بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية غدير محمد الرفاعي
حصلت سلمى كناني من تونس على لقب أفضل مؤثرة في أكاديمية 'كي-إنفلونسر' لعام 2024، وهو برنامج تم انطلاقه من قبل خدمة ترويج الثقافة الكورية (كوسيس) في إطار جهودها المستمرة لنشر الثقافة الكورية عالميًا، حيث يهدف البرنامج إلى تدريب صناع المحتوى على الترويج للثقافة الكورية عبر منصة يوتيوب.
في هذه المقابلة، تواصلت مع سلمى عبر البريد الإلكتروني في 13 نوفمبر؛ لتشاركنا رحلتها وشغفها العميق بالثقافة الكورية، بالإضافة إلى تجربتها في أكاديمية 'كي إنفلونسر' لهذا العام.
بدايةً، تهانينا على فوزكِ كإحدى أفضل المؤثرين كي لعام ٢٠٢٤. نود أن نعرف أكثر عن شغفك بالثقافة الكورية. كيف بدأ هذا الاهتمام، وما نوع المحتوى الذي تنشئينه؟
شكرًا جزيلًا! شغفي بالثقافة الكورية بدأ منذ طفولتي، عندما شاهدت المسلسل الكوري جوهرة القصر. كانت تلك تجربتي الأولى مع الثقافة الكورية، حيث وجدت نفسي مبهورة بما شاهدته من الملابس التقليدية، الأطباق المميزة، والهندسة المعمارية الفريدة. كان هذا المسلسل بمثابة نافذة فتحت لي عالمًا جديدًا ومثيرًا لاكتشاف ثقافة مختلفة.
بعد مشاهدة جوهرة القصر، بدأت رحلتي في استكشاف المزيد عن هذه الثقافة. منذ حوالي عام ونصف، بدأت تعلم اللغة الكورية في معهد الملك سيجونغ في تونس، حيث كانت هذه الخطوة جزءًا من شغفي لفهم الثقافة بشكل أعمق. لم تقتصر تجربتي على تعلم اللغة فحسب، بل شملت أيضًا دروسًا ثقافية تناولت جوانب متنوعة من الحياة الكورية.
من هنا جاءت فكرة مشاركة ما أتعلمه مع الأشخاص المهتمين، ليس فقط باللغة، ولكن أيضًا بالجوانب الثقافية. أعمل على تقديم محتوى يسلط الضوء على الثقافة الكورية بكل تفاصيلها، من الطعام والتقاليد إلى اللغة والحياة اليومية.
أخبرينا أكثر عن تجربة انضمامك إلى أكاديمية 'كي إنفلونسر'، وكيف ساعدتك الأكاديمية على تطوير مهاراتك؟
انضمامي إلى أكاديمية 'كي إنفلونسر' كان خطوة مهمة جدًا في رحلتي كمحتوى يتعلق بالثقافة الكورية. الأكاديمية منحتني فرصة فريدة للتواصل مع خبراء ومؤثرين آخرين يشاركونني نفس الشغف، وهو ما ساعدني كثيرًا في تطوير مهاراتي كصانعة محتوى.
من خلال الأكاديمية، تعلمت كيفية تحسين جودة المحتوى الذي أقدمه، سواء من حيث التصوير، التحرير، أو حتى اختيار المواضيع التي تلامس اهتمامات الجمهور. كما أن المهام الشهرية التي تكلفنا بها الأكاديمية دفعتني للخروج من دائرة الراحة الخاصة بي وتجربة أفكار جديدة ومتنوعة.
إلى جانب ذلك، قدمت الأكاديمية توجيهات مهمة حول كيفية بناء تواصل فعّال مع الجمهور وتحقيق تأثير إيجابي. بفضل هذه التجربة، تمكنت من توسيع قاعدة متابعي وتعزيز تفاعلي معهم، إلى جانب تطوير رؤيتي في تقديم محتوى هادف يعكس الثقافة الكورية بشكل أصيل ومميز.
