الصورة تظهر الشيف كيم هان-سونغ مدير مطعم ’هاندسوم رايس‘ لوجبات الطعام الكوري الذي أسسه عام 2018 في مانهاتن بنيويورك.

يو يون-كيونغ، كانغ سيونغ-تشيول (يونهاب)
الصور = كيم هان-سونغ

"لكي تستمر عولمة الطعام الكوري في اكتساب القوة، يجب أن نخلص في أساسيات الإنتاج المحلي للمكونات."

يدير الشيف كيم هان-سونغ (40 عاما) مطاعم كورية في نيويورك وولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة كما أنه عضو في جمعية الطهاة الأمريكية. ويقوم الشيف كيم بجهود كبيرة لتعزيز تاريخ المكونات الغذائية الكورية وثقافة الطعام الكوري في الولايات المتحدة الأمريكية بنفس قدر الجهود المبذولة في صنع الطعام نفسه.

قامت كوريا نت ووكالة يونهاب للأنباء معا بعمل مقابلة خاصة مع الشيف كيم يوم 6 ديسمبر وقال فيها مؤكدا على أهمية اختيار المكونات "حتى لو صنعت الكيمتشي بنفس الطريقة واستخدمت ملفوفا وفلفل وثوم مختلفين، سيصبح الطعم مختلفا. خاصة أن المكونات لو لم تكن مكونات البلد الأصلي فسيكون الفرق في الطعم كبيرا جدا لذلك يفضل استخدام المكونات الكورية في صنع الطعام الكوري للحصول على المذاق الأصلي".

حصل الشيف كيم على العديد من الجوائز في أكثر من 20 مسابقة للطهي التقليدي في كوريا الجنوبية. ونشر 7 كتب عن الطعام وثقافته وكان نجما لامعا في مجال الطهي في فترة من الزمن. أصبح كيم شخصية عامة مشهورة في أواخر العشرينات من عمره حيث ظهر في برنامج ’تيستي رود 2‘ لقناة أوليف تي في المتخصصة في الطهي، وكان عارضا لإعلان ’أوز‘ الخاص بشركة إل جي للهواتف المحمولة وغيرها ولكنه قرر في عام 2011 أن يبدأ تحديا جديدا في حياته وذهب للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعدما حصل كيم على درجة الماجستير في الضيافة (دراسة الطبخ الشامل وإدارة الفنادق والمطاعم) من كلية الدراسات العليا بجامعة جونسون آند ويلز في رود آيلاند، أصبح أول كوري يحصل من جمعية الطهاة الأمريكية التي تعد أقدم منظمة والأكثر مصداقية في هذا المجال على مستوى أمريكا الشمالية، على لقب شيف رئيسي ولقب شيف رئيسي تحكيمي.

وجدير بالذكر أن الشيف كيم تخلى عن مستقبل مضمون كشيف في كوريا الجنوبية واختار نشر الطعام الكوري وثقافته في الولايات المتحدة الأمريكية.

والآن بعد مرور أكثر من 10 سنوات، أصبح الشيف كيم يدير مطعما كوريا يسمى ’هاندسوم رايس‘ في مانهاتن بنيويورك التي تعتبر حلبة منافسة لأطعمة ونكهات العالم أجمع. ويدير أيضا مطعم كوريا في نيوجيرسي يسمى سيئول فرايد تشيكن.

واختير مطعم هاندسوم رايس الذي فتح أبوابه رسميا عام 2018، كواحد من أفضل ثلاثة مطاعم للغداء في مانهاتن وتم تقديمه في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وبعد مرور شهر ونصف من ذلك أصبح من المطاعم المزدحمة التي يصطف أمامها الناس من الصباح حتى المساء. وتتكون وجبة الغداء التي يقدمها المطعم من الأرز الدافئ، اللحم مثل البولغوغي ولحم الخنزير، والخضروات المتنوعة مما أوصل لسكان نيويورك مفهوم وجبة الغداء الكورية بنجاح وهو هدف المطعم.

