مراسل فخري

2022.12.14

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
الصورة تظهر المخرجة 'ليم سون لاي' أتناء اللقاء بعد عرض فيلمها الغابة الصغيرة في سينما الزمالك في مصر. (الصورة من الصفحة الرسمية للمركز الثقافي الكوري في مصر على فيسبوك)

الصورة تظهر المخرجة 'ليم سون لاي' أتناء اللقاء بعد عرض فيلمها الغابة الصغيرة في سينما الزمالك في مصر. (الصورة من الصفحة الرسمية للمركز الثقافي الكوري في مصر على فيسبوك)



بقلم مراسلتي كوريا نت الفخريتين المصريتين رضوى محمد وسماح خالد

تدر صناعة الأفلام مليارات الدولارات كل عام وتحظى باهتمام جميع الفئات والأجناس خاصة مع تطور التكنولوجيا. فأصبح من السهل أن يشاهد متفرج من أقصى الشمال على عمل صنع في أقصى الجنوب دون أي معوقات أو صعوبة لفهم اللغة نتيجة استخدام التراجم النصية. في وجهة نظري، ما يدفع الناس لمشاهدة الأفلام هو كما يقول روبرت ألتمان "السينما هي كيفية أن تعيش أكثر من حياة…حياة جديدة مع كل فيلم تشاهده"، واليوم سنحاول أخذكم للتعرف على حياة جديدة.

في ضوء حرص المركز الثقافي الكوري في مصر على تعريف المصريين بثقافة كوريا الجنوبية، قام بتنظيم فعالية ليالي السينما الكورية 2022 التي أقيمت بسينما الزمالك لمدة أربع أيام من يوم الخميس الموافق ٢٤ نوفمبر ليوم الأحد ٢٧ نوفمبر، وقد كنا من المحظوظين الذين استطاعوا حضور فيلم 'غابة صغيرة' للمخرجة 'ليم سون لاي' الذي عرض يوم الجمعة الموافق ٢٥ نوفمبر وسط مجموعة من الحضور يتعدى عددهم المئتين. هذا هو العام الثاني لنا لحضور هذه الفعالية دوريًا على انتظامنا في حضور عرض الأفلام التي تعرض كل أربعاء في المركز الثقافي الكوري. هذا لأن الأفلام ساعدتنا كثيرًا لمعرفة عادات المجتمع الكوري، اهتماماتهم، تاريخهم، وطرق عيشيهم.

الصورة تجمع المراسلة رضوى محمد والمراسلة سماح خالد بعد حضورهم الفيلم مع صحبة من أصدقائهم في سينما الزمالك. (الصورة من المراسلة الفخرية رضوى محمد)

الصورة تجمع المراسلة رضوى محمد والمراسلة سماح خالد بعد حضورهم الفيلم مع صحبة من أصدقائهم في سينما الزمالك. (الصورة من المراسلة الفخرية رضوى محمد)


يتم عرض الفلم لمدة ساعتين من الساعة السادسة حتى الثامنة ثم لمدة ساعة يتم عمل لقاء مع مخرجة الفيلم الذي جاءت من كوريا خصيصًا لمناقشة آراء الحضور عن عملها، سنقوم بتغطية أبرز الأجزاء من لقاء المخرجة. في البداية أوضحت أن فيلم الغابة الصغيرة هو فيلم مقتبس من فيلم ياباني ولكن رغم ذلك فإن النسخة الكورية مختلفة عن النسخة اليابانية ففي النسخة اليابانية كان التركيز على عملية الطبخ والزراعة ولكن في النسخة الكورية تم تركيز علاقة الاصدقاء والأم وابنتها ووضحت الاعتقاد الخاطئ عند البعض وهو تشابه الثقافتين الكورية واليابانية ولكن في الواقع كلتا الثقافتين مختلفتين تماما، أتفق كثيرًا مع قول المخرجة، إني مهتمة بالثقافات الآسيوية كثيرًا لذلك شاهدت بعض الأفلام اليابانية وتختلف طريقة عرض القصة والتصوير عن الأفلام الياباني تتسم الأفلام الياباني بالتركيز على العناصر المساندة على حساب القصة أحيانًا.

