ’البطيخ المتلألأ‘، والتي كانت أيضًا مرتبطة بفرقة موسيقية. نأمل أن نفعل شيئًا ممتعًا مرة أخرى هذا العام.
المشهد الذي تفاجأ فيه صن-جاي بغناء سول لأغنية ’دش مفاجئ‘ عندما عادت بالزمن إلى الوراء في الحلقة 10. (الصورة من تي في إن)
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.