بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية الجزائرية إيمان بوحنيكة
يُعتبر معرض الجزائر الدولي للكتاب (سيلا) واحدًا من أكبر الأحداث الثقافية في الجزائر ووجهة محبي الكتب من مختلف الأعمار. يُقام المعرض سنويًا همزة وصل تجمع الناشرين والكتّاب والقراء من جميع أنحاء العالم، مما يتيح منصة فريدة لاكتشاف الكنوز الأدبية وتبادل الثقافات. هذا العام، في طبعته السابعة والعشرين أقيم بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة الجزائري، حيث قدم مجموعة متنوعة من الأعمال الأدبية. ومن بين كل هذه الأنواع واللغات، برز الأدب الكوري ككنز فريد، جذب الزوار الذين يبحثون عن روايات مختلفة تعكس الثقافة الكورية المتميزة والتاريخ الأصيل. امتد المعرض لمدة ١٠ أيام من السادس من شهر نوفمبر إلى السادس عشر من نفس الشهر.
ساعدت موجة الهاليو في تزايد الشغف بالثقافة الكورية التي اجتاحت العالم فساعدت في تنامي الفضول حول الأدب الكوري، ما دفع العديد من الجزائريين للتعرف على هذا الجانب من الثقافة الكورية. ففي معرض سيلا ٢٠٢٤ عرضت العديد من دور النشر روايات وشعرًا وكتب من مؤلفين كوريين مترجمة إلى اللغة الكورية، مما أتاح للقراء الجزائريين فرصة اكتشاف عالم الأدب الكوري.
استضاف المعرض الدولي للكتاب دور نشر من مختلف أنحاء العالم منها دور نشر مصرية معروفة بترجمة الأدب العالمي خاصة الكوري إلى اللغة العربية. إحدى دور النشر البارزة هذا العام دار نشر “عصير الكتب” التي عرضت مجموعة من الأعمال الكورية المترجمة إلى اللغة العربية. وشملت العناوين روايات معاصرة حديثة منها الرواية الكورية التي أثارت ضجة مؤخرا وأخذت نصيبها من الشهرة في العالم العربي، “متجر دالوجوت للأحلام” من تأليف الكاتبة الكورية لي مي ييه وترجمة سلمى حسنين. ”
تدور الرواية حول متجر غامض يُعرف باسم "متجر دالوجوت حيث يستطيع الناس شراء الأحلام التي يتمنونها. من خلال حكايات الزبائن المختلفة، تكشف الرواية قصصًا عن الحب، الطموح، والخسارة، مما يجعل الأحلام ذات قيمة حقيقية.
كانت وجهتنا الثانية في البحث عن كتب الأدب الكوري إلى دار النشر المصرية "الصفصافة" التي تأسست عام ٢٠١١، ومنذ ذلك الحين قامت بنشر أكثر من ٢٥٠ عنوانًا باللغة العربية، إلى جانب تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية، كما ترجمت دار الصفصافة للنشر أكثر من ١٠٠ عنوان من ٢٠ لغة مختلفة، بما في ذلك الإسبانية، الصينية، الفرنسية، الإنجليزية، إضافة إلى اللغة الكورية.
من أبرز العناوين التي لاقت إقبالاً كبيرا هي رواية "لوز" عمل أدبي شهير للكاتبة الكورية “سون وون بيون” التي تدور حبكتها حول فتى صغير يعاني من اضطراب عصبي في المخ يجعله غير قادر على الشعور بالعواطف والأحاسيس كإنسان طبيعي، مثل الخوف، الفرح أو القلق.
وفر جناح دار "الصفصافة" أيضا كتب كورية بأنماط أدبية مختلفة تتباين من الشعر، إلى التاريخ و الخيال فتنوعت العناوين من كتاب " الأمل وحيدا" للشاعرة كيم سنغ هي، "رسائل إلى صديق شاب" للكاتب لي كوانغ سو، الرواية الغنية عن التعريف " مولودة عام ١٩٨٢ ،كيم جي يونج" للكاتبة تشو نام جو، و "ملح" للكاتبة كانج كيونج آي.
آخر محطة لنا بالمعرض الدولي للكتاب بالجزائر كانت بزيارة دار النشر المصرية "المحروسة" والتي سبق أن زرتها بالعام الماضي لاقتناء كتب كورية مترجمة. لاحظت أن هنالك عناوين جديدة أضيفت هذا العام مثل "الأرنب الملعون" للكاتبة بورا تشونج من ترجمة الدكتور محمد نجيب، مجموعة قصص قصيرة تدور مواضيعها حول مزيج من الرعب، الخيال، الصدمات الاجتماعية والغرابة. وجدنا أيضا كتب الأدب الكوري المشهورة مثل "أنا في انتظارك" للكاتبة الكورية كيم بويونج، "سأكون هناك" لكيونج سوك شين، "المتآمرون" للروائي الكوري كيم أون سو.
وخلال الحديث مع بعض ممثلي الأجنحة ودور النشر، تبين أن الطلب على الأدب الكوري في تزايد مستمر مؤخرا خاصة بعد فوز الروائية الكورية بجائزة نوبل للأدب.
عكس الحضور الملفت للأدب الكوري في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر “سيلا” لعام ٢٠٢٤ تزايد اهتمام الوطن العربي بالأعمال الأدبية الكورية وتنامي حس الفضول لدى القارئ االجزائري بالروايات الكورية. مع تزايد توفر الكتب الكورية في العالم العربي بفضل مجهودات المعهد الكوري للترجمة، دور النشر العربية خاصة المصرية، إضافة إلى جهود المترجمين المصريين من أمثال منار الديناري، محمد نجيب، والكوريين مثل كيم يونجو و كيم كاهو، أصبحت هذه الأعمال الأدبية متاحة إلى القارئ العربي فساهم ذلك في تعزيز حضور الرواية الكورية على الساحة العالمية والعربية.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.