مراسل فخري

2024.05.31

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
في المحاضرة الأخيرة، التقط الطلاب صورًا جماعية مع المعلمة كيم يون-هاي في صف السوغوم (أعلى) وفي صف أريرانغ (أسفل). (الصور من المركز الثقافي الكوري بمصر)

في المحاضرة الأخيرة، التقط الطلاب صورًا جماعية مع المعلمة كيم يون-هاي في صف السوغوم (أعلى) وفي صف أريرانغ (أسفل). (الصور من المركز الثقافي الكوري بمصر)



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية غادة محمد
الفيديوهات = قناة المركز الثقافي الكوري بمصر على اليوتيوب


في إطار مغامرة ثقافية، الشهر الماضي أتيحت لي فرصة حضور دورتين، كل منهما 4 محاضرات، في معهد الملك سيجونج بالمركز الثقافي الكوري في مصر. في الفترة من 12 مارس إلى 2 أبريل، تعمقت في عالم الموسيقى الكورية التقليدية (جوغاك)، وانغمست في ألحان آلة السوغوم، وهي آلة نفخ كورية تقليدية، والأغنية الشعبية أريرانغ. ومن خلال هذه الدورات، لم أكتشف جمال الموسيقى الكورية التقليدية فحسب، بل اكتسبت أيضًا فهمًا أعمق للتراث الثقافي الغني الذي تمثله. من المقرر عقد هذه الدورات ثلاث مرات، الأولى (12 مارس إلى 2 أبريل)، والثانية (7 أبريل إلى 30 أبريل)، والثالثة (7 مايو إلى 30 مايو) للسماح لمزيد من الأشخاص بالتعرف على أصالة الموسيقى الكورية التقليدية.

آلة السوغوم، الكشف عن الألحان الروحية
تركزت الدورة الصباحية على آلة السوغوم، وهي آلة نفخ كورية تقليدية. تتمتع هذه الآلة الرفيعة التي تشبه الفلوت المصنوعة من الخيزران بتاريخ غني وتحمل الألحان الروحية لكوريا. بفضل نغمتها النقية، تلعب دورًا حاسمًا في الموسيقى التقليدية، وتضيف عنصرًا لحنيًا فريدًا. وهو موجود في مختلف الاحتفالات والمراسم الكورية، حيث تربط الناس بأسلافهم وتعزز الشعور بالفخر. وحتى في العصر الحديث، لا تزال يتم احتضان موسيقى آلة السوغوم، مما يحافظ على التقاليد الموسيقية الكورية.




لقد بدأنا بتعلم أساسيات إنتاج الأصوات باستخدام آلة السوغوم. تغلمنا التقنيات، الوضع الصحيح لأصابعنا، والتحكم الدقيق في التنفس المطلوب لإنشاء نغمات جميلة. لقد كان من الرائع أن نشهد كيف يمكن لتعديل بسيط في وضع الإصبع أو شدة التنفس أن يغير الصوت الناتج، مما يضيف العاطفة إلى عروضنا. ومع اكتسابنا القدرات، تقدمنا في أداء أغنية للأطفال تسمى ’الطائرة‘ التي أظهرت براعه آلة السوغوم، حيث كنا نتنقل بسهولة عبر الخطوط اللحنية، مقلدين طيران الطائرة. كما تعلمنا أغنية أخرى للأطفال، ’النجم الصغير‘، تتطلب هذه القطعة حركات دقيقة للأصابع والتحكم في التنفس لتحقيق التعبير المطلوب. لقد كان ممتعا أن نشهد التقدم الذي أحرزناه، حيث ترددت أصداء عروضنا الجماعية في جميع أنحاء الفصل، مما ملأ المساحة بشعور من الانسجام.

صورة للمراسلة الفخرية غادة محمد مع المعلمة كيم يون-هاي وهما تحملان آلة السوغوم. (الصورة من غادة محمد)

صورة للمراسلة الفخرية غادة محمد مع المعلمة كيم يون-هاي وهما تحملان آلة السوغوم. (الصورة من غادة محمد)


وبعيدًا عن أغاني الأطفال، فقد تعمقنا بين التقاليد الموسيقية الكورية والمصرية. لقد استكشفنا اندماج الألحان الكورية التقليدية مع الأغاني المصرية، مما خلق نسيجًا موسيقيًا فريدًا يربط بين الثقافات. وكان من أبرز أحداث الدورة أداء أغنية ’3 دقات‘، وهي أغنية مصرية اكتسبت شعبية كبيرة في كوريا. ومن خلال آلة السوغوم، تعلمنا تفسيرات الأغنية وأدائها، ودمجها مع الفروق الدقيقة المميزة للآلة. إن دمج العناصر الموسيقية الكورية والمصرية في أداء أغنية ’3 دقات‘ يجسد قوة الموسيقى في تجاوز الحدود، وتعزيز التبادل الثقافي.