كيف كان شعورك عندما تم اختياركِ كإحدى أفضل المؤثرين كي، وهل كنتِ تتوقعين هذا الفوز؟
عندما سمعت عن برنامج 'كي إنفلونسر'، قلت لنفسي: سأفوز بالتأكيد! كان لدي هذا الإصرار والحماس منذ البداية. لكن مع مرور الوقت وخلال المشاركة في البرنامج، بدأت أرى مدى قوة التحدي والجهود الكبيرة التي يبذلها باقي المشاركين، خاصةً مع وجود هذا العدد الكبير من المشاركين الموهوبين الذين يقدمون محتوى رائعًا. لكن، كنت دائمًا أعمل بجد وأضع شغفي وثقتي في كل ما أقدمه، وهذا ما جعلني أطمح إلى تحقيق إنجازات كهذه. بفضل الدعم المستمر من الأكاديمية وتحفيزها لنا لتقديم الأفضل، استطعت تجاوز هذه الضغوط والتركيز على تحسين مهاراتي وتطوير محتواي.
الفوز كان لحظة استثنائية بالنسبة لي، ليس فقط لأنه يعكس العمل الجاد، ولكن لأنه ذكرى لرحلة مليئة بالتعلم والنمو والتحدي.
أخبرينا كيف كانت تجربة السفر إلى كوريا، وما هي الأماكن المفضلة لديكِ أثناء الزيارة؟
تجربة السفر إلى كوريا كانت حلمًا تحول إلى حقيقة بالنسبة لي. كانت فرصة مميزة لاستكشاف الثقافة الكورية عن قرب والعيش وسط تفاصيلها اليومية. من اللحظة التي وطأت فيها قدمي هناك، شعرت بالدهشة والحماس لرؤية كل ما كنت أتعلمه وأشاركه من قبل يتحول إلى واقع ملموس.
أما عن الأماكن المفضلة لدي، فقد أبهرتني قرية 'بوكشون هانوك' في سيول بجمال منازلها التقليدية وأجوائها الهادئة التي تعكس الروح الكورية الأصيلة. أحببت بشكل خاص المزيج بين التاريخ والحداثة في هذا المكان، حيث يمكنك رؤية المباني التقليدية جنبًا إلى جنب مع المعالم الحديثة. كما كانت زيارة برج 'لوت وورلد' في سيول تجربة رائعة، حيث استمتعت بالأنشطة والفعاليات المتنوعة والتسوق في هذا المكان المميز.
أحد النقاط البارزة في الرحلة كان زيارتنا إلى مبنى 'كي بي أس'، حيث استكشفنا استوديوهات التصوير وشاهدنا بعض التفاصيل التي تُعرض خلف الكواليس، مما أتاح لي فهمًا أعمق عن صناعة الإعلام الكورية.
كما جربنا خلال الرحلة أنشطة ممتعة، مثل حضور دروس رقص الكيبوب في 'جانغنام'، حيث تعلمنا حركات مميزة من أشهر الأغاني الكورية، إضافة إلى تجربة تحضير طبق 'البيبيمباب' تحت إشراف شيف محترف، وكانت تجربة مميزة لتذوق نكهات المطبخ الكوري.
بالإضافة إلى ذلك، زرنا مدينة 'دانيانغ'، التي كانت مختلفة تمامًا عن أجواء سيول، حيث استمتعنا بجمال الطبيعة واستكشفنا المواقع التاريخية. من التجارب التي لا تُنسى زيارتنا إلى منتزه 'شيللا ميلينيوم'، حيث تم تصوير العديد من المسلسلات الكورية، وكانت تجربة غنية بالتاريخ والثقافة.
