الطعام والسفر

2023.06.07

المراسلون الأجانب المشاركون في الجولة الإعلامية التعريفية بطريق السلام في منطقة دي إم زي التي عقدت في حديقة المحاربين القدامي بساحل كوانغهوا في مدينة إنتشون يوم 27 أبريل، يستمعون إلى شرح المرشد. (الصورة من كيم هيه-رين)

المراسلون الأجانب المشاركون في الجولة الإعلامية التعريفية بطريق السلام في منطقة دي إم زي التي عقدت في حديقة المحاربين القدامي بساحل كوانغهوا في مدينة إنتشون يوم 27 أبريل، يستمعون إلى شرح المرشد. (الصورة من كيم هيه-رين)



كيم هيه-رين

اجتمع 7 مراسلين أجانب مبعوثين إلى كوريا الجنوبية من 5 دول منها الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، المملكة المتحدة، الصين وفرنسا، قرابة الساعة 9 ونصف صباح يوم 27 أبريل في حديقة المحاربين القدامي الواقعة بساحل كانغهوا في مدينة إنتشون. وتم تنظيم هذا التجمع من قبل الحكومة الكورية لتقديم جولة تعريفية للصحافة الأجنبية حول جولة ’طريق السلام بمنطقة دي إم زي‘ التي تم افتتاحها حديثا هذا العام.

وتأسس طريق السلام لأول مرة في عام 2019 بمناسبة الذكرى الأولى لقمة 27 أبريل للكوريتين. وحاليا، تنظم 10 إدارات حكومية 11 جولة تجريبية للمنطقة منزوعة السلاح منطقة دي إم زي. وشارك مراسلو كوريا نت في جولة ذلك اليوم ليشاركوا مع القراء تجربة طريق السلام.

وتقع جزيرة كانغهوا شمال غرب كوريا الجنوبية وتبعد حوالي 60 كم عن العاصمة سيئول ويستغرق ذلك حوالي ساعة ونصف بالسيارة. ويعد الساحل الشمالي لكوريا الجنوبية هو الناحية الجنوبية لحدود منطقة الهدنة بين الكوريتين المنطقة المنزوعة السلاح. وتعد تلك الجزيرة إحدى النقاط العسكرية التي لها تاريخ عريق نظرا لقربها من العاصمة سيئول من ناحية البحر.

ونصت اتفاقية الهدنة بين الكوريتين التي تم توقيعها في 27 يوليو عام 1953 على إنشاء منطقة منزوعة السلاح على مساحة 2 كم من كلا الجانبين الشمالي والجنوبي للخط الفاصل بين حدود الكوريتين. وتتحدد المنطقة منزوعة السلاح بأسلاك شائكة من ناحية الكوريتين. ويرجع السبب في تقديم جزيرة كانغهوا على أنها ’طريق السلام لمنطقة دي إم زي‘ ليس لكونها قريبة منها على الأرض، بل لكونها تقع على طول الساحل المائي للمنطقة.

والاسم الرسمي لها هو ’منطقة المياه المحايدة لمصب نهر الهان (جو كانغ)‘. ويبلغ طول الممر المائي بها حوالي 67 كم يبدأ من مدينة باجو حتى ساحل كانغهوا ويواجه كوريا الشمالية من ناحية الشمال. ووفقا لما ورد في اتفاقية الهدنة، يسمح بتشغيل السفن المدينة وعبورها خلال تلك المنطقة. ولكن تجنبا للنزاعات والتهديدات المحتملة، يتجنب الطرفين حتى الآن تشغيل السفن في تلك المنطقة. ووفقا لما أفاد به مسؤولون من القوات البحرية الكورية، تدار هذه المنطقة حاليا على نفس مستوى الأمن والإجراءات مقارنة بالمنطقة منزوعة السلاح البرية.

