السياسات

2024.05.01

كوريا تواجه حاليا انخفاض متزايد في التعداد السكاني الكوري وتهديدات مستمرة ناتجة عن انخفاض معدلات المواليد وارتفاع معدلات كبار السن. وتبذل الحكومات المحلية جهودا لجذب الأجانب من أجل مواجهة هذه المشكلة. والصورة تظهر عمدة مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية لي تشيول-وو يتحدث في الاجتماع العام للجمعية الوطنية التي عقدت يوم 22 نوفمبر من العام الماضي حول موضوع ’خطر الانقراض الإقليمي والتوجيه العلمي والبدائل المتاحة‘. (الصورة من مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية)

كوريا تواجه حاليا انخفاض متزايد في التعداد السكاني الكوري وتهديدات مستمرة ناتجة عن انخفاض معدلات المواليد وارتفاع معدلات كبار السن. وتبذل الحكومات المحلية جهودا لجذب الأجانب من أجل مواجهة هذه المشكلة. والصورة تظهر عمدة مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية لي تشيول-وو يتحدث في الاجتماع العام للجمعية الوطنية التي عقدت يوم 22 نوفمبر من العام الماضي حول موضوع ’خطر الانقراض الإقليمي والتوجيه العلمي والبدائل المتاحة‘. (الصورة من مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية)



يون سينغ-جين


تواجه كوريا مؤخرا خطر الانخفاض الحاد في التعداد السكاني وتهديدات الانقراض المحلي بسبب انخفاض معدلات المواليد وارتفاع نسبة الشيخوخة.

تشير بيانات تقرير ’تقدير التعداد السكاني المستقبلي‘ الصادر عن هيئة الإحصاء الكورية في العام الماضي إلى أنه من المتوقع أن ينخفض إجمالي عدد سكان كوريا إلى 47.11 مليون نسمة بحلول عام 2050، ثم سينخفض مرة أخرى ليصبح 40 مليون نسمة في عام 2072. وتواجه المناطق الإقليمية خارج العاصمة خصيصا تهديدات مجتمعية خطيرة بسبب مشكلة الانقراض السكاني. وصنف مؤشر خطر الانقراض المحلي الذي أعلنته خدمة معلومات التوظيف الكورية في العام الماضي 118 منطقة إقليمية خارج العاصمة معرضة لخطر الانقراض من إجمالي 228 قرية ومدينة ومقاطعة في كوريا.

وتبذل الحكومات المحلية جهودا كبيرة لتجذب المزيد من الأجانب بهدف توطينهم مثل إنشاء هيئة مسؤولة عن سياسات الهجرة. وتعتبر الحكومة الكورية هذه الخطوات بداية لحل مشاكل الانخفاض السكاني وانتعاش الاقتصاد المحلي مرة أخرى.


الحكومات المحلية الكورية أدخلت أنظمة مختلفة للدراسة والتوظيف من أجل جذب المزيد من الأجانب. والصورة تظهر الطلاب الأجانب يلتقطون صورة تذكارية في جامعة تشونغبوك الوطنية التي تنتمي لحكومة مقاطعة تشونغ تشيونغ الشمالية التي تنفذ حاليا مشروع خاص لجذب أكثر من 10 ألاف طالب أجنبي بحلول العام المقبل. (الصورة من جامعة تشونغبوك الوطنية)

الحكومات المحلية الكورية أدخلت أنظمة مختلفة للدراسة والتوظيف من أجل جذب المزيد من الأجانب. والصورة تظهر الطلاب الأجانب يلتقطون صورة تذكارية في جامعة تشونغبوك الوطنية التي تنتمي لحكومة مقاطعة تشونغ تشيونغ الشمالية التي تنفذ حاليا مشروع خاص لجذب أكثر من 10 ألاف طالب أجنبي بحلول العام المقبل. (الصورة من جامعة تشونغبوك الوطنية)


وتقوم مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية بإدارة تجمع للأجانب تابع لقسم السياسات المحلية ابتداء من العام الماضي كما تنفذ العديد من السياسات المتعلقة بالهجرة والأجانب. وفي فبراير المقبل، ستفتتح المقاطعة معهد لتعليم اللغة الكورية من أجل الأجانب داخل الحرم الجامعي التابع لجامعة كيونغبوك الوطنية من أجل مساعدة الأجانب سواء كانوا من الدارسين أو العمال على الاستقرار في المنطقة. وأعلنت المقاطعة يوم 2 أبريل الماضي السياسات الشاملة للهجرة وسبل دعم المهاجرين لتكون الأولى بين كل الحكومات الكورية المحلية بهدف جذب الطلاب الأجانب للدراسة في المقاطعة ثم الاستقرار والعمل بها أيضا.

وقامت مقاطعة كيونغ سانغ الجنوبية بتحديد العدد المستهدف من العمال الأجانب ليبلغ 67 ألفا من أجل حل مشكلة نقص الأيدي العاملة في مجال التصنيع. ووافقت الحكومة في يناير الماضي على طلب المقاطعة المتعلق بتأشيرات العمالة الأجنبية في قطاعي بناء السفن والفضاء. وستبحث المقاطعة سبل تشكيل مجلس للعمالة الأجنبية من أجل إدارة الشؤون المتعلقة بالإضافة إلى دعمهم على الاستقرار والحصول على حياة مريحة في المنطقة.

