مراسل فخري

2021.02.18

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian


غلاف النسخة العربية من القصة القصيرة ’سلمون‘ للكاتب ’أهن دو هيون‘ وترجمة ندى أشرف من مصر‘. (الصورة من المترجمة ندى أشرف)


بقلم المراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية مي الحطاب


 قام قسم اللغات الآسيوية شعبة اللغة الكورية بالجامعة الأردنية بإعلان عن المسابقة السنوية ’مسابقة الترجمة الدولية للقصص الكورية القصيرة‘ لعام 2020 بدعم من ’معهد ترجمة الأدب الكوري‘ بداية من الـ25 من سبتمبر العام الماضي، وقد حازت على المركز الأول ندى أشرف طالبة في الصف الثالث بقسم اللغة الكورية بكلية الألسن  في جامعة عين شمس بمصر، على ترجمتها قصة قصيرة   بعنوان ’سلمون‘ للكاتب ’أهن دوهيون‘.

 
ومثلي كجميع دارسي اللغات في العموم نتمنى أن نعمل في مجال الترجمة أو أن نحصل على فرصة التجربة على الأقل. وهي الفرصة التي لم تسمح ندى أشرف بأن تفوتها وقررت خوض التجربة دون تردد.


هيا لنتعرف عن قرب على تجربة ندى الفريدة من خلال لقاء معها بعد حصولها على المركز الأول على مستوى الدول العربية في ترجمة القصص الكورية القصيرة.

بما أنك تدرسين اللغة الكورية كتخصص، وهي ليست باللغة التي يمكن اتخاذ قرار دراستها ببساطة، فهل كان حلمك الدراسة بذلك القسم منذ البداية؟

في الحقيقة منذ صغري وأنا مهتمة بدراسة اللغات كثيراً ومهتمة بالشعر، ولكنني بجانب ذلك أيضاً كنت مهتمة بدراسة المواد العلمية التي كانت تحفز عقلي ومخيلتي دائما مثل الفيزياء وعلم الأحياء وحتى الرياضيات. وبالرغم من شغفي اتجاه المجالين، ولكن عندما حان وقت الاختيار. ففضلت دراسة اللغات في كلية الألسن عن دراسة الطب البيطري، هو لم يكن بالقرار السهل في العموم، ولكنني وجدت أن دراسة اللغات بوابة أوسع بكثير للسفر واكتشاف العديد من الثقافات من حولي. في البداية، لم يكن هدفي الأساسي دراسة اللغة الكورية تحديداً، ولكنني كنت مهتمة باللغات الآسيوية عموماً مثل الكورية، اليابانية والصينية لندرتها. بعدها قررت اختيار اللغة الكورية بالتحديد، حيث وجدتها لغة مختلفة وأعجبني فكرة أن حروفها هجائية، ولا تعتمد على الرموز وهو ما يجعلها لغة سهلة وممتعة رغم كونها لغة جديدة بالنسبة لي.

هذا جيد حقاً، هل يمكنك إذن أن تخبرينا أكثر عن المسابقة وكيف عرفت عنها؟

هي مسابقة ينظمها قسم اللغات الآسيوية شعبة اللغة الكورية بالجامعة الأردنية، وتسمى ’مسابقة الترجمة الدولية للقصص الكورية القصيرة‘ بدعم من ’معهد ترجمة الأدب الكوري‘. المسابقة متاحة للمشاركة من جميع متعلمي اللغة الكورية على مستوي الوطن العربي وليس فقط طلاب القسم. ويقدم الآن معهد ترجمة الأدب الكوري مسابقات لتجرمة القصص القصيرة كل عام، ويمكن المشاركة بشكل مباشر عن طريق موقعه الإليكتروني، والتعرف على المزيد من الأنشطة المقدمة للأجانب في مجال ترجمة الأدب الكوري.  أما بالنسبة لي، فقد تعرفت على مسابقة  قسم اللغات الآسيوية في البداية من المجموعة المخصصة لطلاب قسم اللغة الكورية بكلية الألسن بجامعة عين شمس بمصر. وكانت لترجمة القصة القصيرة ’سلمون‘ أو ’يونو‘  للكاتب ’أهن دوهيون‘. في الحقيقة كنت أشعر أن المشاركين معي يفوقوني لغويا ومعرفيا، ولكن كل ما كان يحركني هو الرغبة في التجربة لا أكثر.


موقع معهد ترجمة الأدب الكوري:

https://www.ltikorea.or.kr/


إذا هل يمكنك أن تحكي لنا ببعض من التفصيل عن التجربة وكيف استطعت أن تنقلي المشاعر في القصة وليس فقط إنجاز الترجمة حرفياً؟

كما توقعت لقد كانت التجربة غنية ومفيدة جداً بالنسبة لنا جميعاً ولي على وجه الخصوص، بما أنها المرة الأولى لي في الترجمة الأدبية، ورغم أنها خطوتي الأولى في المجال الأدبي، ولكنني تعلمت الكثير، وبالطبع أيضاً واجهني الكثير من الصعوبات فقد كنت أحاول دائماً اختيار مصطلحات فصيحة وبليغة وفي نفس الوقت واضحة. كما أن تأثري الشديد بالأحداث كان من العوامل التي ساعدتني في توصيل المعاني المحمولة بين أسطر الرواية وليس فقط معاني الكلمات وتسلسل الأحداث.