السؤال الثاني كان يدور حول كيفية اختيار المنزل الذي دار فيه معظم أحداث الفيلم فقد ذكرت المخرجة أنها لا تحب التصوير في استديوهات لذلك بحثت لمدة 4 شهور عن منزل يناسب قصة الفيلم وفي النهاية وجدت ذلك البيت فقد كان يقطنه كبار السن وبعد وفاتهما أصبح المنزل مهجورًا لمدة سبع سنوات لا يسكنه أحد، ثم بعد أن قررت التصوير فيه بعد أن قامت المخرجة بتجديده. يبعد المنزل حوالي 3 ساعات ونصف عن سيول وعلى الرغم من ذلك ما زال حتى الآن يأتي الكثير من السائحين والزوار لرؤية المنزل حتى بعد مضى خمس سنوات من انتاج الفيلم، فقد أصبح بمثابة مزار سياحي الآن.

أما عن كثرة مشاهد الحيوانات في الفيلم فمعروف عن المخرجة نشرها لكتاب عن الحيوانات، لذلك حرصت على سلامتهم وأوضحت أنه فيا لنسخة اليابانية لم يكن هناك كلب ولكن في النسخة الكورية أن تعيش امرأة بمفردها في منزل بالريف من الممكن أن يكون خطيرًا، لذلك وجود الكلب معها يمكن أن يوفر لها بعض الامان، والآن يمكث الكلب مع أحد منتجين الفيلم بعد تبنيه له، ومن وجهة نظرنا كمتفرج فقد أضاف وجود الكلب عنصر من الدفء في الفيلم حيث طوال الفيلم شاهدناه كيف يكبر بصحة جيدة بجانب البطلة كمؤنس لها، فقد كانت إضافة موفقة من المخرجة.

الصورة تظهر بوستر الفيلم 'غابة صغيرة'. بعد انتهاء لقاء المخرجة يتم عمل سحب باستخدام أرقام التذاكر ويتم اختيار 5 أشخاص للحصول على بوستر موقع من المخرجين الأربعة الذين جاءوا إلى مصر، كان للمراسلة سماح حظ للحصول على البوستر موقع من كل المخرجين الذين أتوا إلى مصر وعبرت المراسلة سماح عن سعادتها للحصول على هذا التذكار الرائع. (الصورة من المراسلة الفخرية سماح خالد)

الصورة تظهر بوستر الفيلم 'غابة صغيرة'. بعد انتهاء لقاء المخرجة يتم عمل سحب باستخدام أرقام التذاكر ويتم اختيار 5 أشخاص للحصول على بوستر موقع من المخرجين الأربعة الذين جاءوا إلى مصر، كان للمراسلة سماح حظ للحصول على البوستر موقع من كل المخرجين الذين أتوا إلى مصر وعبرت المراسلة سماح عن سعادتها للحصول على هذا التذكار الرائع. (الصورة من المراسلة الفخرية سماح خالد)


السؤال الرابع كان عن عرض الفصول السنوية الأربعة بكوريا بشكل مميز وبصورة رائعة جدًا في الريف وهذا يعنى مدة طويلة من التصوير فكان هناك فضول تجاه كيفية اظهار ذلك، أجابت المخرجة قائلة أنه تم تصوير الفيلم حوالي ثلاث أسابيع من كل فصل، وأن أصعب وقت للتصوير كان في الشتاء وذلك بسبب تراكم الثلج على الأرض مما يعنى وجود آثار أقدام كثيرة في مكان التصوير بسبب وجود العاملين، ولذلك تم بناء جسر إلى الحمام ليستخدمه العاملين وأيضًا في فصل الخريف كانوا يريدون أن ينقلوا صورة الحقول الصفراء ولكن واجهوا بعض الصعاب بسبب حصاد الفلاحين للمحاصيل.

السؤال التالي الذي وجه للمخرجة عن "هل هناك مشهد يعبر عن تجربتك في صغرك أثناء عيشك في الريف؟"، إجابتها كانت أن في الفيلم كان هناك مشهد للبطلة وهى تقرأ خطاب والدته تخبرها فيه أنه عندما تواجه صعوبات فلتتذكر الأرض والهواء والسماء في الريف عندها يمكنها التغلب على أي صعوبات، بالنسبة للمخرجة فهذه النصيحة أفادتها كثيرًا، فمنذ صغرها وحتى الآن تعيش في الريف فهي دائما تشعر بتعاطف الطبيعة معها وهذا ما يجعلها تتغلب على الصعوبات في حياتها، تحكي المراسلة رضوى أنها دائما عندما كانت تنهى اختباراتها تذهب إلى بيت جدها وجدتها في الريف لتحظى ببعض الراحة كأنها تحاول أن توقف الوقت قليلًا أو تبطئه حتى تستعيد طاقتها مجددًا لتواجه تلك الحياة القاسية في المدينة.

