بقلم مراسلتي كوريا نت الفخريتين المصريتين سلوى الزيني وإسراء الزيني
الصور = منة أيمن
تسعى كوريا في السنوات الأخيرة إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية مفضلة للمسلمين، من خلال توفير بيئة صديقة تلبي احتياجاتهم الدينية والثقافية. يأتي برنامج "سلام سيئول" في مقدمة هذه الجهود، كونه مبادرة حكومية تهدف إلى تسهيل تجربة السفر والإقامة للمسلمين في كوريا. يركز البرنامج على توفير معلومات شاملة حول الأكل الحلال وأماكن توافره، وأماكن العبادة، والأماكن السياحية الصديقة للمسلمين. تمثل هذه المبادرة جزءًا من التزام كوريا بجعل ثقافتها الغنية وتجاربها الفريدة متاحة لجمهور أوسع، بما في ذلك المسلمين من جميع أنحاء العالم.
وكمسلمات زورنا كوريا أكثر من مرة وعشنا فيها لمدة عام بها، يمكننا القول بأن كوريا تعد دولة صديقة للمسلمين، حيث توفر لهم أماكن للعبادة، ومطاعم تقدم الأطعمة الحلال، بالإضافة إلى منتجات حلال متوفرة في الأسواق. في عام 2018، حضرنا مهرجان "حلال كوريا" للأطعمة، وهو حدث يهدف إلى تعريف الكوريين بالثقافة العربية والإسلامية وتوفير ما يحتاجه المسلمون من أكلات حلال وكتيبات إرشادية لمعرفة مواقع المطاعم الحلال وأماكن العبادة. كان المهرجان تجربة رائعة، تعكس حرص كوريا على تلبية احتياجات المسلمين، وهي تسعى اليوم أكثر من أي وقت مضى لتوفير كل ما يلزم لضمان تجربة مريحة وممتعة للمسلمين خلال زيارتهم أو إقامتهم في البلاد.
وللتعرف على برنامج "سلام سيئول" وأنشطته بشكل أعمق قمنا بإجراء مقابلة مع الأختين المصريتين "منة أيمن وسارة أيمن" وذلك عبر تطبيق إنستغرام في الفترة ما بين 14 أغسطس إلى 3 سبتمبر.
منة أثناء تصويرها في أحد المقاهي الصديقة للمسلمين بسيئول
هل يمكنكم أن تخبرونا قليلاً عن انفسكم وكيف انضممتم إلى سلام سيئول؟
تجيب منة قائلة: اسمي منة، مصرية مسلمة مقيمة في كوريا. جئت لأول مرة إلى كوريا كطالبة بمنحة دراسية، ثم عدت للعمل وأقمت هنا لمدة ثلاث سنوات. في البداية، كانت السنة الأولى سنة استكشاف لم أكن أعرف فيها الكثير من الأماكن. ولكن في العامين الماضيين، بدأت أتعرف على كوريا بشكل أعمق، بدءًا من البحث عن المسجد المركزي في سيئول والمطاعم الحلال، وخصوصًا المطاعم العربية. خلال هذه الفترة، تعرفت على برنامج سلام سيئول، وشعرت بسعادة كبيرة عندما علمت أنني سأكون سفيرة للسياح المسلمين. كانت التجربة أجمل مما توقعت، وأصبحت جزءًا من هذا البرنامج ليس فقط لمساعدة المسلمين في التعرف على كوريا، ولكن أيضًا لتعريف الكوريين بالإسلام والمسلمين.
أما سارة فإجابت: أنا سارة، أبلغ من العمر 24 عامًا وأعيش في كوريا منذ عامين. في البداية، انضممت إلى برنامج سلام سيئول لممارسة العمل التطوعي، ثم أعجبت بأفكار البرنامج، واشتركت منذ شهرين بشكل رسمي في البرنامج كسفيرة سلام سيئول وأسعى إلى نشر الثقافة الكورية بين المسلمين وإرشادهم عند زيارة كوريا.
هل يمكنكم أن تخبرونا أكثر عن برنامج سلام سيئول؟
تجيب منة: برنامج سلام سيئول هو مبادرة حكومية تهدف إلى ترويج السياحة في كوريا بين المسلمين. البرنامج منظم بشكل دقيق، ويركز على عدة جوانب مهمة، أبرزها توفير الأكل الحلال، وتحديد الأماكن الصديقة للمسلمين، وتعزيز السياحة بشكل عام.
وتضيف سارة قائلة: برنامج سلام سيئول يهدف إلى نشر السياحة الكورية بين المسلمين، ويوفر جميع البرامج الترفيهية الخاصة لهم.
