مراسل فخري

2020.08.27

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian


مظاهرة الـ1400 المطالبة بحل مشكلة العبودية الجنسية للجيش الياباني بالقرب من تمثال لفتاة أمام السفارة اليابانية السابقة في جونغنو-غو بالعاصمة سيئول. (الصورة من وكالة يونهاب للأنباء)


بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية شيماء رشدي

الفيديو = من قناة يوتيوب مدينة سيئول


إذا أرادنا السلام في العالم فيجب أن نصحح الحقائق التاريخية المزيفة وأن يعترف العالم بضحايا الحروب. فالمرأة أكثر من يعاني من ويلات الحروب، لنصبح أكثر شجاعة اليوم ونتكلم عن ضحايا الاسترقاق الجنسي الياباني في كوريا وما يجعل الأمر أكثر قسوة عدم اعتراف اليابان بالأخطاء التي ارتكبتها في فترة الاحتلال الياباني لكوريا.


تم لأول مرة الكشف عن حقيقة الاسترقاق الجنسي الياباني الذي ارتكبه الجيش الياباني من خلال الشهادة التي أدلت بها السيدة الراحلة "كيم هاك سون" إحدى ضحايا الاسترقاق الجنسي يوم الـ14 من شهر أغسطس عام 1991. وذلك بعد أن نفت الحكومة اليابانية رسميا في شهر يونيو عام 1990 تورطها في قضية الاسترقاق الجنسي حيث قررت السيدة كيم كسر حاجز الصمت ووقفت أمام الجمهور مع قصتها المأساوية تحكي أبشع نوع من جرائم الحروب، وفي عام 1992، بدأت مظاهرات أمام السفارة اليابان تنديدا بضحايا الاستعباد الجنسي من قبل الجيش الإمبراطوري الياباني، وفي عام 2011 اقترح المجلس الكوري للمرأة فكرة تمثال السلام، وتم تنفيذ الاقتراح في 14 ديسمبر من عام 2011 وتم تثبيت التمثال البرونزي أمام سفارة اليابان في سيئول.


ترجع هذه القضية إلى الحرب العالمية الثانية، عندما قام الجيش الياباني الامبراطوري بتجنيد نساء من كوريا لتقديم خدمات جنسية للجنود خلال المعارك والحروب وكانت أعمار الفتيات ما بين 13 و15 عاما، حيث تم اختطافهن من قبل الجيش الإمبراطوري لاستعبادهن جنسياً وإبقاؤهن في مراكز الدعارة العسكرية، حيث تعرّضن مراراً وتكراراً للاغتصاب، بحسب شهاداتهن الخاصة التي جمعتها منظمة "ليلا بيليبينا" للناجيات من نظام الاستعباد الجنسي العسكري الياباني.


في المقابل تكشف بعض المراسلات العسكرية  للجيش الياباني، أن الهدف من إقامة مراكز الدعارة العسكرية كان لمنع  حدوث جرائم الاغتصاب التي يرتكبها أفراد الجيش في المناطق المحتلة والتي من شأنها أن تخلق نوعا من العداء والمواجهة الشعبية  بين الأهالي والجنود اليابانيين في تلك الأراضي المستعمرة بالإضافة الى توفير الراحة للجنود وتجنب حدوث التجسس عن طريق استعمال العدو للإغراءات الجنسية  لهم.


ومن الجدير بالذكر أن اليابان أجبرت حوالي 200 ألف امرأة على ممارسة العبودية الجنسية، واستدراجهن إلى "محطات المتعة" التي تم إعدادها في جميع أنحاء شرق آسيا من قبل الجيش الياباني في الفترة الممتدة منذ العام 1932 حتى نهاية الحرب. في الحقيقه قلبي يؤلمني جدا ودموعي تسبقني عندما أتخيل ما حدث لهؤلاء الفتيات الصغيرات وكيف تم تدمير حياتهن ونفسيتهن دون رحمة، لأنه بعد خسارة اليابان الحرب العالمية الثانية تركت ضحايا الاسترقاق الجنسي دون إعادتهن إلى أوطانهن ورغم ذلك عادت بعض منهن إلى أوطانهن كأسرى حرب لقوات التحالف أو بشكل فردي، ولكن أغلبيتهن تخلين عن طموحاتهن للعودة إلى أوطانهن وانتحر بعضهن في نهاية والنساء الآتي عدن إلي كوريا عانوا من العزلة والفقر وعدم قدرتهن علي تكوين أسر طبيعية، فتجاربهن المؤلمة تركت أكبر الأثر عليهن.





وقد نشرت حكومة كوريا الجنوبية لقطات فيديو نادرة لنساء كوريات أجبرن على العمل في بيوت دعارة كان يتردد عليها الجنود اليابانيون إبان الحرب العالمية الثانية وذلك في أول لقطات تعرض ضحايا الاسترقاق الجنسي. وكان فريق بحثي من جامعة سول الوطنية، تموله الحكومة، قد اكتشف اللقطات التي صورها جندي أميركي عام 1944 وسط الأرشيف الوطني الأميركي بعد بحث دام عامين.


والمقطع بالأبيض والأسود ومدته 18 ثانية، تظهر فيه سبع نساء في طابور أمام منزل من القرميد ويستجوبهن جنودا صينيين، في الثامن من أغسطس لعام 2019 تم إصدار فيلم وثائقي يحمل اسم "أنا اسمي كيم بوك دونغ" يحكي عن آخر 27 عام من حياة الناشطة في مجال حقوق الإنسان والسلام " كيم بوك دونغ"، وهي أيضا إحدى ضحايا الاسترقاق الجنسي.


:للمزيد من المعلومات عنها


http://m.korea.net/arabic/NewsFocus/Culture/view?articleId=173590


والآن هناك من الجيل الجديد من يجهل هذا النوع من القضايا،  فتم إصدار لعبة إلكترونية تحمل اسم الأربعاء ويمكن الرجوع للمقالة

:التالية لمزيد من المعلومات عنها


http://m.korea.net/arabic/NewsFocus/Society/view?articleId=188775&page=1


وأخيرا فأن أفضل ما نقوم به أن نظل نذكر العالم بهذه الجرائم حتى تظل عالقة في ذاكرة المجتمع والأجيال الجديدة، وأعتقد أن تقديم اليابان اعتذارا صادقا عن قضية الاسترقاق الجنسي  يمثل الحل الوحيد لصفح الضحايا عن هذه الجرائم، فهي تعويض معنوي عن معاناتهم طوال الأعوام الماضية ولكن للأسف لم تقدم اليابان أي اعتذار رسمي إلي الآن.


sarahoqelee@korea.kr


هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.