الصورة تظهر كوريا الشمالية ونهر جو كانغ من أعلى قمة طريق السلام. (الصورة من كيم هيه-رين)

الصورة تظهر كوريا الشمالية ونهر جو كانغ من أعلى قمة طريق السلام. (الصورة من كيم هيه-رين)


واستقبلنا عند مدخل الحديقة التذكارية للمحاربين القدامى التي كانت أول محطة في جولتنا، تمثال مجسم لجندي مسلح لفت أنظارنا جميعا. وبعدما مررنا بمبنى مكون من طابقين يجسد موقع الحراسة قديما، لاحظنا على جهة اليمين الأسلاك الشائكة المتصلة تحيط بالمكان. وعلى الجانب الأيسر، كان هناك صورا معروضة وفقا للترتيب الزمنى لمراحل الحرب الكورية.

وتوقفت بنا الحافلة في حوالي الساعة العاشرة صباح ذلك اليوم عند مدخل قرية تشولسانري بساحل يانغسا. وبعدما توقفت الحافلة، صعد إليها أحد مسؤولي قوات المشاة البحرية التي تحرس المنطقة المحظورة (منطقة محظورة لدخول المدنيين) ليتفقد هويات المراسلين الأجانب.

ولم نتمكن من التقاط صور للطريق الساحلي المغطى بالأسلاك الشائكة لأسباب أمنية. وتلقى جميع حضور الجولة سترة صفراء مضيئة ثم توجهنا معا إلى جدار ’دونديه‘ (أحد المرافق العسكرية الدفاعية من عصر جوسون مبنية بالطين أو الحجارة على حدود البلاد).

وعندما صعدنا لقمة جدار دونديه، رأينا مشهدا بانوراميا لقرية سامدالي بكوريا الشمالية على الجانب الآخر من النهر. وشاهدنا جبل سونغاك بمدينة كيسونغ في كوريا الشمالية أيضا ولكنه لم يكن ظاهرا بوضوح نظرا لارتفاع نسبة الغبار الناعم في ذلك اليوم. وأخذ المراسلون الأجانب في مشاهدة كوريا الشمالية بالمناظير التي أحضروها معهم. وبدت كوريا الشمالية خلف عدسات المناظير، كدولة زرقاء يعمها السلام والهدوء. ومن تلك القمة التي كنا عليها، كانت كوريا الشمالية على بعد حوالي 2.3 كم. كانت قريبة للغاية لدرجة تجعل من الصعب تصديق أنها منطقة لا يمكن الذهاب إليها.

الصورة تظهر قمة مرصد السلام في قرية تشولسان، ساحل يانغسا بجزيرة كانغهوا. تعد تلك القمة أعلى نقطة في أقصى جزيرة كانغهوا على ارتفاع 118 مترا لذلك يمكن من خلالها رؤية مظاهر الحياة في كوريا الشمالية عن قرب. (الصورة من كيم هيه-رين)

الصورة تظهر قمة مرصد السلام في قرية تشولسان، ساحل يانغسا بجزيرة كانغهوا. تعد تلك القمة أعلى نقطة في أقصى جزيرة كانغهوا على ارتفاع 118 مترا لذلك يمكن من خلالها رؤية مظاهر الحياة في كوريا الشمالية عن قرب. (الصورة من كيم هيه-رين)


ووصلنا إلى مرصد كانغهوا للسلام قرابة الساعة الواحدة ظهرا. وعندما صعدنا إلى الطابق الثالث المحاط من جميع الجوانب بنوافذ زجاجية، استقبلنا مشهد بانورامي ساحر. استمعنا إلى شرح موجز حول تاريخ جزيرة كانغهوا والقرية التابعة لكوريا الشمالية المرئية من خلال المرصد، ثم شاهدنا معا فيديو تعريفي للمنطقة.

وكان الفيديو مصحوبا بسرد صوتي من ضمن ما ورد فيه "يأتي إلى هنا كل من غادر تاركا وراءه عزيزا غاليا، ليشاهد الأراضي الكورية الشمالية عن قرب أكثر حتى ولو قليلا".