يدور الفيلم حول التعافي النفسي فخلال الفيلم نري أن البطلة بعد أن كانت كارهة لأمها لأنها تركتها بدأت تفهم والدتها، وأن ما تسبب العيش في المدينة بها من مشاعر سلبية تختفي، تضمن اللقاء عرض نظرة المخرجة لماذا يجب على الانسان أن يبحث عن هذا النوع من التعافي حيث أن سبب صنع هذا الفيلم هو أن الشباب في كوريا يعيشون حياة مليئة بالمنافسة ويسابقون الزمن ولذلك كانت رسالة الفيلم لهم أن يأخذوا الأمور بروية وأن يبحثوا عن السلام النفسي أولًا وهذا ليس مقتصرًا عن الشباب الكوريين فهي رسالة لكل الشباب في العالم.

الصورة تظهر المخرجة 'ليم سون لاي' أثناء التقاط الصور مع الجمهور المصري بعد عرض فلم الغابة الصغيرة. (الصورة من الصفحة الرسمية للمركز الثقافي الكوري في مصر على فيسبوك)

الصورة تظهر المخرجة 'ليم سون لاي' أثناء التقاط الصور مع الجمهور المصري بعد عرض فلم الغابة الصغيرة. (الصورة من الصفحة الرسمية للمركز الثقافي الكوري في مصر على فيسبوك)


السؤال الأخير كان عن سبب اختيار هؤلاء الممثلين بالتحديد، فقد قامت المخرجة باختيار الممثلة 'كيم تاري' أولًا، فعند التفكير في شخصية البطلة أحبت أن يكون لديها ملامح وجمال طبيعي لذلك شعرت أنها مناسبة لهذا الدور، وبعد ذلك قامت باختيار البطل وهو الممثل 'ريو جونيول' وذلك لأن هيئته وشكله يوحى بأنه شخص يعيش في الريف وبنيته أيضًا لابد أن تكون قوية كمزارع يعيش في الريف، وبعد ذلك فكرت أنه يجب على الشخصية الثالثة أن تتناسب مع الشخصيتين الأخريين، لذلك تم اختيار الممثلة 'جين كي جو' عن طريق تجربة الأداء، من وجهة نظرنا نحن بجانب جمال كيم تاري فهي تمتلك صوت عميق يمنح بعض من الدفء وقد كان ذلك بارزًا جدًا عند عرض مشاهد فصل الشتاء، أضافت الممثلة 'جين كي جو' حيوية للفيلم فشخصيتها المرحة جعلت من هذا الفيلم فيلم متوازن وليس حزينًا.

بعد الاستماع للقاء المخرجة تعرفنا على جوانب مختلفة عن صناعة الفيلم ساعدنا ذلك على فهم أعمق له، نشكر المركز الثقافي الكوري في مصر على مبادرة هذه وعلى قبول المخرجة للدعوة، ما أثار إعجابنا أثناء عرض الفيلم كان إظهار فصول السنة الأربعة في كوريا والتي بدت كلوحة فنية فشعرنا كأننا ذهبنا إلي كوريا عبر الشاشة، إلى جانب إعداد الطعام التقليدي الذي يتناسب مع كل فصل، لقد أحببنا طريقة إعداد 'البرسيمون المجفف' وهي فاكهة يتم تجفيفها في فصل الخريف وتناولها في فصل الشتاء لأن هذه الفاكهة متوافرة في مصر لكن على الرغم من ذلك لا يتم تجفيفها وهذا أثار فضولي لتجربتها، إلى جانب مشاهد تناول الطعام مع الأصدقاء واستعاد ذكرياتهم سويا فقد منح جزء كبير من الدفء، أما عن أكثر ما أثر فينا عند رؤية الفيلم فهي تلك الرسالة التي وجهتها للجمهور ليبحث كل واحد عن غابته الصغيرة والمراد به هو البحث عن ملاذه الذي يخفف عنه أعباءه ويجعله سعيدًا، هذا الفيلم جعلنا نفكر ما الخطأ في العيش في الريف، أو العيش على مهل دون أن أسابق الزمن أو أنافس الآخرين على الفرص في وسط الحياة السريعة في المدينة، كانت هذه رسالة المخرجة بالتأكيد، بالنسبة لي قد نجحت فإيصالها، لذلك يقول ألفونسو كورارون "الهدف من صنع فيلم، ليس صنع عمل جيد أو ردئ. الهدف هو أن تتعلم منه الكثير" وقد تعلمنا ما يكفي للمضي في الحياة.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.