كانت الرحلة مليئة بالأماكن المتنوعة، ولا أستطيع القول إنني أحببت مكانًا أكثر من الآخر، لأن كل مكان كان فريدًا بطريقته الخاصة. ولكن ربما أحببت مدينة 'جيونجو' أكثر قليلا بسبب الأجواء التقليدية والهدوء الذي يميزها، وخاصة قرية 'بوكشون هانوك' التي أسرت قلبي بجمالها.
هل لديك نصائح لمنشئي المحتوى المهتمين بالثقافة الكورية؟
أولاً، إذا كنت متحمسًا لشيء معين مثل اللغة، الطعام، أو حتى الدراما الكورية، حاول أن تعكس هذا الشغف في محتواك لأن الجمهور يشعر بذلك ويتفاعل معه.
ثانيًا، لا تتوقف عند السطح، بل احرص على التعمق في جوانب مختلفة من الثقافة الكورية مثل التاريخ، الفنون، العادات والتقاليد، والمهرجانات. كلما توسعت في معرفتك، كان لديك محتوى غني ومتنوع لتقدمه.
أيضًا، تعلم اللغة الكورية يمكن أن يكون إضافة رائعة لمحتواك. ليس فقط لأنه سيسهل عليك التواصل، ولكن لأنه سيسمح لك بفهم الثقافة بشكل أعمق. ولا تنسى أن تكون دائمًا صريحًا في محتواك. الجمهور يقدر الصدق، وإذا كان المحتوى يعكس شخصيتك الحقيقية، سيشعرون بالتواصل معك.
وأخيرًا، تفاعل مع جمهورك. اسمع آرائهم، وشاركهم في محادثات حول المواضيع التي تثير اهتمامهم. التفاعل المستمر هو ما يبني علاقة قوية مع المتابعين.
ما هي خططك أو أهدافك المستقبلية فيما يخص نشر الثقافة الكورية؟
بالنسبة لمستقبلي في نشر الثقافة الكورية، لدي العديد من الأهداف التي أسعى لتحقيقها:
أولاً، أطمح إلى توسيع نطاق المحتوى الذي أقدمه ليشمل جوانب أوسع من الثقافة الكورية، مثل الفنون التقليدية، والموضة الكورية، والأدب، والموسيقى، بالإضافة إلى تسليط الضوء على جوانب الحياة اليومية في كوريا.
كما أطمح إلى تعميق تفاعلي مع الجمهور من خلال تنظيم ورش عمل أو ندوات ثقافية، سواء عبر الإنترنت أو بشكل مباشر، لتعريف الناس بمزيد من التفاصيل عن الثقافة الكورية. من بين خططي المستقبلية أيضًا دراسة اللغة الكورية بشكل أعمق وتعليمها للجمهور العربي، بالإضافة إلى تقديم محتوى تفاعلي يساعدهم في تعلم اللغة وممارستها بطريقة ممتعة.
أود أيضًا في المستقبل زيارة كوريا مرة أخرى لاستكشاف المزيد من الأماكن الثقافية والمعالم التاريخية، ثم مشاركة هذه التجارب مع متابعيني. في النهاية، هدفي هو أن أكون جسرًا ثقافيًا بين كوريا والعالم العربي، وأن أساهم في تعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات.
ختامًا، هل لديكِ أي شيء آخر تقولينه أو رسالة ترغبين في توجيهها لمحبي الثقافة الكورية؟
أود أن أشكر كل من يتابع شغفي بالثقافة الكورية ويدعمني في رحلتي. رسالتي لمحبي الثقافة الكورية هي أن الثقافة الكورية ليست فقط عن الدراما أو الموسيقى، بل هي عالم كامل من العادات والتقاليد، الفنون، والطعام، والتاريخ. لكل جانب من هذه الثقافة قصة ومعنى عميق، وأنا أدعوكم لاكتشاف كل هذه الجوانب.
وأتمنى أن أكون قد ألهمتكم لاكتشاف الثقافة الكورية بشكل أعمق، وأن نواصل معًا هذه الرحلة.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.