رحلة في القرية الكورية الصغيرة بالقاهرة ’المعادي‘. (رسومات نورا مجدي)
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية رفيدة أبو الوفا
في أمريكا الجنوبية وبالتحديد مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا يوجد هناك كوريا تاون أو ما يعرف بالقرية الكورية، تمتلئ بكل ما هو متعلق بالثقافة الكورية لتشعر جميع زوارها وساكنيها بأنهم وقعوا في حي من أحياء عاصمة كوريا الجنوبية سيئول، فيمكنك أن تجد المطاعم الكورية والبارات ومحلات البقالة والحلوى إلى جانب المعمار الكوري ومحلات منتجات التجميل الكورية كل ذلك في وسط المدينة لتحتل الثقافة الكورية قلبك فور دخولك لكوريا تاون.
بالنسبة لمحبي الثقافة الكورية في مصر كثيرا منا يعتبر منطقة المعادي بالقاهرة هي أقرب ما يمكن أن نمتلك في مصر لمفهوم القرية الكورية الصغيرة أو ’كوريا تاون‘. حيث تمتلئ المعادي بالمطاعم الكورية مثل جايا وتوماتو وسيئول باربكيو وكوكيو وغيرهم الكثير ولذلك فإننا نعتبر المعادي رحلة قصيرة لكوريا الجنوبية على أراضي مصرية. وبسبب ذلك فعادة عقب انتهاء الامتحانات في معهد سيجونغ أذهب مع أصدقائي دارسي اللغة الكورية لنحظى برحلة قصيرة في كوريا الجنوبية الخاصة بنا، واليوم أعزاءي القراء قررت أنا ونورا أن ندعوكم لرحلة صغيرة معنا في المعادي الكورية خاصتنا.
رفيدة: بالنسبة لي منذ اللحظة التي أترجل فيها من المترو أشعر تلقائيا بطاقة مختلفة وقتما وصلنا المعادي لأني يمكنني رؤية الكثير من الكوريين في الشوارع والكافيات القريبة ولذلك كان دائما عندي فضول بمعرفة سبب كثرة وجود الكوريين في المعادي إلى أن أخبرني أحد أصدقائي الكوريين أن منطقة المعادي تأتي على أول قائمة الترشحات عندما يقررون السفر إلى إلي مصر. ماذا عنك نورا؟
نورا: هناك بعض الأماكن التي دائما ما نعيش فيها لحظاتنا الجميلة وأنا أرى أن المعادي واحدة من تلك الأماكن لأنها تذكرني بكوريا. في بعض الأحيان أذهب إليها مع أصدقائي بعد الانتهاء من الامتحانات في معهد سيجونغ يملؤنا الشعور بالسعادة لتقدمنا خطوة في طريق حلمنا نحو إتقان اللغة الكورية. نحتفل احتفالنا المميز والمعهود عن طريق زيارة مطعم كورى مثل مطعم جايا وغيره من المطاعم الكورية المتعددة هنا حيث يمكننا تناول البولغوغي اللذيذ وغيرها من الأطباق الشهية. ما بين الضحك والتقاط الصور لأطباق الطعام والمحاولة للتحدث باللغة الكورية مع مالك المطعم، وشعوره بالسعادة لمحاولاتنا الصغيرة ودفعنا للاستمرار في التعلم. إن ما يجعل المطعم الكوري مكاني المفضل هو طرازه الكوري الهادئ فأينما تنظرين ستقع عينك على صورة بسيطة تحتوي امرأة ترتدي الزي الكوري التقليدي أو تحتوي على بعض العناصر الأخرى التي تعبر عن التاريخ الكوري.
بالنسبة لك يا رفيدة ما هو مكانك المفضل في المعادي؟
رفيدة: لا يمكنني القول أن لدي مكانا مفضل في المعادي لأنني أحب التجربة كاملة، أحب ذهابنا الى المطاعم الكورية هناك واكتشافنا للأكلات جديدة من المطبخ الكوري. أتذكر دائما أول مرة تناولنا فيها الأخطبوط المقلي ’ناكشي بوكيم‘ والشعرية الباردة وغيرها من الأكلات الغير مألوفة، كما أحب اختيارنا للأدوات المكتبية الكورية ذو المظهر الطفولي ولذلك فإن مكاني المفضل هو التجارب التي نحظى بها.
