فنانة الويبتون ’هونغبيتشيرا‘ (على اليسار) ورسم توضيحي لملصق الدراما الكورية ’كود الصدمات: أبطال وقت الحاجة‘. (على اليمين). (الصور من ’هونغبيتشيرا‘ مع الإذن بإستخدامها، تصميم غادة محمد)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية غادة محمد
النبض المضطرب لغرفة الطوارئ، والأضواء الوامضة، والاختيارات المأساوية التي يتم اتخاذها في غمضة عين - هذه هي العلامات المسجلة التي تصف ’كود الصدمات: أبطال وقت الحاجة‘، الدراما الكورية التي تروي قصة المهنيين الطبيين المتفانين الذين يكافحون ضد الأزمات في مركز صدمات يعاني من نقص شديد في التمويل، وقد أسرت الجماهير في جميع أنحاء العالم. تم إصدار الدراما المأخوذة من الويبتون ’مركز الصدمات: الساعة الذهبية‘، الذي كتبه ’هانسانيغا ‘ ورسمه ’هونغبيتشيرا‘ في 24 يناير 2025 على منصة نتفليكس، وأصبحت ظاهرة عالمية مشهود لها، محتفى بها بسبب شدة إثارتها، وشخصياتها المقنعة المثيرة للاهتمام، والتصوير المستقر للبطولات الطبية، والرسالة المؤثرة حول قيمة الحياة الإنسانية.
بالنسبة للمعجبين مثلي الذين أحبوا تفاني الدكتور ’بايك كانغ-هيوك‘ الثابت وعالم مركز الصدمات الدرامي، هناك سؤال مُلّح يتبادر إلى ذهني: ما هي القصة وراء الفن الذي أطلق هذه الظاهرة العالمية؟ أتيحت لي الفرصة لإجراء مقابلة مع فنانة الويبتون 'هونغبيتشيرا'، الرسامة التي قامت بتصور هذا العالم من المعجزات الطبية والنضال اليائس، لفهم أصل القصة التي أثرت في القلوب عبر القارات، مباشرة من الفنانة التي أضفت الحياة البصرية على جوهرها. فيما يلي مقتطفات من مقابلة تمت عبر البريد الإلكتروني في الفترة من 11 إلى 14 فبراير.
ما الذي جذبك لتصبحي فنانة ويبتون وكيف بدأت في إنشاء الويبتون؟
لقد حلمت بأن أصبح رسامة كاريكاتيرية منذ أن كنت في التاسعة من عمري. عندما كنت صغيرة، كنت أحب القصص المصورة والرسوم المتحركة كثيرًا. أردت أن أنشئ رسومًا رائعة وقصصًا مثيرة لأشاركها مع الآخرين. أنا شخص فضولي إلى حد ما ولدي العديد من الاهتمامات، لكن يبدو أنه لا يوجد شيء ممتع ومثير بالنسبة لي مثل القصص المصورة.
الملصق الرسمي للدراما الكورية ’كود الصدمات: أبطال وقت الحاجة‘. (الصورة من نتفليكس)
’مركز الصدمات: الساعة الذهبية‘ هو قصة قوية نشأت من التعاون بينك وبين الكاتب ’هانسانليغا‘. هل يمكنك أن تخبرينا كيف بدأت هذا الشراكة الإبداعية؟ كيف قررتما العمل سويًا على هذا المشروع؟
لقد كنت في حالة يأس شديدة في ذلك الوقت، وكنت قد أعددت حوالي خمسة أعمال، وقد تم رفضها جميعًا. في ذلك الوقت، مثل شعاع من الأمل، سمعت أن الكاتب ’لي ناك-جون‘ (الدكتور هانسانليغا)، مؤلف 'مركز الصدمات: الساعة الذهبية'، يرغب في تحويل روايته إلى ويبتون على قناة اليوتيوب 'أصدقاء الطبيب'. قمت بالبحث عن الرواية على الفور وقرأتها، وبعد قراءة هذه القصة الساحرة، وقعت في حب هذا العمل من النظرة الأولى. كان لدي إيمان قوي بأنه "يجب علي أن أرسم هذا العمل".
ثم رسمت الشخصية الرئيسية، بايك كانغ-هيوك، في ساعة واتصلت بالكاتب، الدكتور هانسانليغا. أعجبه تجربتي كرسامة وفنانة ويبتون وأسلوبي في الرسم، لذا تمكنت من تولي العمل. لاحقًا، سمعت أنه إذا كنت قد اتصلت به بعد أربعة أيام فقط، لكان فنان آخر قد انتهى برسم 'مركز الصدمات'. لكن بصراحة، لم أكن قلقة، حتى لو كان علي أن أتنافس، كنت واثقة من أن أحدًا لن يتمكن من فعل هذا العمل بشكل أفضل مني. لأنني حقًا أحببت هذا العمل ورسمته بحب. عندما يحب الفنان عمله، يتغير جودة ذلك العمل. هذا هو السبب في ثقتي.
