محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات. (الصورة من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية)
بقلم مراسل كوريا.نت الفخري عبد العظيم محمود حنفي(الأستاذ في أكاديمي مصري) من مصر
في الأول من أغسطس 2020، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، عن نجاح تشغيل أول مفاعلاتها النووية السلمية لإنتاج الكهرباء بعد النجاح في تنفيذ برنامج اختبارات شامل، وبشكل آمن.
وستصبح محطات براكة الأربع للطاقة النووية محركاً للنمو في دولة الإمارات، حيث ستنتج المحطات الأربع فور تشغيلها بالكامل 25% من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية ، إلى جانب دعم التنوع الاقتصادي عبر تطوير قطاع مستدام للطاقة النووية وسلسلة إمداد محلية.
وقد برزت الطاقة النووية من إنتاج كوري جنوبي كخيار أمثل لدولة الإمارات حيث إن كوريا تنتج تكنولوجيا نووية آمنة وصديقة للبيئة وموثوقة، كما ان تلك المولدات الكورية الجنوبية مجدية اقتصاديًا، وقادرة على إنتاج كميات كبيرة من الكهرباء.
وبهذا الإنجاز، أصبحت الإمارات الأولى في العالم العربي ، والثالثة والثلاثين على مستوى العالم، التي تنجح في تطوير محطات للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء على نحو آمن وموثوق وصديق للبيئة. وهو أيضا إنجاز لكوريا الجنوبية باعتبار انها أول محطة نووية تقوم كوريا بتنفيذها في الخارج. وتأمل كوريا أن يكون نجاح تركيب أول مفاعل نووي كوري الصنع في الخارج فاتحة لتصنيع وتشغيل وتصدير المزيد من المفاعلات النووية.
وأوضح نجاح تلك التجربة قوة كوريا في كوادرها البشرية المؤهلة والمدربة. ويفتح المجال أمام صناعات طاقة أكثر كفاءة وأماناً وأكثر إبداعاً وفي الوقت نفسه صديقة للبيئة. هكذا تمكنت كوريا من أن تصبح دولة مصدرة للطاقة النووية بعد ان كانت بنت أول مفاعل نووي محلي، وهو المفاعل "غوري 1" في عام 1978.
هناك العديد من دول العالم المتطورة في مجال الطاقة النووية، التي لم تتمكن من بناء أي مفاعلات الطاقة النووية خلال الأعوام الثلاثين الماضية بسبب اكتفائها ذاتيا وعدم حاجتها للمزيد من المفاعلات النووية، بينما ظلت كوريا خلال تلك الأعوام الماضية تقوم ببناء وتنفيذ مفاعل محلي جديد كل عام تقريبا. يعني ذلك أن كوريا تتمتع الآن بكوادر بشرية مدربة ومواكبة لمجالات التصميم والتنفيذ والتشغيل والصيانة والتنظيم.
وستقوم كوريا ، ستقوم بتوفير القطع والأجزاء اللازمة والخدمات الهندسية المتعلقة بالتشغيل والصيانة وتوفير الوقود النووي على أسس منتظمة لمحطات براكة الأربع للطاقة النووية. كما ان بناء أربع مفاعلات نووية في دولة الإمارات ، يعود على كوريا بمنافع مالية كبيرة . ولهذا فإن مشروع المفاعلات النووية يمثل محرك نمو جديدا بالنسبة لكوريا.
وحسب التقديرات، فإن عدد المفاعلات النووية في العالم التي ستكون بحاجة للتجديد أو الاستبدال بحلول عام 2030 ، يبلغ 435 مفاعلا مما يعني وجود سوق ضخمة في هذا المجال ، يقدرها الخبراء بما يتراوح بين خمسين إلى ستين مليار دولار سنويا.والأمر المهم في الإنجاز الإماراتي – الكوري هو أنه تم مراعاة أقصى الضوابط العالمية للأمان النووي.
kyd1991@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.