وأخيرًا، أتيحت لنا الفرصة لاستكشاف الموسيقى المصرية الساحرة من خلال تعلم أغنية ’حلوة يا بلدي‘، وهي أغنية مصرية محبوبة. قدمت موسيقى آلة السوغوم، بنغماتها المثيرة للروح، تفسيرًا فريدًا لهذا اللحن الشهير، مما سمح لنا بالتعمق أكثر في المشاعر المشتركة المتأصلة في التقاليد الموسيقية الكورية والمصرية.

pic3

صورة أثناء التدرب على عزف الأغاني بآلة السوغوم. (الصورة من المركز الثقافي الكوري بمصر)


أريرانغ، الأغنية الخالدة
ركزت دورة ما بعد الظهر على الأغنية الكورية الشعبية أريرانغ، وكيفية غنائها في مناطق مختلفة، والقصة وراء كل أغنية. تحتل أريرانغ مكانة خاصة باعتبارها تراثًا ثقافيًا غير مادي لكوريا ولليونسكو. إنها أغنية يتردد صداها بعمق في قلوب الكوريين، وتجسد مشاعرهم وتجاربهم.



في المحاضرة الأولى، انطلقنا في رحلة موسيقية إلى سيئول، جيونغجي-دو من خلال أغنية ’غو أريرانغ‘. تعلمنا تعقيدات الأغنية، والتقطنا جوهر الأغنية في غنائنا. كلمة ’غو‘ تعني قديم، لذا تم تقديم هذا الإصدار لتمييزه عن أغنية أريرانغ الجديدة.

نقلتنا المحاضرة الثانية إلى جيونغسانغنام-دو من خلال أغنية ’ميريانغ أريرانغ‘. تحكي الأسطورة عن قصة مؤلمة، أرانغ، ابنة قاضي ميريانغ، التي تحدت حبًا غير مرغوب فيه وقُتلت على يد خادم فاسد. تجولت روحها حتى تحققت العدالة، حيث غنّى سكان البلدة رثاءً لروحها المضطربة. ومع ذلك، تحول هذا الرثاء إلى أغنية ’ميريانغ أريرانغ‘، التي تعكس الفرح البسيط والقدرة على الصمود لسكان البلدة. ويحتل اللحن أيضًا مكانة خاصة في قلوب الكوريين، حيث أصبح رمزًا للأمل والإرادة في التحرر خلال الاستعمار الياباني (1910-1945) عندما استخدمه الكوريون في حركة الاستقلال، وإن كان بكلمات مختلفة. ومن خلال استكشافنا لأغنية ’ميريانغ أريرانغ‘، حصلنا الشعور العميق بالحنين، مما يعكس تجارب الشعب الكوري.

الصورة تظهر بعض الطلاب أثناء التدرب على الغناء. (الصورة من المركز الثقافي الكوري في مصر)

الصورة تظهر بعض الطلاب أثناء التدرب على الغناء. (الصورة من المركز الثقافي الكوري في مصر)


في المحاضرة الثالثة، غامرنا إلى جولانام-دو لغناء ’جيندو أريرانغ‘. أظهر هذا الأداء الخصائص المميزة للأغنية بتقلباتها اللحنية. جزيرة جيندو التي تعصف بها الرياح، يواجه سكانها الحياة مع إيقاع الأمواج المتلاطمة والرياح العاتية. تنعكس هذه الطاقة في اللحن السريع والقوي لأغنية ’جيندو أريرانغ‘. وبينما تستحضر الكلمات حزن الأحباب الذين يغادرون إلى البحر، تظل روح جيندو قوية. تحمل الأغنية مزيجًا فريدًا من الحزن والفكاهة، مما يعكس مقاومة السكان، وقد تعمقنا في كلمات الأغنية، وحللنا عمقها الشعري والكشف عن القصص التي نقلوها.