ما الذي ألهمك فيما يتعلق بالشخصيات والمظهر العام لـ 'مركز الصدمات'؟
كان للكاتب، الدكتور هانسانليغا، شخصية رئيسية محددة في ذهنه. وقد وصفت بشكل جيد في الرواية: طبيب يبلغ طوله أكثر من 185 سم، وعضلي، ووسيم للغاية، وشخصية شائكة وشخص لا يعتذر عن السعي لتحقيق أهداف صالحة. بناءً على هذه المعلومات، رسمته بأسلوبي الفني الخاص. وكانت هذه هي الحال مع كل شخصية في الويبتون.
كيف طورت الأسلوب البصري للويبتون، خاصة في ظل البيئة الطبية؟
لضمان الدقة وفهم القارئ للويبتون الطبية، تعاونت بشكل وثيق مع المؤلف، الدكتور هانسانليجا، حيث تلقيت معلومات وصورًا للإجراءات الجراحية التي ترجمتها بعد ذلك إلى صور واضحة بأسلوب الويبتون، وهذا يتضمن التواصل المستمر والمراجعة بناءً على خبرته. كما استشرت الموارد الطبية من أصدقائي الأطباء وأجريت بحثًا مكثفًا عبر الإنترنت عن المشاهد التي تتطلب معرفة طبية تاريخية أو متخصصة.
رسم توضيحي لملصق دراما ’كود الصدمات: أبطال وقت الحاجة‘ للفنانة هونغ. (الصورة من ’هونغبيتشيرا‘ مع الإذن بإستخدامها)
ما هي بعض التحديات في تصوير الطبيعة المكثفة والرسومية غالبًا لمركز الصدمات في شكل ويبتون؟ وكيف توازني بين الواقعية والتعبير الفني؟
في حالة الرسوم التوضيحية الطبية، حاولت التعبير عن التشريح البشري الواقعي بطريقة كرتونية قدر الإمكان حتى لا يشعر القارئ بعدم الارتياح. في حالة مشاهد الجراحة، استخدمت معالجة البكسل وشرحتها بالحوار فقط. بفضل هذا، تمكن القراء الذين يخشون من التشريح البشري من المشاهدة بشكل مريح.
ما الذي يجعل ’مركز الصدمات: الساعة الذهبية‘ يبرز من بين الويبتون الأخرى في النوع الطبي برأيك؟
في حين أن الأعمال الأخرى لها مزاياها الخاصة أيضًا، فإن ما يميز هذا العمل هو أنه يسلط الضوء على حقائق ومشاكل المجال الطبي الكوري. بشكل عام، كوريا بلد يتمتع بطب ممتاز، لكن بعض أجزاء الرعاية الصحية تعتبر ضعيفة، وخاصة مراكز الصدمات. تم إنشاء الشخصية الرئيسية، بايك كانغ-هيوك، في هذا الويبتون استنادًا إلى تجربة الأستاذ الدكتور لي غوك-جونغ. في حين أن الواقع غالبًا ما يكون صعبًا للغاية، إلا أن بايك كانغ-هيوك في الويبتون يتغلب على هذه الصعوبات وينقذ المرضى، مما يمنحنا الأمل.
رسم توضيحي لغلاف المجلد 11 من ويبتون ’مركز الصدمات: الساعة الذهبية‘. (الصورة من ’هونغبيتشيرا‘ مع الإذن بإستخدامها)
تم تكييف ويبتون ’مركز الصدمات: الساعة الذهبية‘ إلى دراما كورية اشتهرت عالمياً. كيف شعرت عندما سمعت لأول مرة أنه سيتم تحويل الويبتون إلى دراما وما هي أفكارك العامة حول التكيف؟ هل كانت هناك جوانب في الدراما أحببتها أو شعرت أنها كانت جيدة بشكل خاص؟
كنت سعيدة جدًا. عندما أصبحت فنانة ويبتون في سن 26، حلمت بتحويل ويبتون شاركت في عمله إلى دراما وأصبح هذا الحلم حقيقة. أن يجسد ممثل رائع الشخصية التي رسمتها يجب أن يكون حلم كل فنان ويبتون. الرحلة من الرواية على الويب إلى الويبتون ثم إلى الدراما أسفرت عن ما أعتبره عملا مثاليًا، حيث تم تكثيف جوهر القصة مع إضافة أفكار جديدة رائعة. إن التكيف الدرامي جدير بالثناء لسرد قصصي سريع الوتيرة ومفهوم، محاكيًا براعة نقاط القصة وحل التلميحات المستقبلية. أقدر حقاً كيف تم جعل الشخصيات أكثر تفردًا، مما زاد من سحرها، وكيف تم وضع الفكاهة بشكل استراتيجي لإنشاء تدفق ممتع مع الحفاظ على الأثر العاطفي في اللحظات الجادة. تعزيزات عديدة، مثل محاولة المخرج لإنقاذ والد بايك كانغ-هيوك وعلاج بايك كانغ-هيوك من قبل يانغ جاي-وون، غنت السرد وجعلته أكثر تشويقاً. لقد تناولت الدراما المحتوى الحساس بعناية مع الالتزام بأفضل ممارسات هذا النوع. أنا ممتنة للغاية لفريق الدراما بأكمله.
