إحدى ضحايا الاسترقاق الجنسي، كيم بوك دونغ، وتمثال "السلام" الذي أقيم تكريما للضحايا. (الصورة من وكالة يونهاب للأنباء)
بارك كيل جا، كيم يونغ دوك krun@korea.kr
توفيت أمس السيدة كيم بوك دونغ، إحدى ضحايا الاسترقاق الجنسي والذي مارسه الجنش الياباني في الحرب العالمية الثانية.
ويجتمع الكثير من المواطنين الكوريين في سرادق العزاء لها لتكريم ذكرى السيدة المسنة كيم بوك دونغ. وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن في فيسبوك إن السيدة المسنة كيم بذلت الجهود لتصحيح التاريخ المشوه بمطالبتها اليابان بالتعويض والاعتذار عن فظائع ارتكبها الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية، مضيفا أن الحكومة الكورية لن تنسى أمرا لتصحيح التاريخ المشوه.
وقال "المجلس الكوري للعدل والذكرى" إن المسنة كيم تركت وصية وطالبت ببذل الجهود لحل مشكلة "نساء المتعة" وتقديم الدعم للطلاب في مدرسة جوسون للكوريين لدى اليابان.
شاركت السيدة المسنة كيم في مظاهرات تطالب اليابان بحل قضايا نساء المتعة أمام السفارة اليابانية بمدينة سيئول. (الصورة من وكالة يونهاب للأنباء)
وأرغمت السيدة المسنة كيم على ممارسة الاسترقاق الجنسي في عام 1926 وكان عمرها 14 عاما. وهي ذكرت بأن "عمدة هددتها بطرد من كوريا بعد استصفاء الأموال ،إذا لا تعمل في مصنع". وفي ذلك الوقت، قضت الوقت كرقيق جنسي في بيوت الدعارة العسكرية التابعة للجيش الياباني خلال الحرب العالمية في الدول المختلفة، الصين وهونغ كونغ وماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وسنغافورة وغيرها. وعادت كيم إلى بلادها عند عمرها 21 عاما في عام 1947 بعد انتهاء الحرب الثانية.
وفي عام 1992، كشفت السيدة المسنة كيم عن مأساتها من الاسترقاق الجنسي لكي تشهد على الحقيقة التاريخية. وأدلت السيدة بشهادتها أمام جلسة مؤتمر حقوق الإنسان في فيينا عام 1993 كما شاركت في الوقفات الاحتجاجية أمام السفارة اليابانية لدى سيؤول لإعلان ما مارسه الجيش الياباني. ودعت كيم اليابان إلى الحل العادل ووجهت تهمة للحكومة اليابانية في مظاهرات نظمت في الدول الخارجية على الرغم من أنها فقدت بصرها بلعين اليسرى.
وكانت المسنة تقول للصحفيين إن "لماذا تنادينا كنساء المتعة؟، نحن رقيق جنسي ولسنا أحرارا من المعانة، ما لم يتم حلها".
والجدير بالذكر أن السيدة المسنة كيم أثرت على كثير من الضحايا وسعت للحفاظ على حقوق الإنسان والسلام. وشاركت كل سنة في الحملات في كل أنحاء العالم للبرهنة على الفظائع للجيش الياباني. وساعدت ضحايا العنف الجنسي في حروب والأطفال في مناطق الصراع من خلال إطلاق "صندوق الفراشة" بالتعاون مع السيدة المسنة كيل وون-ووك التي تعاني من مشكلة الاسترقاق الجنسي.
ومن جهة أخرى، اختارت "منظمة مراسلين بلا حدود" ووكالة الأنباء الفرنسية المسنة كيم في قائمة "100 بطل" يناضلون للحفاظ على الحرية في عام 2015. وقد توفيت ضحية أخرى توفيت في نفس اليوم ليصل عدد الضحايا المتبقيات على قيد الحياة 23 شخصا.
زار الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن اليوم الثلاثاء سرادق العزاء للمسنة كيم بوك-دونغ لتكريم ذكرى السيدة كيم. (الصورة من البيت الأزرق)