وبحلول الساعة الثالثة عصرا، توجهنا إلى آخر وجهة على جدول الجولة وهي سوق ديه ريونغ الواقع بجزيرة غيودونغ. وتعد جزيرة غيودونغ الواقعة شمال غرب جزيرة كانغهوا، الجزيرة الأولى التي تواجه ساحل يونبيك بجزيرة هوانغ هيه التابعة لأراضي كوريا الشمالية من خلال مضيق بحري ضيق. وظهر سوق ديه ريونغ لأول مرة عندما اندلعت الحرب وبدأ اللاجئون في كسب لقمة عيشهم من الأكشاك الصغيرة.

المراسلون الأجانب المشاركون في جولة ’طريق السلام بمنطقة دي إم زي‘ يقومون بعمل مقابلات مع مواطني جزيرة غيودونغ. (الصورة من إدارة ساحل كانغهوا)

المراسلون الأجانب المشاركون في جولة ’طريق السلام بمنطقة دي إم زي‘ يقومون بعمل مقابلات مع مواطني جزيرة غيودونغ. (الصورة من إدارة ساحل كانغهوا)


وقال لنا السيد بانغ جيه-هي أحد سكان جزيرة غيودونغ، مفسرا الوضع في ذلك الوقت "بعدما اندلعت الحرب، جاء إلى الجزيرة حوالي 30 ألف شخص لم يكن لديهم مأوى ولا مكانا للنوم لذلك كانوا يدخلون أي بيتا. وقام سكان الجزيرة الذين لديهم غرف شاغرة في منازلهم باستقبالهم، ومن لم يكن لديه غرف شاغرة، كان يقوم بتغطية مزارع تربية المواشي ويحولها إلى ملجأ يستقبل فيه اللاجئين".

وفي مقابلة مع السيد تشوى بونغ-يول أحد أفراد الجيل الأول الذي عبر إلى كوريا الجنوبية هاربا على متن قارب خشبي وهو في سن الـ19 من عمره، قال "حاليا لا يوجد فرق بين السكان الأصليين واللاجئين الذين هربوا من الأراضي الشمالية في ذلك الحين"، مضيفا "قضيت حياتي في جزيرة غيودونغ، وحل السلام على حياتي في هذه الأرض لذا أود أن أبقى هنا حتى لحظة مماتي".

وقال مراسل إذاعة فرنسا الدولية نيكولاس روكا "اندهشت كثيرا بمعرفة أن أرض هذه الجزيرة الصغيرة استوعبت عدد اللاجئيين الشماليين المماثل لعدد السكان الأصليين في ذلك الوقت"، وأضاف "هذا جانب من التاريخ لم أكن أعرفه وهو أمر مؤثر للغاية".

وتحركنا من جزيرة غيودونغ في حوالي الساعة 4 عصرا بعد نهاية الجولة التي استطعنا فيه رؤية كوريا الشمالية على مرمى البصر. قضيت يوما استطعت من خلاله أن أشعر قليلا بالوضع الحقيقي للحرب الكورية وانقسام الكوريتين الذي لطالما سمعت عنه من خلال الكتب فقط نظرا لكوني من الجيل الجديد.

الصورة تظهر خريطة الجولة السياحية لطريق السلام بمنطقة دي إم زي البالغ طولها 63 كم وتتضمن متحف الحرب الكورية بكانغهوا، مرصد السلام بكانغهوا، مركز إيدوبونتشو العسكري، سوق ديه ريونغ، وحديقة هواغيه. (الصورة لقطة شاشة لموقع طريق السلام)

الصورة تظهر خريطة الجولة السياحية لطريق السلام بمنطقة دي إم زي البالغ طولها 63 كم وتتضمن متحف الحرب الكورية بكانغهوا، مرصد السلام بكانغهوا، مركز إيدوبونتشو العسكري، سوق ديه ريونغ، وحديقة هواغيه. (الصورة لقطة شاشة لموقع طريق السلام)


وستظل الجولة متاحة في أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد حتى يوم 30 نوفمبر هذا العام. ويمكن لجميع الراغبين في المشاركة بالجولة الحجز عبر موقع طريق السلام الرسمي*. وتبلغ قيمة التذكرة للفرد الواحد 10 آلاف وون كوري.
*(https://www.durunubi.kr/dmz-main.do)

kimhyelin211@korea.kr

محتوى متعلق