هل كانت هناك أي مشاهد من الويبتون كنت متحمسة لرؤيتها تُترجم إلى الشاشة في الدراما؟ وهل كانت كما تخيلتها؟
هناك مشهد يحمل فيه بايك كانغ-هيوك، يانغ جاي-وون، على ظهره ويقفز من طائرة هليكوبتر، وهو المشهد الذي تساءلت فيه حتى أثناء رسم الويبتون، "هل هذا ممكن حقًا؟" لكنني لم أكن أتصور أنهم سينجحون في ذلك بالفعل. لقد كان رائعًا وممتعًا مشاهدته على الشاشة.
ما شعورك حيال وصول عملك إلى جمهور أوسع من خلال الدراما؟
لم أكن أتصور أن الدراما سيحظى بهذه الشعبية العالمية. نظرًا لأنها تتعامل بشكل أساسي مع النظام الطبي الكوري، فقد اعتقدت أنه على الرغم من أنه قد يلقى صدى في كوريا، إلا أنه سيكون من الصعب على الأجانب التعاطف معه. لكنني كنت مخطئة. لا يوجد نظام طبي مثالي في أي مكان في العالم، وفي كل مكان توجد إرادة الأطباء لإنقاذ يأس المرضى. إنها قصة عن هذه الشخصيات الرائعة التي تسعى جاهدة لإنقاذ الناس، فكيف لا تحبها! بعد صدور الدراما، لاحظت أن العديد من المشاهدين حول العالم ينشرون مراجعة وتحليل عنها، وقد أسعدني رؤيتهم وهم يضحكون ويتأثرون.
رسم توضيحي للشخصية الرئيسية بايك كانغ-هيوك للاحتفال بالعام القمري الجديد. (الصورة من ’هونغبيتشيرا‘ مع الإذن بإستخدامها)
دراما ’كود الصدمات: أبطال وقت الحاجة‘ لديها قاعدة جماهيرية مخلصة. كيف تشعرين حيال الشعبية المتزايدة للدراما والمنوعات الكورية على منصات البث مثل نتفليكس؟
عبر الثقافات والحدود، يجد الناس العزاء والفرح في القصص المشتركة، والتواصل مع السرديات المتنوعة التي تتجاوز تجاربنا الفردية. إن العولمة المتزايدة وتأثير منصات مثل نتفليكس تعد فرصة عظيمة ومسؤولية كبيرة في نفس ذات الوقت. إن مساعينا الإبداعية لديها القدرة على تعزيز التفاهم والوحدة، لذلك، من المهم أن نسعى جاهدين لتحقيق تأثير إيجابي في كل ما نصنعه، مما يساهم في عالم أكثر انسجامًا.
ما الذي تأمل أن يأخذه المشاهدون والقراء من ’مركز الصدمات‘، سواء كقصة ويبتون أو كدراما؟
على الرغم من أن الغرض من كل المحتوى هو الترفيه، إلا أنني سأكون ممتنة إذا تذكر الجميع الرسالة الأساسية لقصة ’مركز الصدمات‘، وهي: "لقد انتهى عصر البخل بأرواح الناس. الحياة البشرية أغلى من المال". يجب أن يكون المجتمع الذي لم يعد فيه التضحية بالأرواح الثمينة بسبب المال هو المجتمع الذي ترغب فيه البشرية في كل بلد. إن وعينا وإرادتنا سيجعلان العالم مكانًا أفضل.
هل هناك مشاريع تعملي عليها حالياً؟
حاليًا، بدأت في نشر ويبتون ’مركز الصدمات: الجراح بايك كانغ-هيوك‘، وهو مقدمة لماضي الدكتور بايك كانغ-هيوك (في مركز الصدمات)، على موقع نيفر. يحكي قصة بايك كانغ-هيوك خلال سنوات تدريبه وإقامته وكيف أصبح الاستاذ الدكتور بايك كانغ-هيوك الحالي. آمل أن تستمتعوا بقراءته.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.