مراسل فخري

2019.12.02

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian




بقلم مراسل كوريا.نت الفخري المصري محمود حمدي




بعد الانتقال مع عائلتي للعيش في كوريا الجنوبية عام 2017، كنت دائم المتابعة للفيديوهات وقراءة المواضيع عن مدينة بوسان التي تقع في الجزء الجنوبي لشبه الجزيرة الكورية. تلك المتابعة جعلتني أرغب في زيارة المدينة يوما ما. لكني لم أكن أتخيل أن سبب زيارتي الأولى للمدينة، هو كوني واحد من فريق المراسلين الفخريين لموقع كوريا.نت.

كانت جولتنا التي استمرت ثلاثة أيام مليئة بالإثارة. وتجربة تاريخية وتعليمية غنية. بدأت رحلتنا بإطلالة رائعة من أعلى نقطة في المدينة، برج بوسان. أثناء مشاهدتنا لتلك المدينة الملونة الكبيرة، والتقاط بعض الصور التذكارية مع فريق المراسلين الفخريين، حالفني الحظ وقمت بتصوير حدث مثير يحدث مرة واحدة كل يوم في تمام الساعة 2 ظهراً : فتح وغلق جسر يونغ دونغ ديه غيو.

على الرغم من أن وظيفة الرفع الجسر لم تعد ضرورية، إلا أن هذا الجسر يعتبر معلم شهير للمدينة، بسبب قيمته الرمزية والتاريخية. فأثناء الحرب الكورية عام 1950-1953، كان اللاجئون الفارين من الحرب في الشمال، يقومون بانتظار ذويهم المنفصلين عنهم أو المفقودين على هذا الجسر. ثم حالفني الحظ مرة أخرى في نهاية الرحلة حين وجدت هذا المغناطيس يباع في أحد المتاجر السياحية، ليذكرنا بتلك المدينة الجميلة والتاريخية.



بعد ذلك، توجهنا إلى سوق ببيونج في بوسان، والذي يُعرف أيضًا باسم سوق المعلبات المعدنية.

والسبب في تسمية هذا السوق بهذا الاسم هو ان البضائع والأطعمة المعلبة الامريكية المستوردة، كان يتم بيعها هناك للقوات الأمريكية أثناء الحرب الكورية، رحلت القوات ولكن ظل الاسم باقي ليضفي بعداً تاريخياً لهذا المكان الفريد.

وبينما كنا نتفقد السوق، مررنا بسيدة مسنة تقوم ببيع الطعام الكوري الشمالي، على الرغم من أن مدينة بوسان تقع في الطرف الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة الكورية. فكيف حدث هذا؟

أثناء الحرب الكورية، فر الكثير من سكان ما يعرف الآن بكوريا الشمالية إلى بوسان كلاجئين. وبعد انتهاء الحرب، استقر بعض سكان الشمال في بوسان حتى يومنا هذا. وبالطبع قاموا بطهي اطباقهم الشمالية، حتى أصبحت جزء من المطبخ الجنوبي، بما في ذلك "غاجامي سيكهيه"، تلك الوجبة التي تبيعها هذه السيدة الودودة. فالطبق هو نوع من السمك المخمر بالملح ورقائق الفلفل الأحمر والدُخن والفجل. مثل هذه المشاهد في السوق، هي أشياء نادرة الحدوث، حتى ان الكثير من السكان المحليين لا يعرفونها لاسيما جيل الشباب. لم تكن للحرب الكورية التأثير فقط على السياسة والمجتمع ولكن ايضاً على مطبخ بوسان.