منة أثناء توزيعها لكتيبات سلام سيئول
ما الذي ألهمكم للتطوع مع سلام سيئول، ومنذ متى كنتم جزءًا من البرنامج؟
فتخبرنا منة قائلة: بدأت بالتعرف على البرنامج من خلال عملي كمؤثرة أقوم بالترويج للسياحة الكورية، وقررت الانضمام إليه. أن أكون جزءًا من هذا البرنامج هو شيء أعتز وأفتخر به. كشخص يعشق السفر والتصوير، استمتعت كثيرًا بتجربة العمل كسفيرة لسلام سيئول، وهذه هي المرة الثانية لي كسفيرة لسلام سيئول.
أما سارة فأجابت: أعجبتني فكرة البرنامج وانضممت كمتطوعة منذ عام، وأصبحت سفيرة للبرنامج منذ أقل من شهرين.
ما هي أدواركم كسفراء ضمن برنامج سلام سيئول؟
أجابت منة: لدينا مهام جماعية وأخرى فردية، وتشمل تصوير ونشر محتوى مفيد حول تجربة العيش أو السياحة في كوريا من وجهة نظر المسلمين.
وأضافت سارة : أقوم بتصوير الأماكن المناسبة للمسلمين وتقديم اقتراحات لهم، ومساعدتهم على معرفة كيفية الاستمتاع بالسياحة في كوريا بأفضل الطرق.
منة ورفاقها من سفراء سلام سيئول
هل يمكنكم مشاركة بعض التجارب أو اللحظات التي لا تُنسى التي مررتم بها أثناء التطوع مع سلام سيئول؟
علقت منة قائلة: أحد المواقف الجميلة التي مررت بها كانت عندما كنا في منطقة "ميونغ دونغ"، وهي منطقة سياحية شهيرة في سيئول. كنا نقوم بتوزيع قوائم بأسماء المطاعم الحلال على السياح، ونعرفهم على برنامج سلام سيئول. وأثناء ذلك استوقفنا العديد من الأجانب غير المسلمين كانوا يسألوننا عن المطاعم الحلال المختصة بالنباتيين لأن العديد من المطاعم الحلال تقدم وجبات نباتية خالية من لحوم الحيوانات. وهناك العديد منهم كان مهتم بالتعرف على ثقافة المسلمين والطعام الحلال.
أما سارة فقالت: أحد اللحظات التي لا تُنسى هي عندما نتقابل مع العرب من مختلف الدول العربية. رغم اختلاف اللهجات، إلا أننا نتحدث بالفصحى لسهولة التواصل.
كيف ساعد برنامج سلام سيئول المجتمع المسلم والعربي في سيئول، سواء المقيمين أو الزوار؟
علقت منة قائلة: ساهم البرنامج بشكل كبير في تعريف المجتمع المسلم بكوريا كدولة صديقة للمسلمين، خاصة فيما يتعلق بالمطاعم الحلال. هذا ساعد السياح والمقيمين المسلمين وأيضًا أصحاب المطاعم الحلال والأماكن الصديقة للمسلمين.
وأضافت سارة: ساعد البرنامج المجتمع المسلم على اختيار كوريا كوجهة للسفر، والاستمتاع بها بشكل أسهل وأفضل.
منة مع بعض السياح المسلمين في سيئول
كيف تفاعل المسلمون مع برنامج سلام سيئول؟
أجابت منة: التفاعل مع البرنامج في تزايد مستمر والحمد لله. أنا سعيدة بأن كوريا تولي اهتمامًا كبيرًا للسياح المسلمين الآن، وسعيدة بالتفاعل الإيجابي من المسلمين تجاه البرنامج، وأتمنى أن يكون هناك تطورات أفضل في المستقبل.
وعلقت سارة قائلة: المسلمون تفاعلوا بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بالطعام الحلال وسهولة إيجاده.
ما هي أنشطة برنامج سلام سيئول هذا العام؟
أجابت منة: تتمحور أنشطة هذا العام حول البرامج السياحية للمسلمين في كوريا، وكيفية تمتع السياح المسلمين بالوجهات السياحية في كوريا دون عقبات. سيكون الهدف من المهام هذا العام هو إظهار كوريا كدولة صديقة للمسلمين، توفر لهم تجربة سياحية مميزة.
أما سارة فقالت: لدينا مهام شهرية تتضمن تصوير ونشر محتوى غني حول الأماكن السياحية وأماكن تواجد المنتجات الحلال واحتياجات المسلمين.
من خلال برنامج "سلام سيئول" وبرامج أخرى، تواصل كوريا تعزيز علاقتها مع المجتمعات المسلمة حول العالم، مؤكدةً حرصها على تقديم بيئة مريحة ومرحبة تلبي احتياجاتهم. تجارب المشاركين في هذا البرنامج مثل منة وسارة، تعكس الجهود الملموسة التي تبذلها كوريا لتصبح أحد الوجهات السياحية المفضلة لدى المسلمين.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.