الشاي الأخضر الكوري. (الصورة من آيكلوكآت(

بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية غادة محمد من مصر

عند تحضير الشاي الأخضر يجب عليك غلي الماء ثم بعد ذلك صبه في وعاء كبير الحجم واتركه ليبرد إلى حوالي 60 درجة مئوية لإنه إذا كان الماء ساخنًا جدا فستكون مرارة الشاي أكثر من اللازم.

ويجب تسخين إبريق الشاي والكؤوس ببعض الماء وبعد تسخين أوراق الشاي في الإبريق صب الماء واترك الأوراق تتسرب لمدة دقيقتين أو ثلاث دقائق. عند صب الشاي تأكد من أن الطعم موزع بشكل متساوٍ في جميع الكؤوس لذلك لا تملأ الكؤوس في سكبة واحدة ولكن تملأها شيئًا فشيئًا.

لا تبتلع الشاي بل ارتشفه ببطء للسماح لرائحته بملء فمك. هناك أربع سمات متأصلة للشاي: الهدوء والاحترام والنقاء والسكينة. أثناء شرب الشاي يجب أن تزرع هذه الصفات لديك. شرب الشاي يسعد العقل. طعم الشاي هو طعم الكون بأكمله لأنه يتم إنتاجه بالكامل من خلال أشعة الشمس الطبيعية والماء والرياح والسحب والهواء.

هذه هي الطريقة التقليدية الكورية في شرب الشاي فهيا نتعرف على تاريخ الشاي على الطريقة الكورية.

ذُكر الشاي لأول مرة في النصوص الكورية في سجل يتحدث عن مملكة صغيرة "جايا" والتي كانت موجودة قبل فترة الممالك الثلاث كوجوريو و بايكجي و شيلا تدّعي أن أول ملك لهذه المملكة متزوج من أميرة هندية أحضرت الكتب البوذية والصور والشاي معها من الهند ولكنها تعتبر أسطورة من الأساطير الكورية.

في عهد مملكة شيلا الموحدة كان الشاي يستخدم غالباً كدواء أولاً تُطهى الأوراق على البخار ثم تُقصف على شكل عملة معدنية ويتم غلي هذا النموذج المضغوط لفترة طويلة في وعاء الدواء. تم استخدامه أيضا كقربان لكل من بوذا والمناسبات الاجتماعية. في هذا الوقت كانت هناك بيوت شاي خاصة تحمل طابع الشاي الذي تم تزيينه على بلاط السقف وفي الداخل صورة لبوذا حيث يجلس حولها الأرستقراطيون ويشربون الشاي.

في عهد مملكة كوريو كان يُشرب من قبل عامة الناس وكذلك الأرستقراطيين. يتم استخدام الأوراق الصغيرة فقط لعمل الشاي بينما الأوراق الكبيرة للأغراض الطبية. يتم تقديم بصورة رسمية الشاي للملك كل صباح. في بداية كل عام كان الملك يرعى نباتات الشاي في الحقول من أجل أن يكون قدوة للعامة. يقدم الناس عروض الشاي اليومية للملك وأسلافهم وبوذا. ناقش الكثير من رهبان كوريو شرب الشاي في كتاباتهم. أُدرج شرب الشاي أيضا في تدريس مبدأ "الدارما" وهو مفهوم الهندوسية والبوذية واليوغية الذي يشير إلى فكرة وجود قانون أو مبدأ يحكم الكون. على سبيل المثال عند ملاحظة المفلم تلاميذه كيف يشربون الشاي سيحدد مستوى فهمهم للبوذية.

في عهد مملكة جوسون (مملكة يي نسبة إلى مكتشفها يي سونغ جاي أو الملك تايجو) بعد وفاة الملك سيجونغ (الملك الثالث للمملكة) تم استبدال جميع الاحتفالات البوذية بالطقوس الكونفوشيوسية. منذ أن كان يرتبط الشاي بقوة مع البوذية تم استبداله بالنبيذ كمشروب رسمي. ولكن بما أن النبيذ يحظر على الرهبان فقد تم الحفاظ على عادة شرب الشاي في الأديرة. ومع ذلك على الرغم من أن الشاي كان ينظر إليه بعين صغيرة إلا أنه لا يزال سائداً ويؤثر على الحياة في البلاط الملكي وبين الأرستقراطيين. هذا دليل واضح على حقيقة فرض البلاط الملكي ضريبة كبيرة على الأديرة البوذية. بسبب هذا العبء الضريبي العديد من الأديرة خفضت عمدا أو دمرت محاصيلهم. فقط في المقاطعات الجنوبية من البلاد حيث كان هناك عدد أقل من الأرستقراطيين تم الحفاظ على حقول الشاي. ومع ذلك انخفض شرب الشاي حتى في الأديرة.

قرب نهاية عهد مملكة جوسون تم إحياء مهرجان الشاي التقليدي مرة أخرى بواسطة المعلم تشواي ايسون (1786-1866) الذي أكد على تكامل شرب الشاي والتأمل معتبرا أن أعلى درجات شرب الشاي وأعلى درجات التأمل متساويتان روحانيا.

في الربيع يتم جمع أوراق الشاي ثم يتم تحميصها عن طريق لفها في صفيحة حديدية ساخنة مما يمنح الشاي نكهة محترقة قليلاً وهذه نكهة محببة للغاية من قبل الكوريين. في حين يفضل المصريون الشاي الذي تم غليه مع الماء في إناء واحد وصبه في كوب كبير. وبهذه الطريقة يمكنك أن ترى كيف تحدد الأذواق المختلفة للشعوب نكهة شايهم.

kyd1991@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.