استمعنا من الشيف كيم إلى قصته التي تدور حول العولمة الحقيقية للطعام الكوري التي لا يمكن أن تنجح دون إيصال عوائد شعبية الطعام الكوري إلى المزارعين الكوريين. نشارك معكم في مقال اليوم جزء من حوارنا مع الشيف كيم هان-سونغ.

مواطنة أمريكية تحمل وصندوق الغداء الكوري الذي حصلت عليه من فعالية ’هانشيك: سوبان، ودوشيراك‘ التي أقيمت في مانهاتن بنيويورك خلال الفترة من 12 حتى 14 سبتمبر عام 2022 بتنظيم وزارة الثقافة والرياضة والسياحة والوكالة الوطنية لترويج الحرف والتصاميم اليدوية.

- من فضلك حدثنا عن السبب وراء سعيك لترويج الطعام الكوري من خلال الأنشطة الخارجية وعدم الاكتفاء بإدارة المطعم فقط.
كان أكثر شيء أجيده هو صنع الطعام الكوري وأردت أن استغل ذلك أيضا في تعريف العالم بثقافة الطعام الكوري. الطعام ليس فقط أكل ولكن أيضا نستطيع الاستمتاع به بحواسنا بأعيننا وأذاننا وأردت ان أوسع هذا النطاق ليشمل الاستمتاع بالثقافة الكورية أيضا حتى يشعر الناس بالتقارب أكثر مع الطعام الكوري. من الرائع أيضا النجاح في العمل كطاهي. ولكن أعتقد أن هناك أشياء أكثر أهمية في الحياة من المال. اعتقد أن الأمر يصبح أكثر إشراقا عندما أفخر بكوني شيف كوري ناجح خارج بلاده. وأرى أن هذا يحفزني على العمل بجدية أكثر.

- سمعنا أنك تسعى في تنفيذ مشروع تحسين وجبات الغداء المدرسية في المدارس العامة الأمريكية باستخدام الطعام الكوري.
نحن نعمل على ’مشروع ثورة كي-فود‘ الذي يقدم وجبات مدرسية تتكون من أطعمة كورية تناسب الشعب الأمريكي وهي غنية بالعناصر الغذائية الضرورية ومفيدة للصحة. الطعام الكوري له جوانب جذابة عديدة لا تنتهي. ومن هذه الجوانب اخترنا الأطعمة النباتية التي يمكن لأي شخص في الولايات المتحدة الأمريكية الاستمتاع بها. وسنوفر أيضا وجبات غذائية تجمع بين الخضروات، البقوليات، الفواكه، الحبوب الصحية وغيرها مثل سام باب (أرز ملفوف بالخضروات الورقية) وجابتشيه نباتية وتوفو ومكسرات وغيرها. نهدف من خلال هذا المشروع إلى غرس صورة إيجابية عن الطعام الكوري لدى الشباب مع الاهتمام بالصحة في المدارس العامة التي تغلب على أطعمتها الوجبات سريعة التحضير المسببة للسمنة. ونخطط في البداية إلى عمل ذلك بشكل تجريبي في المدارس عبر التواصل وتوقيع اتفاقيات مع الهيئات الاستشارية ذات الصلة مثل مجلسي الشيوخ والنواب في نيويورك ونيوجيرسي، أعضاء مجلس المدينة والمجموعات المدنية وتجمعات أولياء الأمور. وسنعمل بعد ذلك على توسيع الحملة لتصل إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.

الشيف كيم هان-سونغ يحمل في يده علبة الغداء الكوري ’دوشيراك‘ ويلتقط صورة تذكارية في فعالية ’هانشيك: سوبان ودوشيراك‘ التي أقامتها وزارة الثقافة والرياضة والسياحة بالتعاون مع الوكالة الوطنية لترويج الحرف والتصاميم الكورية خلال الفترة من يوم 12 حتى 14 سبتمبر عام 2022 في مانهاتن بنيويورك. وتتكون العلبة من بعض الأطعمة الكورية التمثيلية للأعياد الكورية مثل سام باب، جابتشيه، فطائر تقليدية وتوكغالبي وكيمتشي أبيض.