أما بالنسبة لأكثر الأشياء صعوبة، كان كثرة الأطناب بقصة ’سالمون‘، وذلك على العكس ما ألِفْتَه في الأدب العربي الذي يعد الإطناب فيه عيبا لغويا، وهو ما أوجب التغير في الصياغة كثيراً، وإضافة أسلوبي الخاص على النص، ولكن دون المساس بأسلوب الكاتب الأصلي، مما جعلها معادلة صعبة.

بالإضافة إلى أن قصة "سلمون" قصة خيالية، ولكن تحكي عن الأسماك بشكل علمي، مما جعلني أقرأ عن هجرة الأسماك وأنواعها وبالتحديد سمك السلمون، حيث كانت القصة تحتوي على مصطلحات علمية للأسماك، وهو التحدي الذي لم اتوقعه، ولكن البحث في ذلك كان ممتع رغم كل شيء. 


أثارت حس الفضول لديَّ، هل لك أن تحدثينا أكثر عن قصة ’سلمون‘؟

قد تبدو الرواية من الخارج مجرد رواية خيالية عن أسماك السلمون فقط، ولكنها منذ صفاحاتها الأولى تحمل نظرة فلسفية وفيها تجسيد لحياة البشر. بشكل ما يمكنك من أحداث الرواية أن تتعرف على سبب الحياة وأن تري فيها مواقف وشخصيات نقابلها في حياتنا اليومية وحتى المصاعب التي نواجها وكيف أنها تبني شخصية المرء، واختلاف الأساليب فيما بينا في التعامل مع تلك المشاكل وتخطيها. لقد استطاع الكاتب ’أهن دو هيون‘ تجسيد كل تلك النماذج، ولكن على صورة أسماك السلمون، ووصف طريق هجرة الأسماك المحفوف بالمخاطر من البحر إلى النهر حتى وصوله وقيامه بعملية التبويض التي أودت بحياته في نهاية المطاف.


الطالبة ندى أشرف أثناء لحظة تكريمها على حصولها على المركز الأول لترجمة القصة القصيرة ’سلمون‘ للكاتب الكوري الجنوبي ’ أهن دو هيون‘ في مسابقة ’مسابقة الترجمة الدولية للقصص الكورية القصيرة‘ التي ينظمها ينظمها قسم اللغات الآسيوية شعبة اللغة الكورية بالجامعة الأردنية. يقوم بتكريمها السيد ’أوه سي-جونغ‘ أستاذ بقسم اللغة الكورية في كلية الألسن بجامعة عين شمس (الصورة من المترجمة ندى أشرف)  


كيف كان شعورك بعد حصولك على المركز الأول في مسابقة الترجمة؟

استغرقت الرواية لترجمتها مني حوالي أربعة إلى خمسة أسابيع إلى أن وصلت للمرحلة الأصعب وهي المراجعة والتعديلات النهائية، حيث كانت تستلزم مني قدر عالٍ من التركيز والتدقيق في كل التفاصيل بداية من الهمزات وعلامات الترقيم إلى الإعراب والقواعد النحوية. استغرقت النتيجة حوالي شهرين للظهور منذ أن سلمت القصة في أواخر شهر نوڤمبر. إلي أن ظهرت النتيجة في أواخر شهر يناير هذا العام، وكانت المفاجأة عندما قرأت اسمي يتصدر قائمة الفائزين، وقد أخذت الكثير من الوقت لإدراك أنني الفائزة الأولى بالفعل. حين رأيت اسمي في يوم التكريم على الشهادة وتسلمت معها الجائزة، فقط أدركت أنني حققت إنجازي الأول في مجال الترجمة عموماً وهو ما كان دائما شغفي بكافة أنواعه، وكنت أتطلع للتخصص فيه وليس فقد الترجمة الأدبية. وأتمني في المستقبل أن أحترف الترجمة الفورية رغم صعوبتها. الجدير بالذكر أنه قد شارك خمسة أشخاص من مصر فقط، والفائزات الثلاثة جميعهم مصريات حيث فزت أنا واثنتان من زميلاتي في القسم على مستوى الدول العربية، وهو ما يجعلني فخورة بالمجهود المبذول من أساتذة القسم لدينا.

في ختامنا هل يمكن أن تعطينا اقتباسا يظهر نبذة عن الرواية حتى تتسنى لنا الفرصة لقراءتها؟

 "الطريقة لحب السلمون وفهمه كليا، هو أن يكون لديك عين يمكنها رؤيته من الجانب، وأن يكون لديك القليل من الخيال، أي أن ترى بعين قلبك، تلك العين التي تريد رؤية غير المرئي، وتعرف كيف تراه، فالخيال هو القوة التي تأخذ آفاقنا إلى نهاية العالم وتجعلنا نراه"


بشكل شخصي أحب هذا الاقتباس لأنه يعطى نبذة ولو بسيطة عن النظرة الفلسفية للكاتب في الرواية.


sarahoqelee@korea.kr


هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.