نورا: نعم لديك حق يا رفيدة! فأنا أحب مكتبة ’بدران‘ التي تبيع الأدوات المكتبية الكورية في المعادي، حيث أجد المنتجات المكتبية الكورية ذات الألوان المبهجة والتي تحتوي على بعض العبارات الكورية. حينما تنظرين إليها ستشعرين كأنك تقفين في مكتبة كورية لأن أسلوبها يتميز بالبساطة والجمال. دائماّ ما ألاحظ أن العبارات على دفاترهم تحفيزية ليتمكن حاملها من المذاكرة وبذل الجهد. هذه واحدة من أهم النقاط التي تجعلني أنجذب إلى الثقافة الكورية فالشعب الكوري دائما ما يتخذ من بذل الجهد والنجاح أسلوب للحياة. كما أنه يميل للبساطة والمظهر الطفولي كما ذكرتي وقد جعل ذلك الثقافة الكورية مصدر جذب للعديد من الناس حول العالم.
رفيدة: أوافقك الرأي، المعادي متنوعة وفريدة ويوجد شيء مناسب لكل فرد وربما كان من أسباب تواجد الكوريين بشكل ملحوظ هناك هو المدرسة الكورية الموجودة في المعادي فهي تعتبر المدرسة الوحيدة التي تتبع نظام التعليم الكوري، للكوريين المقيمين بمصر، هذا ما أخبرني به أحد طلاب المدرسة.
نورا: نعم، وجود المدرسة الكورية هناك أحد أهم الأسباب لوجود الكوريين هنا، بالإضافة لتواجد عدد لا بأس به من المطاعم الكورية وطبيعة المكان الهادئة. فأن منطقة المعادي تحتوي على أماكن كورية أخرى حيث تتواجد منتجات التجميل الخاصة بالكوريين ومكونات طعامهم المتميزة ليستطيع الجميع تجربة أعداد الأطباق الكورية الشهية. لقد دفعني هذا لشراء ورق أعشاب البحر’كيم‘ وقمت بأعداد ملفوف الأرز والخضراوات ’كيمباب‘. لقد كانت تجربة فريدة جعلت من المعادي مكانا متميزا بالنسبة لي حيث أجد مصادر لشراء ما أحتاجه فيما يتعلق بالمكونات الكورية.
رفيدة: بالطبع لا يمكننا ذكر المعادي بدون ذكر سوق المنتجات الآسيوية بالنسبة لشخص مثلي يهوى إعداد الطعام وخاصة الطعام الكوري. حيث يعتبر السوق الآسيوي بالمعادي بالنسبة لي كمتجر الحلوى للطفل الصغير، فيمكنني أن أجد هناك الكثير من مكونات طهي الطعام الكوري والتي يصعب إيجادها في أنحاء القاهرة مثل صلصة الفلف الكورية ’كوتشوجانج‘، شعرية البطاطا الحلوة، كعك الأرز ’توك‘، زيت السمسم الكوري وحتى الملفوف الخاص بالمخلل الكوري ’كيمتشي‘، ولذلك في كل مرة نذهب فيها إلى المعادي ينتهي بي الأمر بشراء البقالة الكورية خاصتي.
ارتباط المعادي في أذهاننا بكوريا الجنوبية له تفسير واحد و قوي وهو شدة تعلقنا بكوريا الجنوبية فنحن نبحث عنها في كل الأرجاء ولابد أن هناك الكثير من القراء في البلدان المختلفة لديهم مقهى، حي أو منطقة تجعلهم يفكرون في كوريا لذلك أخبرونا في التعليقات أي الأماكن في بلدانكم تأخذكم إلى كوريا؟
sarahoqelee@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.