- أكدت في مقالة ’نأكل نيويورك‘ التي نشرت مؤخرا، أن المكونات وثقافة الطعام عاملان مهمان للغاية. ما هي المكونات الغذائية الكورية أو الثقافة الغذائية الكورية التي تعتز بها بشكل خاص؟
بالطبع يجب أن يجيد الطهاة صنع الطعام، وأهمية الفهم العميق للشيف حول المكونات وثقافة الطعام لا تقل عن أهمية إجادة الطهي. إذا فهمنا المكونات بدقة من الطبيعي أن نتعلم كيفية طهيها. أنا أحب الخضروات الكورية للغاية ومن الصعب العثور في أي مكان بالعالم على خضروات بنفس جودة الخضروات الكورية المزروعة وسط الجبال والمياه النقية. والنامول الكورية عبارة عن مجموعة من جذور البقوليات التي يمكن للجميع الاستمتاع بها في الولايات المتحدة التي تعتبر مركز متعدد الثقافات والأعراق فالنامول نباتية وهي مكون كوري غذائي يحمل الكثير من الثقافات ويمكن تقديمها أيضا لمن يعانون من حساسية للملح.

- ما هو العنصر الأكثر أهمية لعولمة كي-فود الذي اشتهر بفضل الهاليو؟
حصل الطعام الكوري على ردود فعل إيجابية وشعبية كبيرة في الآونة الأخيرة ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن على مستوى العالم أجمع. وحاليا نستطيع القول إن عولمة الطعام الكوري موجودة بالفعل في مستوى معين ولرفع هذا المستوى الترويج وحده لا يكفي. لكي يستمر الكي فود في الحصول على حب الناس على مستوى العالم يجب أن يحصل المزارعون وشركات الأغذية التي تنتج هذا الغذاء المنتشر في العالم، على فوائد وعوائد هذا الحب حتى يستمروا في العمل الجاد. ولكي يحدث ذلك، يجب أن نؤسس البنية التحتية اللازمة لمساعدة المكونات والأغذية الكورية على الخروج إلى الأسواق العالمية.

- في رأيك ما هي القيمة الأكثر أهمية في الحياة؟
المشاركة هي الأهم. أنا أحلم أن أصبح ناشطا اجتماعيا من خلال الطهي. أسس الطاهي الأمريكي خوسيه أندريس منظمة إغاثة تسمى ’وورلد سنترال كيتشن‘ تقوم بأعمال خيرية عند حدوث صراعات أو كوارث مثل الحرب في أوكرانيا أو زلزال هايتي. وتقوم هذه المنظمة فقط بمساعدة المحتاجين دون التدخل في السياسة. والشيف أندريس له تأثير كبير جدا لدرجة أنه يذهب بنفسه إلى مواقع الإغاثة وترعاه العديد من شركات الأغذية العالمية. حلمي كشيف كوري هو إنشاء منظمة إغاثة بواسطة الطعام الكوري.

- هل لديك خطط مستقبلية تتعلق بوجبات المدارس العامة المكونة من الطعام الكوري؟
أود الترويج لمشروع تطوير وجبات الغداء المدرسية في المزيد من الدول حول العالم. ولتحقيق ذلك نقوم بالعمل على إنتاج برنامجا عبر منصة إنترنت مثل نتفلكس. ولإكمال المشروع نبحث حاليا عن الأشخاص والهيئات ذات الصلة. وحاليا أولويتنا هي التخطيط والتنفيذ في الولايات المتحدة وبعد النجاح في ذلك نخطط للتوسع في جميع أنحاء العالم.

dusrud21@korea.kr