مراسل فخري

2021.02.17

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian


الماندو الكوري بالنكهة المصرية. (الصورة من المراسلة الشرفية مي حطاب)


بقلم مراسلة كوريا.نت الشرفية المصرية مي الحطاب وآية الحديدي


 الطعام الكوري أصبح إحدى العناصر الأساسية لجذب الناس للتعرف على الثقافة الكورية، ولكن في أوقاتٍ كثيرة يصعب الذهاب إلى مطاعم كورية خصوصاً في فترة إنتشار فيروس كورونا 19 المستجد (كوفيد-19) وهو ما شجعنا على التفكير في تجربة طهي طبق كوري في المنزل. ولأن كل طعام دائما ما ورائه قصص وتاريخ وأيضاً لها العديد من الأساليب والتقاليد في طريقة طهوه، فقد اخترنا إعداد طبق ’ماندو‘ أو القطايف الكورية.


وقد بدأنا فوراً في البحث عن المنتجات الكورية الأصلية قدر الإمكان وشرائها عن طريق الإنترنت وهو الشيء الذي لم يكن سهلاً ابداً ولكن الهدف كان الوصول إلى الطعم الكوري الأصلي. لم نرد أن تكون مجرد تجربة عابرة للماندو بل أردنا أن نشارككم أيضاً رحلتنا في التعرف على تاريخ وكيفية طهي الطعام الكوري بالطريقة الاصلية.

مي : كيف حالك؟ أنا متحمسة اليوم كثيراً لمساعدتك في طهي الماندو.

آية : إذاً هيا بنا نبدأ سريعاً في تحضير الوصفة.

آية : ولكن لحظة.. كثيراً ما أشعر بالفضول حول بداية الماندو في كوريا.


مي : لقد قرأت مرة عن تاريخ الماندو بالفعل. حيث يعُتقد أن المنغوليين هم من أحضروا القطائف أو الماندو الكوري إلى كوريا في القرن الرابع عشر في عصر جوريو وأثناء الحرب بين الكوريين و المنغوليين بدأت عاداتهم وتقاليدهم بالأندماج، مما ساعد على انتشار طبق الماندو واستقراره في العاصمة "كيسونغ" لمملكة جوريو إلى أن لاقي شهرة كبيرة وبدأ بالتوسع بشكل سريع. كما كتب المؤرخون أن العديد من المأكولات المصنوعة من القمح. مثلا القطائف تطورت من بلاد ما بين النهرين إلى أن امتدت ووصلت إلى الشرق. وأيضاً قرأت عن الأغنية الشعبية الشهيرة "سانج هوا چوم" والتي تعني "متجر القطائف"، كُتبت هذه الأغنية في عهد مملكة جوسون الأغنية تحكي عن مجموعة من الأويغور وصلوا إلى كوريا وبدأوا في إنشاء متاجر الماندو وكيف أن تلك المتاجر لاقت شهرة كبيرة. وإن صاحب أول متجر للماندو كان منغولي أو من أصل آسيوي. تلك الأغنية مشهورة جدا خصيصاً حين يتم ذكر الماندو.


طريقة تحضير الماندو. (الصورة من المراسلة الشرفية مي الحطاب)


آية : هذا حقاً رائع، لقد تحمست أكثر للبدء في الوصفة.


مي : إذا فلنبدأ سريعاً.

آية : أولاً سنقوم بصنع العجين والتي تتكون من دقيق وملح وماء وزيت وتعجن معاً ونتركها لترتاح لمدة نصف ساعة ونعود لتشكيلها. أليست سهلة ؟

مي : لا أعتقد ذلك.

آية : صدقيني إنها سهلة للغاية. 


وفي وقت انتظارنا لنقوم بصنع الحشوة معا.

مي : وها قد أتي الجزء المفضل لدي.

آية : أولاً نضع اللحم البقري، ثم نودلز البطاطا الشفافة والتي حصلت عليها بصعوبة في مصر، وبعدها نضع قطع البصل الأخضر، وأخيراً نضيف التوفو، والثوم المفروم.

مي : ماذا عن التوابل؟

آية : إضافة التوابل هي الخطوة القادمة. سنقوم بإضافة صوص الصويا، وزيت السمسم الكوري، ومن ثم نضيف الملح والفلفل، و نقوم بمزج كل المكونات معاً جيدا وبهذا نكون انتهينا من صنع حشو وسوف نعود مرة أخرى ونشكل العجين لدوائر رفيعة.

مي : كيف يجب أن أفعلها؟

آية : نضع الحشو في منتصف الدائرة ونبدأ بإغلاقها بوضع بضع قطرات من الماء على الأطراف لكي تلتصق جيداً، بعدها قومي بتشكيلها بأسهل طريقة بالنسبة لك. لا تقلقي لن أسخر منك إذا لم تستطيعي تشكيلها جيداً.


مي : أتمنى ذلك، سوف أحاول.

آية : لقد صنعتيها بشكل جيد، تهنئاتي. الآن سوف ننتقل إلى آخر مرحلة وهي الطهي على البخار.

مي : ماذا عن صوص الجانبي.

آية : إنه سهل للغاية فهو يصنع من صوص الصويا مع الخل وحبوب السمسم.

آية : والآن هيا لنتذوق الماندو.

مي : حقاً لم أتوقع تلك النتيجة. إنه يشبه الماندو الذي تذوقته في مطعم كوري منذ سنة.

آية : إذا ما رأيك أن نأخذ البعض منه ونجعل العائلة والأصدقاء يتذوقونه؟.

مي : فكرة جيدة أنا متحمسة لسماع رأيهم.


المراسلة الشرفية مي وآية وهما تعدان ماندو. (الصور من المراسلة الشرفية مي حطاب)


لقد أعطيت البعض لأمي وأخي ولإحدى صديقاتي أيضاً. وعلي عكس المتوقع تماماً لقد أعجبهم الماندو كثيراً، في البداية ما جعلهم يعرفون أنه طعام كوري هو شكله وطريقة لفه العجيبة، ولكن بعد تذوقه، ظنت أمي أنه ليس طعام آسيوي أصلا فقد شعرت أن مزيج الاطعمة يشبه الطعام المصري قليلاً، وهو ما جعلها تحب الطبق كثيراً. وأيضاً أخي وصديقتي أعجبهم الماندو وقالوا أنهم يريدون تجربته مرة أخرى.

آية : أنا أيضاً أعطيت لأخواتي وصديقاتي التي لم يسبق لهن تناول الماندو من قبل ولقد أعجبهم جداً وكان لهن نفس الرأي أيضا ولم يستطيعوا تخمين ما به من مكونات وهو ما كان مسلي للغاية بالنسبة لي.

في النهاية فقد كانت تجربة مسلية جداً خصوصا لأننا صنعناها معا ولقد علمت لماذا يتم صناعة الماندو في كوريا باجتماع جميع أفراد العائلة وهو ما جعلني شعرت بدفئ المنزل أثناء تجربة صنعه. وفي رأيي يجب على كل محبين الطعام الكوري تجربة صنع الماندو ومشاركته مع أحبائهم وذلك سوف يسهل عليهم تعريفهم عن ثقافة الطعام الكوري والمائدة الكورية.


sarahoqelee@korea.kr


هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.