يشتهر طبق آخر في بوسان، دونغ ريه باجون، فطائر المأكولات البحرية. هذا الطبق الإقليمي الذي نشأ من مقاطعة دونجني بالمدينة كان يقدم حصريًا على طاولات الطعام الملكية. لكن خلال ثلاثينيات القرن العشرين، تم تقديمه إلى عامة الشعب وتم توزيعه أيضاً على التجار في أسواق دونغ ريه ، مما سمح للعمال والفلاحين بتذوق ما كان قديماً يُعتبر طبقاً ملكياً. كل هذه الحقائق عن طعام بوسان لم نكن لنعلمها لولا مصاحبه خبيرة الطهي الكوري، جانغ هي يونغ، لنا اثناء جولتنا في السوق. علمتنا الكثير عن تاريخ المطبخ الكوري، وأيضا كيفية تحضير عشاء كوري متكامل وتقديم وشرب الشاي الأخضر الأصلي في بوسان. تعلمنا أيضًا آداب تناول الشاي. تلك الطقوس التي تم الحفاظ عليه لأكثر من ألف عام.

في اليوم التالي، اتجهنا نحو الجبل للقاء شخص آخر له منزلة خاصة في كوريا الجنوبية. بعد النزول من الحافلة، قمنا المشي وصعود الجبل لمدة 15 دقيقة تقريبًا، إلى مركز بوسان للفنون التقليدية مقابلة أحد الأصول الثقافية غير الملموسة. هو المعلم آهن هاي بيو، أحد أقدم صانعي الأحذية التقليدية الكورية، فالمعلم آهن هاي بيو، موثق كواحد من كنوز كوريا الجنوبية الثقافية. بعد ان رحب بنا، قام بتعليمنا كيفية صنع الأحذية التقليدية من الحرير وصمغ الأرز والورق. كانت التجربة تأملية ومهدئة للأعصاب، وكانت الغرفة صامتة ومغمورة في العمل باستمتاع شديد. المعلم آهن مهتم بنقل هذا العلم الذي يعتبره إرث عائلته إلى ابنه، ويأمل في الحفاظ على هذه الحرفة اليدوية التاريخية للأجيال القادمة.

في صباح اليوم التالي، توجهنا لاستنشاق هواء البحر النقي على شاطئ هيه وون ديه، أحد الشواطئ الأكثر شهرة وشعبية في البلاد وأحد الأماكن الرسمية لمهرجان بوسان الدولي للسينما. على بعد حوالي كيلومتر من الشاطئ توجد المنارة تم بناؤها لإحياء ذكرى قمة التعاون الاقتصادي الكوري لآسيا والمحيط الهادئ لعام 2005 بمدينة بوسان. تشبه المنارة زهرة اللوتس المتفتحة، لترمز لتطور وازدهار بوسان.

توجهنا بعد ذلك إلى جزيرة "دونغ بايك" ، الواقعة قبالة أحد طرفي الشاطئ. ومعني هذا الاسم هو "جزيرة الكاميليا، حيث تنتشر ازهار الكاميليا في انحاء الجزيرة من الشتاء إلى الربيع.




ولإنهاء الرحلة بأكثر الطرق استرخاء وهدوء، قمنا بزيارة معبد يونغ غونغ سا في بوسان المطل على البحر أثناء غروب الشمس. هذا المعبد البوذي هو واحد من القلائل في كوريا الذي يتميز بهذا الموقع الفريد على البحر. بُني المعبد في عام 1376 على يد معلم يُعرف باسم نابونغ خلال عهد مملكة جوريو (918-1392) ، وكان يُعرف في الأصل باسم بو مون سا.

لم تكن هذه فقط رحلتنا، فقمنا بمشاهد مدينة بوسان في المساء من على شاطئ مارين سيتي في هايونداي، و زيارة متحف بوسان للتاريخ الحديث ومعرض للثقافة غير الملموسة لبوسان. تناولت أفضل قهوة في شارع جون بو، وكانت آخر وجبة لنا مع كمجموعة من المراسلين والأصدقاء الجدد، في مهرجان الأطعمة بين كوريا ودول الآسيان على هامش فاعليات قمة أسيان وكوريا الجنوبية.







kyd1991@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.