أخيرًا، أخذتنا المحاضرة الرابعة إلى جانغوون-دو لغناء ’جونغسون أريرانغ‘. تجسد الأغنية روح الحياة في الجبال. على مدى أجيال، صب سكان جونغسون صراعاتهم في كلمات الأغنية، وقسوة حياتهم اليومية، وتحديات العيش تحت سقف واحد مع الأصهار، ومشاعر الزواج المعقدة. لكن الأمر لا يقتصر على المشقة فحسب، بل إن لحن الأغنية ولمسات الفكاهة والسخرية يعكس أيضًا قدرتهم على إيجاد العزاء وحتى الضحك وسط الصعوبات. لقد بحثنا في الأنماط الإيقاعية التي تجعل أغنية ’جونغسون أريرانغ‘ فريدة من نوعها، ونغمر أنفسنا في طاقتها وألحانها المبهجة.

أعطتنا المحاضرات المعلمة كيم يون-هاي، التي تركت انطباعًا دائمًا بلطفها وتفانيها. حصلت المعلمة كيم على شهادة تدريس اللغة الكورية وكانت مصر أول دولة بدأت فيها تدريس اللغة الكورية. وبفضل خلفيتها التعليمية للموسيقى الكورية التقليدية، كانت تهدف إلى مشاركة خبرتها مع الطلاب المصريين.

على الرغم من الاختلافات الإقليمية العديدة للأريرانغ، اختارت المعلمة كيم النسخ القديمة الأكثر شهرة وتمثيلًا لكل منطقة، ولكل منها قصتها المثيرة للاهتمام وأسلوبها المميز في الغناء. لقد أرادت أن تزود طلابها بفهم أغنية أريرانغ مع جعلها مألوفة ومترابطة. خلال المحاضرات، أظهرت موهبتها الرائعة من خلال العزف على آلة التايغوم، وهي آلة مخصصة للعروض الحصرية للعائلات الملكية في كوريا قديماً.

المعلمة كيم يون-هاي أثناء أداء الموسيقى للعائلات المليكة في كوريا قديما باستخدام آلة التايغوم، تعتبر هذه الألة هي النسخة الأكبر والأطول لآلة السوغوم، صممت بطريقة لتعطي أصواتا قوية وأيضا أصواتا أقل حدة. (الصورة من غادة محمد)

المعلمة كيم يون-هاي أثناء أداء الموسيقى للعائلات المليكة في كوريا قديما باستخدام آلة التايغوم، تعتبر هذه الألة هي النسخة الأكبر والأطول لآلة السوغوم، صممت بطريقة لتعطي أصواتا قوية وأيضا أصواتا أقل حدة. (الصورة من غادة محمد)


بعد انتهاء الفصول، أتيحت لي الفرصة للتحدث مع المعلمة كيم حول تجربتها في تدريس الموسيقى الكورية التقليدية لأول مرة. وأعربت عن مخاوفها بشأن كيفية تدريس لغة الموسيقى بشكل فعال، لأنها تختلف عن تدريس قواعد أو مفردات اللغة الكورية. ومع ذلك، قالت إن مخاوفها تبددت بسرعة عندما شاهدت حماسة طلابها. إن فهمهم للغة الكورية إلى جانب حرصهم على التعلم جعل تجربة التدريس ناجحة. وقالت "في فصل السوغوم، كانت قدرة الطلاب على عزف الأغاني المصرية باستخدام آلة كورية قديمة مثل السوغوم فريدة وملهمة. لقد أظهرت قوة الموسيقى في إنشاء روابط متناغمة بين الثقافات. وفي صف أريرانغ، كانت مشاهدة جهود الطلاب في غناءها باللحن والأسلوب الصحيحين أمرًا مشجعًا للغاية. إن دراسة أغنية أريرانغ لا تعمق تقدير الفرد للموسيقى الكورية التقليدية فحسب، بل تعزز أيضًا فهم الثقافة الكورية ككل."

رحلتي في عزف أغانٍ مختلفة بآلة السوغوم، واستكشاف التنوع الإقليمي لأغنية أريرانغ الشعبية التي توحد قلوب الكوريين، سمحت لي بفهم الأهمية الثقافية للموسيقى الكورية التقليدية. ومن خلال فصول السوغوم وأريرانغ، اكتسبت تقديرًا أعمق لقوة الموسيقى كوسيلة للتبادل الثقافي.



ess8@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.