وبدأت مقاطعة تشونغ تشيونغ الشمالية منذ شهر يناير الماضي نظام بعنوان ’نظام كي-طلاب أجانب على طراز تشونغبوك‘. وجاء قرار إنشاء هذا النظام من أجل الجامعات التي تعاني من انخفاض السكان في المقاطعة. ويعتمد هذا النظام على توفير وظائف مستقرة للطلاب الأجانب ودعمهم حتى يتمكنوا من الدراسة والعمل في نفس الوقت. وستوفر المقاطعة أيضا فرص إعفاء من الرسوم الدراسية بالكامل لطلاب الماجستير والدكتوراه كما ستوفر محاضرات لمن يرغبون في تعلم اللغة الكورية. وتخطط المقاطعة بأكملها لجذب 10 ألاف طالب أجنبي بحلول عام 2025 بواسطة هذا النظام.

وأعلنت مقاطعة جولا الجنوبية في العام الماضي ’خطة إعادة التنظيم الداخلي‘ من أجل الاستجابة لأزمة الانخفاض السكاني في الأقاليم. ووفقا لذلك، قامت المقاطعة برفع منصب ’مدير سياسات السكان والشباب‘ ليصبح ’مكتب هجرة السكان والشباب‘ وأضافت له أقسام جديدة مثل ’قسم سياسات التعداد السكاني‘ وقسم ’أمل الشباب‘ بالإضافة إلى زيادة عدد العاملين به. وبالتزامن مع إعلان الحكومة الكورية عن إنشاء هيئة الهجرة وإدارة شؤون الأجانب، قامت المقاطعة قبل غيرها من الحكومات المحلية بإنشاء ’قسم إدارة سياسات الهجرة‘. كما قامت أيضا في شهر مارس الماضي بتنشيط عمليات توظيف العمالة الأجنبية من خلال إعادة تحديد نسبة تأشيرات العمل التابعة لفئة ’إي-7‘ ومراجعة معايير الموافقة عليها أيضا.


وبدورها قامت مقاطعة كانغ وون في ديسمبر من العام الماضي بإنشاء قسم لإدارة سياسات الأجانب. ويبدو أنها تستعد أيضا لزيادة العمالة الأجنبية من خلال نظام تأشيرات التوصية من الحكومات المحلية وتأشيرات العمل الإقليمي. ومن المقرر إعادة تنظيم قسم سياسات الأجانب مرة أخرى خلال النصف الأول من هذا العام ليصبح هيئة رسمية تقوم بوضع سياسات الأجانب والهجرة وتعزيز أنشطة جذب الأجانب للمقاطعة.


الطلاب الأجانب يستمعون إلى الشرح في ندوة حول توظيف الطلاب الأجانب بالتأشيرات الإقليمية، عقدت يوم 17 مارس من عام 2023 في صالة الألعاب الرياضية بجامعة ديغو. (الصورة من مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية)

الطلاب الأجانب يستمعون إلى الشرح في ندوة حول توظيف الطلاب الأجانب بالتأشيرات الإقليمية، عقدت يوم 17 مارس من عام 2023 في صالة الألعاب الرياضية بجامعة ديغو. (الصورة من مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية)


وبدورها استجابت وزارة العدل لجهود الحكومات المحلية التي تعمل على قدم وساق من أجل جذب المزيد من الأجانب، وأصدرت ’نظام التأشيرات الإقليمية‘ في عام 2022. وستقوم هذا العام بتطبيق نظام تأشيرات ’المواهب المحلية المتفوقة (إف-2-آر)‘ وتأشيرات ’الخبراء ذوي الأصول الكورية في الأقاليم (إف-4-آر). ومن المقرر أن يشارك في هذا النظام أكثر من 60 حكومة محلية على مستوى البلاد.


يجب على المتقدمين لتأشيرات المواهب المحلية المتفوقة أن يبلغ دخلهم 70% أو أكثر من نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي أو أن يكونوا حاصلين على درجة بكالوريوس مهني من جامعة كورية وعاشوا في المنطقة لأكثر من 5 سنوات متواصلة. كما يجب أيضا أن يحصل المتقدم على المستوى الثالث أو أعلى في اختبار إجادة اللغة الكورية (توبيك). أما تأشيرة الخبراء ذوي الأصول الكورية في الأقاليم فمن شروطها أن يكون المتقدم من حاملي الجنسيات الأجنبية وله أصول كورية ولا يقل سنه عن 60 عاما ويخطط للعيش في المنطقة لعامين أو أكثر.


ومن جانبه صرح جيونغ ميونغ-أوك رئيس قسم دعم التوظيف التابع لإدارة مقاطعة تشونغ تشيونغ، في اجتماع ’الموظفون الحكوميون المسؤولون عن التأشيرات الإقليمية‘ الذي عقد في مارس الماضي، قائلا "سنعمل على الاستفادة بشكل فعال من نظام التأشيرات الإقليمية المتخصصة لحل أزمة نقص الأيدي العاملة في مجال الصناعة كما سنعمل على صنع نظام تعاون بهدف تسهيل قدوم الأجانب إلى المنطقة والاستقرار بها".


scf2979@korea.kr

محتوى متعلق